أمتناواقع وآفاق
20-09-2014, 07:37 PM
أمتنا واقع وآفاق
من المسلم به أن كل من يمتلك ضميرا حيا يتأثر بوضع بلده وأمته التي مازالت تعيش تحت وطأة التخلف والتبعية للعالم المتقدم الذي يستنزف خيراتها ويُهَجّرُ أدمغتها ويضمر لها الدسائس. إن هذا الوضع المزري لم يكن أبدا لنقص في الموارد والمقدرات والعقول النابغة ولكن لنقص في الهمة والتحدي والابتعاد عن الدين القيم وعن العلم والعمل المتقن.
لقد صدق المفكر الجزائري ( مالك بن نبي) رحمه الله عندما قال: " إن القيمة في نجاح أي مشروع إقتصادي هي الإنسان ، ليس الإقتصاد إنشاء بنك أو تشييد مصنع ، بل هو قبل كل شيء تشييد إنسان وتعبئة طاقات اجتماعية تحركها إرادة حضارية" وقال أيضا : " إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة ، ولكن منطق العمل والحركة فهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجردا " .
* قصد تحقيق أهداف التنمية الشاملة في الجزائر وفي غيرها من الدول النامية ، لابد من الأخذ بالأسباب والاستفادة من تجارب الدول التي عرفت أزمات حادة بعد الحرب العالمية الثانية كما هو الشان بالنسبة لليابان وألمانيا وماليزيا وغيرها ، فبإرادة وحكامة شعبها وقيادتها أصبحت قلاعا اقتصادية رائدة.
ومن نافلة القول أن الأخذ بالأسباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل العولمة الجارفة ، يكون بالتخطيط المحكم ووضوح الرؤى وتأهيل الموارد البشرية وسن التشريعات اللازمة لتوجيه وترشيد التنمية وإشراك المصارف الإسلامية في الاستثمار كبديل منافس للمصارف الربوية التي تسببت في أصعب الأزمات الاقتصادية في العالم ، وأبعدت الكثير من الطاقات الاستثمارية لمخالفتها الشــرع في تعاملاتها المالية. ومن الأهمية بمكان إنشاء أسواق وتجمعات اقتصادية إسلامية محلية وإقليمية للتبادل وتوحيد الجهد التفاوضي مع نظيراتها في الغرب والشرق.
قال الله تعالى:"إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ــ سورة الرعد(11),
اللهم قيض لهذه الأمة رجالا تقاة يحافظون على الأمانة ويعيدون لها مجدها وريادتها وصلاحها الذي لن يكون إلا بما صلح به أولها.
بقلم/ ملاد الجزائري
مشرف تربوي متقاعد.
التعديل الأخير تم بواسطة ملاد الجزائري ; 20-09-2014 الساعة 07:43 PM