في مَجَالِسِ أهلِ العلمِ والفضلِ (02): في منزلِ الشَّيخ عبد المُحسِن العبَّاد
27-09-2012, 10:17 PM
في مَجَالِسِ أهلِ العلمِ والفضلِ (02):
في منزلِ الشَّيخ عبد المُحسِن العبَّاد البَدْر
حيّ الفيصليَّة – المدينة النَّبويَّة (1419هــــ)


بقلم خادم العلم :
الشَّيخ أبو محمَّد سمير سمراد الجزائري - حفظه الله




فهذا مجلسان مُبارَكان من مجالسِ الشّيخِ «عبد المحسِن العبَّاد البَدْر»(حفظه الله) العامِرة، حيثُ كانَ يفتحُ منزلَهُ لطلبةِ العلمِ كلَّ خميسٍ عَصْرًا. والحمدُ لله كنتُ ممّن حَضَرَ (بعضًا) منها ما بين شَهْرَيْ «شوّال وذي القَعدة» من عام 1419هـ.


تقييداتُ مجلسِ عصر الخميس 11 شوّال 1419هـ:

صلّيتُ العصرَ في مسجِدِ «القدّوس السّلام»، وصلّى بنا إمامًا الشّيخُ عبد المُحسِن العبَّاد (حفظهُ الله تعالى)، تَبعتُ الشّيخَ وأَدخلَني إلى بيتِهِ ولم يكن هناكَ أحدٌ غيرِي، وسألتُهُ بعضَ الأسئلَة:

1- هل يُشرعُ للإمامِ أن يؤذّن وأن يُقيمَ؟ (وذلك أنّي كنتُ لاحظتُ أنّ الأئمّة في المساجِدِ هناك يتولّى الواحدُ منهم الإقامةَ للصّلاة، ولا يُكلّفُ أحدًا بأن يُقيم، وقد كان والد الشّيخ عبد المُحسِن (وقد تُوفّي بَعْدُ رحمهُ الله) –وكانَ طاعِنًا في السّنّ ولا يَكادُ يُبصِرُ- هو الّذي يُؤذّنُ، فإذا قامَ الشّيخ عبد المحسِن ليؤُمَّ النّاسَ كانَ هو الّذي يُقيم).
الشّيخ: يجوزُ أن يُؤذّن وأن يُقيمَ، لكن الأصلُ أن يكونَ إمام ومؤذّن، لا يُوجَد مانعٌ من أن يُؤذّنَ الإمام ويُقيم. (أَكْثَرْتُ على الشّيخِ في المسألةِ هذهِ، فجعلَ الشّيخُ يَعتذرُ لي بكِبَرِ سنِّ والِدهِ، حتَّى اسْتَحْيَيْتُ، فما أعظمَ خلُق الشّيخ وحُسْنَ تعامُلِهِ مع أبنائهِ وسائلِيهِ).
2- كانَ أن حصلَ بيني وبين بعضِ الإخوةِ الجزائريّين وهو مِن بلدتِي، يدرسُ في «الجامعة الإسلاميّة» (وهو الآن في مرحلة الدّكتوراه)، وكان انعزاليًّا كثيرًا، حصل بيننا نقاشٌ في السّماعِ لأشرطة الشّيوخ الّذين غَزَتْ دروسُهُم ومحاضراتهم المكتبات[الأشرطة الوعظيّة والمُنوَّعَات]، ونحنُ لا نعرفهم بالسّلفيّة، وبالاستقامةِ على الجادَّة، فقلتُ له: هُمْ مَجَاهِيلُ، لا نطمئنُّ لهم ولا نثقُ بما يُقدّمونه، فلا نستمع لهم ولا نُشارك في التّرويجِ لأشرطتهم والتّرويج لهم، فضلاً عمّن عرفناهم بانحرافهم عن السّنّة وبتورّطهم في الحزبيَّات.... إلخ، وقلتُ لهُ: يكفينا مَن عندَنَا مِن مشايخنا المعروفين بسلفيّتهِم ففي أشرطتهم غُنيَةٌ. فأبدى مُعارضةً شديدةً، وعَدَّ هذا غلُوًّا، وتشدُّدًا وتنَطُّعًا... وقالَ لي: إنَّكَ بهذا قعَّدتَ قاعِدةً وأنَّ من استمعَ إلى تلكم الأشرطةِ فهو آثمٌ، وأنّه يجبُ عليهِ ألاَّ يستَمِعَ إليها، وقالَ: إنّ هؤلاء الوُعَّاظ يتكلّمون في وعظ وإرشاد، وليس المقامُ مقامَ فتوى حتّى لا يُسمَعَ لهم، وقالَ: هل قال بهذا الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين أو الشيخ الألبانيّ؟، وقال: فهم الّذين يُرجعُ إليهم في المسائل الدَّعويَّة فقط؟ وإنّ مُشكلتنا أنّنا نرجعُ إليهم في الفتاوى والمسائل الفقهيّة ولا نرجع إليهم في المسائل الدَّعويَّة؟فقلتُ لهُ: هذا شيءٌ لم آتِ بِهِ مِن عندي وإنّما هذه نصائح وتوجيهات مشايخنا المَعرُوفين وهم ناصِحُونَ للأُمَّةِ وللشَّبَاب. وقد رأيتُ منهُ تَعَنُّتًا، حيثُ ذكرتُ له محمّد سرور زين العابدين، وما جاء به من كلام الخوارج، وأنّ الشّيخ ابن فوزان والشّيخ محمّد أمان ردَّا عليه، فلم يقبل، وقالَ: من غيرُهُما ردَّ عليهِ؟!هذا بَعْضٌ ممَّا دارَ بينَنا، فانتهَزْتُها فُرصةً، وسألتُ الشّيخَ العبَّاد عمّا قالهُ هذا الأخُ، وما أنكرَهُ من أنّنا لا نستمعُ إلى هؤلاء المَجاهيل، وأنّ العلماءَ الكبار لا يقولُونَ بهذا؟ فكانَ جوابُهُ:ـ
هل يقولُونَ أنّهُ نَقرأ كلَّ شيء.... سَينْحَرِفُون.وقالَ: ابن باز ما يقول: اقرؤوا كلّ شيء، نسألُ اللهَ لهم أن يَهديَهم.وقالَ: الإنسان يشتغل بنفسِهِ، والهدايةُ بيدِ الله.ثمّ دخل جماعةٌ من الإخوة إلى بيتِ الشّيخ.
3 - سألتُ الشّيخ عن التّسميةِ على الوُضوء، وهل هيَ شرطٌ فيهِ؟ فقالَ:التّسمية على الوُضوء، منهم مَن قالَ: مُستحبّة، ومنهم من قالَ: واجبة. وقالَ: لا، ليست شرط، التّسمية على الذّبيحة إن نسيها الإنسان تصحّ الذّبيحة، ومثلُها التّسمية على الوُضوء.ـ من أسئلة الإخوة السُّودانيِّين:
4- حديث: «إنّما يُطعمني الله ويسقيني....»، قال ابن القيّم: الإطعام روحيّ؟
الشّيخ: هذا كلام مشهور عند أهل العلم... وقال: والله أعلمُ بالحقيقة.
5- سئل عن اسمِ اللهِ القديم؟[وقد حَضرَ الشّيخ عَلِي عقيل]
الشّيخ: تخصيص القرآن بأنّه قديم ما هو مستقيم.وقال عن حديث: «وسلطانه القديم»: كونه له السّلطان والملك بلا بداية، لا يُقال: أنّ الله من صفاته القديم، لكن يُخبَر عنه، لكن كونُ الله لا بدايةَ له هو معنى اسم «الأوّل»، لكن كلمة القديم في الله تدلّ على أنّ القديم وُجِد بعده شيء، لكن على سبيل الإخبار يجُوز أن يُخبَرَ عنه، لا أنّه صفة من صفات الله ولا اسم من أسماء الله.
6 -مسألة الاشتراط في الاعتكاف، هل يصحّ أن يقول مثلاً: إذا جاءنَا فلانٌ خرجنا معهُ؟
الشّيخ: لا أدري.... ما علمنا في هذا شيء.
7 - ما الّذي تُرجّحونه في دخول المُعتَكَف؟إذا كان الاعتكاف لللّيالي، قال: إذا غربت الشّمس يوم 20 ودخلت ليلة 21، هذا ما فيه إشكال، إذا دخل في هذا الوقت.وإذا كان الاعتكاف بالأيّام يبدَأ من صباح يوم 21....وقال: كلمة «العشر» يُراد بهِ اللّيالي، إذا كان الأيّام يكون «العشَرَة».
8- إذا صلّى في الدّور الأوّل والتّحت فاضي، تصحّ صلاتُهُ؟
الشّيخ: فيه تقصير، ويدخل في قوله (صلّى الله عليه وسلّم): «ولا يزال قوم يتأخّرون حتّى يُؤخّرهم الله...»/انتهت أسئلةُ السّودانيّين.
9 - قرأَ أحدُ الطّلبة كلامًا للذّهبيّ نقله الحوينيّ في «غوث المكدود»: [قال في «غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود»(2/106- دار الكتاب العربي- بيروت- ط2/1414هـ): «علّق الحافظُ الذّهبيُّ رحمه الله على قولِ عبيدة بكلامٍ عاطرٍ، رائعٍ، فقال في سير النّبلاء (4/42-43): قلتُ: فهذا القول من عبيدة.....................وقُلْ: فم مسّ بالتّقبيل حجرًا قبّله خليلي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ».اهـ]

الشّيخ: هذا كلام الذّهبيّ؟! رحمةُ الله عليه.كلام ما هو سليم، جاءت بعد شفَتَيْ الرّسول ملايين الشِّفاه، هذا فيه غُلُوّ، ما يستقيم.
10 - السّائل: في تركيا، يُوجد شعرات للنّبيّ.
الشّيخ: لا يُصدَّق بشيء من هذا أبدًا. فيهِ سَنَد مِن هذا؟! أنَّ فلانًا سلَّمَ وفلانًا سلَّم.مُصحف عثمان الّذي سقط عليه الدَّم موجودٌ عند الأتراك؟!! هذا ما يصير، هذه الأشياء الّتي يقولون موجودة، هذه لا يُصدَّق بها.
11 - البخّاخ من أجل الرّبو، إذا سئلتُ عنها أقول: ما أدري؟ وبعض العلماء يقول: لا تُفطر.ـ ما أَستعمل الإبرة في النّهار، تُستعمل الأَوْلَى في اللّيل، لكن إذا استعملها في النّهار، ما نقول: تُفطر.
12 - ابن عثيمين يقول: أنّ طواف الوداع في العمرة واجبٌ كالحجّ، ومن العلماء من يقول: العمرة ما فيها طواف الوداع. إذا سئلتُ عن مَا إذا لم يطف طواف الوداع في العمرة أقول: ما عليك شيء.
13 - سألتُ الشّيخ عن الدّرس بعد فجر الجمعة؟
قال الشّيخ: الدّرس بعد فجر الجمعة لا يدخل في النّهي، لا يُسمَّى تحلّق قبل الجمعة، التّحلّق يعني: قبل الجمعة بقليل، الإنسان بدل ما يشتغل بقراءة القرآن، يشتغل بالتّحلّق، أمّا بعد الفجر ربّما يذهب ثمّ يرجع أو يذهب يغتسل ثمّ يأتي الجمعة.
انتهى.تقييداتُ مجلسِ عصر الخميس 18 شوّال 1419هـ:
1- إبراهيمُ (عليه الصّلاة والسّلام) كانَ مُناظِرًا ولم يَكن ناظِرًا، كما قال الشّيخ الشّنقيطيّ رحمه الله.
2 - السّائل: التّرابيّ لهُ شريط بعنوان: «ضلالات الأنبياء»؟الشّيخ: هذه وَقاحَة مُتَناهيَة، وقلّة حَياء.
3 - السّائل: علويّ المالكيّ، ماتت أُمُّهُ، هل يَجُوزُ تَعزيتَهُ؟... بعض المشايخ عَزَّاهُ، فقلنَا مُمكن يَجُوز؟
الشّيخ: إذا كان الإنسان بينهُ وبينهُ معرفة، ويَسعَى في رُجوعِهِ وإصلاحِهِ....وقالَ: البُعْدُ عنهُ خيرٌ مِن القربِ منهُ.وقالَ: أمَّا من كانَ ليسَ لَهُ بِهِ علاقة، فلاَ.وقالَ: هذا طَيّب بالنِّسبةِ لهدايةِ الضّالّ وإيمانِ الكافِر.
4 - السّائل: قالَ بعضهم في شريط عن قوله تعالى: ﴿وقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أو نَعْقِلُ﴾... الآية.
قسَّمت النّاسَ إلى مُقلِّد أو مُجتَهِد؟
الشّيخ: تفسير الآيةِ بالمذاهِب... ما يَصلُحْ.
5 - سُئلَ عن التَّلحين في الأَذان؟
الشّيخ: يأتي بالأَذَان بالصَّوتِ العاديّ.
انتهى.
التعديل الأخير تم بواسطة السني الجزائري ; 27-09-2012 الساعة 10:22 PM