تسجيل الدخول

سيدي الفاضل من قال بأن الرجل يقصد باللواط نبي الله لوطاً عليه الصلاة والسلام وهو حكم خطير أن تقول "هو من الشتم
هي لفظةٌ موجودةٌ في لسان العرب وداخلةٌ في الفصاحة ولاط يلوط أي طيَّنه وألصقه وملَّسه، وجاءت اللفظة بقصد التطيين في عدد من الأحاديث النبوية، وله معانٍ عديدةٍ منها الرداء، وأيضاً قول العرب : فلانٌ ألوط بقلبي ، بمعنى حبُّه لازقٌ بالقلب، وهو المصدر الأصلى لَوَطَ ومن هنا كان قولهم فلانٌ لاط بفلان معناه التصق به ووطأه، وهو الأصل ومنها أيضاً أنه عملَ عَمل قوم لوطٍ .

أما اسم النبي لوط - عليه السلام - فلا يقبل التصريف لأنه اسم أعجمي، لكن المصدر لَوَطَ فهي اشتقاقاتُ الفعل .

والكلمة أصبحت مفردةً فقهيةً استعملها الفقهاء قديماً وحديثاً، بل والصحابةُ كذلك منها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به) فقرنَ العمل إلى قوم لوطٍ، فزاد ابن عباس - رضي الله عنه - يشرح وقال : "في البكر يوجد على اللواطية" فاستعمل مصطلح اللواط كما تَرى. - راجع سنن أبي داود، وكذا كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية -

ومصطلح اللوطية هناك أحاديثٌ فيها واردة منها ماهو موقوفٌ إلى بعض الصحابة - أي هو من قولهم - وبعضها مرفوعٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - منها ما يتقوّى بالشواهد وتعدد الروايات . - راجع الأحاديث الصحيحة الواردة عند الطبري، وشرح معاني الآثار للطحاوي، والترغيب والترهيب للمنذري، ومجمع الزوائد للهيثمي، وعمدة القاري والتعليقات الرضية للألباني وغيرها ... -

وتجدُ ذلك أيضاً مرويا عن الأئمة الأربعة، وكذا المغني لابن قدامة حيث عقد فصلاً سماه " حد اللواط "، وكذا تجد المصطلح في مختصر ابن الحاجب ، والآمدي في الإحكام، والقواعد للعز بن عبد السلام، وابن تيمية في عدد من كتبه، وابن القيم في الجواب الكافي، وغيره كثيرٌ مما لا يكاد يحصر أخي الكريم .

لهذا فبعض الفتاوى الصادرة اليوم بخصوص النهي ماهي إلا اجتهادٌ فيما لا طائل، وإلا فهو خصيم ابن عبّاس وعمرو بن العاص وغيره من الصحابة والأئمة الكبار الذين استعملوا المصطلح دونما أدنى تحرجّات، فهل هؤلاء يشتمون نبي الله لوط - والعياذ بالله - ؟ من ذا الذي يجرؤ على القول والكلُّ على أنهم أعلم العلماء ونخبة الأمة الكبار، لو عطس واحدٌ منهم عطسةً لذهب ريحها بعديدٍ ممن ينتسبون للعلم في هذا الزمان .