«قصيدة الدّرّ المنظوم في نُصرة النّبيّ المعصوم صلى الله عليه وسلّم»
25-09-2012, 09:16 PM
«قصيدة الدّرّ المنظوم في نُصرة النّبيّ المعصوم صلى الله عليه وسلّم»
للعلاّمة الشَّيخ عبد الرحمن بُوحْجَرْ المستغانميّ الجزائريّ






فهذا كتابٌ يصدرُ لهذا العبدِ الضّعيف عن «دار نور الكتاب»، الجزائر، في طبعته الأولى: 1433هـ، بعنوان: «قصيدة الدّرّ المنظوم في نُصرة النّبيّ المعصوم (صلى الله عليه وسلّم) »، وإليكم مقدّمة الكتاب:



مقدّمةٌ:


إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله، أمّا بعدُ:
فهذا أَثرٌ نفيسٌ مِن نوادرِ الآثارِ الّتي خلَّفَها لنا العلماءُ المُصلِحونَ الجزائريُّونَ، وكثيرًا ما يتساءَلُ (بعضُهُم) هنا وهناك بقولِهم -إذا وَرَدَ ذِكْرُ علماءِ الجزائر وأفذاذِها ونُبغَائِها في العصرِ الأخيرِ -: فَأينَ هيَ آثارُهم؟ وماذا عن مُؤَلّفاتِهم؟ وهذا على سبيلِ التّشكيكِ في (عالِمِيَّتِهِم)!!

والجوابُ: أنّ هناك عواملُ وأسبابٌ كثيرةٌ لقلّة إنتاجِهِم من ناحيةِ التّأليف، أو لعدمِ ظهُورِهِ مَعَ أنَّهُ موجودٌ، منها:
1ـ أنّ الزّمانَ الّذي ظهرُوا فيهِ زمنُ استعمارٍ مادّيٍّ صليبيٍّ بغيضٍ عمِلَ على مَسْخِ الشّخصيّة الإسلاميّة العربيّة في بلادِ الجزائر، وقد بلغَ في ذلكَ مبلغًا فظيعًا، حتّى تناهى إلى إخواننا في المشرق أنَّ العربيَّةَ ماتت بهذه البِلاد! ولولا أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى بعثَ في الجزائرِ بَعْثًا أحيا بهم البلادَ بعد مَواتٍ، ولولا أنّ هؤلاء العلماء المصلحين اجتمعُوا واتَّحَدُوا وعملُوا مُتسانِدِينَ على إحياءِ الإسلامِ الصّحيحِ والعربيّة لَعُفِيَ على الإسلامِ ولُغتِهِ!

يقولُ تقيّ الدّين الهلاليّ المغربيّ الّذي عاشَ زمانَ حَدَاثتِهِ في الجزائر: «من رأى بلادَ الجزائر كما رأيتُها أنا في العقد الرّابع من القرن الرّابع عشر الجاري ثمّ رآها في العقد التّالية وفي هذا العقد الحاضر لا ينقضي عجبُهُ من تبدّلها من الوجهة الدّينيّة والثّقافيّة وحتّى الأخلاقيّة...[وبعدَ أن ذَكَرَ ما شاهَدَهُ قالَ:] كان ذلكَ في سنة 1339هـ أي منذُ ست عشرة سنةً فقط ولو أنّ مُخبِرًا أخبرني أنّه بعد عشر سنين أو بعد (50) سنة ستكون في الجزائر نهضةٌ أدبيّةٌ تُضاهي البلدان الإسلاميّة الرّاقية في صحافتها وفي إصلاحها وفي ثقافتها وتزيدُ عليها بوجود طائفة (ولا أقول جمعيّة لأنّها مُولّدة) من العلماء العاملين المهذّبين الحكماء يُجاهدون حقَّ الجهادِ لإنقاذِ شعبهم من هاويةِ شقاءِ الفوضى في الدّين والأخلاق تفتخرُ بهم العصور –أو قال لي قائلٌ لبادَرتُ إلى تكذيبِهِ. أمّا اليوم فقد أحيا اللهُ الجزائرَ بعد موتها بأولئك الرّجال المُصلِحين...»اهـ[1].

وإذا عَلِمنا مَن هو الاستعمارُ الفرنسيُّ على وجهِ الخصوص عَلِمنا لِمَ وصلت بلادُ الجزائر إلى هذا المستوى من الانحطاط والتّأخّر والتّقهقر، يقول تقيّ الدّين الهلالي: «أمّا نحنُ فنعرفُ أنّ اللّغة العربيّة لا تزالُ حيّةً في شمال إفريقيّة، وأنّ أقطار الشّرق ليست أحسنَ منها في ذلك، لكنّها أكثرُ إنتاجًا، ولذلك أسبابٌ منها هذا الاستعمار الفرنسيّ اللّعين الّذي لا يُمكن أن يُقاس باستعمار الانكليز ولا باستعمار الشّياطين، فالفرنسيُّون لا يُريدون باستعمارهم ترويج بضائعهم وبسط سيادتهم ونهب قسمٍ عظيمٍ من الأموال والأنفس يخدمون به بلادهم فقط، بل يريدون أن يمصّوا دماء أهل البلاد حتّى لا يبقى من أجسادهم إلاّ خيالات، وهذه الخيالات يجبُ أن تكون خيالات فرنسيّة تنسى لغتها ودينها وعاداتها ولا تذكر إلاّ فرنسةَ فهذا أكبر عائق يعوق نموّ الأدب العربيّ بالمغرب، لأنّ الأجنبيّ القادر يعمل كلّ ما في وسعه لقتله وإحلال أدبِ لغته محلّه...»، ويقول: «وممّا يدلّك على أنّ الاستعباد الفرنسيّ هو أخبثُ من كلّ استعبادٍ وقع في الدّنيا أنّ الفرنسيّين لا يقنعون أبدًا ممّن ظلموهُ أن يصبر ويسكت بل يريدون منهُ أن يحمدهم على ظلمهم ويُسمّيه عطفًا ورحمةً»[2].

وقد نالَ هؤلاء المصلحين مِن الاستعمار وأذنابِهِ كلُّ التّضييق والاضطهاد والإرهابِ النّفسيّ والمادّي، ومنهم مَن سِيقَ إلى السّجون ومنهم مَن شُرِّدَ وطُرِدَ، ومنهم مَن اختارَ الهجرةَ فتوجَّهَ إلى تونس أو المغرب، ومنهم مَن أَبعَدَ إلى المشرق.
2 ـ ولِمَا تقدَّمَ كانت جهودُ أولئكَ الرّجال- الّذينَ لم يُهاجِرُوا واختارُوا خِدْمَةَ الوَطَن على ما يُصيبُهم مِن البلاء- مُوجَّهةً إلى تعليمِ الأمّة وبثِّ روحِ اليقظةِ والتّعاليمِ الصّحيحةِ فيها، فانقطعُوا لهذا الجهادِ العظيم، ولم يتَّسع وقتُهُم لتأليفِ الكُتُب والبُحُوث، وقليلٌ منهم مَن خرجَ عن هذه القاعدة وأُسْعِفَ للتّأليفِ! حدّثني أحدُ رجالِ «جمعيّة العلماء» وأحدُ المدرّسين في «معهد عبد الحميد بن باديس» بقسنطينة، أنّهُ دارَ حديثٌ بين مدير المعهد الشّيخ العربي التّبسيّ وبعض أساتذة المعهد، فأَتَوْا على ذِكْرِ الشّيخ خليل بن إسحاق وإنتاجِهِ، فقالَ لهم الشّيخ العربيّ: «لو كانَ خليلٌ بيننَا ويعيشُ ظروفَنا لما قَدِرَ أن يُحرِّرَ مَكْتُوبًا(أي:رسالةً)!».
وهذا الإبراهيميُّ يُجيبُ رفيقَ كِفَاحهِ ابنَ باديس الّذي رغبَ إليهِ في كتابةِ تفسيرٍ للقرآن على طريقةِ صاحبِ «المنار» أو إكمالِ تفسيرِهِ، يقولُ متعلّلاً بعَدَمِ اتّساعِ الوقت: «حتّى يكون لي... سَعَةُ رشيد»[3].

3ـ ومن أسباب قلّة الإنتاج الكتابيّ في الجزائر:عدمُ وفرةِ المراجع مِن الكتب، فهذا الشّيخ مباركٌ الميليّ تحمّل عناءً مِن هذه النّاحيّة، وقد سَدَّت إِمْدَادَاتُ الشّيخ محمّد نصيف مِن هدايا الكتب العلميّة السّلفيّة إلى علماءِ الجزائر بعضَ النّقص[4].

وهذا الإبراهيميُّ يُجيبُ رفيقَ كِفَاحهِ ابنَ باديس الّذي رغبَ إليهِ في كتابةِ تفسيرٍ للقرآن على طريقةِ صاحبِ «المنار» أو إكمالِ تفسيرِهِ، يقولُ متعلّلاً بعَدَمِ وفرةِ المراجِع: «حتّى يكون لي مكتبة رشيد ومكاتب القاهرة المفتوحة في وجه رشيد»[5].

4 ـ ومِن الأسباب أيضًا: قلّةُ ذاتِ اليدِ وعدم تيسّر أسباب الطّبع، ومع أنّه تأسّست بعضُ المطابع في الجزائر إلاّ أنّها كانت تمرّ بأزماتٍ ماليّةٍ حادّة، فهذا ابنُ باديس اضطرَّ إلى إصدار «الشّهاب» مجلّةً شهريّةً بعد أن كانت جريدةً أسبوعيّةً؛ لأنّه لم يستطع تحمُّلَ نفقاتِها، وهذا العقبيُّ لم يجد من يطبع لهُ جريدة «الإصلاح»، حتّى وجدَ أعوانًا وأنصارًا اشتروا مطبعةً وأسّسوا «المطبعة العلميّة»، وسرعانَ ما توقّفَ سيرُ المطبعةِ لأسبابٍ عدّةٍ وأصبحت في خبرِ كانَ! وهذا مباركٌ الميليُّ يطبعُ «رسالةَ الشّرك»، ويتحمّل وحدَهُ تكاليفَها المادّيّة، مع ما تحمّله من عناء البحث والتّحرير، ففي رسالةٍ بعثَ بها إلى صديقه في «جُدّة» الأستاذ عبد القدّوس الأنصاريّ؛ صاحب «المنهل»، يقولُ: «وقد أخبرني ذلك الأخ بعنايتكم بتلك الرِّسالة، وإذا كنتُ قد تعبتُ في تحريرها وتحمَّلتُ الدُّيُون في طَبْعِهَا ولم تُقابَل في الوسط الجزائريِّ بما يخفِّف عنِّي تلك الأتعاب فإنّ تأييدَ أمثالكم ممّا يُخفِّفُ عنِّي أتعابًا قد يتصوّرها اللَّبيب في التَّحرير ولكنّها وَاللهِ في النَّشر أشدّ وَقْعًا عليَّ..»اهـ[6].

5 ـ ومن الأسباب ما أشار إليهِ الشّيخُ مباركٌ، وهو زُهْدُ عامّة النّاس في تأييدِ الكُتّاب والإقبال على شراء الكتب، وربمّا رجعَ هذا بعدَ الفقر وقلّة ذات اليد إلى الجهل والأمّيّة الّتي ضربت أَطْنابَها في هذه البلاد مِن قديمٍ، وعدمِ استشعار أهمّيّة الطّباعة والكتاب في نشر اليقظة والوعي ودفع عجلةِ الإصلاح.
وهذا الشّيخ أبو يعلى الزّواويّ كانت له مؤلّفاتٌ كثيرةٌ لم يجد مَن يطبعُها لهُ 7]7]، فضاعت فيما ضاعَ من آثار أمثالِهِ من علماء الجزائر.

6ـ ومن أسبابِ عدمِ اشتهار كثيرٍ من الكتب الّتي طُبعت لبعضِ علماء الجزائر على قِلَّتَها، أنّها طُبِعت خارجَ الجزائر، ولم يُطبع منها –سواءٌ هُنا أو هناكَ - إلاّ عددٌ قليلٌ، فهذا الشّيخ عيسى عليّة الدّيسيّ الجزائريّ طُبعت لهُ مؤلّفاتٌ نفيسةٌ في تونس والجزائر[8]، ولكن لا تجدُ لها أثرًا!

7 ـ ومن الأسباب إقدامُ العساكر الفرنسيِّين إبّانَ اشتعالِ لهيبِ ثورةِ التّحرير المظفّرة على إتلافِ خزائن الكتب وإحراقِها. وربّما حملَ الخَوفُ مِن بَطشِ جنود الاستعباد كثيرًا من النّاس على إحْرَاقِ ما عندهم مِن أوراق ووثائق، ورُبّما عَمَدَ آخرونَ إلى حِفْظِِها فقامُوا بدَفْنِِها[9]، ثمّ لم تَلبثْ أَن عمّي مكانُها ونُسِيَ خبرُها، فضاعت في جملةِ ما ضاعَ من آثار العلماء. وهذا البشيرُ الإبراهيميُّ ضاعت مؤلّفاتُهُ بعد سفرِهِ الثّاني إلى المشرق، إذْ عاثَ جيشُ الاستعباد في داره تخريبًا ونَهْبًا[10].

8 ـ وآخِر ما أذكرُهُ مِن الأسباب–وهو مِن الأهمّيّة بمكانٍ-، أنّ كثيرًا مِن آثار علمائنا وقعَ في أيدي أبناءٍ وأحفادٍ جاهلين أو عاجزين، فجنَوا جنايةً عظيمةً على تلكم الآثار الّتي تحويها خزائنُ للكتب في حُجَرِ بيوتهم، إذْ لا تزالُ مُوصدةً أبوابُها ممنوعةً عن طالبيها[11]، وهي آيلةٌ إلى التّلَف والاندثار، فلا هم قامُوا على نشرها ولا هم تركُوا من يقومُ بذلك وأفسحُوا لهُ المجالَ! ولا أزيدُكَ غمًّا إذا قلتُ لكَ: «إنّ أهالي الشّيخ عبد الحميد بن باديس، بَعْثَرُوا مكتبتَهُ، وباعوا أغلبها في المَزَاد العلني، بأسواق مدينة قسنطينة»![12]

وأرجعُ إلى ما أنا بصدده مِن التّعريفِ بهذا الأثر الّذي يُنْشَرُ اليومَ نَشْرَةً جديدةً، وهو: «قصيدةٌ مُحْكَمَةٌ» نظَمَها عالمٌ من علماءِ الجزائر المَنْسِيِّين، ابتُليَ في سبيلِ الدَّعوةِ إلى الله تعالى ونُصرةِ كتابِهِ وسُنّةِ نبيِّه (صلى الله عليه وسلّم) بلاءً عظيمًا، هو «الشّيخ عبد الرّحمن بُوحْجَر المستغانميّ»، وأحقُّ ما نصفُهُ بِهِ أنَّهُ: «المجاهِدُ الدّاعيَةُ الطَّوَّافُ»، فقد طوَّفَ بلادًا كثيرةً يدعُو إلى الله تعالى، فبعدَ أن حَطَّ أسلافُهُ سلاحهُم الّذي جاهدُوا به الكافرَ المستعبِدَ سنينَ في جيشِ الأمير عبد القادر، رفعَ هُوَ سلاحَ العلم ومضى إلى سبيلِهِ داعيًا وهاديًا إلى الخير بالقلمِ وباللِّسان، وقد تحمّل كثيرًا من الصِّعاب، وصمدَ لما أصابهُ من البلاء، ولئن كنّا تحدّثنا قبلُ عن علماء الجزائر الّذين لم تصِلْنَا آثارُهم وحُرِمْنَا مِن مؤلّفاتهم، فهذا «الشّيخ بُوحْجَر» لم يتّصل أكثرُنا بخبرٍ عنهُ، فضلاً عن خبرِ مؤلّفاتهِ! فباتَ مجهولاً مَنْسِيًّا من أهلِ بلادِهِ، الّذين فارقهم –اضطرارًا- ببدنِهِ، ولم يُفارقهم بقلبه؛ إذْ لم يزل متشوِّفًا إلى أخبارهم، وإن أصابتهم حسنةٌ مِن خيرٍ وعلمٍ وهدايةٍ استبشر لها واغتبطَ بها، وقد نُكِّبَ (رحمه الله) في كُتُبِه ومؤلّفاتِهِ، فأُحرِقَت، ولم يَبقَ منها إلاّ هذه القصيدة الفريدة، واللهُ المستعَانُ.
هذا وأسألُ اللهَ تعالى أن يُوفّقني لبَعْثِ ما أمكنَ بَعْثُهُ مِن آثار العلماءِ المصلحينَ الجزائريِّين مِن خلالِ هذه السّلسلة -يسَّرَ اللهَُ تمامها-، بعد كلِّ هذا التّجاهل والتّناسي الّذي طالَ أمَدُهُ! وليعلمَ مَن لا يعلم! أنّ فيما أنتجَهُ علماءُ الجزائر والأُدباءُ فيها خيرٌ كثيرٌ لا يقلُّ أهمّيّةً عن إنتاجِ غيرهم في المشرق أو في المغربِ، وإنّما يحتاجُ منَّا أن نُبرزَهُ ونُظهرَهُ وننفضَ غُبارَ النِّسيانِ عنهُ، ليكونَ في متناولِ الرّاغبين في العُلُومِ المُستَجَادَة والطّالِبينَ للحِكَمِ المُستَفَادَة، ولن يَعْدِمُوا ذلكَ في كتاباتِهِم.
أسألُ اللهَ تعالى توفيقًا وسَدَادًا، وعَوْنًا وإِمْدَدًا، وهدايةً ورشادًا، آمين والحمدُ لله ربِّ العالمين.



وكتبهُ: أبو محمَّد سمير سمراد

الجزائر في 26 ربيع الآخر 1433هـــ.


الحواشي :


([1]) مقال: «صدى الحركة الإصلاحيّة في الخارج/أو: صوتٌ من العراق»، «البصائر»، العدد (29)، السّنة الأولى : 5 جمادى الأولى 1355هــ، 24 جوليت 1936م، (ص: 2-3).
([2]) مقال: «تعليقات من ألمانيا على الإذاعة اللاّسلكيّة»، مجلّة «الفتح»، العدد (552)، الخميس 24 ربيع الأوّل 1356هـ، (ص7).
([3]) «آثار الإبراهيميّ» (2/252).
([4]) انظر: مقالي «ناصر الإصلاح والمصلحين في الجزائر: الشّيخ محمّد نصيف»، مجلّة «الإصلاح»، العدد (5)، (ص65-76).
([5]) «آثار الإبراهيميّ» (2/252).
([6]) مجلّة «المنهل»، (ص:1538)، السّنة(43)، المجلّد(38)، الجزء(12): ذو الحجة 1397هـ/ديسمبر 1977م.

([7]) انظر ما كتبه بعنوان: «المطابع في الجزائر(شيءٌ بين الجدّ والهَزْل)» [«صوت المسجد»، السّنة الثّالثة، العدد(20)، أوّل صفر 1370هـ/الموافق ليوم 12نفمبر 1950م، (ص:33)]، وفيهِ يقولُ: «ما سمِعْنَا ولا عَلِمْنَا ولا رَأَيْنَا جزائريًّا طَبَعَ كتابًا على نفقتِهِ خدمةً للعلم والعُلماء ولا شجَّعَ كاتبًا مُؤلِّفًا بإمدادٍ مَا إلاَّ...» وسمّى شخصًا واحدًا وحيدًا، ويقولُ: «وبالجملة فقد انفرد الجزائريُّون بعدمِ تأسيسِ المطابع وأَبَوْا أن يقتدوا بمصر بل ولا بتونس ومرّاكش الجَارَتَين، إنّما يُنفِقُ الجزائريُّون الأغنياءُ في الوَلائم والأعراس وأطعمَتِها...»، وذَكَرَ قصّتَهُ مع رجلٍ ملياردير رغّبَه في طبعِ كتابه «تعددّ الزّوجات في الإسلام»، فلَمْ يَرجع له بجوابٍ! ويقولُ أبو يعلى الزّواويّ في كتابٍ إلى أحدِ قرابتِهِ: «....تواليفي لم يُطْبَعْ منها إلاّ هذه «الخُطَب» و«الإسلام الصّحيح»... وبقي عدّةُ تواليف نحو عشرة لم أَقْدِرْ على طبعها، وستُطْبعُ إن شاء الله ولو بعد مماتي...»اهـ[انظر: مقدّمة «خُطَب» أبي يعلى الزّواوي، منشورات الحبر، الجزائر]. قلتُ: للأسفِ! ضاعت هذهِ الكُتُب بسبب تخاذل الأغنياءِ أمثالِ مَن ذكَرَهُ.
([8]) انظر: «من أعلام الإصلاح في الجزائر»(1/106-109)للأستاذ الحسن فضلاء.
([9]) انظر: مقال الشّيخ أحمد قصيبة: «الشّيخ محمّد البشير الإبراهيميّ في منفاه بمدينة آفلو»، في مجلّة «الثّقافة»، العدد (87)، (ص277-292).
([10]) انظر: مقدّمة الدكتور أحمد طالب الإبراهيميّ لمجموعة: «آثار الإبراهيميّ» (1/6).
([11]) ومِن ذلك مكتبةُ نابغة «الأغواط»: الشّيخ بوبكر حاج عيسى (رحمه الله)!
([12]) «رحلةٌ في فضاء العمر أو مذكّرات القرن»للدّكتور يحيى بوعزيز، (2/65-66).


المصدر : موقع مصابيح العلم
تحت إشراف الشَّيخ الباحث خادم العلم :سمير سمراد حفظه الله