وهم الاستثمار الرياضي في الصين .
13-10-2016, 04:10 PM



بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم









أزمة المنتخب الصيني تكشف وهم الاستثمار الرياضي:


تركت نتائج منتخب الصين لكرة القدم في تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات مونديال روسيا 2018 آمال البلاد بالتأهل للمرة الثانية في حالة يرثى لها، ودفعت وسائل الاعلام الرسمية إلى التشكيك في البرنامج الرياضي العام.
وأعلن المدرب غاو هونغبو استقالته في مؤتمر صحافي فوراً بعد الخسارة أمام أوزبكستان صفر-2 الثلاثاء في طشقند، وذلك بعد أيام من السقوط المر أمام سوريا (صفر-1) الممزقة بالحروب، فتذيل التنين الأحمر ترتيب مجموعته الآسيوية.
وتأتي الأزمة الصينية بعد صيف انتقالات ناري أنفقت فيه الأندية الصينية عشرات الملايين من الدولارات أملاً بوضع حد لسنوات عجاف على الساحة الدولية.
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى استضافة كأس العالم 2050، ما أثار سيلاً من الاستثمارات من رجال الأعمال المهتمين بالساحة الرياضية.
وأنفق أكثر من 440 مليون دولار هذه السنة لجلب لاعبين أجانب إلى دوري كرة القدم الصيني.
واشترت شركات من الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشكل صريح أو استثمرت بشكل كبير في أندية ايطالية وانكليزية واسبانية.

- البدء من نقطة الصفر-

حقن المال الهائل لم يفعل شيئاً لرفع مستوى المنتخب الوطني، ما ترك الجماهير ووسائل الاعلام الرسمية يتساءلون عن خطة بديلة.
وسألت افتتاحية "بيبلز دايلي" بعنوان استفزازي: "هل ينبغي أن تبدأ كرة القدم الصينية مجدداً من نقطة الصفر؟".
وذكر التقرير المنشور الأربعاء أن حجم المال المنفق على الرياضة يغطي على نقاط الضعف الأساسية، يخلق وهماً من التقدم، فيما في الواقع هو مجرد "اضاعة للوقت أو عودة إلى الوراء".
وحذرت "تشاينا دايلي" المملوكة من الدولة الخميس من أن الشركات الصينية يجب أن "تستثمر بحذر في كرة القدم الأوروبية".
ويوافق مارك دريير المحلل الرياضي في بكين: "الاستثمارات في مجال استيراد النجوم إلى الدوري الصيني وشراء أندية كرة القدم تصدرت عناوين الصحف، لكن لا علاقة لها بتحسين مستوى المنتخب الوطني".
ويحتل المنتخب الصيني المركز 78 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، بفارق مركز عن جزيرة سانت كيتس ونيفيس الكاريبية التي يبلغ عدد سكانها 50726 نسمة، وقد تأهلت مرة يتيمة إلى نهائيات كأس العالم عام 2002 عندما استضافتها جارتاها اليابان وكوريا الجنوبية.
آنذاك خسرت ثلاث مباريات وعجزت عن تسجيل أي هدف.
ويقول دريير: "بكل بساطة، اللاعبون الصينيون ليسوا جيدين بما فيه الكفاية للتأهل إلى كأس العالم، ولا يوجد أي مدرب في العالم قادر على تغيير هذا الواقع".
ويضيف أن زيادة تركيز الحكومة على ايصال المنتخب إلى الحدث الكبير "رفع الضغط على اللاعبين والمسؤولين".

- الجيل القادم-

ينبغي أن ينتظر الجمهور الصيني والمسؤولون جيلاً جديداً لمحو هذه الخيبة، بحسب معلقين متابعين لبرامج كرة القدم.
وجعل العملاق الآسيوي من تطوير قطاع الناشيئن أولوية وطنية، مع خطة رسمية واعدة توفر 20 ألف أكاديمية وتسمح لثلاثين مليون تلميذ في المدارس الابتدائية بممارسة كرة القدم في السنوات الأربع المقبلة.
والهدف هو جعل الصين واحدة من القوى العالمية مع حلول العام 2050. من منطقة جينجيانغ الغربية إلى العاصمة، جعلت المدارس من اللعبة الجميلة جزءاً رئيساً من مناهج التربية البدنية.
وتملك الصين مقومات النجاح الأساسية، بحسب ماركوس لوير، مؤسس والرئيس التنفيذي في وكالة توتال سبورتس الآسيوية: "الموارد البشرية العميقة والمال والارادة السياسية ورياضيون متعطشون".
ويبقى السؤال حول كيفية ادارتهم: "يجب أن يوضعوا ضمن هيكلية صحيحة والنتائج ستأتي".
لكن حتى في ظل أفضل السيناريوهات، تتطلب مثل المبادرات وقتاً طويلاً لتظهر نتائجها.
وختم: "هذه عملية سوف تستغرق الوقت وتتطلب الصبر وتستنزف المال. يتطلب ذلك عادة 10 سنوات من التخطيط المنهجي قبل أن ترى تحولاً كبيراً في مجال الرياضة".









المصدر:
beinsports




...