دراسة الحديث أحلى من الوزارة والرياسة!!!
04-06-2009, 05:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ومن والاه


أحبابنا، حياكم الله وبياكم وجعل الفردوس داركم ومثواكم؛


قال الأستاذ العميد محمد بن الحسين بن محمد الكاتب المتوفى سنة (360هـ) وكان يُضرب به المثل في عظم الجاه ورفعة القدر ، قال:

«مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ فِي الدُّنْيَا حَلاَوَةً أَلَذُّ مِنَ الرِّيَاسَةِ وَالوِزَارَةِ الَّتِي أَنا فِيهَا حَتَّى شَاهَدْتُ مُذاكَرَةَ سُلَيْمَانَ بنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيّ وَأَبي بَكْرٍ الجِعَابي بحَضْرَتِي،

فَكَانَ الطَّبَرَانِيُّ يَغْلِبُ الجِعَابيَّ بكَثْرَةِ حِفْظِهِ،

وَكَانَ الجِعَابيُّ يَغْلِبُ الطَّبَرَانِيَّ بفِطْنَتِهِ وَذكَاءِ أَهْلِ بَغْدَادَ،

حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا،

وَلاَ يَكَادُ أَحَدُهُمَا يَغْلِبُ صَاحِبَهُ،

فَقَالَ الجِعَابيُّ: عِنْدِي حَدِيثٌ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ عِنْدِي،

فَقَالَ: هَاتِهِ،

فَقَالَ: نا أبُو خَلِيفَة، نا سُلَيْمانُ بنُ أَيوب، وَحَدَّثَ بالحَدِيثِ،

فَقَالَ الطبَرَانيُّ: أنا سُليمان بنُ أيوب،

وَمِنِّي سَمِعَ أبو خليفة، فَاسْمَعْ حَتَّى يَعْلُوَ إِسْنَادُكَ، فَإنَّكَ تَرْوِي عن أبي خليفة عَنِّي،

فَخَجِلَ الجعابي،

وَغَلَبَهُ الطَّبَرَانِيُّ،

قال ابنُ العَمِيد: فَوَدِدْتُ فِي مَكَانِي أَنَّ الوِزَارَةَ وَالرِّئَاسَةَ لَيْتَهَا لَمْ تَكُنْ لِي، وَكُنْتُ الطبرانيَّ، وَفَرِحْتُ مِثْلَ الفَرَحِ الَّذِي فَرِحَ بهِ الطَّبَرَانِيُّ لأَجْلِ الحَدِيثِ
».


انظر: الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (2/275)، وترجمة أبي القاسم الطبراني لابن منده (ص 346).
__________________

عن موقع راية الإصلاح

دمتم في رعاية الله وحفظه

أخوكم طالب الدعاء

طه أبو البراء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





قال ابن القيم رحمه الله واصفاً الهمة العالية :

"علو الهمة ألا تقف [أي النفس] دون الله، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية.

فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان"