محمد صلاح .. أعجوبة لموسم واحد؟
09-10-2018, 09:39 AM



"سيارة رائعة من دون عجلة"، هكذا وُصف أداء محمد صلاح في لقاء ليفربول مع مانشستر سيتي، إذ كثيرون يرون أن "الفرعون" في طريقه إلى العودة للمستوى الذي أظهره الموسم الماضي، أولهم مدربه الألماني يورغن كلوب، الذي يقول إن "لا شيء يثير القلق".

وكان أفضل من تحرك في خط هجوم ليفربول في لقاء مانشستر سيتي، لكنه مازال بعيداً كل البعد عن مستوى الموسم الماضي، حتى أن المحلل الرياضي في صحيفة "ذا غارديان" الإنجليزية وصف محمد صلاح بالـ"سيارة الرائعة لكن من دون عجلة".

وصلاح، الذي نافس على الكرة الذهبية الموسم الماضي واعتبره (البعض) أفضل لاعب في العالم، لم يسجل خلال 16 لقاء سوى 4 أهداف فقط، ثلاثة منها فقط في البريميرليغ.

ومن يلاحظه على أرض الملعب يجده كالضائع بين الكرات، فتمريراته غير دقيقة، وتسديداته فوق أو جانب المرمى، وتمركزه على ساحة الخصم غير موفقة، لكنه ما زال محتفظاً بسرعته في مطاردة الكرة.

ورغم أدائه "الغريب"، كما تصفه صحيفة "ذا غارديان"، فإنه كان أخطر لاعبي خط هجوم ليفربول على مرمى مانشستر سيتي، وأكثرهم تحركاً في جناح اليمين، سريع ولكن متزعزع، هو محمد صلاح في بداية الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.

كلوب واثق من صلاح
ولا يأبه مدرب ليفربول بكل الانتقادات التي توجه إلى صلاح، وصومه عن التهديف وغيابه عن مستواه.

ودعم كلوب صلاح الموسم الماضي، ومنحه الفرصة لأن يصبح نجم الدوري الإنجليزي بلا منازع، وهي فرصة لم يمنحها إياه جوزيه مورينيو حين كان مدرباً في تشيلسي.

وقال المدرب الألماني في مؤتمر صحافي عقب مباراة ليفربول مع مانشستر سيتي، التي انتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف: "في الموسم الماضي كان وضع صلاح مشابه لوضعه اليوم، ولم يتكلم أحد عن أدائه، ومع مرور الوقت بدأ بتسجيل الأهداف، إنه أمر طبيعي جداً بالنسبة لي، لا يوجد شيء يثير القلق".

ومن شاهد المباراة وردود فعل كلوب على كرة يسددها صلاح، حتى وإن كانت فوق المرمى، يعلم أن المدرب الألماني واثق من أن لاعبه على الطريق الصحيح إلى العودة، وكأنه يدفع به خطوة خطوة نحو مستواه السابق من جديد.

ومن جانب آخر، يتساءل مراقبون رياضيون فعلاً عن سبب أداء محمد صلاح المتواضع مع بداية الموسم، بعضهم يرى في صلاح "أعجوبة لموسم واحد"، فيما يرجع آخرون تواضعه لأداء قوي متعب وضغوط نفسية تعرض لها في الموسم الماضي، خصوصاً بعد خلافات مع الاتحاد المصري لكرة القدم وخيبة الأمل في نتائج المنتخب المصري خلال كأس العالم الماضية في روسيا.

غير أن صلاح سجل الموسم الماضي 44 هدفاً في كل البطولات، 32 منها في البريميرليغ، وبدايته مع ليفربول تذكر ببداية الإسباني فيرناندو توريس مع النادي في أول موسم له في عام 2007-2008 حين سجل 24 هدفاً.

الموسم الكروي في بدايته، وربما سيفاجئنا صلاح بأهداف أفضل من الموسم السابق، وعليه أن يتغلب على نفسه أولاً قبل أن يتغلب على الآخرين، فالنجم المصري البالغ من العمر 26 عاماً أمامه خمسة مواسم كروية يمكن أن يقدم فيها الكثير، مثلما فعل في موسمه الماضي الذي كان رائعاً في كل المقاييس.

وبكل تأكيد، فإن الاحتفاظ بالقمة أصعب غالباً من الوصول إليها.