تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى المواعظ والرقائق

> أرجى آية في القرآن: أيها المُكثرون من الذنوب والمعاصي لا تقنطوا...وأبشروا !!؟

  • ملف العضو
  • معلومات
النصح خير
زائر
  • المشاركات : n/a
النصح خير
زائر
أرجى آية في القرآن: أيها المُكثرون من الذنوب والمعاصي لا تقنطوا...وأبشروا !!؟
24-04-2014, 11:46 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أقول وبالله التوفيق: "يا لي أهلكتوها واعمتوها و...و..." لا تحْرِقوا قلوبكم ولا تقنطوا ولا تيئسوا من رحمة الله !!؟ فإنها والله واسعة فارجعوا في الحين قبل أن تدرككم الآجال ولا تسوفوا..

إليكم بإذن الله وتوفيقه أرجـــى آيـــة في كتاب الله اللطيف الخبير -القرآن الكريم- فما معناها وكيف النجاة بآية ؟!...أبشروا.


منقول


أرجى آية في القرآن

الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله تعالى-

السؤال: سمعت أن أرجى آية في كتاب الله - عز وجل - وهي في قوله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

الشيخ: تقول: سمعت!! ...لأن الله - سبحانه - وعد بالمغفرة، وعد المسلمين بالمغفرة، فهي بهذا بمعنى هذا أرجى آية ولو ماتوا على الذنوب العظيمة إذا تابوا منها، هذه الآية أجمع العلماء - رحمة الله عليهم - على أنها في التائبين، وهي قوله - سبحانه -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [(53) سورة الزمر]. يعني للتائبين، من الشرك ما دونه من تاب إلى الله تاب عليه توبة صادقة، إذا ندم على ما مضى منه وأقلع منه وعزم أن لا يعود فيه تاب الله عليه سواءٌ كان شركاً أو زنا أو خمراً أو غير ذلك. المهم أن يندم ندماً صادقاً عليه، وأن يقلع منه ويتركه خوفاً من الله وتعظيماً له وإخلاصاً له، ويعزم عزماً صادقاً أن لا يعود فيه، هذه الشروط الثلاثة،
الشرط الأول: الندم على الماضي.
الشرط الثاني: الإقلاع منه وتركه، والحذر منه تعظيماً لله وطاعة لله.
والشرط الثالث: العزم الصادق أن لا يعود فيه،
فإذا توفرت هذه الشروط الثلاثة، فإن الذنوب تغفر بإجماع المسلمين بهذه الآية الكريمة، ولعموم قول الله - جل وعلا -: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [(31) سورة النــور]. ولقوله - سبحانه -: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [سورة آل عمران(135) (136)].
فمن تاب من الذنب ولم يصر عليه تاب الله عليه سواءٌ كان الذنب شركاً أو معصية، هذا بإجماع المسلمين، لكن إذا كان الذنب حقاً لإنسان كالظلم فلابد يعطيه حقه، من تمام توبة أن يعطيه حقه الشرط الرابع، إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوق ضربه أو أخذ ماله أو قتله لابد يعطيه حقه، القصاص في القتل، وإعطاء حق المال، وهكذا إذا ظلمه بشيء آخر يستحله، هذا شرط رابع لابد من إعطاء صاحب الحق حقه إذا كان الحق للمخلوق.
المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ! أولئك الذين يتوبون ثم يعودون إلى المخالفات مرة ثانية, ثم يعودون إلى التوبة, هل تقبل توبتهم؟
الشيخ: كلما عادوا إلى التوبة قبلت منهم، إذا كانت توبتهم صحيحة الأولى ثم وقعوا في الذنب ثم تابوا تاب الله عليهم، جاءت النصوص بهذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، ودل عليه القرآن أيضاً إذا كان ما هو بلاعب إنما يتوب توبة صادقة ثم يبتلى بالذنب، ثم يتوب يتوب الله عليه، وهكذا ولو عشر مرات. المهم بس الصدق، كونه صادقاً في التوبة، ثم بُلي بالذنب بعد ذلك، نسأل الله العافية.

**********
خطبة: وقفة مع أرجى آية في القرآن
إمام: الشيخ عبد الرحمن بن عبد الجبار هوساوي
جامع جامعة الملك فهد - الظهران - المملكة السعودية

ملخص الخطبة
1- سبب نزول قوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وما روي في فضلها من أحاديث. 2- وقفات تأمل مع الآية الكريمة. 3- دعوة للتوبة والإنابة قبل حلول الأجل.


الخطبة الأولى
أيها الإخوة، لنا وقفة في هذه الجمعة مع آية اعتبرها بعض الصحابة كعلي وابن مسعود رضي الله عنهما أنها أرجى آية في كتاب الله، أتدرون ما هذه الآية؟ أرجو أن تفتحوا لهذه الآية قلوبَكم وتُعيروها أسماعَكم وتتدبروا ألفاظَها وكلماتِها، لعل الله يشرح صدورَنا وينيرُ عقولَنا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].
ما أعظمَها من آية، وما أرجاها من رحمة، أين أين الصادقون الراغبون في رحمة الله؟! ألا هلمّوا وتعالَوا وأقبلوا، ها هنا بغيتكم وحاجتكم، يا لغبن من يئس من غفران ذنوبه، وقنطَ من إصلاح علاقته مع الله بعد هذه الآية، يا له من محروم، أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟! اسمع ما ذكره الشيخان وغيرهما في سبب نزولها: عن ابن عباس رضي الله عنه أن ناسًا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ}[الفرقان:68]، ونزل: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}[الزمر:53].
ولفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية رحمةً بأمّته كما وصفه الله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }[التوبة:128] روِي أنه قال: "ما أحبّ أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية"، فقال رجل: يا رسول الله، فمن أشرك؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: "ألا ومن أشرك" ثلاث مرات. أخرجه أحمد.
وفي المسند عن عَمرو بن عَبسة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير يَدَّعم ـ يستند ـ على عصًا له، فقال: يا رسول الله، إن لي غَدَرات وفجَراتٍ فهل يُغفر لي؟ قال: "ألست تشهد أن لا إله إلا الله؟!" قال: بلى، وأشهد أنّك رسول الله، قال: "قد غُفر لك غَدَرَاتُك وفجراتُك". والفجور: إتيان المعاصي مع عدم المبالاة بفعلها.
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية وقد أورد هذه الأحاديث: "فهذه الأحاديث كلها دالة على أن المراد أنه يغفر جميع الذنوب مع التوبة، ولا يقنطن عبد من رحمة الله وإن عظمت ذنوبه وكثرت؛ فإن باب الرحمة والتوبة واسع، كما قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [التوبة:104]، وقال عز وجل: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء:110]، وفتح الباب للمنافقين فقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا} [النساء:145، 146]، وقال عن أهل التثليث: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة:73]، ثم فتح لهم باب التوبة فقال: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[المائدة:74]، وفتح الباب لقتلة أوليائه فقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج:10]، فقيد العذاب بعدم التوبة، يقول الحسن رحمه الله: انظروا إلى هذا الكرمِ والجودِ، قتلوا أولياءَه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة".
ولنتأمل في ألفاظ هذه الآية، لقد بدأها بنداء: {يَا عِبَادِي}، ما ألطفه من نداء، {يَا عِبَادِي} أي: يا أيّها المنتسبون إليّ، فنسبهم إلى نفسه نسبَة تشريف وتكريم وأعطاهم الأمان.

ومما زادنـي تيـهًا وشـرفًا *** وكدت بأخمصي أطأ الثُريـا
دخولي تحت قولك: يا عبادي *** وأن أرسلت أحمدَ لي رسولاً

لا إله إلا الله، أتدري من ينادي الكبيرُ المتعالُ الغنيُ الحميدُ؟ إنه يناديني أنا وأنت، بل ينادي من بالغ منا في المعصية {الَّذِينَ أَسْرَفُوا}، ينادينا بهذا النداء اللطيف الرحيم وهو غني عنا وعن طاعتنا وعن عبادتنا، كما قال في الحديث القدسي: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا"، أيعقل؟! الغني ينادي الفقير، والقوي ينادي الضعيف، وغير المحتاج ينادي المحتاج، ألسنا نحن المعنيين بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر:15]؟! ما أكرمك وما أحلمك يا الله.
يا عباد الله، إن هذا النداء ـ بجانبِ الرحمة ـ يُبرزُ لنا جانبًا عظيمًا من جوانب هذا الدّين، وهي العلاقة المباشرة بين العبد وربّه، فلا حواجز ولا وسطاء ولا شفعاء بين العبد وربّه، فلا تحتاجُ لتصلحَ علاقتك مع الله إلى وساطات، أو تقديمِ اعترافات أمام عالم أو إمام، وبابه ليس عليه بوّابين ولا حراس لتستأذنهم للدخول، كلا.
تعال إذًا ـ يا عبد الله ـ ولج، فبابُه مفتوح على مصرعيه، هيا ادخل على رب كريم غير غضان، إياك إياك أن تقع في شراكِ عدوك إبليسَ اللعين، احذر أن يقنطَك من رحمة الله، فمولاك يقول لك: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}، لا تيأس فاليأس كفر، {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف:87]، وكيف تعالج الذنب الصغير بذنب أكبر؟! إن ربك لا يبالي بعظمِ ذنبك ما دام أنك رجعت إليه تائبًا ومنيبًا، أما سمعت ما قال على لسان رسوله في الحديث القدسي: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبُك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بِقُراب الأرض ـ بما يقارب مِلأها ـ خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة".
نعم يا عباد الله، ودّ عدونا لو يظفر بتيئيسنا من رحمة الله، كما يقول الحسن البصري رحمه الله لمّا قيل له: ألا يستحي أحدنا من ربه، يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود؟! فقال: "ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تَمَلّوا من الاستغفار"، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه : (من آيس ـ عبادَ الله ـ من التوبةِ بعد هذا فقد جحد كتاب الله عز وجل).
ثم لاحظ ـ يا عبد الله ـ المؤكداتِ التي جاءت بعد النهي عن القنوط من رحمة الله فقال: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}، وهذا يَعُمُّ جميعَ الذنوب، ومع ذلك لم يكتف بذلك الإطلاق بل أكده بقوله: {جَمِيعًا}، ثم ختم الآية بإظهار صفتين من صفات الله ذي اللّطف والرحمة، فقال: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
سبحانك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، فلك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد بعد الرضا، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

الخطبة الثانية
أخي في الله، صحيح أن البابَ مفتوحٌ، لكنه لن يظلَ مفتوحًا إلى الأبد، فقد يُغلق في أيّ ساعة، وقد يَحولُ الموتُ بينك وبين دخوله إن لم تنتهز هذه الفرصة، لو حصل ذلك ـ لا قدّر الله ـ ستندم حين لا ينفعُ الندم، وتغتم حسرةً، وعندها ستكون أحدَ ثلاثةٍ لا قدّر الله، اسمع ما يقول مولاك: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الزمر:54، 55].
عندها ستعتذر بأعذار واهية وهي ثلاثة، اسمع العذر الأول: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ} [الزمر:56]، والعذرُ الثاني: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ}[الزمر:57]، أما الثالثُ: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ} الْمُحْسِنِينَ[الزمر:58].
يقول ابن عباس رضي الله عنه: (أخبر الله ما العباد قائلون قبل أن يقولوه)، {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر:14]. وفي مسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُ أهلِ النار يرى مقعده من الجنة، فيقولَ: لو أن الله هداني، فتكونَ عليه حسرة"، قال: "وكلُ أهلِ الجنة يرى مقعدَه من النار، فيقولَ: لولا أن الله هداني، قال: فيكونُ له شكر".
أيها الإخوة، أتدرون ماذا يكونُ الجوابُ عن تلك المبررات والأعذار؟ إنه التكذيب والإدانة التي لا يملك معها الإنسان الإنكارَ؛ لأن شهودَ الإدانة هم أقرب الأشياء إلينا، نعم إنها أعضاؤنا وجوارحنا، وأنى لأحدٍ الإنكار والفاعلُ يُقرُّ بفعلته؟! إنه الخزيُ والعارُ والفضيحةُ.
اسمع الرد على الأعذار الواهية والأمنيات الفارغة: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ}[الزمر:59]، أي: من الجاحدين بلسان حالك أو مقالك.
يا عبد الله، إذا كنتَ لا تريدُ أن تقفَ موقفَ الخزيِ والعارِ ـ وما أخالك إلا كذلك ـ فالبدارَ البدارَ إلى التوبة والأوبة واتباعِ أحسن ما أُنزل إلينا قبل فوات الأوان بالموت أو الران، وفي الحديث: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر".
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك الجدَّ بالكفار مُلحِق، اللهم قاتل الكفرة والمجرمين الذين يحاربون دينك، ويصدون عن سبيلك، ويقاتلون أولياءك، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.

*****
نحبكم في الله
والله من وراء القصد و هو حسبنا و نعم الوكيل
والحمد لله
التعديل الأخير تم بواسطة النصح خير ; 25-04-2014 الساعة 12:06 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
abchir
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-02-2014
  • المشاركات : 1,075
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • abchir is on a distinguished road
abchir
عضو متميز
رد: أرجى آية في القرآن: أيها المُكثرون من الذنوب والمعاصي لا تقنطوا...وأبشروا !!؟
25-04-2014, 09:20 PM
بارك الله فيكم على التذكير كما النقل،لأن الإنسان تعتريه لحظات ضعف فينساق وراء هوى نفسه الأمارة بالسوء
"أيها المُذنب ( وكلنا كذلك )...لا تملَّ من كثرة التوبة ,
وتجديد الأوبة , فإن الأوّاب موعود بالغفران {إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوّابين غفورا}
قبورنا تُبنى ونحن ما تُبنا. ياليتنا تُبنا من قبل أن تُبني.
نحن بحاجه الى التوبه والعوده الى الله عز وجل فالقبر ينتظرنا في اي لحظة. فمتى تأتي ساعة الموت لا ندري. فمن مات قامت قيامته .."
ولكن الذكرى تنفع المؤمنين لهذا وجب أن نتذاكر عظم الخالق المنان فنراعيه قبل إرتكاب الزلات " لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر إلى من عصيت..."
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً...... فلا تَقُلْ خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة............. وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ................ حتى تَتابَعَتْ ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى................ ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ
ولأنّ ربنا عظيم مننان كريم يُحب العبد التائب المنيب ويفرح لتوبة عبده، المهم هو الرجوع والإنابة
يا من عدى ثم اعتدى ثم اعترف ........... ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته ..................... إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف
يبقى في الأخير أن نسأل الله توبة نصوح وأن يُصلح سرائرنا وأن لا يكِلنا إلى أنفسنا تطرفة عين
إلهي لست للفردوس أهلاً ...........ولاأقوى على نار الجحيمِ
فهب لي توبةً وأغفر ذنوبي ............فإنك غافر الذنب العظيمِ


مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 09:06 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى