أقرأ للسلفية لتتقي شرهم
20-02-2007, 08:53 PM
كيف ظهرت الحركة السلفية في الجزائر؟
في الجزائر نشأ العمل الإسلامي الحركي في صورته المنظمة في الأوساط الجامعية بعد أن أقصي من الحياة السياسية العامة من قبل الوطنيين الذين رفضوا السماح باستئناف نشاط جمعية العلماء، وقاموا بحل جمعية القيم التي حاولت وراثتها، ويرجع الفضل في ظهور الصحوة الإسلامية الجامعية إلى جهود المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي استطاع أن يفتح ثغرة في الطريق المسدود بإقحام الفكرة الإسلامية بمحاضراته وندواته في أوساط النخبة الجامعية، وقد هيأت جهوده وتوجيهاته المناخ الثقافي المناسب لظهور التيار الحضاري الذي أطلق فيما بعد على نفسه عنوان البناء الحضاري وسماه بعضهم تيار الجزأرة.
وفي السبعينات ظهر التيار الإخواني بجناحيه العالمي والإقليمي بتدخل جهات من الإخوان المسلمين في الكويت وفي سوريا، وتورط الإخوان بدافع عوامل الحزبية العمياء في صراع مع تيار النخبة الجامعية، وحدثت صدامات في الأحياء الجامعية في السبعينات والثمانينات كان الهدف منها إقصاء تيار النخبة من مواقع العمل المسجدي ليحل محلها التيار الإخواني الإقليمي خاصة ـ مما أدى ببعض الفعاليات الإسلامية التي كانت تطلق على نفسها عنوان الإتجاه الحيادي بالضغط على الجماعات الحركية الثلاث البناء الحضاري ـ والإخوان الإقليميون والإخوان العالميون للتوحد ضمن صيغة واحدة جرى ذلك بسنتين من الحوار قبل أحداث أكتوبر 88 تحت رعاية الشيخ أحمد سحنون وانتهى إلى طريق مسدود.
حدثت أحداث أكتوبر المذكورة التي صرح بعض المسؤولين والعلمانيين أنها كانت مفتعلة لتوريط التيار الإسلامي وحدث لهم مايريدون بسبب التناقضات والفوضى الفكرية التي كانت تسود الحركة الإسلامية بتنظيماتها المختلفة في الداخل
قبل أحداث أكتوبر كانت الحركة السلفية قد عرفت هي الأخرى طريقها إلى الجزائر عبر شخصيات كثيرة منهم من تعلم في السعودية وتأثر بشيوخها الوهابيين، غير أن الشخصية الأبرز كانت "علي بن حاج" الذي تبنى أطروحات السلفية اللامذهبية التي ورثت الحركة الوهابية واتخذ من مسجد السنة في باب الواد بالعاصمة المنبر المناسب لنشر أفكاره السلفية في أوساط الشباب المتدين من ذوي الثقافة المحدودة.
هذه توطئة عامة تجلي الظروف التي ظهرت فيها الحركة السلفية في الجزائر، والموضوع يحتاج إلى دراسة توضح تفاصيله وجوانبه المختلفة لتبصير الأجيال الإسلامية الراهنة بالجذور والأسباب والمنعطفات التي أدت إلى تنوع العمل الإسلامي إلى الصيغ التي سبق ذكرها.
السلفية والمعترك السياسي
كان علي بن حاج البوابة الكبرى التي دخلت عبرها السلفية الوهابية إلى الجزائر من موقع مسجد السنة في باب الواد كما سبق أن ذكرت، وقد زاد من شعبية علي بن حاج أنه كان لا يقتصر في دروسه وخطبه على الوعظ والإرشاد بل كان ينتقد السلطة بشكل حاد، ورغم خلافاته قبل أحداث أكتوبر مع عباسي مدني إلا أن الظروف التي أدت إلى ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة عجلت بالمصالحة بين الرجلين، فقد وجد مؤسسو الجبهة الإسلامية المحظورة في شخصية عباسي مدني الوجه أو اللسان الذي يحسن الخطاب السياسي الذي يُمكن الجبهة من الإنتشار الواسع في الأوساط الشعبية والمثقفة، كما وجد عباسي مدني في علي بن حاج وجماعته قاعدة نضالية تؤهله لكسب المعركة السياسية مع خصومه وتمكنه في الضغط على الجماعات الحركية النخبوية التي حاولت تهميشه بسبب تهوره وارتجاليته والتي جعلته يورطها في أحداث 1982التي أدت إلى اعتقالات تركزت على رموز تيار البناء الحضاري خاصة.
ورغم الإفراج عنه وعن رفاقه بعد سنتين من السجن لم يعتبر عباسي من مواقفه الإرتجالية بل أقحم الحركة الإسلامية عبر تنظيم الجبهة الإسلامية المحظورة في الصدام مع السلطة معتمدا على الحركة السلفية كما قلت، وكان هو وفريقه من مؤسسي الجبهة يفتقدون إلى أبسط قواعد العمل الحركي والسياسي لأنه لم يسبق لهم الإنتظام في أي حركة إسلامية منظمة تعلمهم أساليب الممارسة السياسية الناجحة، وكيف يرسمون الخطط ويختارون الرجال.
وهذا في اعتقادي لاينقص من قيمة الرجل، فهو كان أستاذا محاضرا ناجحا دافع عن الإسلام وجادل الشيوعيين، وماحاور أحدا إلا أفحمه ولكن ماذكرناه نقائص في الرجل جعلته غير مؤهل لقيادة عمل سياسي إسلامي ناضج في وضع معقد كالوضع الجزائري، وهو ماجعله يسقط في المأزق الذي زج فيه هو وحليفه علي بن حاج بالتيار الإسلامي كان من أكبر نكباته أن فقدت الحركة الإسلامية النخبوية أعني البناء الحضاري أو الجزأرة وجهها المشرق المعبر الشيخ محمد السعيد رحمه الله.
كما ذاقت البلاد الويلات بسبب هذه الأخطاء مما لايحتاج إلى بيان أو تعليق، كما أن المسؤولية يتحملها جميع الاسلاميين والذين كانوا يدورون في فلكهم .
في الجزائر نشأ العمل الإسلامي الحركي في صورته المنظمة في الأوساط الجامعية بعد أن أقصي من الحياة السياسية العامة من قبل الوطنيين الذين رفضوا السماح باستئناف نشاط جمعية العلماء، وقاموا بحل جمعية القيم التي حاولت وراثتها، ويرجع الفضل في ظهور الصحوة الإسلامية الجامعية إلى جهود المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي استطاع أن يفتح ثغرة في الطريق المسدود بإقحام الفكرة الإسلامية بمحاضراته وندواته في أوساط النخبة الجامعية، وقد هيأت جهوده وتوجيهاته المناخ الثقافي المناسب لظهور التيار الحضاري الذي أطلق فيما بعد على نفسه عنوان البناء الحضاري وسماه بعضهم تيار الجزأرة.
وفي السبعينات ظهر التيار الإخواني بجناحيه العالمي والإقليمي بتدخل جهات من الإخوان المسلمين في الكويت وفي سوريا، وتورط الإخوان بدافع عوامل الحزبية العمياء في صراع مع تيار النخبة الجامعية، وحدثت صدامات في الأحياء الجامعية في السبعينات والثمانينات كان الهدف منها إقصاء تيار النخبة من مواقع العمل المسجدي ليحل محلها التيار الإخواني الإقليمي خاصة ـ مما أدى ببعض الفعاليات الإسلامية التي كانت تطلق على نفسها عنوان الإتجاه الحيادي بالضغط على الجماعات الحركية الثلاث البناء الحضاري ـ والإخوان الإقليميون والإخوان العالميون للتوحد ضمن صيغة واحدة جرى ذلك بسنتين من الحوار قبل أحداث أكتوبر 88 تحت رعاية الشيخ أحمد سحنون وانتهى إلى طريق مسدود.
حدثت أحداث أكتوبر المذكورة التي صرح بعض المسؤولين والعلمانيين أنها كانت مفتعلة لتوريط التيار الإسلامي وحدث لهم مايريدون بسبب التناقضات والفوضى الفكرية التي كانت تسود الحركة الإسلامية بتنظيماتها المختلفة في الداخل
قبل أحداث أكتوبر كانت الحركة السلفية قد عرفت هي الأخرى طريقها إلى الجزائر عبر شخصيات كثيرة منهم من تعلم في السعودية وتأثر بشيوخها الوهابيين، غير أن الشخصية الأبرز كانت "علي بن حاج" الذي تبنى أطروحات السلفية اللامذهبية التي ورثت الحركة الوهابية واتخذ من مسجد السنة في باب الواد بالعاصمة المنبر المناسب لنشر أفكاره السلفية في أوساط الشباب المتدين من ذوي الثقافة المحدودة.
هذه توطئة عامة تجلي الظروف التي ظهرت فيها الحركة السلفية في الجزائر، والموضوع يحتاج إلى دراسة توضح تفاصيله وجوانبه المختلفة لتبصير الأجيال الإسلامية الراهنة بالجذور والأسباب والمنعطفات التي أدت إلى تنوع العمل الإسلامي إلى الصيغ التي سبق ذكرها.
السلفية والمعترك السياسي
كان علي بن حاج البوابة الكبرى التي دخلت عبرها السلفية الوهابية إلى الجزائر من موقع مسجد السنة في باب الواد كما سبق أن ذكرت، وقد زاد من شعبية علي بن حاج أنه كان لا يقتصر في دروسه وخطبه على الوعظ والإرشاد بل كان ينتقد السلطة بشكل حاد، ورغم خلافاته قبل أحداث أكتوبر مع عباسي مدني إلا أن الظروف التي أدت إلى ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة عجلت بالمصالحة بين الرجلين، فقد وجد مؤسسو الجبهة الإسلامية المحظورة في شخصية عباسي مدني الوجه أو اللسان الذي يحسن الخطاب السياسي الذي يُمكن الجبهة من الإنتشار الواسع في الأوساط الشعبية والمثقفة، كما وجد عباسي مدني في علي بن حاج وجماعته قاعدة نضالية تؤهله لكسب المعركة السياسية مع خصومه وتمكنه في الضغط على الجماعات الحركية النخبوية التي حاولت تهميشه بسبب تهوره وارتجاليته والتي جعلته يورطها في أحداث 1982التي أدت إلى اعتقالات تركزت على رموز تيار البناء الحضاري خاصة.
ورغم الإفراج عنه وعن رفاقه بعد سنتين من السجن لم يعتبر عباسي من مواقفه الإرتجالية بل أقحم الحركة الإسلامية عبر تنظيم الجبهة الإسلامية المحظورة في الصدام مع السلطة معتمدا على الحركة السلفية كما قلت، وكان هو وفريقه من مؤسسي الجبهة يفتقدون إلى أبسط قواعد العمل الحركي والسياسي لأنه لم يسبق لهم الإنتظام في أي حركة إسلامية منظمة تعلمهم أساليب الممارسة السياسية الناجحة، وكيف يرسمون الخطط ويختارون الرجال.
وهذا في اعتقادي لاينقص من قيمة الرجل، فهو كان أستاذا محاضرا ناجحا دافع عن الإسلام وجادل الشيوعيين، وماحاور أحدا إلا أفحمه ولكن ماذكرناه نقائص في الرجل جعلته غير مؤهل لقيادة عمل سياسي إسلامي ناضج في وضع معقد كالوضع الجزائري، وهو ماجعله يسقط في المأزق الذي زج فيه هو وحليفه علي بن حاج بالتيار الإسلامي كان من أكبر نكباته أن فقدت الحركة الإسلامية النخبوية أعني البناء الحضاري أو الجزأرة وجهها المشرق المعبر الشيخ محمد السعيد رحمه الله.
كما ذاقت البلاد الويلات بسبب هذه الأخطاء مما لايحتاج إلى بيان أو تعليق، كما أن المسؤولية يتحملها جميع الاسلاميين والذين كانوا يدورون في فلكهم .
من مواضيعي
0 لن أرجع إلى المنتدى و لن أدخل ملاعب كرة القدم ...
0 الرأي الواحــــــد ...... إلى اللقــاء يا إخوان .
0 المثلث الصعب .
0 عزيزتي البطاطا .....كاين ربي .
0 المهلوس الآخـــــــــر .........
0 التاريخ أيدني و السلفية تجاهلتني ....
0 الرأي الواحــــــد ...... إلى اللقــاء يا إخوان .
0 المثلث الصعب .
0 عزيزتي البطاطا .....كاين ربي .
0 المهلوس الآخـــــــــر .........
0 التاريخ أيدني و السلفية تجاهلتني ....