" مسلم " أم " إسلامي " أم "إسلاموي " .. أين الصواب ..؟
27-01-2011, 12:23 PM
هذه دعوة إلى المناقشة موسومة بالعنوان التالي:
(مسلم) أم (إسلامي) أم (إسلاموي) ...
أين الصواب ..؟
مسألة جد هامة يجب أن ننبه إليها، ويتعلق الأمر بضرب من الاشتقاق اللفظي استشرى أمره منذ أواخر القرن العشرين داخل البلاد العربية الإسلامية بوجه خاص، وهو اشتقاق غريب بالنظر إلى حمولته، ونحن نعتبره من قبيل الاشتقاق الاصطلاحي العشوائي، الذي لا تقوم أركانه على قاعدة دلالية سليمة، وقد سعى المتلبسون به إلى إقحام إفرازاته من المباني والمعاني الدخيلة، سواء عن جهل أم عن قصد، في منظومات الإشتقاقات الشرعية الخاصة بلفظ "الإسلام".
إننا نقرأ مثلا في كـثير من الكـتابات: (الذات الإسلامية)، و(الأديب، والمـؤرخ، والمفـكر الإسلامي أو الإسلاموي)، ثم نقرأ (الإسلامـوي والإسلاموية)، و(الإسلاميات)،
و(الأسلمـة)، و(الإسلامولوجـيا)، و(الإسلاموفوبيا) وغيرها من الألفاظ المثيرة للإستفهام عن أساسها وقاعدتها؟ وكذا الغاية من توظيفها؟
فما أن تعرض جميع هذه التسميات ـ المتواضع عليها من قبل طائفة من الكتاب في مختلف المجالات: الأدبية، والفكرية والتاريخية ـ على محـك النقد اللغوي والدلالي، حتى ينـكشف ويتضح توظيفها الشاذ في سياقات معينة، ومبلغ الخلل الذي تلحقه بمضمون هذه السياقات؛ فنحن لا نعثر في القرآن الكريم، ولا في الحديث النبوي الشريف على هذه "الألفاظ / المباني"؛ بل نجد الكلمات التالية: (مسلما)، و(مسلمَيْن)، و(مسلمون)، و(مسلمِينَ)، و(مسلمة )، و(مسلمات).
ثم إننا لا نعثر في المعاجم العربية القديمة على هذه الألفاظ، فهي مستحدثة باستثناء لفظتي: "الإسلامي" و"الإسلاميين"، التي عرف توظيفها مع علي بن إسماعيل بن إسحاق، أبي الحسن الأشعري ( 270 - 324 هـ / 874ـ936 م)، وابن تيمية المتوفى سنة 728، وعمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء الليثي، أبو عثـمان، الشهير بالجاحظ ( 163 ـ 255 هـ / 780 - 869 م)، وابن رشيق القيرواني (390 هـ / 464 هـ)، وابن خلدون (1332 م / 1406م)، وأحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين ابن حجر ( 773 - 852 هـ / 1372 - 1449م )، إذ تم توظيفهما قديما في سياقات مختلفة، خاصة في مجالات الأدب، وعلم الكلام، والفلسفة.
إن لفظ "الإسلاميين" استعمل في مجال الأدب، مثلا، نقيضا للفظ "الجاهليين"، وذلك للتمييز بين من عاشوا في الإسلام ولم يدركوا الجاهلية، ومن عاشوا في الجاهلية ولم يدركوا الإسلام، فالجاهليون ينتسبون تاريخيا إلى العصر الجاهلي، بخلاف الإسلاميين الذين ينتسبون إلى عصر الإسلام.
أما في العصر الحديث، فقد صار، في عرف طائفة من الناس، كل من اللفظين التاليين: "الإسلامي" و"الإسلاميون" صفتين للمسلم وللجماعة المسلمة التي تؤمن بمشروع سياسي قائم على أساس الإسلام، وإذا كانت كلمتا : "المسلم" و"المسلمون" وصف إلهي، فإن لفظتي: "الإسلامي" و" الإسلاميون " وصف وضعي بشري، واجتنابا لأي إبهام أو غموض، يجب الأخذ باستعمال كل اصطلاح مشتق من لفظ "الإسلام" في سياقه الطبيعي، لأن الأمر يقتضي في هذا النهج مبدأ التمييز بين صفة الإنسان وصفة المقولات، والمفاهيم، والموضوعات؛ فالذاتية، والرؤية، والفكرة، والحياة، والبلاد جميعها لها الصفة "الإسلامية"، والذات، والأمة موصوفة بلفظ "المسلمة" أما الكاتب، والأديب، والإنسان، والمجتمع فلهم صفة "المسلم"، وليس الإسلامي ...
(مسلم) أم (إسلامي) أم (إسلاموي) ...
أين الصواب ..؟
مسألة جد هامة يجب أن ننبه إليها، ويتعلق الأمر بضرب من الاشتقاق اللفظي استشرى أمره منذ أواخر القرن العشرين داخل البلاد العربية الإسلامية بوجه خاص، وهو اشتقاق غريب بالنظر إلى حمولته، ونحن نعتبره من قبيل الاشتقاق الاصطلاحي العشوائي، الذي لا تقوم أركانه على قاعدة دلالية سليمة، وقد سعى المتلبسون به إلى إقحام إفرازاته من المباني والمعاني الدخيلة، سواء عن جهل أم عن قصد، في منظومات الإشتقاقات الشرعية الخاصة بلفظ "الإسلام".
إننا نقرأ مثلا في كـثير من الكـتابات: (الذات الإسلامية)، و(الأديب، والمـؤرخ، والمفـكر الإسلامي أو الإسلاموي)، ثم نقرأ (الإسلامـوي والإسلاموية)، و(الإسلاميات)،
و(الأسلمـة)، و(الإسلامولوجـيا)، و(الإسلاموفوبيا) وغيرها من الألفاظ المثيرة للإستفهام عن أساسها وقاعدتها؟ وكذا الغاية من توظيفها؟
فما أن تعرض جميع هذه التسميات ـ المتواضع عليها من قبل طائفة من الكتاب في مختلف المجالات: الأدبية، والفكرية والتاريخية ـ على محـك النقد اللغوي والدلالي، حتى ينـكشف ويتضح توظيفها الشاذ في سياقات معينة، ومبلغ الخلل الذي تلحقه بمضمون هذه السياقات؛ فنحن لا نعثر في القرآن الكريم، ولا في الحديث النبوي الشريف على هذه "الألفاظ / المباني"؛ بل نجد الكلمات التالية: (مسلما)، و(مسلمَيْن)، و(مسلمون)، و(مسلمِينَ)، و(مسلمة )، و(مسلمات).
ثم إننا لا نعثر في المعاجم العربية القديمة على هذه الألفاظ، فهي مستحدثة باستثناء لفظتي: "الإسلامي" و"الإسلاميين"، التي عرف توظيفها مع علي بن إسماعيل بن إسحاق، أبي الحسن الأشعري ( 270 - 324 هـ / 874ـ936 م)، وابن تيمية المتوفى سنة 728، وعمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء الليثي، أبو عثـمان، الشهير بالجاحظ ( 163 ـ 255 هـ / 780 - 869 م)، وابن رشيق القيرواني (390 هـ / 464 هـ)، وابن خلدون (1332 م / 1406م)، وأحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين ابن حجر ( 773 - 852 هـ / 1372 - 1449م )، إذ تم توظيفهما قديما في سياقات مختلفة، خاصة في مجالات الأدب، وعلم الكلام، والفلسفة.
إن لفظ "الإسلاميين" استعمل في مجال الأدب، مثلا، نقيضا للفظ "الجاهليين"، وذلك للتمييز بين من عاشوا في الإسلام ولم يدركوا الجاهلية، ومن عاشوا في الجاهلية ولم يدركوا الإسلام، فالجاهليون ينتسبون تاريخيا إلى العصر الجاهلي، بخلاف الإسلاميين الذين ينتسبون إلى عصر الإسلام.
أما في العصر الحديث، فقد صار، في عرف طائفة من الناس، كل من اللفظين التاليين: "الإسلامي" و"الإسلاميون" صفتين للمسلم وللجماعة المسلمة التي تؤمن بمشروع سياسي قائم على أساس الإسلام، وإذا كانت كلمتا : "المسلم" و"المسلمون" وصف إلهي، فإن لفظتي: "الإسلامي" و" الإسلاميون " وصف وضعي بشري، واجتنابا لأي إبهام أو غموض، يجب الأخذ باستعمال كل اصطلاح مشتق من لفظ "الإسلام" في سياقه الطبيعي، لأن الأمر يقتضي في هذا النهج مبدأ التمييز بين صفة الإنسان وصفة المقولات، والمفاهيم، والموضوعات؛ فالذاتية، والرؤية، والفكرة، والحياة، والبلاد جميعها لها الصفة "الإسلامية"، والذات، والأمة موصوفة بلفظ "المسلمة" أما الكاتب، والأديب، والإنسان، والمجتمع فلهم صفة "المسلم"، وليس الإسلامي ...