هل اختطف الجن فتاة البويرة؟!
08-01-2016, 07:49 PM
سمية سعادة
حادثة تبدو للوهلة الأولى من نسج الخيال، ولكن الخيال سار على قدميه في مدينة البويرة وتحول إلى حقيقة فزع لها كل من رآها تختال بين الناس، كيف لا والأمر يتعلق بفتاة اختطفت منذ أكثر من عام ولم يظهر لها أي أثر، ليس لأن الذين اختطفوها من البشر وإلا كانت أسرتها قد فتشت عنها في كل مكان، ولكنها اختطفت من طرف الجن، فأين سيبحث عنها أهلها؟.
خرجت هذه الحادثة إلى العلن بعدما فقدت أسرة الفتاة المخطوفة ذات ال 24 سنة الأمل في عودتها، ولم تجد من سبيل لحل هذا اللغز سوى الاتصال بأحد الرقاة المعروفين في ولاية البويرة الذي سرد قصتها كما يلي:
بتاريخ 4جانفي 2016، وعلى الساعة الخامسة مساء، جاءني شاب بدا على وجهه الحزن، وقال لي:"أختى اختطفها الجن من بين أعيننا، وخرّب بيتنا، لذلك نحن في حاجة إليك بشكل مستعجل".
وبعد أن أدىت صلاة العشاء بمسجد عمر بن الخطاب بالبويرة، بدأ الشاب يسرد الحادثة التي وقعت لأخته في حضور"شهود"، حيث قال: كنا نعيش في بيت جدي، وبعد القسمة، كان نصيبنا أرض قرب الحديقة، فقام أبي ببناء مسكن فوقها وعندما سكناه فوجئنا في أحد الأيام بأختي تخدش جسدها وتصرخ، فأخذناها للراقي الذي بدأ يقرأ عليها القرآن، فضحك الجني الذي تلبس بها وقال: أنا موريس، وهذا البيت بني فوق كنيسة مملكة الجن النصارى، وسنأخذ الفتاة إن لم ترحلوا من المنزل، فأصبحت أختى تقفز كالقرد، تعجبنا لأمرها، وفزعنا لما أصابها، وأخذناها للمستشفى، وعندما طلبت الذهاب إلى الحمام، وقف أخي بالقرب من الباب ينتظرها، ولكنها لم تخرج، بحثنا عنها داخل الحمام فلم نجدها، أين يمكن أن تكون قد ذهبت؟ والحمام ليس فيه نوافذ ولا فتحات، فقدمنا بلاغا للشرطة بالحادثة منذ 14 شهرا، ولكن حتى الآن لم نجد لها أثرا.
وبينت لأخ الفتاة أن الجن لا يمكنه أن يختطفها، وإنما يستطيع أن يتلبس بها، بحيث تمشي بدون أن تعرف إلى أين ستذهب، وقاطعني بقوله أن الجن يتكلم على لسان أخواته الثلاث ويضحك علينا ويقوم بضربنا ويخفي لنا الأشياء ويحركها عن مواضعها، ووعدته أن أزور بيتهم في أقرب وقت وأصطحب معي كاميرا رقمية لأتاكد أن القصة حقيقة وليس مجرد خيال.
وذهبت إلى بيتهم، كل أفراد العائلة كانوا تحت الصدمة، أما أم الفتاة فقد كانت عاجزة عن التكلم، صليت ركعتين وتوكلت على الله، وبدأت في معاينة المنزل، وقد وضعت كاميرا رقمية في المكان المشكوك فيه، حيث سجلت لمدة ساعتين، وبعدما قمت برقية البيت، وجدت شعرا مربوطا بالباب، حيث كانت الأخت الصغرى للفتاة المختفية ترى عجوزا سوداء قبيحة الشكل تقول لها:"اسمي خطايفية وسأدمر حياتكم واحدا وحدا".
ومن خلال حديثي مع أربعة أفراد من هذه الأسرة، تبين لي أن الفتاة المفقودة التي تدعى ع.ز وعمرها 24 سنة، واختفت يوم 21 أكتوبر 2014 تلبسها الجن والدليل على ذلك ما كان يحدث لها، حيث كانت تجلس في أحد أركان البيت وتنزع نصف شعرها وتتكلم بلغة غريبة، وتتلفظ بالسباب أحيانا، ولا تأكل أي شيء، مكتفية بشرب القهوة، وتقول إنها تعيش على الكافيين فقط، وكانت الفتاة قبل أن تختفي تقفز من سور إلى سور بسرعة فائقة لتخرج من المنزل بدون سلالم، وتقول لأهلها أن البيت فيه جن لونهم أسود ويقومون بإخراجها من بيتهم بالقوة، وإنهم يريدون قتلها، ولكن جنيا يختلف عنهم، لونه أبيض، يأتي ليدافع عنها، لكنه لا يستطيع بسبب وصول مدد آخر من البحر، وهم جن سود كثر، ويضعون لها حاجبا، حيث تقول إنها ترى أهلها وهم لا يرونها، وتريد أن تتكلم فلا تستطيع.
ومن أغرب ما سمعته من أهلها، أنها زارت أختها التي تسكن في العمارة، ففتحت النافذة وقفزت منها من 3 طوابق، لكنها لم تسقط، بل كانت وكأنها تطير ونزلت على الأرض ومشت، وعندما شاهدها الأطفال الذين كانوا يلعبون في الفناء، أصابهم الذعر وهربوا.
ورغبت في أن أنشر صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم التعرف عليها ومساعدتها على العودة إلى بيتها، ولكن أهلها قالوا لي إنهم يرغبون في التزام الصمت لأسباب اجتماعية، وفي حين تبقى صورتها لدى مصالح الشرطة فقط.
فهل يفلح رجال الشرطة في العثور عليها، أم أن الأمر يحتاج إلى تجنيد شرطة من الجن تفتش عنها في عالم لا نعرف عنه إلا القليل؟.