ديهيا (الكاهنة) بين الجاهلية والاٍسلام .
17-08-2009, 08:37 AM
ديهيا (الكاهنة ) بين الجاهلية والإسلام.
الطيب آيت حمودة
14/08/2009
نشر الخبر اليومي في عدده 5728 ليوم 14/08/2009 مقالا للدكتور عثمان سعدي بعنوانبربريست مدينة خنشلة يهددونني بالمحاكمة ويستعملون اسم وزارة المجاهدين
رد على المقال أعلاه رابطه الأصلي/ ركن المقال /http://www.elkhabar.com/quotidien/?idc=96
رد على المقال أعلاه رابطه الأصلي/ ركن المقال /http://www.elkhabar.com/quotidien/?idc=96
من أغرب الغرائب عندنا أن نسمع كلاما يتناقض مع روح العصر ، أو نسمع اتهامات ضد أناس أبرياء من التهم الموجهة اٍليهم، قد نقول أن تلك فلتات لسان ، يجب التنبيه إليها لتجاوزها ، لأن الاٍنسان بطبعه ميال للخطأ تحت تأثير فكري أو وازع ذاتي ، داخلي يسعى إلى فرضه بعلاته على أقوامنا فرضا . تحت مخدر قوي المفعول يسمى عندنا الفكر العروبي. غير أن التمادي فيه يعد نوعا من التجني ورغبة مؤكدة للظلم بغير وجه ذي حق .
اٍن دكتورنا الموقر لم يع بما فيه الكفاية أسباب لوم (جمعية أوراس الكاهنة) له ، في التجني على أن التمثال مصنوع في إسرائيل ،
وبتوجيه من يهودية ، وقبع في ايطاليا لحرمانه من الدخول للوطن .
والاٍيحاءات المرافقة لذلك التي تعد رجما للغيب ودسا للسم في الدسم . وهي أمور تلفيقية من صنعه، تحقيقا لاٍديولوجية بعثية لا ترى اٍلا نفسها، أما الباقي فهم كفرة وخونة ، لا يصلحون اٍلا للجر والتبعية والتخميس .
غير أن دكتورنا غير مجرى الحدث والحديث نحوالجهل والجاهلية قائلا/
[لا فرق بين أن يقام للكاهنة تمثال بالجزائر وبين أن يقام تمثال لأبي لهب في مكة المكرمة، كلاهما عدوّ للإسلام.] ، كأن المتحدث بعيد عن الثقافة التاريخية ويقبع تحت جلباب التزمت و النكوص ، أما أن في الأمر عزوفا عن الذاتي والتماهي مع العرب إلى ما يشبه المازوخية المفرطة في جلد الذات ، واحتقارها ، وأكبر احتقار لها هو التنكر لماضيها وعناصر منعتها وصحوتها .
اٍن دكتورنا الموقر لم يع بما فيه الكفاية أسباب لوم (جمعية أوراس الكاهنة) له ، في التجني على أن التمثال مصنوع في إسرائيل ،
وبتوجيه من يهودية ، وقبع في ايطاليا لحرمانه من الدخول للوطن .
والاٍيحاءات المرافقة لذلك التي تعد رجما للغيب ودسا للسم في الدسم . وهي أمور تلفيقية من صنعه، تحقيقا لاٍديولوجية بعثية لا ترى اٍلا نفسها، أما الباقي فهم كفرة وخونة ، لا يصلحون اٍلا للجر والتبعية والتخميس .
غير أن دكتورنا غير مجرى الحدث والحديث نحوالجهل والجاهلية قائلا/
[لا فرق بين أن يقام للكاهنة تمثال بالجزائر وبين أن يقام تمثال لأبي لهب في مكة المكرمة، كلاهما عدوّ للإسلام.] ، كأن المتحدث بعيد عن الثقافة التاريخية ويقبع تحت جلباب التزمت و النكوص ، أما أن في الأمر عزوفا عن الذاتي والتماهي مع العرب إلى ما يشبه المازوخية المفرطة في جلد الذات ، واحتقارها ، وأكبر احتقار لها هو التنكر لماضيها وعناصر منعتها وصحوتها .
اٍن منطق التاريخ الذي تعلمناه سيدي ، يستدعي معالجة الأمور التاريخية بمنطق زمانها ،لا بمنطق زماننا ، ذلك الوقت بأبعاده وتأثيراته ومؤثراته ، بصوابه وخطئه ، وهو يتطلب سندا لمؤرخين عايشوا الحدث ، ليرشدوا الآتي ، على فهم الوقائع ومدلولاتها كما وقعت ، لا كما يفسرها ويقرأها أمثال عثمان سعدي .
المنطق يقول سيدي أن ديهيا لم تكن حاقدة على الاٍ سلام كما تتصور ، بل كانت تجهله ، وما مناقشتها لأسراها المسلمين الثمانين ومنهم خالد العبسي ، اٍلا أصدق القول ، فهي تجهل كل شيء عن هذا الدين ، ومن هذا المنطلق فهي دافعت عن وطنها وأرضها وشرف أبنائها ، كما كان أجدادها يفعلون دائما ،وإذا كان الأعراب عاجزين عن التعريف بالإسلام فذاك شأنهم ، واٍن كان التواجد العربي والأعرابي في شمال اٍفريقيا مقترن بالاٍسلام و نشره ، أي ايصالعقيدة دينية بالسبل المتعارف عليها ، سلما أوحربا ،( واٍن كان حدسي ومطلعاتيالمتواضعة في الموضوع لم تبرز جهد العرب في نشر الاٍسلام سلما ، قدر عنايتهاباٍبراز التصادمات الدموية ، بين المسلم والكافر، والتي لم يسبقها تمهيد واستكشاف) ،وطبيعي أن تكون المقاومة للوافدين طويلة زمنيا، مهما كان نبل المسعى ، لأن الأمازيغليس بأمكانهم قبول معتقد جديد ، لم يطلعوا على كنهه ومحتواه ، فمنطق المواطنة هنايتغلب على منطق العقيدة ،التي تعد مجهولة عند الأجداد ، والمثل يقول من جهل شيئاعاداه ، وتقصير العرب الغزاة في ذلك بائن وجلي ، ولا غرو بأن العمل على نشرالاٍسلام بالسبل السلمية أفضل للجميع ، لأنه لا يترك ندوبا وأوشاما ، وجروحا يصعب برأها والتئامها ،ومن هنا نرى قدسية الدفاع على الأوطان بمنطق ذلك الزمان .ومن حق أبناء اليوم الٍاعتزاز بمقاومة اٍكسل وديهيا بالقدر نفسه الذي يعتز( بضم الياء)بحسان وعقبة وموسى ….. لأن البعض حارب لعقيدة ، والآخر دافع عن الوطن عن جهل لماجاء به الغازي والمعتدي .ثم أن الشروخات التي أحدثها الغزو في بداياته ، والتجاوزاتالتي حدثت باسم الاٍسلام ، بينت للأمازيغ بأن الوافد لم يأتي من أجل التمكين لعقيدة، بقدر ما جاء من أجل مغانم دنيوية ، فهو لا يختلف في كثيره عن غزاة آخرين سبقوه ،وبالتالي فهو غير مؤهل تماما للعمل باسم الاٍسلام وتعاليمة التي تسمو بكثير عن الأعمال المقترفة . ولا شك بأن ما أقدمت عليه الملكة (ديهيا ) المقاومة الأمازيغيةالشهمة، من تخريب لمقدرات مملكتها ، وحرق لزروعها وقطعا للأشجارها المثمرة ، اٍلاسبيلا وأسلوبا لاستبعاد الغزاة . كما أن النجاحات التي تحققت في عهد ولاية أبي المهاجر دينار المتاسمحة مع الأهالي ، اٍلا دليل على صدق المنحى، ورفض واضح للأساليب القسرية في الدعوة.
أما الشق الثاني في الموضوع كيف نتعامل مع فترة ما قبل الإسلام في قاموس الدكتور؟ ، هل نلغي من تراثنا كل ما هو قديم بدعوى الجاهلية؟ ، نخرب مدينتي جميلة وتاموقادي ، وبقايا أيول ، ونهدم قبر الرومية (كليوباترا سليني).
،ونقضي على تمثال سبتيموس سيفروس في ليبيا ونستنجد بالآليات العملاقة لاٍسقاط ما بناه الفراعنة من أهرامات ، وأقاموه من تماثيل لزيوس وكليوباترة ونفرتيتي ، و شيشناق ورمسيس الثاني ….. ونحول التراث القديم إلى خراب بدعوى أنه جاهلي ..؟
كأن الذين سبقونا في الاٍٍسلام لم يدركوا ذلك . اٍضافة اٍلى التمنع عن تناول التاريخ الذي سبق الاٍسلام ، والعزوف تماما عن الحديث عن أبطالنا وزعمائنا الذين قارعوا الاٍستعمار عبر الدهور والأزمنة .
هل يرى إمامنا عثمان في شخصه حام للإسلام بأسلوبه التعنيفي الذي يدمي الأبدان ويبلد الأذهان، ولا يرض به الرحمن القائل:
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة، والموعظة الحسنة ، وجدلهم بالتي هي أحسن ) ، هل مازلنا لا نفرق بين الجهل والٍايمان ، ولا نعلم العلاقة بين ما هو كفر واٍسلام ؟ أما أن في الأمر نزوعا نحو توظيف الدين لضرب الأوطان .
اٍننا يا سيدي نؤمن ونعتز بكل أبطالنا منذ فجر التاريخ اٍلى يومنا هذا، نعتز بيوغرضن ومسينيسا وباٍكسل وديهيا ، وبالقدر نفسه نعتز بطارق و يوسف بن تاشفين ، وأبو المهاجر دينار ، وباديس الصنهاجي ، و أحمد باي ، و الفضيل الورثلاني … وكل من ضحى في سبيل هذا الوطن بالسيف والقلم عبر حقب التاريخ فيما قبل الاٍسلام وبعده ..
اٍن الرجل لا يتوانى ولا يندحر في توظيف كل ما يشتت ويخرب ، وأدخل أناسا في ترهات الخصام وهم منه براء ، فكان عبد الرحمن شيبان القبائلي الحاضر الغائب في تمثيلية ، أرادها بممثلين له سندا يوم الحشر غير ببعيد ، ويدق نواقيس الفتنة من حيث لا يدري ، أو يدري ، باسم العروبة والاٍسلام وهما منه براء . لأن ما يدعوا اٍليه نفاق وبهتان .
خاتمة
اٍن ما يسعى إليه الرجل سبيل لخلق النزاع وتفريق الأمة ، لأنه يريد أن يغرس أسفين ٍاديولوجية بعثية وافدة ، لا علاقة لها بمجتمعنا الاٍسلامي المتميز بأصوله ، ولغاته ، وثقافته الماضية والحاضرة ، وما التماهي العربي الذي سكنه سوى لتحقيق أغراض نفعية على حساب أشلاء تاريخ الأمة الجزائرية .
المنطق يقول سيدي أن ديهيا لم تكن حاقدة على الاٍ سلام كما تتصور ، بل كانت تجهله ، وما مناقشتها لأسراها المسلمين الثمانين ومنهم خالد العبسي ، اٍلا أصدق القول ، فهي تجهل كل شيء عن هذا الدين ، ومن هذا المنطلق فهي دافعت عن وطنها وأرضها وشرف أبنائها ، كما كان أجدادها يفعلون دائما ،وإذا كان الأعراب عاجزين عن التعريف بالإسلام فذاك شأنهم ، واٍن كان التواجد العربي والأعرابي في شمال اٍفريقيا مقترن بالاٍسلام و نشره ، أي ايصالعقيدة دينية بالسبل المتعارف عليها ، سلما أوحربا ،( واٍن كان حدسي ومطلعاتيالمتواضعة في الموضوع لم تبرز جهد العرب في نشر الاٍسلام سلما ، قدر عنايتهاباٍبراز التصادمات الدموية ، بين المسلم والكافر، والتي لم يسبقها تمهيد واستكشاف) ،وطبيعي أن تكون المقاومة للوافدين طويلة زمنيا، مهما كان نبل المسعى ، لأن الأمازيغليس بأمكانهم قبول معتقد جديد ، لم يطلعوا على كنهه ومحتواه ، فمنطق المواطنة هنايتغلب على منطق العقيدة ،التي تعد مجهولة عند الأجداد ، والمثل يقول من جهل شيئاعاداه ، وتقصير العرب الغزاة في ذلك بائن وجلي ، ولا غرو بأن العمل على نشرالاٍسلام بالسبل السلمية أفضل للجميع ، لأنه لا يترك ندوبا وأوشاما ، وجروحا يصعب برأها والتئامها ،ومن هنا نرى قدسية الدفاع على الأوطان بمنطق ذلك الزمان .ومن حق أبناء اليوم الٍاعتزاز بمقاومة اٍكسل وديهيا بالقدر نفسه الذي يعتز( بضم الياء)بحسان وعقبة وموسى ….. لأن البعض حارب لعقيدة ، والآخر دافع عن الوطن عن جهل لماجاء به الغازي والمعتدي .ثم أن الشروخات التي أحدثها الغزو في بداياته ، والتجاوزاتالتي حدثت باسم الاٍسلام ، بينت للأمازيغ بأن الوافد لم يأتي من أجل التمكين لعقيدة، بقدر ما جاء من أجل مغانم دنيوية ، فهو لا يختلف في كثيره عن غزاة آخرين سبقوه ،وبالتالي فهو غير مؤهل تماما للعمل باسم الاٍسلام وتعاليمة التي تسمو بكثير عن الأعمال المقترفة . ولا شك بأن ما أقدمت عليه الملكة (ديهيا ) المقاومة الأمازيغيةالشهمة، من تخريب لمقدرات مملكتها ، وحرق لزروعها وقطعا للأشجارها المثمرة ، اٍلاسبيلا وأسلوبا لاستبعاد الغزاة . كما أن النجاحات التي تحققت في عهد ولاية أبي المهاجر دينار المتاسمحة مع الأهالي ، اٍلا دليل على صدق المنحى، ورفض واضح للأساليب القسرية في الدعوة.
أما الشق الثاني في الموضوع كيف نتعامل مع فترة ما قبل الإسلام في قاموس الدكتور؟ ، هل نلغي من تراثنا كل ما هو قديم بدعوى الجاهلية؟ ، نخرب مدينتي جميلة وتاموقادي ، وبقايا أيول ، ونهدم قبر الرومية (كليوباترا سليني).
،ونقضي على تمثال سبتيموس سيفروس في ليبيا ونستنجد بالآليات العملاقة لاٍسقاط ما بناه الفراعنة من أهرامات ، وأقاموه من تماثيل لزيوس وكليوباترة ونفرتيتي ، و شيشناق ورمسيس الثاني ….. ونحول التراث القديم إلى خراب بدعوى أنه جاهلي ..؟
كأن الذين سبقونا في الاٍٍسلام لم يدركوا ذلك . اٍضافة اٍلى التمنع عن تناول التاريخ الذي سبق الاٍسلام ، والعزوف تماما عن الحديث عن أبطالنا وزعمائنا الذين قارعوا الاٍستعمار عبر الدهور والأزمنة .
هل يرى إمامنا عثمان في شخصه حام للإسلام بأسلوبه التعنيفي الذي يدمي الأبدان ويبلد الأذهان، ولا يرض به الرحمن القائل:
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة، والموعظة الحسنة ، وجدلهم بالتي هي أحسن ) ، هل مازلنا لا نفرق بين الجهل والٍايمان ، ولا نعلم العلاقة بين ما هو كفر واٍسلام ؟ أما أن في الأمر نزوعا نحو توظيف الدين لضرب الأوطان .
اٍننا يا سيدي نؤمن ونعتز بكل أبطالنا منذ فجر التاريخ اٍلى يومنا هذا، نعتز بيوغرضن ومسينيسا وباٍكسل وديهيا ، وبالقدر نفسه نعتز بطارق و يوسف بن تاشفين ، وأبو المهاجر دينار ، وباديس الصنهاجي ، و أحمد باي ، و الفضيل الورثلاني … وكل من ضحى في سبيل هذا الوطن بالسيف والقلم عبر حقب التاريخ فيما قبل الاٍسلام وبعده ..
اٍن الرجل لا يتوانى ولا يندحر في توظيف كل ما يشتت ويخرب ، وأدخل أناسا في ترهات الخصام وهم منه براء ، فكان عبد الرحمن شيبان القبائلي الحاضر الغائب في تمثيلية ، أرادها بممثلين له سندا يوم الحشر غير ببعيد ، ويدق نواقيس الفتنة من حيث لا يدري ، أو يدري ، باسم العروبة والاٍسلام وهما منه براء . لأن ما يدعوا اٍليه نفاق وبهتان .
خاتمة
اٍن ما يسعى إليه الرجل سبيل لخلق النزاع وتفريق الأمة ، لأنه يريد أن يغرس أسفين ٍاديولوجية بعثية وافدة ، لا علاقة لها بمجتمعنا الاٍسلامي المتميز بأصوله ، ولغاته ، وثقافته الماضية والحاضرة ، وما التماهي العربي الذي سكنه سوى لتحقيق أغراض نفعية على حساب أشلاء تاريخ الأمة الجزائرية .