الرق / شريعة الله أم شريعة الفقيه .
15-06-2014, 01:17 PM
الرق / شريعة الله أم شريعة الفقيه



[الإسترقاق ] و[العبودية ] يُفترض أن يختفيا من قاموس التداول الإسلامي سواء من حيث التنظير أو الممارسة ، غير أن انقلابا فقهيا قلب الموازين ... ، فكان القضاء على منابع التجفيف دون أثر ، لظهور بعبع [الإسترقاق الشرعي] الذي سمي [سبي الفتوحات ] وبه نُسخت كل آيات الرحمة الإنسانية .
فمسلم اليوم تائه بين فكرين مختلفين في معالجة ظاهرة السبي ، ففريق يؤسس للسبي ويقننه فقها ، وفريق ثان يري أن [ سبي الفتح ] مُفتعلٌ سياسيا مستنصرٌ بأولي الأمر ( الفقهاء) .

الفريق الأول ـ
هم أهل الحديث الذين يرون في السنة [1] أسا مساويا للقران الكريم ، والشرع عندهم استعباد الأسرى و سباية النساء والأولاد في الحروب ،وتحويل النساء إلى ملكات اليمين ، يتم وطرؤهن بدون عقد شرعي حتى المتزوجات منهن ، مع امكانية بيعهن وشرائهن كالبهائم ، وباستطاعة مالكهن أن يبيع [وطأهن] للغير ويبقي الخدمة لصالحه ، والمواليد هم ملك لمالكهن ، وقالوا أن عورة المملوكة ليست كعورة الحرة ، وإذا أُُسر المحارب يتحول إلى عبد ، ولا يحق له امتلاك أي شيء ، و[إسلامه] لا يخرجه من العبودية التي يتوارثها الأبناء على الأباء .

الفريق الثاني
.

هم أهل القرآن ....... ، يُغلبون النص القرآني في التشريع ، ولا يعترفون إلا بالسنة التي تتوافق مع القرآن ، أما السُّنة التي تخالف القرآن فلا يُعتد بها ، وخالفوا السنة في كثير من الأحكام منها ( حكم أسرى الفتوحات ) فهم تقيدوا بنص الآية الرابعة من [سورة محمد[2] ] التي لا يحوي مضمونها على الرق أصلا ، كل ما فيها هو [القتل ـوالمن -والفداء ] ، وهي آية محكمة صريحة لا تحتاج إلى تأويل .
ويرون بأن الأحاديث التي اعتمدها الفقيه في تشريع (حكم العبودية والإسترقاق) غير وجيهة ولا يمكنها أن تكون أصلا منافسا للقرآن في تشريع الأحكام . ويقولون بأن الإسترقاق ماهو إلا كذبة كبرى صاغها الفقيه بأمر من السلطان لخدمة أجندات دنيوية هم بحاجة إليها، كما أولوا آيات [السيف] المشرعة للجهاد وعدوها آيات مخصوصة حكمها دفاعي ( جهاد دفع ) وليس هجومي ( جهاد طلب) ، وبهذا أسقطوا من أجندتهم جهاد الطلب وما يترتب عنه من الأسر وما يلحقه من الإسترقاق ، وأسقطوا مخرج الناسخ والمنسوخ .

مناقشة :

فطرتي التي فطرني الله عليها ومنطلقاتي الفهمية التي تستند إلى كليات الإسلام (+)قادتني إلى ترجيح قراءة ( الفريق الثاني) على أساس قاصمتين : قاصمة تأصيلية وأخرى منطقية عقلانية .

أ) القاصمة التأصيلية :

°°° إن الإسلام في جوهره ذا بعد إنساني ، فهو أصَّل لحقوق الإنسان الطبيعية ،وكرم الإنسان وجعله خليفة في أرضه ، فلا يعقل أن يحرره ثم يتراجع عن تحريره بدعوى كفره ، وهو القائل :

[وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107
" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " 256 / البقرة -2
" لكم دينكم ولي دين " 6/ الكافرون - 109
" ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " 272 / البقرة - 2
" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جمعًا أ فأنت تكره الناس حتى يكون مؤمنين " 99/ يونس 10
، والقاعدة الأسمى هي (أن الحرية هي الأصل وتقييدها استثناء).

°°° الله أرسل نبيا من أنبيائه ( سيدنا موسى عليه السلام ) لتحرير [بنو إسرائيل] من العبودية الفرعونية وهم [ كفرة] لكنهم [مظلومين ] ، فكيف لله أن ينقلب على هذا المبدأ ويلغيه بحديث مثبت عند الإمام البخاري ( حديث أسرى بن قريظة [1] ) ؟
°°° الأصل في التشريع هو كلام الله ، والآية الرابعة من سورة محمد لا وجود فيها للإسترقاق أصلا ، ( ففيها القتل ، المن ، والفداء ) ومن حيث أن الله تعالى لم يجعل احتمالات غير [المنّ] او [الفداء] حتى نهاية الحرب، فهو بكل وضوح حثٌّ على[ المنّ ]أكثر منه على[ الفداء ]فمن لا يستطيع فداء نفسه لا مخرج إلا المنّ ! وهذا من آداب الحرب الدفاعية في القرءان الكريم، [ فالأسير ] هو من تم شد وثاقه أثناء المعارك ، يعامل معاملة المساكين والأيتام
ويُطعم لوجهه تعالى ، ويُبلغ برسالة الإسلام ، ثم يُفرج عنه [منا ]، أو يُستبدل مع أسرى مع العدو ، أو يُفدى بمال .
°°° أما [السبايا ] وهم النساء والأولاد الذين يتم استرقاقهم واستعبادهم بلا ذنب ارتكبوه ، فلا أساس له في القرآن ، فهو نابع من اجتهادات الفقهاء واستنباطاتهم العجيبة ،والذين حولوا بفقههم العباد إلى متاع يقسم على المنتصرين في الحرب ، وجعلوا للرب أندادا ، وهناك أمثلة صارخة في تاريخنا الإسلامي يشيب لذكرها الولدان .... اتقوا الله في المظلوم ... فدعاؤه مستجاب ولو هو كافرٌ ،فلنتعظ يا خلق الله بقول خالقنا ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )[الإسراء:15]، وقوله عز وجل: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام: 164].

°°° وجود بعض من الفقهاء الشجعان ومنهم الفقيه (سيد سابق) قد نفى مشروعية الرق قائلا :( إن القرآن لم يرد فيه نص يبيح الرق, وإنما جاء فيه الدعوة إلى العتق, ولم يثبت أن الرسول (ص) ضرب الرق على أسير من الأسارى, بل أطلق أرقاء مكة,وأرقاء بني المصطلق, وأرقاء حنين, وثبت عنه أنه (ص) أعتق ما كان عنده من رقيق الجاهلية, وأعتق كذلك, ما أهدي إليه منهم) ، إذا كان هذا هو هدي القرآن, وهذه سنة النبي (ص) مع الأسرى, فما هذا الذي أحدثه المسلمون في عصور لاحقة؟ كيف صارت بلاد المسلمين سوقاً للعبيد والإماء من أسرى الفتح الإسلامي؟ كيف أصبحت تجارة الرقيق صناعة إسلامية لها فنونها وأدبياتها؟ والسؤال الطعنة: كيف تمت هذه الجرائم تحت نظر ومباركة فقهاء الإسلام؟

°°°جوهر الإسلام وأصله يؤصل [مبدأ الإختلاف ] من خلال إقرار الحرية ونفي الإكراه كقوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبيَّن الرشد من الغَيء)، وقوله تعالى(لست عليهم بمسيطر)، وقوله(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) فتلك الآيات جاءت لتقربر حرية التدين وذم الإكراه ، لإن الإكراه يأتي بنتائج سلبية هي التقية والنفاق ، ومن هنا يتضح أن الغزو لإقامة الدين أمر لا تقبله الفطرة السوية المنسجمة مع كليات وروح الدين الإسلامي .

ب) القاصمة ( المنطقية العقلانية ).

أرى أن إضاحة الأمر يحتاج إلى مثال وبيان ، لهذا سأضع قصة افتراضية مستوحاة من أحداث تاريخ نشر الإسلام .
هب أنني اعيش في بلدة [تيكروان ] وهي المدينة الأمازيغية التي أسس عليها فاتح افريقية مدينة القيروان ، أعيش كطفل بين أترابي وأنا على دين [ شركي] متوارث ، أنعم بحريتي وأمارس نشاطي الإعتيادي ، وذات يوم داهم مدينتنا قوم غرباء مدججين بالسلاح ، تتقدمهم فرق الخيالة فرسانها شاهرون سيفوهم وكلهم حماس وإقدام ،وراءهم فرق المشاة بسيوفها و شواقرها ورماحها ، وهم في حالة تأهب قصوى للهجوم وفي حالة هستيرية قد يفسرها حاجتهم لإراقة الدماء ، وذاك الإقدام تتخلله صيحات متقطعة لم أفهم معناها وهي من قبيل الله أكبر ... الله أكبر ... الجهاد ... الجهاد الجهاد في سبيل الله ...
أرهبتنا تلك الأصوات كأطفال عزل لأننا لم نفهم مغزاها ومعناها ، وأصابتنا صواعق الخوف ، فبحثنا عن أحضان الأم وجلا وخوفا ، ونطل من فتحات النوافذ والأبواب المغلقة استطلاعا للأمر ، شاهدت هرجا ومرجا غير معهودين وسط ساكنة مدينتنا ، فهم يبحثون عن سلاحهم ،و يُرتبون أمر الدفاع عن أنفسهم وعرضهم وأموالهم ، فقد علمنا التاريخ أن الغزو آفة بشرية .
فجأة رأيت جماعة متجهة نحو الحشد البشري المحاصر لمدينتنا اتضح لي فيما بعد أن تلك الجماعة ماهي سوى مقدمو المدينة وأعيانها ، ذهبوا لمعرفة سر هؤلاء القوم الغازي ، فقيل لهم جازمين عليكم الإختبار بين أمور ثلاثة : الإسلام أو الجزية أو الحرب .؟؟؟ فرد واحدُ من أعيان مدينتنا ، الحرب نعرف وزرها ، فما الإسلام ؟ وما الجزية ؟
فرد أحد الفرسان بحرارة وحزم ، أن تشهدوا بأن الله واحد وأن محمدا عبده ورسوله .... وإذا رفضتم .... فعليكم أن تأدوا الجزية التي هي أموال معلومة تقدموها لنا نظير حمايتكم من أعدائكم .......... فرد أحد جماعتنا قائلا : نحن نجهل معنى شرطيكم ( الإسلام والجزية) .... أمهلونا نفكر ... أمنحونا متسعا من الوقت ... شهرا ، سنة ، قال صاحب السيف جازما حازما الآن وليس غدا ...
فبدأت المعركة غير المتكافئة بين جيش نظامي له استعداد مقابل مواطنين فلاحين مدافعين ، فوقع الإقتتال بين المقاتلة ، وشاهدت وأنا مشدوها عملية اختراق الخيالة لدروب مدينتنا وسيوفهم تحصد الرؤوس حصدا فأفنيت مقاتلتنا ولم يبقى منهم سوى بعض المجروحين والمستسلمين ، كبلوهم بالقيد وأسروهم .
وبعد سويعات بدأت مداهمات البيوت ، فقد استولوا على الأسلحة،و نهبوا الحيوانات والزرابي و الأغطية والأواني وبحثوا عن كل ثمين ، وجروا النساء من شعورهن ونحن وراءهن عويلا وصراخا وصياحا من هول ما شاهدنا .
جُمّعنا مع المنهوب في ساحة المدينة فراشنا الأرض ـ وغطاؤنا السماء وبداخلي حرقة مستفسرٌ عن أسرار الإعتداء علينا بهذه الوحشية ، بتنا تلك الليلة علي ضيمين ضيم الجوع وضيم الإهانات التي لحقتنا ، تحت وطأ نظرات الجند إلى مفاتن أمهاتنا وأخواتنا ، فالجند لا شك وأنه عاني الحرمان من غيابه على الأزواج ـ
وما أن بزع الفجر حتى بدأ عدنا وعدُّ المنهوب من حيواناتنا وأرزاقنا ومتاعنا ، فقد صنفونا في مجموعات وبدأ تقسيمنا على الجنود المحاربين بعد أن عزلوا حق الدولة الذي هو الخمس ، فالريع المتبقي هو حق المحاربة الغازية المنتصرة.... فقسموا العباد والحيوان والمتاع والأرزاق ، فقلت في نفسي ماذا يفعل هؤلاء بنا وبأرزاقنا وهم في حالة غزو دائمة ، واتضح لي أن ضمن الجيش هناك من اختص بالشراء ، شراء العباد لبيعهم في أسواق النخاسة بعد نقلهم لبلاد الشرق ، وتم بيعنا أنا وأختي لنخاس ذميم عايشنا معه كل فنون الإذلال والتعدي، في حين أن الأم اشتراها نخاس آخر بعد تفحص مفاتنها ورشاقة خصرها وسلامة أسنانها ، ولم استيقظ من كابوسي إلا وأنا قرب رجل من رجالهم .... يردد كلاما فيه حسرة وألم..... لحالنا و حال أمثالنا ، فهمته فيما بعد ، وهو حديث الصحابي الجليل أبو الدرداء عند فتح المسلمين لجزيرة قبرص : [ورد أن أبا الدرداء- رضي الله عنه - لما فتحت قبرص مر بالسبي فجعل يبكي فقال له جبير بن نفير :ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل الكفر وأهله؟؟، قال : فضرب منكبي بيده، وقال : ثكلتك أمك ياجبير، ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، بينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك، إذا تركوا أمرالله فصاروا إلى ماترى، فسلط الله عليهم السباء، وإذا سلط الله السباء على قوم فليس لهُ فيهم حاجة.]( المصدر : ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ص486).

ملاحظات :

° بهذه الطريقة تعرفت كثير من الأمم على الإسلام ، وقد يكون عبد الرزاق الجبران محقا عندما روى قصة العجوز السمرقندية :
[عجوز في سمرقند تسأل فقيه جيش فتح بلادها ، بعد سلب و نهب ؛ ما الذي جاء بكم إلينا ؟ ...
الفقيه : الله أرسلنا إليكم ...
العجوز : لم أكن أعلم من قبل أن لله لصوصا ...
( عبد الرزاق الجبران / لصوص الله).

° هل الله حقا له حاجة ( لسيوفنا وعنفنا وإرهابنا ) لإقامة دينه وشرعه ؟وهو القائل (إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [القصص : 56]
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125]وهنا أتساءل عن مقدار الجهاد الدعوي الذي جاهده المسلمون العرب في انسياحهم على بلاد الأمازيغ ؟ .

° ماذنب الأبرياء من الأطفال والنساء حتى يُحولوا بغير ذنب أقترفوه من الحرية إلى قيد العبودية ؟

° قاتلُ الخليفة الثالث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( هو من العبيد الأسرى ) قتل الخليفة غدرا بسبب العبودية وقتل ابنته دون القصاص من قاتلها عبيد الله بن عمر ، فقتل الخليفة قصاصا على ما آل إليه مصيره .

° الإسلام دين طيار ، فقد وصل إلى اصقاع بعيدة من ( جزر اندونيسيا وجزر الملايو وأجزاء واسعة من بلاد الصين وأوروبا ومريكا ) دون الحاجة إلى تسليط سيف الحجاج على رقابهم ، وكان إسلامهم أفضل مما هو عندنا مظهرا ومخبرا .

ولله في خلقه شؤون .
--------------------------------------------------------
[1] لما نزلت بنو قريظةَ على حكمِ سعدٍ، هو ابنُ معاذٍ، بعثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكان قريبًا منه ، فجاء على حمارٍ، فلما دنا قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدِكم. فجاء فجلس إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقال له: إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك. قال: فإني أحكُمُ أن تقتلَ المقاتِلَةُ، وأن تسبى الذُّرِّيَّةُ، قال: لقد حكمت فيهم بحكمِ الملِكِ.
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3043

[2] في الآية الرابعة من سورة محمد توجد ثلاثة أحكام فقط ( ضرب الرقاب + المن + الفداء ) .
الآية : فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد : 4]
(+)

التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 18-06-2014 الساعة 07:54 AM