المريخ: بين الحقيقة والخيال
27-03-2018, 07:52 PM
إنه الكوكب المضرج بحمرة الدم والذي اعتبره الرومان لذلك إله الحرب، هوالرابع في بعده عن الشمس بعد عطارد والزهرة والأرض، حجمه نصف حجم الكرة الأرضية وله قمران صغيران ليس لهما الشكل الكروي المنتظم المعروف للأجرام السماوية كبيرة الحجم فالأجسام السماوية تكون كروية عندما يكون قطرها أكبر من 200 كم، أما الأجسام الأصغر فلا تتخذ أشكالا منتظمة.
رسم توضيحي للمريخ وقمريه
قمرا المريخ هما: فوبوس Phobos وقطراه 13.4*9.2 كيلو متر ودايموس Deimos وقطراه7.5*2.5 كيلو متر. نظرا لصغر هذين القمرين، يعتقد أنهما نيزكان تعلقا بجاذبية المريخ بطريقة لم تؤد إلى ارتطامهما بالسطح فدخلا في مدار حوله، وللعلم فقبل أربع مليارات سنة تعرض المريخ والأرض و كافة الكواكب السيارة الصلبة الأخرى للقصف النيزكي الناتج عن الحطام الذي تشكل عند تكوين المجموعة الشمسية لكن المريخ بقي قريبا من منطقة ممتلئة بالحطام والصخور والكويكبات تفصله عن كوكب المشتري فهو يتعرض إلى قصف نيزكي شديد لقربه من هذه المنطقة، هذه الصخور والكويكبات لا تفتأ في التصادم مع بعضها ناثرة شظاياها التي غالبا ما تقع في حقل جاذبية المريخ وتؤدي إلى هذا القصف العنيف المشاهد.
بعكس ما هو متوقع فإن المريخ الذي يبدوللرائي البعيد غارقا في سكون أبدي مطبق، فإن من يقترب من سطحه يجده دائم الحركة والتغيير بأخاديده و صخوره المتدحرجة من الجبال والهضاب والنيازك التي تقصف سطحه دون هوادة، كذلك فإن مناخه يتغير باستمرار و يبدوانه يتعرض لارتفاع بطيء في درجة الحرارة كما هي الحال على الأرض. لقد أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) مؤخرا أنها التقطت صورا جديدة للمريخ تظهر أن سطح الكوكب أكثر نشاطا مما كان يعتقد في السابق، وتظهر على الصور التي التقطتها المركبة (مارس جلوبل سرفيير-Mars Global Surveyor) التي تدور حول الكوكب حاليا أن على سطحه حفرا ووديانا جافة لم تكن هناك منذ بضع سنوات، إن التغيرات الجيولوجية الطارئة على سطح المريخ لا يحتاج حدوثها لآلاف أو ملايين السنين كما هي الحال على الأرض بل تمكن ملاحظتها بين العام والآخر.
جبال المريخ شاهقة، بعضها يبلغ ارتفاعه ثلاثة أضعاف ارتفاع جبل (ايفرست)، ومساحة قاعدته تكاد تبلغ مساحة فرنسا.
على قطبيه الشمالي والجنوبي قبعتان من الجليد الذي يشكل مزيجا من ثاني أكسيد الكربون والماء المتجمد تشبهان تلك القبعتين على قطبي الأرض الشمالي والجنوبي، ينصهر قسم من الجليد القطبي في الفصل الحار (الصيف) و يتحول إلى غاز ثاني الكربون وماء بلوريان ينتشران في الأجواء العليا للكوكب على شكل غيوم، و في الفصل البارد (الشتاء) يعودان ليتقلصا ثانية على شكل جليد يبدو انه ينحسر عاما بعد عام. يشبه المريخ الأرض في طول يومه الذي يبلغ قرابة أربع و عشرين ساعة.
يعتقد أن الأخاديد قد تشكلت على سطحه بفعل الحت بالماء أو بثاني أكسيد الكربون المتجمد أو نتيجة الزلازل، أما الحُفر فقد تشكلت بفعل القصف النيزكي.
سماء المريخ كما تبدو للناظرعند الغروب، التقطتها عدسة المركبة الفضائية
(روفر سبيريت-Rover Spirit) في 19 أيار عام 2005.
تبلغ كتلة المريخ جزءا من تسعة أجزاء من كتلة الأرض أي أن الشخص الذي يزن 100 كغ على الأرض سيزن 38 كغ فقط على سطح المريخ.
لقد بينت التحاليل أن لون الكوكب الأحمر يعود إلى غنى تربته و صخوره ب أكاسيد الحديد. سماؤه ملونة باللون الأحمر الوردي المصفر الناتج عن غبار العواصف الرملية التي لا تنفك تلف سطح الكوكب.
تتراوح درجة الحرارة على سطح الكوكب بين -140 مه و + 20 مه أي أن متوسط درجة حرارة السطح تبلغ -63 مه فهوابرد بكثير من الأرض و لا يمكن للماء أن يوجد على سطحه إلا على شكل بلورات من الجليد ممتزجة بتربة السطح، أما نواة المريخ فهي من الحديد والكبريت المنصهر، كما تبين تحاليل الغازات الناتجة عن الاندفاعات البركانية العنيفة المشاهدة على السطح.
جوه رقيق يتكون من 95% من ثاني أكسيد الكربون و 3% من النتروجين و 1،6% من غاز الأرغون وغازات أخرى لكنه لا يحتوي على الأكسجين، ضغطه الجوي يبلغ جزءا من مئة من مثيله على الأرض و هو غير ثابت بل يتغير باستمرار على مدار العام الذي يمتد إلى 687 يوما أرضيا و هي الفترة التي يستغرقها المريخ في دورانه حول الشمس.
لعل أول ما لفت النظر إلى إمكانية وجود حياة عاقلة على المريخ أن الفلكي الإيطالي (جيوفاني شيابارلي Giovanni Schiaparelli) لاحظ وجود قنوات تشبه قنوات الري منحوتة بدقة على سطح الكوكب، هذه القنوات ألهبت مخيلة الكثيرين ممن عزوها إلى كائنات عاقلة تعيش على الكوكب.
مع مرور الوقت تنامت تلك المشاهدات في مخيلة كتاب الخيال العلمي فأصبحت قصصا و روايات تحكي عن رسائل متبادلة بين المريخ والأرض أواشارات ضوئية يتبادلها سكان الكوكبين عن طريق مرايا ضخمة عاكسة للضوء، ولا ننسى الروائي الشهير (ادغار رايس Edgar Rice) الذي أمتع الشباب عام 1900 برواياته الخيالية عن مغامرات سكان المريخ الخارقين هذه المغامرات التي لم تخل من جانب مظلم ظهر في رواية ( ويلس Wells) التي نشرت عام 1898 تحت عنوان حرب العوالم (The war of the worlds) تتحدث عن غزو كائنات متفوقة تكنولوجيا قادمة من المريخ باحثة عن الماء الذي نضب لديها واصبحت مهددة بالانقراض إذا لم تسيطر على مصادر المياه على الأرض.
بدأ الاهتمام العلمي بالمريخ منذ أن حطت مركبة الفضاء (مارينر Mariner ( في عام 1965 على سطحه، ثم توالت الرحلات إلى المريخ بعد ذلك فحطت عليه المركبتان ( فايكنغViking ) في عام 1976 ثم المركبة (Mars Pathfinder) التي نزلت في 4 تموز 1997 في واد تذروه الرياح وتتبعثر فيه الصخور في ما يبدوان فيضانا قد غمره في الماضي السحيق، بعد شهرين دخلت المركبة (Mars Global Surveyor) في مدار حول الكوكب واخذت ترسل صورا عن فوهات براكين مرتفعة واودية سحيقة و شقوق و فجوات لم يسبق لأحد أن رآها بعد، و في العام 2004 حطت المركبتان (سبيريت spirit ) و اوبرتيونيتي (Opportunity) على سطحه و ما زالتا تبثان المعلومات الجيولوجية من هناك.
يُتبع
رسم توضيحي للمريخ وقمريه
قمرا المريخ هما: فوبوس Phobos وقطراه 13.4*9.2 كيلو متر ودايموس Deimos وقطراه7.5*2.5 كيلو متر. نظرا لصغر هذين القمرين، يعتقد أنهما نيزكان تعلقا بجاذبية المريخ بطريقة لم تؤد إلى ارتطامهما بالسطح فدخلا في مدار حوله، وللعلم فقبل أربع مليارات سنة تعرض المريخ والأرض و كافة الكواكب السيارة الصلبة الأخرى للقصف النيزكي الناتج عن الحطام الذي تشكل عند تكوين المجموعة الشمسية لكن المريخ بقي قريبا من منطقة ممتلئة بالحطام والصخور والكويكبات تفصله عن كوكب المشتري فهو يتعرض إلى قصف نيزكي شديد لقربه من هذه المنطقة، هذه الصخور والكويكبات لا تفتأ في التصادم مع بعضها ناثرة شظاياها التي غالبا ما تقع في حقل جاذبية المريخ وتؤدي إلى هذا القصف العنيف المشاهد.
بعكس ما هو متوقع فإن المريخ الذي يبدوللرائي البعيد غارقا في سكون أبدي مطبق، فإن من يقترب من سطحه يجده دائم الحركة والتغيير بأخاديده و صخوره المتدحرجة من الجبال والهضاب والنيازك التي تقصف سطحه دون هوادة، كذلك فإن مناخه يتغير باستمرار و يبدوانه يتعرض لارتفاع بطيء في درجة الحرارة كما هي الحال على الأرض. لقد أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) مؤخرا أنها التقطت صورا جديدة للمريخ تظهر أن سطح الكوكب أكثر نشاطا مما كان يعتقد في السابق، وتظهر على الصور التي التقطتها المركبة (مارس جلوبل سرفيير-Mars Global Surveyor) التي تدور حول الكوكب حاليا أن على سطحه حفرا ووديانا جافة لم تكن هناك منذ بضع سنوات، إن التغيرات الجيولوجية الطارئة على سطح المريخ لا يحتاج حدوثها لآلاف أو ملايين السنين كما هي الحال على الأرض بل تمكن ملاحظتها بين العام والآخر.
جبال المريخ شاهقة، بعضها يبلغ ارتفاعه ثلاثة أضعاف ارتفاع جبل (ايفرست)، ومساحة قاعدته تكاد تبلغ مساحة فرنسا.
على قطبيه الشمالي والجنوبي قبعتان من الجليد الذي يشكل مزيجا من ثاني أكسيد الكربون والماء المتجمد تشبهان تلك القبعتين على قطبي الأرض الشمالي والجنوبي، ينصهر قسم من الجليد القطبي في الفصل الحار (الصيف) و يتحول إلى غاز ثاني الكربون وماء بلوريان ينتشران في الأجواء العليا للكوكب على شكل غيوم، و في الفصل البارد (الشتاء) يعودان ليتقلصا ثانية على شكل جليد يبدو انه ينحسر عاما بعد عام. يشبه المريخ الأرض في طول يومه الذي يبلغ قرابة أربع و عشرين ساعة.
يعتقد أن الأخاديد قد تشكلت على سطحه بفعل الحت بالماء أو بثاني أكسيد الكربون المتجمد أو نتيجة الزلازل، أما الحُفر فقد تشكلت بفعل القصف النيزكي.
سماء المريخ كما تبدو للناظرعند الغروب، التقطتها عدسة المركبة الفضائية
(روفر سبيريت-Rover Spirit) في 19 أيار عام 2005.
تبلغ كتلة المريخ جزءا من تسعة أجزاء من كتلة الأرض أي أن الشخص الذي يزن 100 كغ على الأرض سيزن 38 كغ فقط على سطح المريخ.
لقد بينت التحاليل أن لون الكوكب الأحمر يعود إلى غنى تربته و صخوره ب أكاسيد الحديد. سماؤه ملونة باللون الأحمر الوردي المصفر الناتج عن غبار العواصف الرملية التي لا تنفك تلف سطح الكوكب.
تتراوح درجة الحرارة على سطح الكوكب بين -140 مه و + 20 مه أي أن متوسط درجة حرارة السطح تبلغ -63 مه فهوابرد بكثير من الأرض و لا يمكن للماء أن يوجد على سطحه إلا على شكل بلورات من الجليد ممتزجة بتربة السطح، أما نواة المريخ فهي من الحديد والكبريت المنصهر، كما تبين تحاليل الغازات الناتجة عن الاندفاعات البركانية العنيفة المشاهدة على السطح.
جوه رقيق يتكون من 95% من ثاني أكسيد الكربون و 3% من النتروجين و 1،6% من غاز الأرغون وغازات أخرى لكنه لا يحتوي على الأكسجين، ضغطه الجوي يبلغ جزءا من مئة من مثيله على الأرض و هو غير ثابت بل يتغير باستمرار على مدار العام الذي يمتد إلى 687 يوما أرضيا و هي الفترة التي يستغرقها المريخ في دورانه حول الشمس.
لعل أول ما لفت النظر إلى إمكانية وجود حياة عاقلة على المريخ أن الفلكي الإيطالي (جيوفاني شيابارلي Giovanni Schiaparelli) لاحظ وجود قنوات تشبه قنوات الري منحوتة بدقة على سطح الكوكب، هذه القنوات ألهبت مخيلة الكثيرين ممن عزوها إلى كائنات عاقلة تعيش على الكوكب.
مع مرور الوقت تنامت تلك المشاهدات في مخيلة كتاب الخيال العلمي فأصبحت قصصا و روايات تحكي عن رسائل متبادلة بين المريخ والأرض أواشارات ضوئية يتبادلها سكان الكوكبين عن طريق مرايا ضخمة عاكسة للضوء، ولا ننسى الروائي الشهير (ادغار رايس Edgar Rice) الذي أمتع الشباب عام 1900 برواياته الخيالية عن مغامرات سكان المريخ الخارقين هذه المغامرات التي لم تخل من جانب مظلم ظهر في رواية ( ويلس Wells) التي نشرت عام 1898 تحت عنوان حرب العوالم (The war of the worlds) تتحدث عن غزو كائنات متفوقة تكنولوجيا قادمة من المريخ باحثة عن الماء الذي نضب لديها واصبحت مهددة بالانقراض إذا لم تسيطر على مصادر المياه على الأرض.
بدأ الاهتمام العلمي بالمريخ منذ أن حطت مركبة الفضاء (مارينر Mariner ( في عام 1965 على سطحه، ثم توالت الرحلات إلى المريخ بعد ذلك فحطت عليه المركبتان ( فايكنغViking ) في عام 1976 ثم المركبة (Mars Pathfinder) التي نزلت في 4 تموز 1997 في واد تذروه الرياح وتتبعثر فيه الصخور في ما يبدوان فيضانا قد غمره في الماضي السحيق، بعد شهرين دخلت المركبة (Mars Global Surveyor) في مدار حول الكوكب واخذت ترسل صورا عن فوهات براكين مرتفعة واودية سحيقة و شقوق و فجوات لم يسبق لأحد أن رآها بعد، و في العام 2004 حطت المركبتان (سبيريت spirit ) و اوبرتيونيتي (Opportunity) على سطحه و ما زالتا تبثان المعلومات الجيولوجية من هناك.
يُتبع