رد: جواب مهم حول إعفاء اللحية وقصّ الشارب
17-05-2009, 07:54 AM
[quote=محمد عبد الكريم;625129]وفيك بركة ،...يا اخي قياسك بهذه الطريقة فاسد ،وغير سليم ،وعندما تريد قياس صغائر الامور الى كبائرها او جزئياتها الى كلياتها ...يكون القياس بين امرين تربطهما العلة ،ويكون في سياق عام مترابط ...فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة قطعا في ما صح عنه بالرواية الموثوق بها والتي لا خلاف فيها ...
فهل الربط بين اللحية اعفاءا او تشذيبا او حلاقة ....وبين الجهاد(الثابت بالقرءان والسنة ولا يختلف عليه اثنان ) ؟فالقياس غير سليم بين قضية ثابتة بالقرءان وقضية مختلف فيها ومحل نقاش امر لايصح علميا بالاضافة الى تفاهة قضية اللحية بالمقارنة مع قضية الجهاد التي تعتبر حيوية ووجودية بالنسبة للمجتمع المسلم ...ولكن الغرض من مثل هذا "الفقه" التافه هو ان يرفع القضايا الشكلية التافهة والتي ليس لها تاثير ذو اهمية الى مستوى قضايا كبرى ثابتة من الكليات ،بغرض فرض رؤيته المتزمتة والمتطرفة ...quote]
بسم الله الرحمن الرحيم .
من أبي بكر لعويسي
إلى جميع من كتب في هذه الصفحة او شارك فيها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
امابعد : بارك الله فيكم جميعا على هذا النقاش الحار، والحوار الهاديء ، ونسأل الله تعالى ان يكون القصد منه هو إظهار الحق لا غير .
إن مسألة حكم حلق اللحية التي يعتقد الكثير من الناس - وللأسف الشديد - أنها سنة ، وأنها أمرشكلي بسيط ،ويحكمون على من خالفهم بأنه متشدد متزمت ، وأن الكلام فيها أو الدعوة إليها اشتغال بالقشور وسفاسف الأمور ، هؤلاء لم يفهموا أدلة هذه القضية على وجهها الصحيح ، ولم يصنفوها تصنيفا حقيقيا، ولم يجعلوها في مرتبتها التي تليق بها من الإسلام ، فإن حلق اللحية يتفق على حرمته الصحابة ، والتابعون واتابعيهم ، وأئمة الإسلام ،ولم يعرف إلى عهد قريب أن أحدا من العلماء الرابنيين أفتى بجواز حلقها ، إلا ما نسمعه في هذا العصر من بعض ممن شوهوا جمال هذا الدين ، إرضاء لطائفة من الناس ، أو خوفا ان ينسبوا إلى جهة معينة ، أو تشبها بأعداء الإسلام ،وليعلم هؤلاء أن توفير اللحية هو مظهر من مظاهر الإسلام التي حث أصحابه على الإلتزام بها ، وليست هي من القضايا التافهة ، ولا السنن البسيطة ، ولا القشور ، فهي ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع ، وحلقها قد إجتمع فيه عدة معاص كلها من عظائم الذنوب ، أولها : الحلق فإنه معصية ، لأن فقهاء الإسلام لايطلقون لفظ الحرام على ترك مستحب ، بل يطلقونه على ترك واجب ،أخذا من الأمر الوارد بها ، المتضمن للنهي، والأمر عندهم يصرف للوجوب ما لم تأتي قرينه تصرفه منه إلى الاستحباب .
ثانيا : الاصرار على الحلق ، فإن الإصرار على الذنب ، ذنب آخر ، فإنه لا كبيرة مع استغفار ، ولا صغيرة مع اصرار كما قال عبد الله بن عباس ، وقال تعالى :{..{ ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون ..ِِ}.
الثالث : المجاهرة به ، حيث إن حلق اللحية أمر لايمكن إخفاؤه ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : كل أمتي معافى إلا المجاهرون ... فالمجاهرة بالذنب مما يعرض لسخط الله تعالى ، وقال أيضا : إذا ابتلي أحدكم بشيء من هذه القذورات فليستتر ..رواه البخاري مسلم .
رابعا : التشبه بالكفار من مجوس وغيرهم ، وقد نهينا عن التشبه بهم ، وهذا النهي مقصد عظيم من مقاصد الشرع ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : من تشبه بقوم فهو منهم ، وهو حديث مشهور .
خامسا : التشبه بالنساء ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :لعن اتلله المتشبهين من الرجال بالنساء .. وخاصة لمن يحلق كل الشعر الذي على الوجه من الشوارب واللحية ، مما قد عمت به البلوى ولم يسلم منه إلا القليل ، ففي بعض المناظر لا تكاد تفرق بين الرجل والمرأة ، وخاصة في زمننا الذي انطلقت فيه المرأة تزاحم الرجل في لباسه .
سادسا : طاعة للشيطان في تغيير خلق الله ..
كل هذه الذنوب ثم يأتي من يتجرأ ويقول إن اللحية سنة ، أو قشور ، أو هي من سفاسف الأمور.
ونقول أيضا ، إن توفير اللحية ، مظهر من مظاهر الإسلام التي تعطي لرجالات الإسلام هيبة ، وجمال ، ينبأ عن صلاح في القلب ، فإن قاعدة تلازم الباطن بالظاهر ، والظاهر بالباطن أمر مطلوب شرعا ، فإن من كان باطنه صالحا ، فإنه بالضرورة يكون ظاهره صالحا ، وقد قال صلى صلى الله عليه وسلم :ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب .. وليس من الضرورة إذا صلح ظاهرالعبد أن يصلح باطنه، لأنه قد ينافق الكثير من الناس ، ويدعون أن بواطنهم صالحة ، ولكن هذا ليس من شأن أهل الإسلام أن ينقبوا أويشقوا على بواطنهم ، وإنما الشأن أن نتحاكم إلى ظاهر الشخص فمن أظهر صلاحا حكم له به ، ومن أظهر فسادا حكم له به ، أما الخواتيم فيمكن للثاني الذي لم يصلح ظاهره أولا أن يختم له بخير ويسبق عليه الكتاب الأول فيدخل الجنة قبل ذلك الذي ظاهره الصلاح ، كم أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم ، نعم هذا محتمل ، ولكنه غير مطرد ، ووحينئذ نقول من شب على شيء شاب عليه ، ومن شاب على شيء مات عليه ، ومن مات على شيء بعث عليه ، وهذا موجود في كتاب الله : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .. }.
ومع هذا يقال : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وهذا مصداقه في قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله لاينظر إلى صوركم ، ولاإلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .. رواه مسلم ، فلم يكتفي بصلاح القلب وفساده حيث ينظر الله تعالى من العبد ، وإنما قال وأعمالكم ليدل على أن صلاح الباطن متعلق بصلاح الظاهر ملازم له .
فمن يقول من الناس ، هذه قشور ، والإيمان في القلب ، نقول له ، ذلك إلى ربك ، ولايعنينا لأن السرائر لا يعلمها إلا الذي يعلم السر وأخفى ، من لاغيب عنه ميثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .
وقول الأخ عبد الكريم : .. ومثل هذا الفقه التافه .. كلام خطير ، فإن هذا يهون من شأن الدين ، فليعلم أن كل ما ينسب إلى الدين وعليه الدليل من السنة والكتاب المبين فهو دين ، نعم تتفاوت مراتبه ، ولكن لا ينبغي أن يوصف شيئ من الدين بأنه توافه أو سفسف أو قشور ، فالدين ينبغي أن يعظم بلبه وقشره على حد تعبير هؤلاء ، بل التفاهة هي في التفريق بين الكتاب والسنة ، وجعل الدين شكليات يأخذ منها العبد ماشاء مما يوافق هواه ويترك ماشاء مما يخالف طريق أو حزبه أو .. والله تعالى يقول : { وما أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم فانتهوا } ويقول :{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم }ولم يحد الله لنا نوع المر الذي إذا خالفوه العبد أصابته الفتنة في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة ، واللحية قد أمر بها صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث ، وواظب عليها وكذلك أصحابه من بعده وتابعيهم ، فالاتفاق حاصل منهم وممن بعدهم من ائمة الهدى كالأئمة الأربعة رحمهم الله فقد اتفقوا وأجمعوا على تحريم حلق اللحية . فالتوهين من شأنها وجعلها قشور هو الذي جرأ الكثير من المتعالمين ، ودعاة الترخص والتمييع والجفاء بأن ينتهكوا المحرمات ، وان يتجاوزوا حدود الله .
وانظروا يرحمكم الله هل هذا الذي يستنكره النبي صلى الله عليه وسلم تافه وقشور أم التفاهة والقشور في كلام وفهم من يهون من شأن الدين ياقوم . فقد ثبت في مسند الإمام احمد وغيره أن رجلين مجوسيين دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقد حلقا لحلاهما وأعفيا شواربهما ، فلما رآهما أعرض عنهما بوجهه وقال لهما : من أمركما بهذا ؟ فقالا : ربنا - أي ملكهمم - فقال أما أنا فقد أمرني ربي أن أقص شاربي واعفو عن لحيتي .
فلو كان أمرا بسيطا وقشورا ماكان النبي صلى الله عليه وسلم ،- وهو من هو -ف الأخلاق السامية ، والمعاملات العظيمة أن يعرض عنهما ؟ هذا لايقول عاقل عرف قدر النبي صلى الله عليه وسلم ،فسبحان الله ما أجهل القوم ؟
ثم اعلم أخي أن الذي يجلس أمام المرآة باختياره ليحلق لحيته قد عصى ربه ولسان حاله يقول : أي ربي قد شهوت جمال وجهي بهذا الشعر الذي جعلته على صورتي ، فإن هذه الصورة غير جميلة ، ولا لائقة بي فلابد من تغييرها ، وإصلاحها إلى صورة أجمل مما خلقتني عليه ؟
إن القول بأن في الإسلام أمور بسيطة تافهة ، يقال له ، هذه الأمور البسيطة مااستطعت ان تقبلها ، وأن تحملها فكيف بك بالأمور المهمة العظيمة ، فاعلم أن من البديهي أن الذي يعجز عن حمل الأمور الصغيرة فإنه بالضرورة يعجز عن حمل الأمور الكبيرة ،وأن من يبحث عن اللب المعروض ، والمعرض للآفات الاجتماعية من بدع وخرافات فإنه سرعان ما تهجم عليه الجراثيم والذباب وأقل ما يمكن ان يسمه هو الغبار المتطاير، وهذا الواقع امامك ..
فإن بعض القشر حتى لو ظهر للناس أنه غليط أو مشوش فلإنه انفع لحفظ اللب وأجمل للعرض ، ولا يوجد أجمل من الطبيعة التي خلق الله عليها الخلق .
وللحية زينة الرجال ، وكانت العرب تنظر للأمرد انه ناقص الرجولة ، واليوم الرجل هو الذي يذهب فيرمي بعلامة رجولته بنفسه ، وليلعم أن علماء الإسلام قالوا لو أن إنسانا اعتدى على إنسان فحلق لحيته بمادة لايمكن ان تنبت معها مرة أخرى فقد حكموا علي الفاعل بدية كامة ، وهي مائة وعشرون جملا ، منها أربعون حاملا ، فقد جعلوا عدم إنباتها مرة أخرى كالقتل ، ولذلك حكموا على القاتل بالدية الكاملة ، هذا التي تذهب بنفسك فتحلقها وترميها.
وبقي أن اوجه سؤالا لمن هذا شأنه فاقول : ما هي الحكمة التي من أجلها جعل الله تعالى هذا الشعر على وجه الرجل ولم يجعله على وجه المرأة ؟ فلا شك انكم ستقولون إنها التفريق بين الرجل والمرأة ،وإذا كان الأمر كذلك ، وأنكم تحلقونها ، فلماذا لاتطيلون شعوركم كما تطيله المرأة ؟ وإذا كان شعر اللحية من الوسخ على الوجه الذي ينبغي إماطته ، فإن شعر الرأس والحواجب والأشفار من الأذى الأذى ايضا الذي ينبغي أزالته ، فما دليل تفريقكم بين هذا وهذا وكله شعر ، فانزعوه كله حتى تستريحوا منه أو اسكتوا على الأقل عمن يتبع السنة ويحفظ قشر اللب الذي بين ايديكم ولا تقضي عليه الآفات الاجتماعية شيئا فشيئا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : يدرس الإسلام عورة عورة ، كما يدرس وشي الثوب ...وللحديث بقية وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد .
فهل الربط بين اللحية اعفاءا او تشذيبا او حلاقة ....وبين الجهاد(الثابت بالقرءان والسنة ولا يختلف عليه اثنان ) ؟فالقياس غير سليم بين قضية ثابتة بالقرءان وقضية مختلف فيها ومحل نقاش امر لايصح علميا بالاضافة الى تفاهة قضية اللحية بالمقارنة مع قضية الجهاد التي تعتبر حيوية ووجودية بالنسبة للمجتمع المسلم ...ولكن الغرض من مثل هذا "الفقه" التافه هو ان يرفع القضايا الشكلية التافهة والتي ليس لها تاثير ذو اهمية الى مستوى قضايا كبرى ثابتة من الكليات ،بغرض فرض رؤيته المتزمتة والمتطرفة ...quote]
بسم الله الرحمن الرحيم .
من أبي بكر لعويسي
إلى جميع من كتب في هذه الصفحة او شارك فيها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
امابعد : بارك الله فيكم جميعا على هذا النقاش الحار، والحوار الهاديء ، ونسأل الله تعالى ان يكون القصد منه هو إظهار الحق لا غير .
إن مسألة حكم حلق اللحية التي يعتقد الكثير من الناس - وللأسف الشديد - أنها سنة ، وأنها أمرشكلي بسيط ،ويحكمون على من خالفهم بأنه متشدد متزمت ، وأن الكلام فيها أو الدعوة إليها اشتغال بالقشور وسفاسف الأمور ، هؤلاء لم يفهموا أدلة هذه القضية على وجهها الصحيح ، ولم يصنفوها تصنيفا حقيقيا، ولم يجعلوها في مرتبتها التي تليق بها من الإسلام ، فإن حلق اللحية يتفق على حرمته الصحابة ، والتابعون واتابعيهم ، وأئمة الإسلام ،ولم يعرف إلى عهد قريب أن أحدا من العلماء الرابنيين أفتى بجواز حلقها ، إلا ما نسمعه في هذا العصر من بعض ممن شوهوا جمال هذا الدين ، إرضاء لطائفة من الناس ، أو خوفا ان ينسبوا إلى جهة معينة ، أو تشبها بأعداء الإسلام ،وليعلم هؤلاء أن توفير اللحية هو مظهر من مظاهر الإسلام التي حث أصحابه على الإلتزام بها ، وليست هي من القضايا التافهة ، ولا السنن البسيطة ، ولا القشور ، فهي ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع ، وحلقها قد إجتمع فيه عدة معاص كلها من عظائم الذنوب ، أولها : الحلق فإنه معصية ، لأن فقهاء الإسلام لايطلقون لفظ الحرام على ترك مستحب ، بل يطلقونه على ترك واجب ،أخذا من الأمر الوارد بها ، المتضمن للنهي، والأمر عندهم يصرف للوجوب ما لم تأتي قرينه تصرفه منه إلى الاستحباب .
ثانيا : الاصرار على الحلق ، فإن الإصرار على الذنب ، ذنب آخر ، فإنه لا كبيرة مع استغفار ، ولا صغيرة مع اصرار كما قال عبد الله بن عباس ، وقال تعالى :{..{ ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون ..ِِ}.
الثالث : المجاهرة به ، حيث إن حلق اللحية أمر لايمكن إخفاؤه ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : كل أمتي معافى إلا المجاهرون ... فالمجاهرة بالذنب مما يعرض لسخط الله تعالى ، وقال أيضا : إذا ابتلي أحدكم بشيء من هذه القذورات فليستتر ..رواه البخاري مسلم .
رابعا : التشبه بالكفار من مجوس وغيرهم ، وقد نهينا عن التشبه بهم ، وهذا النهي مقصد عظيم من مقاصد الشرع ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : من تشبه بقوم فهو منهم ، وهو حديث مشهور .
خامسا : التشبه بالنساء ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :لعن اتلله المتشبهين من الرجال بالنساء .. وخاصة لمن يحلق كل الشعر الذي على الوجه من الشوارب واللحية ، مما قد عمت به البلوى ولم يسلم منه إلا القليل ، ففي بعض المناظر لا تكاد تفرق بين الرجل والمرأة ، وخاصة في زمننا الذي انطلقت فيه المرأة تزاحم الرجل في لباسه .
سادسا : طاعة للشيطان في تغيير خلق الله ..
كل هذه الذنوب ثم يأتي من يتجرأ ويقول إن اللحية سنة ، أو قشور ، أو هي من سفاسف الأمور.
ونقول أيضا ، إن توفير اللحية ، مظهر من مظاهر الإسلام التي تعطي لرجالات الإسلام هيبة ، وجمال ، ينبأ عن صلاح في القلب ، فإن قاعدة تلازم الباطن بالظاهر ، والظاهر بالباطن أمر مطلوب شرعا ، فإن من كان باطنه صالحا ، فإنه بالضرورة يكون ظاهره صالحا ، وقد قال صلى صلى الله عليه وسلم :ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب .. وليس من الضرورة إذا صلح ظاهرالعبد أن يصلح باطنه، لأنه قد ينافق الكثير من الناس ، ويدعون أن بواطنهم صالحة ، ولكن هذا ليس من شأن أهل الإسلام أن ينقبوا أويشقوا على بواطنهم ، وإنما الشأن أن نتحاكم إلى ظاهر الشخص فمن أظهر صلاحا حكم له به ، ومن أظهر فسادا حكم له به ، أما الخواتيم فيمكن للثاني الذي لم يصلح ظاهره أولا أن يختم له بخير ويسبق عليه الكتاب الأول فيدخل الجنة قبل ذلك الذي ظاهره الصلاح ، كم أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم ، نعم هذا محتمل ، ولكنه غير مطرد ، ووحينئذ نقول من شب على شيء شاب عليه ، ومن شاب على شيء مات عليه ، ومن مات على شيء بعث عليه ، وهذا موجود في كتاب الله : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .. }.
ومع هذا يقال : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وهذا مصداقه في قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله لاينظر إلى صوركم ، ولاإلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .. رواه مسلم ، فلم يكتفي بصلاح القلب وفساده حيث ينظر الله تعالى من العبد ، وإنما قال وأعمالكم ليدل على أن صلاح الباطن متعلق بصلاح الظاهر ملازم له .
فمن يقول من الناس ، هذه قشور ، والإيمان في القلب ، نقول له ، ذلك إلى ربك ، ولايعنينا لأن السرائر لا يعلمها إلا الذي يعلم السر وأخفى ، من لاغيب عنه ميثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .
وقول الأخ عبد الكريم : .. ومثل هذا الفقه التافه .. كلام خطير ، فإن هذا يهون من شأن الدين ، فليعلم أن كل ما ينسب إلى الدين وعليه الدليل من السنة والكتاب المبين فهو دين ، نعم تتفاوت مراتبه ، ولكن لا ينبغي أن يوصف شيئ من الدين بأنه توافه أو سفسف أو قشور ، فالدين ينبغي أن يعظم بلبه وقشره على حد تعبير هؤلاء ، بل التفاهة هي في التفريق بين الكتاب والسنة ، وجعل الدين شكليات يأخذ منها العبد ماشاء مما يوافق هواه ويترك ماشاء مما يخالف طريق أو حزبه أو .. والله تعالى يقول : { وما أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم فانتهوا } ويقول :{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم }ولم يحد الله لنا نوع المر الذي إذا خالفوه العبد أصابته الفتنة في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة ، واللحية قد أمر بها صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث ، وواظب عليها وكذلك أصحابه من بعده وتابعيهم ، فالاتفاق حاصل منهم وممن بعدهم من ائمة الهدى كالأئمة الأربعة رحمهم الله فقد اتفقوا وأجمعوا على تحريم حلق اللحية . فالتوهين من شأنها وجعلها قشور هو الذي جرأ الكثير من المتعالمين ، ودعاة الترخص والتمييع والجفاء بأن ينتهكوا المحرمات ، وان يتجاوزوا حدود الله .
وانظروا يرحمكم الله هل هذا الذي يستنكره النبي صلى الله عليه وسلم تافه وقشور أم التفاهة والقشور في كلام وفهم من يهون من شأن الدين ياقوم . فقد ثبت في مسند الإمام احمد وغيره أن رجلين مجوسيين دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقد حلقا لحلاهما وأعفيا شواربهما ، فلما رآهما أعرض عنهما بوجهه وقال لهما : من أمركما بهذا ؟ فقالا : ربنا - أي ملكهمم - فقال أما أنا فقد أمرني ربي أن أقص شاربي واعفو عن لحيتي .
فلو كان أمرا بسيطا وقشورا ماكان النبي صلى الله عليه وسلم ،- وهو من هو -ف الأخلاق السامية ، والمعاملات العظيمة أن يعرض عنهما ؟ هذا لايقول عاقل عرف قدر النبي صلى الله عليه وسلم ،فسبحان الله ما أجهل القوم ؟
ثم اعلم أخي أن الذي يجلس أمام المرآة باختياره ليحلق لحيته قد عصى ربه ولسان حاله يقول : أي ربي قد شهوت جمال وجهي بهذا الشعر الذي جعلته على صورتي ، فإن هذه الصورة غير جميلة ، ولا لائقة بي فلابد من تغييرها ، وإصلاحها إلى صورة أجمل مما خلقتني عليه ؟
إن القول بأن في الإسلام أمور بسيطة تافهة ، يقال له ، هذه الأمور البسيطة مااستطعت ان تقبلها ، وأن تحملها فكيف بك بالأمور المهمة العظيمة ، فاعلم أن من البديهي أن الذي يعجز عن حمل الأمور الصغيرة فإنه بالضرورة يعجز عن حمل الأمور الكبيرة ،وأن من يبحث عن اللب المعروض ، والمعرض للآفات الاجتماعية من بدع وخرافات فإنه سرعان ما تهجم عليه الجراثيم والذباب وأقل ما يمكن ان يسمه هو الغبار المتطاير، وهذا الواقع امامك ..
فإن بعض القشر حتى لو ظهر للناس أنه غليط أو مشوش فلإنه انفع لحفظ اللب وأجمل للعرض ، ولا يوجد أجمل من الطبيعة التي خلق الله عليها الخلق .
وللحية زينة الرجال ، وكانت العرب تنظر للأمرد انه ناقص الرجولة ، واليوم الرجل هو الذي يذهب فيرمي بعلامة رجولته بنفسه ، وليلعم أن علماء الإسلام قالوا لو أن إنسانا اعتدى على إنسان فحلق لحيته بمادة لايمكن ان تنبت معها مرة أخرى فقد حكموا علي الفاعل بدية كامة ، وهي مائة وعشرون جملا ، منها أربعون حاملا ، فقد جعلوا عدم إنباتها مرة أخرى كالقتل ، ولذلك حكموا على القاتل بالدية الكاملة ، هذا التي تذهب بنفسك فتحلقها وترميها.
وبقي أن اوجه سؤالا لمن هذا شأنه فاقول : ما هي الحكمة التي من أجلها جعل الله تعالى هذا الشعر على وجه الرجل ولم يجعله على وجه المرأة ؟ فلا شك انكم ستقولون إنها التفريق بين الرجل والمرأة ،وإذا كان الأمر كذلك ، وأنكم تحلقونها ، فلماذا لاتطيلون شعوركم كما تطيله المرأة ؟ وإذا كان شعر اللحية من الوسخ على الوجه الذي ينبغي إماطته ، فإن شعر الرأس والحواجب والأشفار من الأذى الأذى ايضا الذي ينبغي أزالته ، فما دليل تفريقكم بين هذا وهذا وكله شعر ، فانزعوه كله حتى تستريحوا منه أو اسكتوا على الأقل عمن يتبع السنة ويحفظ قشر اللب الذي بين ايديكم ولا تقضي عليه الآفات الاجتماعية شيئا فشيئا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : يدرس الإسلام عورة عورة ، كما يدرس وشي الثوب ...وللحديث بقية وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد .
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة