تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مسعود العقبي
مسعود العقبي
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 12-05-2009
  • الدولة : سيدي عقبة
  • العمر : 31
  • المشاركات : 676
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • مسعود العقبي is on a distinguished road
الصورة الرمزية مسعود العقبي
مسعود العقبي
عضو متميز
بحث الإغتراب :: من إعدادا الاستاذ علي الحمادي
12-03-2013, 06:35 AM
بحث تربوي يعد متكامل . أ : علي الحمادي

بحث الإغتراب


مخطط البحث

الفصل الأول :
مقدمـة.
1- مشكلة البحث وتساؤلاته.
2- هدف البحث.
3- مصطلحات البحث.
4- حدود البحث.

الفصل الثاني : الإطار النظري
أولاً: تعريف الاغتراب.
ثانياً: النظريات المفسرة للاغتراب.
1- تصور ماركس للاغتراب.
2- تصور دور كهايم للاغتراب.
3- تصور ايرك فروم للاغتراب.
4- تصور روجرز للاغتراب.
5- تصور فرويد للاغتراب.
6- تصور هورني للاغتراب.
ثالثاً: التحليل الوظيفي لظاهرة الاغتراب.
1- مرحلة التهيؤ للاغتراب :
أ- اللامعنى.
ب- التشيؤ.
جـ- اللامعيارية.
2- مرحلة الرفض والنفور الثقافي.
3- مرحلة الشعور بالاغتراب.

رابعاً: أشكال الاغتراب.
1- الاغتراب المهني.
2- الاغتراب التعليمي.
3- الاغتراب الاجتماعي.
4- \لاغتراب النفسي :
أ-انفصال الفرد عن ذاته.
ب-التناقض بين الذات الواقعية والذات المثالية.
جـ-صور الاغتراب النفسي والفساد.
خامساً: أسباب الاغتراب وعومله :
1- عوامل ذاتية.
2- عوامل اجتماعية وثقافية :
أ-أزمة القيم والاغتراب.
ب-أزمة الهوية.
جـ-التنشئة الاجتماعية.

الفصل الثالث :
1- الدراسات السابقة :
2- فروض البحث.

الفصل الرابع : إجراءات البحث
1- منهج البحث.
2- متغيرات البحث.
3- عينة البحث.
4- أدوات البحث.
5- إجراءات سير البحث.
6- صعوبات البحث.
7- المعالجة الإحصائية.
الفصل الخامس :
1- نتائج الدراسة وتفسيرها.
2- توصيات البحث.
3- المراجع.
4- الملاحق.






















الفصل الأول

v مقدمة :
على الرغم من وصف عصرنا بأنَّه عصر التقدم العلمي والبحث عن الوسائل التي تعني بيئة الإنسان وتضمن له الرخاء.
فإنّه يتميز بانتشار ظاهرة سيطرت على ناس هذا الزمان إلاَّ وهي الاغتراب. حيث أنَّ الاغتراب خاصية مميزة للإنسان، قديمة ومتأصلة في وجوده، وإنَّ اغتراب الإنسان هو قدرته على الانفصال عن وجوده الإنساني.
وقد اعتبر الاغتراب ظاهرة إنسانية متعددة الأبعاد، وإنه تزداد حدته ومجال انتشاره كلما توافرت العوامل والأسباب المهئية للشعور بالاغتراب نفسياً واجتماعياً ووجودياً.
إنَّ الفرد حين يغترب من جميع النواحي. نفسياًَ واجتماعياً وعضوياً، وهو لا يملك سوى ذاته يتمركز عليها ويلتصق بها، وإنه يعجز عن استثمار امكاناته وقدراته ومواهبه ولا يستطيع أن يحقق ذاته.
لذلك يمكن اعتبار الاغتراب قضية بالغة الأهمية لكونها أزمة من أزمات الإنسان المعاصر، وهي تكثر لدى شبابنا الذين يعانون من عدم الاستقرار والضياع والقلق، ويتميز بقلة تفاؤله تجاه تحقيق طموحاته.
وموضوع هذه الدراسة هو الاغتراب لدى شباب جامعاتنا السورية من خلال دراسته لدى عينة منهم متمثلة في جامعة دمشق وجامعة تشرين، للتعرف على مدى وجود هذه الظاهرة لديهم ومدى انتشارها أي منها أكثر .
كما تورد هذه الدراسة إطاراً نظرياً متناولاً لاغتراب تعريفاً وتحليلاً ودراسة مراحله وأشكاله وعوامله.








1- مشكلة البحث وتساؤلاته :
لقد ازداد اهتمام الباحثين بدراسة الاغتراب بوصفه ظاهرة نفسية انتشرت بين الأفراد فجعلتهم يشعرون بالانفصال عن أنفسهم أو عن مجتمعاتهم أكثر من أي وقت مضى، والسبب في ذلك يرجع إلى النمو الصناعي المتزايد والقوة الاقتصادية الحيوية.
إنَّ الشباب اليوم وخصوصاً شباب بلدان العالم الثالث يعانون من عدم الاستقرار قلة الشعور بالأمن والقلق الدائم والإحباط والانسحاب وعدم القدرة على اتخاذ القرار.
ولما كانت مرحلة الدراسة الجامعية تمثل مرحلة حرجة في حياة الإنسان وذلك بسبب طبيعة هذه المرحلة العمرية ولما لها من أثر في حياة الإنسان اللاحقة.
وبما أن الشباب العنصر الهام في تقدم وتطوير أية أمة فإنَّ معاناته من هذه الأزمة تعتبر مشكلة حقيقية.
وهنا تكمن مشكلة وجود مثل هذه الظاهرة لدى شبابنا في هذه المرحلة المهمة من حياتهم، لذا لابد من دراسة هذه الظاهرة والتعرف على جوانبها وأسبابها والسعي إلى وضع حلول لها، ولما كان بالإمكان إخضاع مفهوم الاغتراب للدراسة العملية، وكما يمكن قياسه في سلوك الناس.

تساؤلات البحث :
1- هل توجد ظاهرة الاغتراب لدى طلبة كلية التربية بجامعة دمشق؟.
2- هل توجد ظاهرة الاغتراب لدى طلبة كلية التربية بجامعة تشرين؟.
3- هل يوجد فرق في الشعور بالاغتراب لدى طلبة جامعة دمشق وطلبة الجامعة تشرين؟.
4- هل يوجد فرق في الشعور بالاغتراب لدى الذكور والإناث من طلاب الجامعة (دمشق أو تشرين)؟.
5- هل يوجد ارتباط بين شعور الطلبة بالاغتراب ومدى التوافق لديهم؟.
6- هل يوجد ارتباط بين شعور الطلبة بالاغتراب والتحكم بشخصيتهم؟.

2- أهداف البحث :
يهدف البحث إلى :
1- الكشف عن وجود ظاهرة الاغتراب لدى طلاب كلية التربية بجامعة دمشق وعلاقته بمتغير الجنس.
2- الكشف عن وجود ظاهرة الاغتراب لدى طلاب كلية التربية بجامعة تشرين وعلاقته بمتغير الجنس.
3- الكشف عن مدى التوافق لدى طلاب كلية التربية بجامعة دمشق وعلاقته بمتغير الجنس.
4- الكشف عن مدى التوافق لدى طلاب كلية التربية بجامعة تشرين وعلاقته بمتغير الجنس.
5- الكشف عن التحكم بالشخصية لدى طلاب كلية التربية بجامعة دمشق وعلاقته بمتغير الجنس.
6- الكشف عن التحكم بالشخصية لدى طلاب كلية التربية بجامعة تشرين وعلاقته بمتغير الجنس.
7- الكشف عن الفروق في الاغتراب لدى طلاب كلية التربية في جامعة دمشق وجامعة تشرين.
8- الكشف عن الفروق في التوافق لدى طلاب كلية التربية في جامعة دمشق وجامعة تشرين.
9- الكشف عن الفروق في التحكم بالشخصية لدى طلاب كلية التربية في جامعة دمشق وجامعة تشرين.
10- الكشف عن الارتباط بين الاغتراب والتوافق لدى طلبة جامعة دمشق، وطلبة جامعة تشرين، وارتباطهما في كلا الجامعتين.
11- الكشف عن الارتباط بين الاغتراب والتحكم بالشخصية لدى طلبة جامعة دمشق، وطلبة جامعة تشرين، وارتباطهما في كلا الجامعتين.
12- الكشف عن الارتباط بين التوافق والتحكم بالشخصية لدى طلبة جامعة دمشق، وطلبة جامعة تشرين، وارتباطهما في كلا الجامعتين.

3- أهمية البحث :
تبدو أهمية البحث في أنه :
1- لا يوجد بين الدراسات السابقة أية دراسة تناولت ظاهرة الاغتراب مقارنة بين طبلة جامعتين من جامعات سورية، مما يبين أهمية إجراء مثل هذه الدراسة لمعرفة مدى انتشار الشعور بالاغتراب في كل من الجامعتين ثم مقارنة نسبة انتشاره في أيهما أكثر.
2- إنَّ الشباب عنصر حيوي وفعال وهو حاضر الأمة ومستقبلها، لذلك دراسة اغترابه عن ذاته ومجتمعه يحتل أهمية كبيرة لما كان لهذه المرحلة العمرية من أثر في مجتمعنا.
3- إمكانية قياس الاغتراب ودراسته دراسة عميقة بغية التعرف على أسبابه ومبرارته وكيفية إيجاد حل له من أجل التخفيف منه ووقاية شبابنا من الوقوع في هذه الأزمة.

4- مصطلحات البحث :
الاغتراب النفسي :
هو عبارة عن شعور الفرد بالانفصال النسبي عن ذاته، أو عن مجتمعه أو كليهما، بمعنى آخر شعور الفرد بأن ذاته ليست واقعية أو تحويل طاقاته وشعوره بعيداً عن ذاته الواقعية.
(العاسمي، 2002، ص152)
التعريف الإجرائي :
هو الدرجة لمستوى الشعور بالاغتراب التي يحصل عليها الطالب أو الطالبة من طلاب جامعة دمشق وجامعة تشرين على مقياس الاغتراب ومدى علاقتهما بالجنس والتوافق والتحكم بالشخصية لدى الطالب.

5- حدود البحث :
1- الحدود البشرية : طلاب السنة الرابعة في كلية التربية بجامعة دمشق و طلاب السنة الرابعة في كلية التربية بجامعة تشرين.
2- الحدود المكانية : كلية التربية بجامعة دمشق، وكلية التربية بجامعة تشرين.
3- الحدود الزمانية : موضحة في الجدول التالي :
الأيام الشهر العام
1/4 حتى 15/5 نيسان - أيار 2003





الفصل الثاني
الإطار النظري
أولاً: تعريف الاغتراب :
لغوياً: يعني مصطلح الاغتراب في اللغة العربية إن اغترب يعني ابتعد ونأى ويعني تغرب وانفصل.
(عثمان، 2001، ص137)
دينياً: يشير هيجل إلى المعنى اللاهوتي في الاغتراب بقوله أنه :
"انفصال الإنسان عن الله بفعل السقوط في الخطيئة".
(العاسمي، 2002، ص152)
موسوعياً: يعرف إحسان محمد الحسن الاغتراب في موسوعته على الاجتماع بأنه "الحالة السيكو اجتماعية التي تسيطر على الفرد سيطرة تامة تجعله غريباً وبعيداً عن بعض نواحي واقعه الاجتماعي".
(الحسن، 1999، ص65)
اجتماعياً: المعنى الاجتماعي للاغتراب عند هيجل، تعود أصوله إلى فلسفة العقد الاجتماعي وخاصة آراء "روسو" ويعني :
"انفصال الذات عن الجوهر الاجتماعي، وهذا ينتج عن انعدام وعي الفرد بحقيقة وجوده واستسلامه وتنازله عن حقه في السيادة على نفسه للآخرين يمارسون هذا الحق في إطار المجتمع المدني، أي تنازل الفرد عن استقلاله وتوحده مع الجوهر الاجتماعي.
(العاسمي، 2002، ص152)
نفسياً: الاغتراب عند فروم "هو الفشل في التفاعل بين العوامل النفسية والعوامل الاجتماعية".
فالمغترب عند فروم ينظر إلى العالم وإلى نفسه على أنه سلعة يمكن بيعها وشراؤها وليس لها إلا قيماً مالية.
(دمنهوري، 1996، ص8)
ويقول فرويد إلى أن "الحضارة في مطالبها المتعددة التي لا يقوى الفرد على تحقيقها تنتهي به إلى ضرب من الاغتراب وكره الحياة التي يحياها".
(الخطيب، 1998، ص20)
ويرى أريكسون "أن الاغتراب يحدث خلال أزمة الهوية التي يبحث فيها المراهق عن ذاتيته حيث يحدث العداء بين تطور الأنا وتشتت الأنا الذي يمثل الاغتراب كمعوق أساسي لتطور حرية الأنا.
(عثمان، 2001، ص137)

ثانياً: النظريات المفسرة للاغتراب :
1- تصور ماركس للاغتراب :
لقد شرح كارل ماركس الاغتراب وحلله متأثراً بالديالكتيك الهيغيلي، يتلخص الاغتراب بأنه عبارة عن أوضاع يمر بها الإنسان، ويصبح فيها غريباً أمام نفسه، ونشاطه وأعماله. إنه نوع من فقدان الذات نتيجة لأزمات اجتماعية تمر به. وقد يكون ذلك دافعاً من دوافع الثورة الاجتماعية.
ويوجد الاغتراب حيث توجد جماعة أقلية طاغية في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية عامة (حسب رأي ماركس) تجعل من الإنسان مجرد وسيلة ولعبة لقوة خارجة عنه، ويعتقد ماركس أن لا علاج لهذا الوضع إلا بتملك الدولة لهذه الوسائل.
(عصار، 1996، ص214)
2- تصور دور كهايم للاغتراب :
لقد أهتم دور كهايم بقضية العلاقة بين الحرية والضرورة وعلق عليها بقوله: أن فهم العلاقة بين الذات والموضوع، هو المدخل السليم لفهم العملية الاجتماعية للاغتراب.
أن دور كهايم قد اعتمد في تفسيره لظاهرة الاغتراب على ضعف المجتمع، والذي يشير إلى أن الوقائع الاجتماعية ظواهر عامة تميز مجتمعاً بأثره، وتمارس قهراً خارجياً على الأفراد. إلا أنه عدل موقفه النظري هذا فيما بعد عندما أشار إلى أن الوقائع الاجتماعية ليست خارجية بالضرورة بالنسبة للفرد، وإنما يمكن أن تكمن داخله في صورة الشعور أو الضمير الجمعي.
وإذا كانت تبعية الفرد للضمير الجمعي تشير إلى أن سلوك الفرد يتعين بإرادة المجتمع المحلي وروابط القرابة، والطقوسية، فقد ترتب على حالة التبعية تلك حالة من الاغتراب في المجتمع الحديث، إذ أن عوامل أضعاف المجتمع أدت إلى انفصال الفرد عن العوامل التي توجه تبعية الفرد للضمير الجمعي، وفي الوقت الذي لم يأتي أي نظام جديد كبديل بنائي يمارس هذا الدور ويؤدي تلك الوظيفة، والتي أصبحت تعاني من القلق والاكتئاب. (شتا، 1993، ص83)
3- تصور اريك فروم للاغتراب :
سار اريك فروم على وتيرة ماركس في تناوله لمفهوم الاغتراب، فاهتم بقضية الانفصال خلال الخضوع. وظهر اهتمامه بقضية الاغتراب مبكراً فكانت القضية الرئيسية التي دار حولها الجدل في مؤلفه الهروب من الحرية.
وذلك ما يوضحه استخدامه لمفهوم الاغتراب، ومشتقاته المتمثلة في فقدان السيطرة. وسلب الحرية، والتسلطية، والتخريب، والمجاراة الأتوماتية، والانعزال.
أن القضية المحورية عنده هي قضية الاغتراب وأن مصادرة التحليل البشري الأساسية مؤداها أن الآلام الإنسان الأساسية ليست متأصلة في الحاجات الغريزية ولكنها كامنة في أحوال معينة للوجود البشري، وفي الحاجة لإيجاد الرابطة الجديدة بين الإنسان والطبيعة بعد أن افتقد الرابطة الأولية لمرحلة ما قبل تاريخ البشرية.
وقد بدأ اهتمام ايرك فروم بمفهوم الاغتراب في مؤلفه الخوف من الحرية. أن فروم يتحدث عن اغتراب الانعزال والوحدة الناجم عن تحرير الإنسان من روابطه التقليدية. وهو ذلك النوع من الاغتراب الذي يوقع بالإنسان في حالة من الشك والقلق.
الأمر الذي يفضي لدى الإنسان نوع من الاغتراب هو الاغتراب الخضوع حيث يلتمس الفرد به الأمن بخضوعه لقائد أو للدولة ومن ثم يوقع بنفسه في حبائل اغتراب جديد مصحوب بنشاط لا عقلي وإجباري أو قسري ومن ثم يترتب على هذا الخضوع فقدان الإنسان للسيطرة.
(شتا، 1993، ص141-143)
لقد اهتم فروم بتحليل مفهوم اللاعقلي باعتباره مظهراً من مظاهر الاغتراب في المجتمع الحديث، أما فيما يتعلق بالتعريف فهو يرى الاغتراب في النسق الماركسي يشير لحالة الإنسان الذي يصير فعله الخاص قوة غريبة بالنسبة له، تفلت منه، وتعمل ضده، وتتحكم فيه بدلاً من أن يكون محكومة بواسطته.
ثم يأتي تعريف فروم للاغتراب بأنه أسلوب الخبرة الذي تكون فيه ميزات الشخص نفسه موضوعاً غريباً عنه، فهو قد يصير غريباً عن نفسه، ولا يشعر أنه مركز العالم أو أنه خالقاً لعلمه ويتحكم فيه، فالمغترب تتحكم فيه أعماله ولا يمتلكها.
وهنا يتضح بجلاء مدى تأثير ايرك فروم بفكر ماركس الاغترابي.
(المرجع السابق، 1993، ص153-155)

4- تصور روجرز للاغتراب :
يرى روجرز أن سوء التوافق هو جوهر اغتراب الإنسان فلا يعود صادقاً مع نفسه، ولا مع تقييمه الكياني الطبيعي للخبرة، لأنه من أجل أن يحتفظ بالتقدير الإيجابي للآخرين يزيف بعض قيمه ولا يدركها إلا في ضوء تقدير الآخرين لها.
(القاضي وآخرون، 1981، ص237)
مفهوم الذات عند روجرز يتكون بشكل ثابت من مجموعة منتظمة من الصفات والاتجاهات والقيم نتيجة تفاعل الكائن الحي مع البيئة، وخلال خبراته مع الأشياء والأشخاص وقيمهم التي يمكن أن يتمثلها في ذاته.
(أبو زيد، 1987، ص71)
لذلك فإن الإنسان عندما يسعى إلى تكوين مفهوم عن ذاته حسب نظر الآخرين يؤدي ذلك إلى اغترابه وسوء توافقه النفسي.
5- تصور فرويد للاغتراب :
تناقش "تحية عبد العال" الاغتراب في ضوء نظرية التحليل النفسي وبخاصة ما قدمه "فرويد" من قضايا مهمة فكان استخدامه لطريقة "التداعي الحر" العديد من الحقائق المهمة منها :
أ- اغتراب الشعور (الوعي): حيث يتساءل "فرويد" كيف يتسنى للمرضى أن ينسوا ذلك القدر من حقائق حياتهم خارجية أو داخلية؟ ثم يستعيدوها مع ذلك باستخدام طريقة أو فنية معينة معهم؟.
ب- اغتراب اللاشعور (اللاوعي): والتي يتأتى من أن الرغبة المكبوتة قد لا تنتهي بإنهاء وتفريغ قوتها من الطاقة بل تظل الرغبة محتفظة بكامل قوتها مت الطاقة حتى تتحين الفرصة المناسبة للظهور مرة أخرى في حالة ضعف الأنا مثلاً أثناء النوم.
(عبد المختار، 1998، ص48)
وطالما أن عوامل القمع والكبت مازالت قائمة فإن الشعور يظل مغترباً عن اللاشعور. وباستمرار حالة اغتراب الانفصال تلك وشدة الحاح الرغبة المكبوتة في اللاشعور تظهر الأعراض المرضية التي تنتاب المصابين.
(شتا، 1993، ص160)


وكذلك يناقش "السيد شتا" قضايا مهمة في الاغتراب في فكر فرويد متمثلة في :
أ- اغتراب الهو.
ب- اغتراب الأنا.
جـ- اغتراب الأنا الأعلى.
أ- اغتراب الهو :
يتمثل في سلب حريته، وذلك لأن حرية الهو تعنى وقوع الأنا تحت ضغط الأنا الأعلى والواقع الاجتماعي أي أن سلطة الماضي تمارس ضغطاً قوياً عليه من ناحية ويزداد افتتانه بالواقع من ناحية أخرى ومن ثم يقوم الأنا بعملية السلب أو الانفصال (سلب حرية الهو) ويحقق الأنا ذلك بطرق عدة أما بسلب حرية الهو والقبض على زمام الرغبات الغريزية، وإما بإصدار حكمه والسماح لها بالإشباع أو تأجيل هذا الإشباع.
ب-اغتراب الأنا :
فهو ذو بعدين : مرتبط بسلب حريته في إصدار حكمه فيما يتعلق بالسماح للرغبات الغريزية بالإشباع من ناحية وسلب معرفته بالواقع وسلطة الماضي "الأنا الأعلى" في حالة السماح لهذه الرغبات بالإشباع من ناحية أخرى، ومن ثم يكون الأنا في وضع مغترب دائماً سواء في علاقته بالهو أو بالأنا الأعلى، والواقع أن اغترابه هنا يجمع بين الخضوع والانفصال.
جـ-اغتراب الأنا الأعلى :
والذي يتمثل في فقدان السيطرة على الأنا وهي الحالة التي تأتي بدورها نتيجة لسلب معرفة الأنا بسلطة الماضي أو زيادة الهو على الأنا.
وهذا هو الجانب السلبي لاغتراب الأنا الأعلى، أما الجانب الإيجابي فإنه يتمثل في التوحد والمسايرة نتيجة لغياب الفهم وفقدان أنا الفرد للسيطرة على الواقع الذي يسلبه حرية الإرادة.
ويشير "فرويد" إلى أن الاغتراب سمة متأصلة في وجود الذات في حياة الإنسان، إذ لا سبيل مطلقاً لتجاوز الاغتراب من وجهة نظر "فرويد" بين الأنا والهو والأنا الأعلى، حيث لا مجال لإشباع كل الدوافع الغريزية مطلقاً، كما أنه لا يمكننا التوفيق بين الأهداف والمطالب، بين الغرائز وبعضها البعض.
(عبد المختار، 1998، ص49)

6- تصور هورني للاغتراب :
وقد ميزت هورني بين نمطين للاغتراب عن الذات :
أ- الاغتراب عن الذات الفعلية.
ب- الاغتراب عن الذات الحقيقية.
فالاغتراب الأول يتمثل في إزالة أو أبعاد كافة ما كان المرء عليه نما في ذلك ارتباط حياته بماضيه، وجوهر هذا الاغتراب هو البعد عن مشاعر المرء ومعتقداته وطاقته، كذلك فقدان الشعور بذاته ككل، كما يشير هذا الفقدان بدوره إلى الاغتراب عن ذلك الجوهر الأكثر حيوية بالنسبة لذواتنا والذي اقتراحت "هورني" تسميته بالذات الحقيقية.
أما عن الاغتراب عن الذات الحقيقية فيتضمن التوقف عن سريان الحياة في الفرد من خلال الطاقات النابعة من هذا المنبع أو المصدر الذي تشير إليه "هورني" باعتباره جوهر وجودنا.
(شاخت، 1980، ص207-208)
تهتم "هورني" بالشروط الثقافية والاجتماعية لتحقيق وجود الإنسان، وتبين أثر العلاقات المتبادلة بين الشخصية وقيم المجتمع بين العلاقات الاجتماعية، والتطلعات الفردية.
حيث ترى أن الفرد يتمنى أن يشبع مطالبه وأن تتحقق رغباته، لكن إمكانية تلبية هذه التمنيات تصطدم بواقع الظروف الاجتماعية في ظل النظام القائم، وهو لذلك يقع في صراع داخلي شديد، وهو صراع بين الذات الحقيقية والذات المثالية التي تنشأ عن حاجات الفرد الداخلية وتؤثر في الشخصية.
فالأنا الحقيقية هي المركز الشخصي للإنسان والتي بفضلها يتحقق تطوره الفردي، أما الأنا المثالية فهي ما ينبغي أن تكون عليه الشخصية طبقاً لرغباتها وتخيلاتها.
إن الإنسان عندما تشتد عليه صراعاته الداخلية ويستعصي حلها، فإنه يخلع عن ذاته الحقيقية صورة مثالية تكون بديلاً للأفكار الحقيقية، وعندما يتقبل الإنسان هذه الصورة المثالية فإنها تؤثر عليه وتسيطر على كل قواه وطموحاته.
إن وجود الصراعات الداخلية للشخصية، ونشوء الأنا المثالية التي يخلقها الفرد من أجل حلّ النزاعات داخل الشخصية بحيث تصبح الأنا المسيطرة في بنية الشخصية، كل ذلك يؤدي إلى فقدان الشخصية أو إلى اغتراب الذاتي للشخصية.
(عباس، 1987، ص165)

ثالثاً: التحليل الوظيفي لظاهرة الاغتراب :
1- مرحلة التهيؤ للاغتراب :
تضم هذه المرحلة الأبعاد : اللامعنى، التشيؤ، اللامعيارية.
أ- اللامعنى :
أي الفشل في إيجاد معنى وهدف الحياة.
يرى "جون يشبرد" أن اللامعنى : يشير إلى عدم القدرة على فهم الأحداث أي يدرك الفرد بنقص الدور والتفاعل في النظام العام وأهداف المصلحة أو المنظمة.
(عبد المختار، 1998، ص55)
حيث يعرف اللامعنى بأنه "نقص في الوضوح بما يجب على الفرد أن يعتقد به وما هي المقاييس التي يمكن استخدامها لدى اتخاذ قرار ما فهو لا يستطيع أن يتنبأ بدقة النتائج المقلبة التي تتمخض عن سلوكه".
(عصار، 1996، ص217)
ويشير مصطلح اللامعنى عند سيمان إلى "التوقع المنخفض للتنبؤات المرضية التي يمكن عملها حول السلوك في المستقبل وذلك نتيجة لشعور الفرد بعدم وجود موجه للسلوك أو الاعتقاد.
وقد نظر دين للشخص الذي لديه شعور باللامعنى على أنه شخص يشعر بعدم القدرة على فهم الجوانب المختلفة التي تعتمد عليها حياته وسعادته".
(شتا(1)، 1997، ص72)
حيث أن لا يوجد شيء في هذه الدنيا يمكن أن يساعد أي إنسان على البقاء حتى في أسوأ الظروف مثل معرفة بأن هناك معنى وهدفاً لحياته.
لابد من مراعاة الفروق الفردية بين الأشخاص حيث أنه يختلف ما يعطي معنى الحياة الإنسان من شخص لآخر تبعاً لأهداف هذا الإنسان فإن ما يعتبره شخص ما أنه هام ويعطي معنى لحياته قد لا يكون كذلك بالنسبة لشخص آخر.
ب-التشيؤ :
بذهب المفكر المعاصر "دانيال بل" إلى أن الاغتراب له معنى مزدوج هو الغربة والتشيؤ، والغربة هي حالة اجتماعية نفسية يستشعر خلالها الإنسان بوجود مسافة عن مجتمعه ينفصل عنه.
والتشيؤ هو مقولة فلسفية تعني أن الفرد يعامل كشيء ويتحول إلى شيء وتنزع عنه شخصيته وبالتالي تتشياً العلاقات. (عثمان، 2001، ص137)
ولقد أشار نيتشه إلى الخوف الممزوج بالاحتقار إذ أن العامل يريد الحياة غير أنه يجب أن يبيع نفسه لرب العمل، مما يؤدي به إلى أن يشعر بازدراء لذلك الذي يستغل حاجته ويشتريه، ولم يعد العامل يؤدي عمله من أجل شرف المهنة أو الفخر الشخصي بل لمجرد كسب المال، ففقد الشعور بالمسؤولية ولم يعد يبالي بنوع العمل الذي يؤديه وأصبح يتصرف كالآلة مادام رب العمل يعامله على هذا الأساس، وبدأ يتكأ في العمل ويفتعل الأخطاء ويفسر الأوامر حرفياً وينشأ عن ذلك نوع الدوائر المفرغة في السلوك، وأصبحت الطريقة التي يستطيع أن يحفز بواسطتها على العمل بجد هي إعطاءهم مزيداً من النقود ومزيداً من الرفاهية والخدمات التي تشبع كل الحاجات الفيزيقية وتهمل الحاجات السيكولوجية كالشعور بالمسؤولية والفخر بالحرفة، واحترام الذات والمكانة والإحساس بالفائدة الاجتماعية.
(عصار، 1996، ص210)
فالمغترب ينظر إلى العالم ونفسه على أنه سلعة يمكن بيعها وشراؤها وليس لها قيمة مالية فلم يعد نجاح الفرد رهيناً بقيمته الذاتية بل أصبح نجاحه رهيناً بمدى نجاحه في بيع شخصيته في سوق المعاملات الاجتماعية.
(دمنهوري، 1996، ص9)
ويرى لوكاتش أن "جوهر المجتمع الرأسمالي في أنه حول العلاقات الإنسانية بين البشر إلى علاقات بين أشياء داخل السوق ومن ثم تكون هناك ضمنية تشيء الإنسان وتفقده جوهره الإنساني".
(مجاهد(1)، 1985، ص212)
إذاً التشيؤ "هو قيمة زائفة تسودها قيم المكر والخداع والتدمير وتصبح للأشياء قيمة في حد ذاتها بدل أن تكون قيمتها في الاستعمال فتطلب السيارة الخاصة في ذاتها بدل النظر إليها كأداة لتسهيل وتوفير الزمان".
(مجاهد(2)، 1985، ص212)
تلاحظ الباحثة أنه تزاد إمكانية وفرص استخدام الإنسان كأداة بوصفه شيئاً ما وليس بشراً في هذا الزمان، الذي ظهر فيه أسلوب للحياة مفاده أن الناس لم يولدوا ليستمتعوا بحياتهم، ولكن ليعملوا ويكسبوا عيشهم والمال أصبح غاية في حد ذاته.


جـ-اللا معيارية :
وهي انعدام القيم والمعايير، ولقد أهتم دور كهايم باللامعيارية حيث التخلي عن النظام الأخلاقي كحالة الأنومي- أي وجود نقص للموافقة أو التكيف الاجتماعي للوصول إلى الأهداف الثقافية.
(عبد المختار، 1998، ص55)
ومن بين ما تتضمنه نظرية دور كهايم في اللامعيارية، العلاقة بين الأهداف والوسائل الاجتماعية وكيف يؤدي عدم الأتساق بينهما إلى حالة اللامعيارية.
إن التفاوت بين الوسائل والأهداف يكون نتيجة للتأكيد الواضح على الأهداف في الوقت الذي لا تكون فيه الوسائل المشروعة متوائمة مع الأهداف ولا تتيح الفرصة لتحقيقها، هذا يؤدي بدوره إلى جعل الإجراء الأكثر تأثيراً سواء كان مشروعاً ثقافياً أو غير مشروع مطلوباً ومنفصلاً عن السلوك المحدد نظامياً".
(شتا، 1999، ص183)
حيث أن التغيرات الاجتماعية والثقافية المتسارعة تجعل الإنسان يعيش صدمة ثقافية قيمية ومعيارية بالغة الخطورة، فلكي يكون الفرد متكاملاً من الناحية الأخلاقية والقيمية فإنه يتشرب من أسرته مبادئ القيم والأخلاق مثل الصدق والأمانة، لكنه يصطدم بالواقع الاجتماعي الذي يؤكد له أن الشخص الصادق صدقاً مطلقاً لا يكون شخصية تنال الثقة أو تنجح في شق الطريق نحو المستقبل، فإذا نحن عرفنا الصدق بأنه ذكر الحقيقة كما هي بغير تعديل أو تغيير فإن الواقع قد لا يسمح للمرء بممارسة بعض المهن كمهنة المحاماة أو الطب أو السياسة وذلك لأن هذه المهن تتطلب نوعاً من إخفاء بعض الحقائق حتى يتم القيام بها على الوجه الصحيح.
(أسعد، 1992، ص50)
وتزداد خطورة اللا معيارية وتعتبر مشكلة حقيقية طالما كل فرد في المجتمع يسعى نحو تحقيق مصلحته الشخصية وأهدافه على حساب الآخرين.
"وبوجه عام هي التي تحدد ما هو صواب وما هو خطأ وما يجب أن يكون وما يجب ألا يكون المرء في الجماعة ملتزماً بسلوكها".
(شفيق، 1999، ص178)




2- مرحلة الرفض والنفور الثقافي :
في هذه المرحلة يظهر الاغتراب من خلال التناقض بين ما هو فعلي وما هو مثالي أي أن الشخص المغترب غير راضٍ وبالتالي يكون معارضاً للاهتمامات السائدة والموضوعات والقيم والمعايير ومن المظاهر النفسية التي يمكن أن تظهر في هذه المرحلة مثل مشاعر القلق والغضب والغرور والكراهية والاستياء وهي التي تصيب الإنسان الحديث بصفتها مظاهر للاغتراب أكثر من كونها متغيرات للاغتراب.
أن الاغتراب يرتبط في هذه المرحلة بالتقدير المنخفض للذات والاهتمامات الاجتماعية المنخفضة والتمركز الذاتي الزائد.
(شتا(1)، 1997، ص351)
حيث يشعر الفرد بالانعزال وهو عبارة عن الحالة التي يعزو الفرد قيمة دنيا للأهداف والعقائد التي يعتبرها المجتمع ذات قيمة عليا. أن الشخص الذي يعاني مت الانعزال، يشعر بانفصال واضح عن المجتمع، أنه في الحقيقة يرفض منظومة القيم السائدة.
(عصار، 1996، ص217)
3- مرحلة الشعور بالاغتراب :
تختلف درجة الشعور بالاغتراب باختلاف الظروف المهيئة له ومن ثم تتباين المجتمعات ويتباين الأفراد في درجة شعورهم بالاغتراب.
فمن الممكن أن يشعر المرء بالاغتراب في أحد مجالات حياته، لكن لا يشعر في مجال آخر. من الممكن أن تكون ظروف العمل مثيرة لمشاعر الاغتراب لكن الحياة العائلية تكون غير ذلك، وقد يكون العمل الذي يمارسه المرء ذا معنى، لكن الحياة السياسية في المجال الذي يعيش فيه لا تقدم أية أنشطة ذات معنى.
"أن في غربة الذات يشعر المرء كغريب بالنسبة لنفسه ذاتها. يصبح وكأن فجوة تفصل بينه وبين جهوده الخاصة وانجازاته وعلاقاته الشخصية. إن غربة الذات تعني أن يكون المرء أدنى مستوى مما يطمح إليه بصورة مثالية، لو سمحت ظروف المجتمع بتحقيق طموحاته".
(عصار، 1996، ص217)
وحينما تزداد ما يشعر به الفرد من اغتراب، وانفصال عن نفسه وعن مجتمعه أو عالمه الموضوعي أو الله، فإن حياته النفسية تضطرب ومعاييره تهتز وتظهر عليه زملة الأعراض المصاحبة للاغتراب والتي يتمثل بعضها في الشعور بالعزلة والتشيؤ واللامعيارية والعجز واللامعنى والتمرد.
ويرتبط الاغتراب بعدد من المتغيرات النفسية، والتي يتمثل بعضها في التسلطية والدوجماطيقية والقلق وتحقيق الذات.
فالتسلطية ظاهرة نفسية مركبة تشير إلى التعصب والعدوان وتجميد الذات والتعلق بما هو اجتماعي مرموق، والتوحد مع نماذج السلطة، والتهيؤ النفسي بحكم ما في الفرد. والدوجماطقيقة مفهوم فسيح يشير إلى "التسلطية العامة" تمتد لتستوعب كافة مناشط الإنسان في السياسة والدين، والفلسفة والاجتماع والاقتصاد والثقافة والأسرة حيث علاقات الآباء والأبناء.
(عيد، 1997، ص8-10)
وتعتبر ظاهرة الاغتراب وما يترتب عليها من مصاحبات وما يرتبط بها من متغيرات نفسية أحدى جوانب أزمة الإنسان المعاصر، التي تجد لها تعبيراً بين الشباب الذي يمثل بحكم مرحلته العمرية (التوجيه للمستقبل) وهم العنصر الحاسم في تقدم وازدهار بما يحمله من إمكانيات وقدرات ومواهب وخيال خصب، تجعله أشد حساسية لما يحدث في داخله من تغيرات عضوية ونفسية وفكرية، وما يحدث في واقعه من تغيرات حضارية واجتماعية وسياسية.

رابعاً: أشكال الاغتراب :
من أشكال الاغتراب :
1- الاغتراب المهني.
2- الاغتراب التعليمي.
3- الاغتراب الاجتماعي.
4- الاغتراب النفسي.
ولكن لابد من الإشارة إلى أنَّ هناك نوعين من الاغتراب أشار إليهم هيجل وهم :
الاغتراب الأول هو الاغتراب الإيجابي المقبول والذي اسماه بالتخارج وهو تمام المعرفة ذاتها، ذلك أن المعرفة المطلقة تتضمن الاغتراب بقدر ما تحتوي في الإنسان نفسه حركة نحو التخطي إذ أن الروح كجماع أطروحة تتضمن تناقض الاثنتين اللوجوس من جهة، والطبيعة من جهة أخرى.
أما النوع الثاني من الاغتراب عن هيجل فهو الاغتراب السلبي وهو اغتراب مرحلة لحقبة بعينها في التاريخ، وكأن الاغتراب السلبي ينشأ في ظروف تاريخية بعينها لعل أهم ما يميزها هو فقدان الحرية والوحدة.
(دمنهوري، 1996، ص7)
أي أن هناك الاغتراب السوي واللاسوي :
فالاغتراب السوي هو الاغتراب الذي يشعر به المبدع والمخترع والمفكر فاغتراب الفرد يمثل الجانب الإيجابي حيث أنه في قمة اغترابه يكون وله قمة انتمائه لعالمه الذي يعيش فيه.
أما الاغتراب اللاسوي فهو الاغتراب المدمر الذي يهدم ويؤدي إلى الانفصال والعدوان والهروب من الواقع إلى الخيال باستخدام العقاقير والمخدرات والإدمان.
(عثمان، 2001، ص137)
1- الاغتراب المهني :
هناك العديد من المشاكل التي لا يوجد لها حل في بيئة العمل بالنسبة لفئات مختلفة من العاملين خاصة تلك المشاكل التي ترتبط ببلوغ أهداف مختلفة فإن ذلك يعتمد على قابلية تلك الأهداف للتنبؤ وقابليتها للإنجاز، ومن ثم تعتمد على تقدير الشخص للأهداف التي يفضل إشباعها والأهداف التي يتوقع من الإدارة إشباعها وفي ضوء ذلك المضاهاة ونتيجة لإدراك الشخص لعدم القدرة على إيجاد الأنشطة المكافأة في ذاتها وهذا هو البعد الأول المتعلق بالاغتراب النفسي.
وبذلك يشير الاغتراب النفسي إلى اغتراب العاملين عن ذواتهم الكافة في نشاط العمل، وعندما يفضي العمل للاغتراب فإنه لا يتيح الفرصة للتعبير عن قدراته وكوامنه ومن ثم يصير العمل مملاً، ولا يساعد على النمو الشخصي.
(شتا(1)، 1997، ص327)
لقد أهتم ماركس بالتعرف على الصراع بين الجماعات التي ترتبط بعلاقات مختلفة مع وسائل الإنتاج أي مع الموارد والتقنية والمصانع وقوة العمل المستخدمة في إنتاج السلع والخدمات، وقد لاحظ ماركس أن ضبط وسائل الإنتاج يؤدي إلى اضطهاد بعض الجماعات واستغلالها لبعض الجماعات الأخرى، وتتمثل تصورات ماركس في أن الرأسمالية تملك الجانب الأكبر من وسائل الإنتاج ويزيدون أرباحهم باستمرار مع فائض القيمة ويحصلون على مكاسبهم من خلال استغلال طبقة العمال التي تتعرض لبؤس شديد يؤدي إلى صراع دائم وحاد بينها وبين الطبقة الرأسمالية.
ويرى ماركس أن الرأسمالي يملك القوة لمكانته في النسق الاقتصادي فهو يبيع ويشتري جهد العمال بأرخص الأسعار.
(لطفي وآخرون، 1999، ص96-97)
وإذا كان ماركس يذهب إلى أن شفاء الاغتراب يقتضي تنظيم الإنتاج والإدارة، فهو يؤكد على ضرورة التخطيط على أن يسبق ذلك إلغاء التفاوتات البنائية الأساسية.
فإن دور كهايم يرى في الجانب الآخر ضرورة التنظيم والتخطيط على نحو ما ذهب ماركس، إلا أنه يختلف معه في قبوله لإجراء هذا التنظيم للإنتاج والإدارة قبل إحداث هذه التغيرات الاجتماعية.
(شتا، 1993، ص89)
وهناك علاقة بين الاغتراب التكنولوجي والميل لاقتراف الرشوة، حيث أن سرعة التغيير التكنولوجي قد خلقت تفاوتاً بين المهارات المتاحة والمهارات اللازمة لشغل الدور. وذلك نظراً لحاجة هذه المهارات للتغيير بسرعة تعادل سرعة تغيير التكنولوجيا لإمكان تحقيق الأداء الجيد الذي يعتمد عليه الترقي، لذلك سعى الأفراد لتجاوز ذلك بالوسائل غير المشروعة مثل الرشوة.
بذلك نجد أن أبعاد الاغتراب المرتبطة بصور الانفصال المختلفة وما يربطه بها من تفاوتات متنوعة على المستوى الاقتصادي والثقافي والسياسي والتكنولوجي والتنظيمي والشخصي قد أثر بصورة مباشرة على سلوك الأفراد الإجرامي واقترافهم للرشوة بالتنظيمات المختلفة.
(شتا، 1999، ص186)
ويكون الاغتراب المهني حيث يشعر المغترب بأنه عبد لعمله، وأن العمل غريب عنه وأنه لا يرى نفسه في العمل المنتج، وقد يرجع ذلك إلى عدم حصول العامل على ناتج عمله وعدم وجود نظام عادل في توزيع الأجور، بالإضافة إلى فقدان الحرية والقدرة على التعبير عن الذات وممارسة الامكانات المتاحة من القيام بأعمال لا تتفق مع الميول والاستعدادات أو أن يتم العمل تحت نظام استبدادي.
(دمنهوري، 1996، ص11)
وبهذا الحال يعتبر الاغتراب حسب رأي ماركس مسألة سوسيولوجية بحث ترتبط بشروط وظروف العمل، فعندما يبيع العمال وقت عملهم من أجل إثراء صاحب مشروع رأسمالي، ينتجون بضائع هم أنفسهم لا يستطيعون دفع أثمانها والأسوأ من هذا، أن عملية الشغل ذاتها تصبح مسألة غريبة، أي مجرد نشاط خارجي منفصل عن شخصية العامل. إننا نعلم أن العامل في النظام الرأسمالي يشعر بالغربة وعدم الرضا، وذلك لأنه حالما يزول الضغط المادي وغيره عنه، فهو يهرب من العمل وكأن العمل قد أصبح وباء، بعبارة أخرى أن الاغتراب يترابط حدوثه مع نظام العمل ذاته، وما يتضمنه من علاقات شغل اجتماعية، بين رب العمل والعمال.
(عصار، 1996، ص215)
2- الاغتراب التعليمي :
كما هو موجود الاغتراب المهني يعاني منه العامل، هناك اغتراب تلعب المؤسسات التعليمية دوراً بالغاً في تعميق هذه الظاهرة أو التقليل منها، هذه المؤسسات التعليمية سواء المدرسة أم الجامعة لها أثر كبير في تنشئة الأبناء حيث أنها تعمل جنباً إلى جنب مع الأسرة.
وأن أهم الجوانب التي تدفع الشاب الجامعي إلى الاغتراب هو أن الشاب الجامعي يلتحق بالكلية التي يقوم بالدراسة فيها لا عن اختيار شخصي بل عن اجبار اجتماعي، والأصل في الدراسة أن تقوم على اختيار شخصي والتذوق الفردي لما يقوم الإنسان بدراسته.
فالمجموع الذي يحصل عليه في الثانوية العامة كان الفيصل الوحيد الذي يدفع به وخرطه في الكلية التي يوجد بها اليوم، فحاضر الطالب الجامعي ومستقبله هما نتيجة لضغط اجتماعي.
وليست المسألة متعلقة باختيار الكلية فحسب، بل تتعدى ذلك إلى النهج الذي تضرب الجامعة فيه اليوم. حيث أصبح ملتزماً بمنهج محدد الحدود والأبعاد، وقد صار غير مختلف في هذا الصدد عن التدريس في المراحل غير الجامعية ومعنى هذا الواقع أن الشباب الجامعي قد فقدوا أهم مقوم من مقومات الفكر الحر، وهو البحث المتحرر من القيود والضغوط الخارجية. لقد صار المقرر والامتحان يهددانهم ويجعلان منهم شخصيات منغلقة غير منفتحة على آفاق الفكر المتحرر.
ومن الأسباب التي تدفع الشاب الجامعي إلى الاضطراب والاغتراب أنه قد صار أصحاب الحرف اليدوية هم الممسكون بزمام أكبر دخل في البلاد، صار الدخل الكبير لا يجد طريقه إلى جيب الطبيب الناشئ ولكنه يجد طريقه إلى جيب السباك والكهربائي، فكثير ممن يحصلون اليوم على أكبر الدخول هم من الأميين الذين لم يفلحوا بالمدارس. أما الذي شقوا طريقهم إلى أعلى السلم التعليمي ومنهم الحاصلون على الماجستير والدكتوراه فإنهم لا يكادون يغطون مصاريفهم الشهرية بالمرتبات الضئيلة التي يحصلون عليها في آخر كل شهر.
(أسعد، بلا تاريخ، ص145-149)
طبيعي مثل هذا الحال أن يعكس على نفسية الشاب الجامعي بخاصة في عصر يقاس فيه الناس بما يملكون من أموال، وكثيراً ما يضطر الشاب إلى العمل في مجال غير مجال دراسته واختصاصه، كل هذه الأمور تدفع الشباب إلى الاضطراب والتوتر والإكتئاب والقلق والعزلة الأمر الذي يدفعهم إلى الشعور بالاغتراب عن نفسهم وعن جامعتهم وعن مجتمعهم.
وأن من أكثر ما يشغل الشاب الجامعي هو مسألة الحكم على ذواتهم وقدراتهم، حيث يسعى جميع الناس كما تقرر نظرية المقارنة الاجتماعية إلى تقدير ذواتهم بمقارنة أنفسهم بالآخرين، فمثلاً الطالب لا يستطيع أن يقرر إن هو طالب طيب أو أي شيء آخر إلا بمقارنة رتبته بالناس أو بالطلاب الآخرين وخصوصاً الأصدقاء ومن يتصل بهم عن قرب.
(علي موسى، 1985، ص569)
وهذه أزمة تشغل بال الكثير من الناس وخاصة الشباب مما يدفعهم إلى اغترابهم حتى عن أصدقائهم وشعور الطالب أنه أقل مرتبة ممن هم حوله.
3- الاغتراب الاجتماعي :
يؤثر الدور الاجتماعي في مفهوم الذات حيث تنمو صورة الذات من خلال التفاعل الاجتماعي وذلك أثناء وضع الفرد في سلسلة من الأدوار الاجتماعية وأثناء تحرك الفرد في إطار البناء الاجتماعي الذي يعيش فيه، فإنه عادة يوضح في أنماط الأدوار المختلفة منذ طفولته وأثناء تحركه خلال هذه الأدوار فإنه يتعلم أن يرى نفسه كما يراه رفاقه في المواقف الاجتماعية المختلفة.
(زهران، 2000، ص368)
كما أن أفراد المجتمع حينما يولدون يجدون المجتمع بظواهره الاجتماعية دون أن يسهموا في تشكيلها أو خلقها فعليهم أن يطيعوها وذلك لأنها أسبق في وجودها عنهم وأقوى في سلطتها منهم، فالإجبار والقهر ينبعثان هنا ويتلازمان مع انتقاء الإرادة الفردية، وعليه الإنسان ملزم بل مجبر على أتباع النظام الاجتماعي القائم، خاصة إذا أدرك أن المجتمع قد حدد جزاءات للخارجين أو المنحرفين عن قواعده ومعاييره.
(قناوي، 2000، ص43)
مثل هذه الأمور قد تدفع الفرد إلى الاغتراب عن مجتمعه هذا الاغتراب الذي يختلف باختلاف الثقافات، واختلاف الأفراد، حيث أن هناك علاقة وثيقة بين الاغتراب والضغوط التي يتعرض لها الفرد في المجتمع.
يشير الاغتراب في العلوم الاجتماعية إلى عملية القطيعة والانفصال التي تقع بين الذات والعالم الخارجي ويعني الخلل العقلي أو انفصال الفرد عن ذاته.
ويرى "جيبر" أن الفرد في ظل ثورة المعلومات يواجه سيلاً لا ينقطع من المعلومات والمعارف يصعب عليه التأكد من صحتها والتمييز بينها واختيار ما يناسبها ويشبع حاجته منها عاجزاً من أن يهتدي إلى طريقه، فهو أذن بلا قوة وهو عبارة عن مكون من مكونات الاغتراب.
ونرى أن مفهوم الاغتراب يقع في مضمون نظرية العقد الاجتماعي الذي قدمه "جان جاك روسو" لتفسير قيام المجتمع بمؤسساته وسلطاته المختلفة.
تلك النظرية تشير إلى أن المجتمع قد تكون نتيجة تخلي الأفراد وتنازلهم طواعية عن حريتهم من أجل مصلحتهم وضمان أمنهم.
(عثمان، 2001، ص137)
أما "ايرك فروم" فقد بدأ تاريخ الإنسان عنده بانبثاقه من حالة الإحيائية الأولية وهي حالة اتحاد مع الطبيعة لا يشعر فيها الإنسان بوجوده ككائن مستقل إلا بصورة غامضة، إن هذا الشعور يحمي الإنسان من العزلة ولكنه يربطه بالمقابل بزمرته ويعوق نموه بوصفه فرداً حراً منتجاً يقرر لذاته، ولكن ما يحدث بالفعل هو أن كل نمو في الفردية يؤدي إلى صراعات جديدة وانعدام في الأمن، ومع ظهور الطبقة التجارية الجديدة القائمة على رأس المال بدأت فردية نامية بالظهور في كل الميادين، وأصبحت الثورة أكثر أهمية من الولادة والأصل كما أصبحت الحياة الاجتماعية معركة شرسة في سبيل السيطرة ينظر إلى الذين يسقطون فيها نظرة الازدراء، لقد تحرر من الدور والوضع المحددين الجامدين وتحرر أيضاً من الروابط التي كانت تمنحه الأمن والشعور بالانتماء.
(حمصي، 1986، ص337-338)
هكذا نجد أن فروم يعارض ما جاء به روسو وبشدة حيث يعتقد بأنه "لا نعيش في مجتمع شمولي لا يرغمنا أحد على التصرف على نحو ما نقوم فإننا جميعاً نتوافق القدر نفسه أو بما يزيد على إذعان أولئك الذين يحيون في ظل مجتمع شمولي". بحيث يشعر فروم هنا أن الإرغام أصبح واقعاً وهو بالتالي يعلن رفضه له، ويعرب عن شكواه من أن الإنسان المعاصر يعاني من قصور في العفوية والفردية على نحو يبدو أنه لا يمكن علاجه وهو يرى بأن الإنسان لا يمكنه أن يحقق ذاته إلا إذا تنازل عن توافقه مع النماذج الثقافية واسترد عفويته وتلقائيته.
ويعترض "هيغل" بصورة لا تقل عما يبديه فروم من معارضة على إغراق المرء لذاته الكلية في العالم الخارجي فهو يسعى كذلك إلى صيغة قوامها الكلية الشاملة أو الوحدة مع البنية الاجتماعية في داخل الحدود التي يتاح في إطارها المجال لدرجة الخصوصية الفردية.
(شاخت، 1980، ص186-187)
يشير "دور كهايم" إلى أن "المجتمع البدائي كان مجتمعاً يتسم بالتجانس نتيجة لتشابه الأدوار والوظائف التي كان يؤديها أفراد المجتمع ويفترض أنه بناء على ذلك كان للضمير الجمعي قوة إلزامية تجبر كل أفراد المجتمع على الالتزام به، وكان هذا الضمير عند دوركهايم يشير إلى المجموع الكلي للمشاعر والمعتقدات المشتركة بين الموطنين في المجتمع نفسه والذي من شأنه تدعيم الروابط بين الأفراد، ومع التقدم الصناعي طرأ على مجموعة الوظائف والأدوار التي يؤديها الأفراد تغير جوهري ملموس واتجه المجتمع من مرحلة البساطة إلى مرحلة التعقيد وهذا التحول أدى بدوره إلى تفكك العلاقات الاجتماعية.
(قناوي، 2000، ص45)
حيث أن ظروف الحاضر وما طرأت عليها من تغيرات أدت إلى حدوث فوضى في البيئة الاجتماعية، وسيطر على المجتمع المصلحة الفردية، وأهملت العلاقات الاجتماعية، وأدت إلى اغتراب الفرد عن مجتمعه ومعتقدات مجتمعه وجعلته انعزالي.
الأمر الذي أدى برأي الباحثة إلى اضطراب العلاقات الإنسانية.
4- الاغتراب النفسي :
إن الاغتراب من منظور نفسي هو الحصيلة النهائية للاغتراب في أي شكل من أشكاله، أنه انتقال للصراع بين الذات والموضوع، من المسرح الخارجي إلى المسرح الداخلي في النفس الإنسانية، إنه اضطراب في العلاقة بالموضوع على مستويات ودرجات مختلفة تقترب حيناً من السواء وحيناً آخر من الاضطراب وقد تصل إلى الاضطراب الأخير في الشخصية.
(دمنهوري، 1996، ص11)
لقد أسهمت نظرية التحليل النفسي في تفسير الاغتراب، كما ساهمت الماركسية والوجودية في تفسير الاغتراب، ومن رواد التحليل النفسي (فرويد) في حين أسهم الفرويديون الجدد من أمثال : (هورني، أريك فروم) في توضيح وفهم الاغتراب.
تناول "سيجموند فرويد" الاغتراب من وجهة نظر اللاوعي كما تناوله بفكرة غربة الذات واهتم بالشعور واللاشعور كما تناول الاغتراب على أنه "اضطراب مرضي" وتناولت النظرية الفرويدية الاغتراب بشعور الذكور بالعدائية تجاه الأب والتفاعل مع الأم وعلى عكس الإنسان وهذا ما يسمى "بعقدة أوديب" كما ركزت النظرية على فكرة الإحباط من خلال تحضير المجتمع.
(عبد المختار، 1998، ص47)
فالاغتراب النفسي يتجلى في انفصال الفرد عن ذاته :
حيث أن "سبب معاناة الإنسان وانفصاله عن ذاته ليس ما هو قائماً بل ما لا يوجد بعد، هذا هو جوهر الاغتراب، حيث أن هناك مسافة بين الواقع والماهية، بين الواقع والإمكان، فالمشكلة لا تكمن بما هو موجود بل بالأحرى ما ليس موجوداً بما يجب أن يكون عليه".
(مجاهد(2)، 1985، ص105)
ويربط العديد من العلماء بين الشعور بالاغتراب وبين مفهوم الذات بمعنى أنه كلما شعر الفرد بأنه مفهومه عن ذاته متضائل وأن الذات محتقرة أو مقدرة تقديراً سلبياً، أو أنه لا يستطيع تحقيق ذاته، كلما شاع لديه الشعور بالاغتراب والحزن والقلق والعزلة، ومن هؤلاء الذين يؤكدون على ذلك روبنز وميدروس وسيمان.
(دمنهوري، 1996، ص10)
ويؤكد فروم أن المرء ممكن "أن يشعر ويعتقد بأنه مبدع أفعاله وأنه شخص مفكر وموضوع لأفكاره الخاصة وما إلى ذلك، ومع ذلك يظل مغترباً عن ذاته، ويوافق فروم تلقائياً على القول بأن العديد من أولئك الذين ينطبق عليهم هذا الوصف يعدون في الواقع أنهم يقومون بما يريدونه حتماً ويعتقدون أن الأفكار التي تدور بداخلهم هي أفكارهم بالفعل، إلا أن فروم يقر بأن الشخص المغترب عن ذاته غالباً ما يقع تحت وهم القيام بما ينشده، بمعنى أن معايشته لذاته لا تضرب جذورها في الواقع وإنما هي وهم".
(شاخت، 1980، ص191)
وهناك تناقض قائم بين الذات الواقعية والذات المثالية :
وتعتبر هورني من العلماء الذين ركزوا على الاغتراب من وجهت نظر التناقض القائم بين الذات والواقعية والذات المثالية.
حيث ترى أنه ليس بوسع المرء دائماً أن يميز بصورة محددة بين الاغتراب عن الذات الفعلية والاغتراب عن الذات الحقيقية، تؤكد هورني أنه عندما "يكره الفرد ذاته الحقيقية بسبب ضعفها وفشلها إذ أن الفرد يتمنى أن تشبع مطالبه وأن تتحقق رغباته لكن إمكانية تحقيق هذه الأمنيات تصطدم بواقع الظروف الاجتماعية في ظل النظام القائم، مما يدفع الفرد للوقوع في صراع شديد وهو صراع بين الذات الحقيقية والذات المثالية التي تنشأ عن حاجات الفرد الداخلية وتؤثر في شخصيته، وعندما تشتد صراعات الإنسان الداخلية ويستعصي حلها فإنه يخلع عن ذاته الحقيقية صورة مثالية تكون بديلة للأفكار الحقيقية، وعندما يتقبل الإنسان هذه الصورة المثالية كبديل واقعي لحل الصراعات القائمة داخل الشخصية فإنها تؤثر عليه وتسيطر على كل قواه وطموحاته، وهذا بالتالي يؤدي إلى اضطراب الشخصية وانقسامها داخلياً.
وتشير هورني إلى أن هذا الوضع ينشأ حينما يطور الفرد "صورة مثالية" عن ذاته يبلغ من اختلافها عما هو عليه اختلاف كبير بحيث توجد هوة عميقة بين صورته المثالية وذاته الحقيقية، وحينما يتشبث الفرد بالاعتقاد بأنه هو ذاته المثالية لأنه في هذه الظروف لا يعود الفرد يدرك ذاته الحقيقية".
(عباس، 1987، ص164)
وهناك صورة الاغتراب النفسي والفساد :
حيث يتم في انفصال أهداف الشخص عن تلك الأهداف التي تؤكد عليها مجتمعه بالنسبة للدور الذي يشغله، وهذه الحالة تمثل حالات صراع الشخصية التي تتجاوز طموحاتها وتطلعاتها والامكانيات المتاحة للشخصية لتحقيق تلك التطلعات.
وقد يكون الاغتراب إلزامي للفرد في صورة استغراق وطمس لذات الفرد في سياق الثقافة والمجتمع، كما هو الحال بالنسبة لسيطرة الرأي العام على الأفراد وطمس معالمهم الذاتية، وهنا يكون لعملية الطمس تلك رد سلبي حيث يكون ذات الفرد رهينة القوى الضاغطة على السلوك سواء كان رأي عام أو رأي جماعة منحرفة تسيطر على سلوكه، وتوجه تصرفاته بسهولة لغياب الوضوح الذاتي للفرد.
وقد تكون صورة الاغتراب الذاتي متمثلة في سيطرة التنظيم على الفرد، وسلب ناتج عمله بالصورة التي ينظر فيها للعمل على أنه تسجيل لشخصية الفرد، وسلب ناتج عمله الصورة التي ينظر فيها للعمل على أنه تسجيل لشخصية الفرد، وبسلب هذا الناتج عن العامل يكون رأس المال قد سلب العامل ذاته.
وقد يعقب هذه الحالة من السلب العديد من صور العصيان الاجتماعي عندما يتبلور وعي الفئة المسلوبة تلك الضرر الواقع عليها.
(شتا(2)، 1997، ص208)

خامساً: أسباب الاغتراب وعوامله :
من أسباب الاغتراب لدى الشباب :
1- يعزو الاغتراب إلى طبيعة النمو ذاتها فإن بداية مرحلة المراهقة عبارة ما يطلق عليه أزمة المراهقة مما ينعكس في الإحساس بالاغتراب.
2- يعزو الاغتراب إلى الظروف الحضارية التي يعشيها الفرد، وتؤكد الدراسات النفسية أن أزمة المراهقة ليست أزمة ثابتة في كل الحضارات في كل الحضارات ولهذا فإن طبيعة النظام الاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه الفرد ويؤثر في تنمية الإحساس بالاغتراب.
3- يعزو الاغتراب إلى إحباطات الطفولة وأساليب التنشئة الاجتماعية وكذلك العوامل المعرفية والوجدانية والشخصية.
(عثمان، 2001، ص138)


وترجع "هورني" أسباب الاغتراب لدى الإنسان إلى ضغوط داخلية، حيث يوجه معظم نشاطه نحو الوصول إلى أعلى درجات الكمال، حتى يحقق الذاتية المثالية، ويصل بنفسه إلى الصورة التي يتصورها، ويصبح المغترب غافلاً عما يشعر به حقيقية، وعما يحبه، أو يرفضه أو يفقده، أي يصبح غافلاً عن واقعه ويفقد الاهتمام به ويصبح عاجزاً عن اتخاذ قراراته حيث لا يعرف حقيقية ما يريد، كما يعيش في حالة من اللاواقعية، وبالتالي في حالة من الوجود الزائف مع نفسه.
(عبد المختار، 1998، ص50)
هذا يعني أن عوامل الاغتراب هي عوامل ذاتية وعوامل اجتماعية وثقافية.
1- العوامل الذاتية :
إن من العوامل المؤثرة في الاغتراب العوامل النفسية لدى الشباب وعدم تقبلهم لذاتهم.
تعد معرفة الذات بما هي عليه من خصائص وقدرات معرفة واقعية الخطوة الأولى في عملية تأكيد الذات وتحقيقها بينما تشكل المبالغة أو الخطأ في التعرف على الذات خطورة باتجاه الشذوذ، بحيث تكون نتيجة أعمال من لا يعرف ذاته غير مضمونة.
ولا يكفي أن يعرف الإنسان ذاته وإنما عليه أن يتقبل ما عرف مهما كان عليه الأمر وعدم التقبل الذاتي يؤدي إلى وضع أهداف للحياة ومستويات طموح غير منسجمة مع الإمكانيات المتاحة زيادة أو نقصان، وفي الحالتين خيبة أمل وضعف ثقة وسوء تكيف، كما لا تكفي معرفة الذات بل لابد من تقدير الذات واحترامها وإعطائها قيمة إيجابية وأن يشعر معها الفرد بجدارة كافية لإحراز الرضى الذاتي.
(سعد، 1994، ص92-93)
أن تعرض الفرد للإحباط تؤدي به إلى الاغتراب كذلك أن العصاب والذهان والانحرافات السلوكية والجنسية هي مظهر من مظاهر الاغتراب كما أن من العوامل التي تدفع الفرد إلى الاغتراب هو التناقض القائم بين طموحاته وقدراته وظروفه وإمكانية تحقيق رغباته وأهدافه.






2- العوامل الاجتماعية والثقافية :
أن المجتمع الذي يعيش به الفرد والثقافة المنتشرة بهذا المجتمع أثر في نشوء الاغتراب لديه.
ومن هذه العوامل :
1- أزمة القيم والاغتراب :
تنطوي كل ثقافة على قيم تقليدية تشكل نسيج الشخصية الإنسانية وتصبح جزءاً لا يتجزأ منها. هذه القيم هي محور شخصية الفرد وكل تغير يهدد هذه القيم يصبح خطراً يهدد كامل الشخصية، وهذا يعكس إلى حد كبير ما يسمى بأزمة القيم.
يتنازل المرء عن نفسه كما يرى لأريك فروم إزاء استسلامه لقيم المجتمع السائدة وخاصة في المجتمع الصناعي الحديث.
فالاغتراب نمط من التجربة يعيش فيها الإنسان صراع قيم متضاربة تؤدي إلى تلاشي الذات وسقوط الهوية الفردية والاجتماعية، ويتضمن رأي فروم القول بأن أزمة القيم تكون في الصراع الذي يقوم بين قيم المجتمع الصناعي والقيم التقليدية السائدة في إطار الحياة الثقافية وفي الإكراهات الثقافية اللاشعورية التي تطرح نفسها في العمق الشعوري للإنسان المعاصر وتؤدي بالتالي إلى هدم تماسكه النفسي وتأتي على وحدته النفسية الثقافية في آن واحد.
ويذكر الأخصائي النفسي سفين لوندستد ما يلي :"يحدث سوء التوافق في الشخصية كرد فعل للفشل المؤقت في محاولة للتكيف مع ما يحيط بالمرء من طرائق جديدة وقيم جديدة"، "وعندما يحدث ذلك يعاني المرء كما يقول لوندستد "إحساساً ذاتياً بالضياع وشعوراً بالعزلة والوحدة. وعندما يتحرق شوقاً إلى بيئة يكون فيها إشباع حاجاته المادية والنفسية متوقعاً وأكثر وثوقاً" ثم بعد ذلك يصبح قلقاً ومضطرباً وتغلب عليه مظاهر البلادة".
فالتغيرات الاجتماعية والثقافية المتسارعة اليوم تجعل الإنسان يعيش صدمة ثقافية قيمية بالغة الخطورة والأهمية. وهي التغيرات التي تضع الشباب في مواجهة قيم جديدة غير مألوفة يتوجب عليه تمثلها وذلك يؤدي إلى إحداث خلل في تكيف الشباب وانهيارهم. إننا في مواجهة قيم جديدة تتعلق بغزو الفضاء الأقمار الصناعية وثورات الحاسبات وذلك كله يعرض الشخصية لموجة متضاربة من القيم تؤدي إلى اضطراب في الشخصية وإلى انفصال اجتماعي.
أن الأمراض النفسية تزداد حدة عند المهاجرين الذين يتعرضون لصراع القيم بين قيم الوطن الأصلي وموطن الهجرة.
ويذكر جان فريمون في تعريفه للهوية ما يلي: "إن الهوية إحساس متماسك بالذات وهي تعتمد على قيم مستقرة وعلى قناعة بأن أعمال المرء وقيمه ذات علاقة متناغمة فالهوية شعور بالكلية وبالاندماج وبمعرفة ما هو خطأ وما هو صواب".
أن الأمر الحيوي في تشكل الهوية هو الشعور الواضح بالانتماء وقبول هذا الانتماء بمعنى إيجابي. ومن هنا يمكن القول أن الصراعات القيمية تؤدي إلى أزمة هوية ووجود لأن التكامل والانسجام في مستوى النسق القيمي يشكل منطق وحدة الهوية وقانونية تماسكها إن تشظي الهوية وأنشطاراتها يأتي دائماً كنتاج للصراعات القيمية التي لا تقبل إحدى أطرافها الهزيمة والانسحاب.
(عرسان وآخرون، 2000، ص99-102)
2- أزمة الهوية :
يعرف اريكسون الهوية بأنها المجموع الكلي لخبرات الفرد، وسلم بأن تركيب الهوية يتضمن مكونين متميزين يرجعهما إلى كل من هوية الأنا وهوية الذات، وترجع هوية الأنا إلى تحقيق الألتزام في بعض النواحي كالعمل والقيم أو هوية الذات فترجع إلى الإدراك الشخصي للأدوار الاجتماعية.
(عبد الرحمن، 1998، ص275)
تنشأ أزمات الهوية عندما يصبح التوتر التي تثيره التناقضات الموجودة في المجتمعات مما يؤدي إلى شلل في طاقة الفعل، وإلى وجود قلق دائم.
إنه لا يمكن للمجتمع الواحد أن يكون مطلق التجانس بل ينطوي على جماعات فرعية وثقافات فرعية مختلفة تمثل أحياناً نماذج متناقضة.
فالشباب لا يوجدون في الشروط عينها التي أحاطت بآبائهم وهم لا يعيشون الحالات نفسها التي عاشها آباؤهم. فكل جيل إدراكه الخاص للمجتمع ولنماذجه الثقافية، لنظامه الثقافي بالإضافة إلى ذلك كله فإن الشباب يعيشون ذلك التباين الذي يوجد بين المعايير الاجتماعية التي يتبناها آباؤهم وبين الممارسات الحقيقية التي يؤديها هؤلاء الآباء.
إن أزمة الهوية المعاصر هي أزمة أنظمة القيم السائدة، وهي غالباً ما تكون من نصيب المثقفين الذين يوجدون في حالة اتصال دائم مع اتساق قيمية متعددة، والذين يتوجب عليهم إيجاد نظام متكامل من القيم، يستطيع أن يعكس وضعية التغيرات الخاصة بالبيئة.
إن انهيار إحساس الثقة بالنفس والآخر، داخل أنظمة القيم الثقافية، وداخل الأنشطة الاجتماعية، من شأنه أن يعزز مواقف اللامسؤولية وأن يؤدي إلى نمو النزعة السلبية والاتجاهات الفردية.
ويترتب على ضياع الإحساس بالهوية : الإحساس بالوحدة والتماسك والاستقلال والتمايز والقيمة والثقة بالنفس.
(ميكشيللي، 1993، ص134-145)
ومن الأسباب التي تعيق المراهق عن تحديد هويته "وجود تناقض شديد يشعر به المراهق بين قدراته وكفاءاته خاصة إذا كان على درجة عالية من الذكاء والكفاءة، وبين ما يتطلبه الوصول إلى مكانة مرموقة في المجتمع، من مهارات أخرى لا يتقنها المراهق ولا يستطيع أن يتقبلها.
وأيا كان السبب فإن التشتت والانتشار وعدم القدرة على تحديد الهوية، يثير عند الفرد حالة قلق شديد وذلك إن الفرد في هذه الحالة يكون واقعاً تحت تأثير الخوف الشديد من عدم القدرة على التحكم في ذاته أو السيطرة عليها وعلى مستقبله، على أن هذه الحالة ليست موجودة لدى كل المراهقين فهناك من المراهقين من يتخذ قراراً في مرحلة مبكرة بأنه سيتبع نفس الخط الذي يريده له آباؤه وأجداده دون أن يشك في هذا القرار لحظة واحدة سواء من حيث ما إذا كان يتفق مع امكاناته أم لا يتفق.
(إسماعيل، 1996، ص330)
3- التنشئة الاجتماعية :
لقد اهتم العلماء والباحثون بدراسة عملية التنشئة الاجتماعية ومدى التأكيد على أساليب معينة في تربية الطفل "إذ قد يؤكد الآباء المحيطون على احترام سلوك معين واكتساب اتجاه معين في حين أن الجماعات الأخرى المحيطة بالطفل قد تؤكد على سلوك آخر واتجاه آخر يناقض تأكيدات المحيطين بالطفل، ويرجع هذا التفاوت في التأكيدات إلى وجود مسافة ثقافية بين التغير المادي الذي يطرأ بسرعة على المجتمع والذي يسود أساليب المعيشة باستخدام المبتكرات الحديثة، وبين التغير في عقولنا وأفكارنا وعاداتنا.
ففي الوقت الذي تؤكد فيه الجماعات الرسمية على مسايرة التغيير المادي السريع، تؤكد الأسرة والآباء على المستويات المعيارية التقليدية المتأصلة لدى الأسرة وهذ1 بدوره يؤثر في صياغة شخصية الطفل ونموه الاجتماعي، الأمر الذي يترتب عليه أتسام موقف الطفل بعدم الارتياح مع أفراد أسرته وبالتالي تتأثر نظرته لهم ولأسلوب معاملتهم له".
(الجولاني، 1997، ص64)
تعرف النشأة الاجتماعية "بأنها أعداد الفرد منذ ولادته لأن يكون كائناً اجتماعياً وعضواً في مجتمع معين وبما أن الأسرة هي الجماعة الأولى التي تتلقى الفرد، لذلك تكون آثارها هي الأكثر عمقاً في شخصية الفرد، فتقرر أن يكون سوياً أو منحرفاً".
(عصار، 1996، ص40)
يعتبر الاغتراب مسألة سيكولوجية ترتبط بمشاعر الفرد، بالذات التي يحملها بين جنبيه، بنظرته نحو الحياة وبظروف حياته مع الجماعات الصغيرة التي تقوم بعمليات التنشئة الاجتماعية، وبتكوينه العضوي والنفسي عامة.
(عصار، 1996، ص216)
وهكذا فإن من يمكن أن نصفهم في فئة المغتربين هم أولئك الذين يشعرون باليأس من إصلاح الأمور، والغضب من مظاهر الادعاء والتظاهر، كذلك فهم يشعرون بالإحباط ونفاذ الصبر وعدم القدرة على احتمال المظاهر المادية للمدنية الحديثة، وتتميز شخصية المغترب بعدم الثقة في الطبيعة الإنسانية، الخوف من الصداقة الحميمة أو التعلق بالآخرين، اتجاه سلبي نحو الثقافة بشكل عام، اتجاه سلبي نحو أي تورط أو التزام، النظرة العامة إلى الحياة بمنظار أسود على اعتبار أنها شيء لا معنى له، الانعزالية قيام الأخلاق على أساس وجهة نظر ذاتية عفوية.
(إسماعيل، 1996، ص337)











الفصل الثالث

1- الدراسات السابقة :
أ – العربية :
1ً- دراسة "وفاء موسى" عام (2001) :
عنوان الدراسة : الاغتراب لدى طلبة جامعة دمشق وعلاقته بمدى تحقيق حاجاتهم النفسية .
عينة الدراسة : بلغ حجم العينة /568/ طالباً وطالبة موزعة على طلاب السنة الثانية والسنة الرابعة في اختصاصات طب بشري وهندسة مدنية وفرنسي وجغرافية وعلم اجتماع وصحافة.
أداة الدراسة :
1- أعدت الباحثة مقياس الاغتراب.
2- أعدت الباحثة مقياس للحاجات النفسية.
نتائج الدراسة :
أ ) نتائج البحث بالنسبة للشعور بالاغتراب :
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بالنسبة لمستوى الشعور بالاغتراب لدى طلبة الجامعة تعزى لمتغير الجنس أو تعزى لمتغير العمر أو تعزى لمتغير السنة الدراسية.
ولكن توحد فروق ذات دلالة إحصائية بالنسبة لمستوى الشعور بالاغتراب لدى طلبة الجامعة تعزى لمتغير الاختصاص.
ب ) نتائج البحث بالنسبة للفرضيات المتعلقة بالحاجات النفسية :
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بالنسبة لمستوى تحقيق الحاجات النفسية لدى طلبة الجامعة تعزى لمتغير الجنس أو متغير العمر أو متغير السنة الدراسية أو متغير الاختصاص.
جـ ) نتائج البحث بالنسبة للفرضيات المتعلقة بالعلاقة بين الاغتراب والحاجات النفسية:
يوجد علاقة ارتباطية بين مستوى الشعور بالاغتراب ومستوى تحقيق الحاجات النفسية لدى طلبة الجامعة تعزى لمتغير الجنس أو متغير العمر أو متغير السنة الدراسية أو متغير الاختصاص.

2ً- دراسة "مديحة أحمد عبادة وآخرون" عام (1998) :
عنوان الدراسة : مظاهر الاغتراب لدى طلبة الجامعة في صعيد مصر .
عينة الدراسة : بلغ حجم العينة /180/ طالباً وطالبة من جامعة جنوب الوادي ومن كليات : الآداب، التربية، التجارة.
أداة الدراسة :
مقياس الاغتراب من إعداد بركات حمزة.
نتائج الدراسة :
لا توجد فروق بين الذكور والإناث على مظاهر الاغتراب المتمثلة في الشعور بالعجز واليأس والقلق من الأحداث والأخلاق، المتمثلة في الشعور بالغربة لدى عينة الذكور والإناث.

3ً- دراسة "علي الطراح وجاسم الكندري" عام (1992) :
عنوان الدراسة : الشباب والاغتراب – دراسة تطبيقية على المجتمع الكوييتي .
عينة الدراسة : بلغ حجم العينة /824/ شاباً من الكويتيين وغير الكويتيين.
أداة الدراسة :
مقياس ديين للاغتراب الاجتماعي ضم الأبعاد التالية :
العجز، اللامعيارية، العزلة الاجتماعية.
نتائج الدراسة :
أن الشعور بالاغتراب موجود بين أبناء الكويت ولكن ليس كبيراً، وأن الشعور بالعجز هو البعد السائد، ولا توجد فروق بين الشعور بانعدام المعايير والشعور بالعزلة الاجتماعية، ولا توجد فروق بين الكويتيين وغير الكويتيين، وأن الإناث أكثر اغتراباً من الذكور.
ووجدت فروق ذات دلالة بين العمر والشعور بالاغتراب، ولم توجد فروق بالنسبة لمتغيرات (الحالة الاجتماعية، المستوى التعليمي للأب والأم، دخل الأسرة).


ب – الأجنبية :
1ً- دراسة "ماهوني وكويك" عام (2001) :
عنوان الدراسة : علاقة الشخصية بالاغتراب في الجامعة كنموذج.
عينة الدراسة : بلغ حجم العينة /136/ طالبة و/85/ طالباً من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية.
أداة الدراسة :
مقياس كولد للاغتراب.
نتائج الدراسة :
لقد بينت نتائج الدراسة أن /77/ طالباً وطالبة لديهم درجة عالية من الشعور بالاغتراب بصرف النظر عن الجنس، وأنه لا توجد فروق ذات مغزى بين الجنسين فيما يتعلق بالشعور بالاغتراب.

2ً- دراسة "لاين ودورني" عام (1999) :
عنوان الدراسة : علاقات الاغتراب الاجتماعي بأوساط الطلبة الجامعيين.
عينة الدراسة : بلغ حجم العينة /78/ طالباً من قسم علم النفس /29/ ذكور و/58/ إناث تراوحت أعمارهم بين (17-27) سنة من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية.
أداة الدراسة :
1- مقياس الاغتراب الاجتماعي.
2- مسح اجتماعي لمعرفة المستوى (الاجتماعي، الاقتصادي، الثقافي، الأكاديمي).
نتائج الدراسة :
لقد تبين نتيجة الدراسة أن تأثير التفاعل الاجتماعي في مسألة الاغتراب الاجتماعي ليس له مغزى بالنسبة لمتغير الجنس، في حين أثرت العوامل الاجتماعية والثقافية في مسألة الاغتراب الاجتماعي بالنسبة لمتغير الجنس لدى الطلبة اليونانيين، وأكدت الدراسة على أن الاغتراب الاجتماعي لدى الذكور كان أعلى منه لدى الإناث، وأن الاغتراب كان أقل لدى الأمريكيين ذوي الأصل اليوناني.


v مكانة الدراسة الحالية من الدراسات السابقة :
1- اعتمدت الدراسة الحالية على ثلاثة مقاييس هي مقياس للاغتراب النفسي مع مقياس التحكم الذاتي ومقياس ضبط التوافق، في حين اعتمد بعض الباحثين السابقين على مقياس واحد أو اثنين.
2- هناك عدم اتفاق بين الباحثين فيما يتعلق بعدد أبعاد الاغتراب من حيث الكم والنوع فبعض الدراسات اكتفت ببعد واحد لتقيس من خلاله الشعور بالاغتراب في حين ضم مقياس الاغتراب في الدراسة الحالية أبعاد اللامعيارية واللامعنى والعزلة الاجتماعية والشعور بالعجز والتمرد.

2- فروض البحث :
1- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة دمشق وطلاب جامعة تشرين في مقياس الاغتراب عند مستوى دلالة 5%.
2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة دمشق وطلاب جامعة تشرين في مقياس التحكم بالشخصية عند مستوى دلالة 5%.
3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة دمشق وطلاب جامعة تشرين في مقياس ضبط التوافق عند مستوى دلالة 5%.
4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة دمشق وطالبات جامعة دمشق في مقياس الاغتراب عند مستوى دلالة 5%.
5- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة دمشق وطالبات جامعة دمشق في مقياس التحكم بالشخصية عند مستوى دلالة 5%.
6- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة دمشق وطالبات جامعة دمشق في مقياس ضبط التوافق عند مستوى دلالة 5%.
7- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة تشرين وطالبات جامعة تشرين في مقياس الاغتراب عند مستوى دلالة 5%.
8- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة تشرين وطالبات جامعة تشرين في مقياس التحكم بالشخصية عند مستوى دلالة 5%.
9- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلاب جامعة تشرين وطالبات جامعة تشرين في مقياس ضبط التوافق عند مستوى دلالة 5%.
10- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس الاغتراب ومقياس التوافق في جامعة دمشق.
11- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس الاغتراب ومقياس التوافق في جامعة تشرين.
12- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس الاغتراب ومقياس التوافق في كلا الجامعتين.
13- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس الاغتراب ومقياس التحكم في جامعة دمشق.
14- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس الاغتراب ومقياس التحكم في جامعة تشرين.
15- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس الاغتراب ومقياس التحكم في كلا الجامعتين.
16- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس التحكم ومقياس التوافق في جامعة دمشق.
17- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس التحكم ومقياس التوافق في جامعة تشرين.
18- لا توجد علاقة ارتباطية بين مقياس التحكم ومقياس التوافق في كلا الجامعتين.

الفصل الرابع

1- منهج البحث :
اقتضت طبيعة الدراسة في هذا البحث الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي للكشف عن ظاهرة الاغتراب ووصفها.

2- متغيرات البحث :
المتغيرات التابعة : هي متغير الاغتراب والذي سوف يعمل البحث على رصده لدى طلبة جامعة دمشق وجامعة تشرين.
المتغيرات المستقلة :
- الجنس : وتشمل كل من الذكور والإناث ويفترض أن متغير الجنس يؤثر في الاغتراب.
- التوافق : لدراسة مدى التوافق لدى الطلبة وأثره على شعورهم بالاغتراب.
- التحكم بالشخصية : لدراسة قدرة الطلبة على التحكم بشخصياتهم ومدى أثر تحكمهم بشخصياتهم على شعورهم بالاغتراب.

3- العينة :
المجتمع الأصلي للعينة جميع طلبة كلية التربية السنة الرابعة بجامعة دمشق وجامعة تشرين.
وقد تم سحب العينة بطريقة عرضية من المجتمع الأصلي وكانت العينة كما هو موضح بالجدول :
200 (طالب وطالبة) العينــة الكليـــة
100 (50 طالب + 50 وطالبة) جامعة دمشـــق
100 (50 طالب + 50 وطالبة) جامعة تشـــرين


4- أدوات البحث :
للتحقق من صحة الفروض لابد من استخدام مجموعة من الأدوات وهي :
1- مقياس الاغتراب.
2- مقياس التحكم بالشخصية.
3- مقياس ضبط التوافق.

5- إجراءات سير البحث :
لقد تم تطبيق الاختبار في كلية التربية بجامعة دمشق، تم تطبيقه في كلية التربية بجامعة تشرين.

6- صعوبات البحث :
تكمن صعوبة البحث في تطبيقه كونه طبق في مكانين مختلفين وبعيدين عن بعضهم (جامعة دمشق) في مدينة دمشق، و(جامعة تشرين) في مدينة اللاذقية.

7- المعالجة الإحصائية :
استخدمت الباحثة للوصول إلى النتائج القوانين الإحصائية المناسبة وهي :
المتوسط الحسابي، الانحراف المعياري، ت ستيودنت، معامل الارتباط.


وآسف على عدم تكملة الفصل الخامس ووضع الاستبانات لأنه أمانة
ومن أراد شيئاً من يمكنه لكن باطلاعي

أ. علي الحمادي

اللهم صـل وسلـم وبارك علــى سيـدنا محمـد عـدد اوراق الاشجـــار وعــدد مـياه البحـــار وعدد ما اظلم عليه الليل وما اضاء عليه النهار

:: خدمات التصميم الالكتروني ::
www.facebook.com/tasmimdz







  • ملف العضو
  • معلومات
mohammad kh
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 13-12-2017
  • المشاركات : 1
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • mohammad kh is on a distinguished road
mohammad kh
عضو جديد
رد: بحث الإغتراب :: من إعدادا الاستاذ علي الحمادي
13-12-2017, 04:10 PM
يعطيك العافيه استاذ علي
معك محمد خليل من فلسطين
حالياً اعمل علو رسالة الماجستير في الإرشاد النفسي والتربوي وعنوان رسالتي انماط الشخصية وعلاقتها بالاغتراب النفسي والرفاهية النفسيه لدى طلبك الجامعه
اريد منك تزويدي بالبحث كامل مع إرفاق الاستبانة وابعادها
لطفاً وليس أمراً

وشكراً جزيلا
هاد ايميلي الخاص بي
[email protected]
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
hicham dafri
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 16-04-2018
  • المشاركات : 1
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • hicham dafri is on a distinguished road
hicham dafri
عضو جديد
رد: بحث الإغتراب :: من إعدادا الاستاذ علي الحمادي
17-04-2018, 02:13 PM
[center]شكرا استاذ علي
بحث افادني كثيرا
لو تكرمت اريد منك تزويدي بالبحث كاملا
و شكرا استاذ
هذا بريدي الخاص [email protected]
من مواضيعي
التعديل الأخير تم بواسطة hicham dafri ; 17-04-2018 الساعة 02:16 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 03:38 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى