تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المشرف العام
المشرف العام
مدير عام سابق
  • تاريخ التسجيل : 22-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 6,013

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • المشرف العام has a spectacular aura aboutالمشرف العام has a spectacular aura about
الصورة الرمزية المشرف العام
المشرف العام
مدير عام سابق
قُل لابنك: أحبك كثيراً واحتضنه أكثر
04-01-2017, 08:41 AM

فيروز عمر
هذا المشهد أراه كل أسبوع في حجرة الاستشارات النفسية: سيدة أو رجل في عقده الثالث أو الرابع، أو حتى الخامس، ينخرط في البكاء ويرتبك ويتلعثم ويتألم كلما تذكر كيف أن أباه أو أمه حطم ثقته بنفسه، وما زلت أتعجب كيف يمكن أن يحمل إنسان هذه الذكرى السيئة على مدار عشرات السنين فلا تمحوها أحداث الحياة ولا يخف ألمها حتى وصول الخمسين أو الستين.
لذلك، فإن هذا المشهد اليومي يجعلنا لا نمل من تذكير الآباء والأمهات والمربين بدورهم في بناء الثقة بالنفس في شخصية الأبناء، ولا نمل من تحذيرهم أن جروح وتشوهات ضعف الثقة بالنفس عابرة للأزمنة وباقية الأثر مهما تقدم العمر.

ويمكن – في البداية – أن نعرف الثقة بالنفس تعريفاً بسيطاً ومحدداً فنقول: هي معرفة الطفل بقدراته وكفاءته ومميزاته، وتقبله لهذه القدرات، ثم تحويل هذا الإحساس إلى فعل ونجاح وإنجاز. وهذا لا يتعارض مع معرفته بنقاط ضعفه وعيوبه، ولكن تظل نقطة الانطلاق هي نقاط القوة، فالطفل – أو الإنسان– الواثق بنفسه هو القادر على أن ينطلق من نقاط قوته فيرتكز عليها فينجح، ثم يشجعه هذا النجاح على التخفيف من نقاط ضعفه مع إعطائها حجمها البشري دون تهويل.


ويأتي السؤال البديهي: كيف تكون الأم أو الأب – وهما الأكثر حباً لأبنائهما وحرصاً عليهما – كيف يكونان سبباً في تحطيمهم؟ ما هي الأسباب التي تدفعهم نحو السلوك الهادم لثقة الأبناء بأنفسهم؟ والأسباب كثيرة، ولكن تأتي في مقدمتها أربعة:
"
أكثِر من قول "أحبك"، أكثِر من احتضان ابنك، أكثِر من النظر في عينيه بحب، أكثِر من التعبير عن سعادتك حين تلعب معه أو تجلس معه.

"
1. الاعتقاد الخاطئ بأن المبالغة في التوبيخ والنقد والجلد سيؤدي للمزيد من الإتقان والتميز.
2. عدم الرضا الحقيقي عن قدرات الطفل أو طباعه أو ميوله.
3. عدم الاعتراف ببشرية الأبناء، وبأنهم حتماً سيرتكبون الأخطاء أو ربما الخطايا في مراحل حياتهم المختلفة.
4. تفريغ ضغوط الحياة والتشوهات النفسية الموجودة في شخصية الأب أو الأم في شكل اعتداء وإهانة للأبناء.
ولذلك فإن الأساسيات الأربعة لبناء الثقة بالنفس هي – ببساطة – تجنب هذه المهلكات السابقة، لذلك علينا أن نتذكر جيدا:
أولاً: أن التوبيخ والجلد شر لا يأتي إلا بشرّ، وأن هذا الطفل الذي تبالغ في انتقاده دائما سيأتي إلينا –مشوّهاً- في حجرة الاستشارات النفسية بعد سنوات، إما منكسراً مرتعشاً أو متمرداً عصياً، ولن نستطيع شفاء جراحه بسهولة. كما أنه ربما يستسلم مؤقتاً لهذا التوبيخ، فيطيع ويسمع الكلام ويبدي ندمه وأسفه على تقصيره، ولكنه عندما يشتد عوده في فترة المراهقة أو الشباب سيتمرد وينفجر.

ثانياً: فتش بداخلك عن داء عدم الرضا وعدم القبول لطفلك، هل كنت تتمنى طفلا أكثر تفوقاً دراسياً أو رياضياً أو اجتماعياً؟ هل أنت ناقم على طباع في شخصيته هي ليست خطأ ولكنها مختلفة عن توقعاتك؟ (بعض الأمهات لا يعجبهن ميل بناتهن للوقوف أمام المرآه كثيراً، البعض الآخر يتمنى أن يكون الابن هو الأول على الفصل مقارنة بابن خالته أو أخيه الأكبر، أو هناك أب لا يحب كون ابنه ثرثاراً أو يميل للحركة) إذا كان هذا بداخلك، فأنت تحتاج للتعافي حتى لا تدمر ابنك. -

لذلك، فإن هذا المشهد اليومي يجعلنا لا نمل من تذكير الآباء والأمهات والمربين بدورهم في بناء الثقة بالنفس في شخصية الأبناء، ولا نمل من تحذيرهم أن جروح وتشوهات ضعف الثقة بالنفس عابرة للأزمنة وباقية الأثر مهما تقدم العمر.

ويمكن – في البداية – أن نعرف الثقة بالنفس تعريفاً بسيطاً ومحدداً فنقول: هي معرفة الطفل بقدراته وكفاءته ومميزاته، وتقبله لهذه القدرات، ثم تحويل هذا الإحساس إلى فعل ونجاح وإنجاز. وهذا لا يتعارض مع معرفته بنقاط ضعفه وعيوبه، ولكن تظل نقطة الانطلاق هي نقاط القوة، فالطفل – أو الإنسان– الواثق بنفسه هو القادر على أن ينطلق من نقاط قوته فيرتكز عليها فينجح، ثم يشجعه هذا النجاح على التخفيف من نقاط ضعفه مع إعطائها حجمها البشري دون تهويل.


ويأتي السؤال البديهي: كيف تكون الأم أو الأب – وهما الأكثر حباً لأبنائهما وحرصاً عليهما – كيف يكونان سبباً في تحطيمهم؟ ما هي الأسباب التي تدفعهم نحو السلوك الهادم لثقة الأبناء بأنفسهم؟ والأسباب كثيرة، ولكن تأتي في مقدمتها أربعة:
"
أكثِر من قول "أحبك"، أكثِر من احتضان ابنك، أكثِر من النظر في عينيه بحب، أكثِر من التعبير عن سعادتك حين تلعب معه أو تجلس معه.

"
1. الاعتقاد الخاطئ بأن المبالغة في التوبيخ والنقد والجلد سيؤدي للمزيد من الإتقان والتميز.
2. عدم الرضا الحقيقي عن قدرات الطفل أو طباعه أو ميوله.
3. عدم الاعتراف ببشرية الأبناء، وبأنهم حتماً سيرتكبون الأخطاء أو ربما الخطايا في مراحل حياتهم المختلفة.
4. تفريغ ضغوط الحياة والتشوهات النفسية الموجودة في شخصية الأب أو الأم في شكل اعتداء وإهانة للأبناء.

ولذلك فإن الأساسيات الأربعة لبناء الثقة بالنفس هي – ببساطة – تجنب هذه المهلكات السابقة، لذلك علينا أن نتذكر جيدا:
أولاً: أن التوبيخ والجلد شر لا يأتي إلا بشرّ، وأن هذا الطفل الذي تبالغ في انتقاده دائما سيأتي إلينا –مشوّهاً- في حجرة الاستشارات النفسية بعد سنوات، إما منكسراً مرتعشاً أو متمرداً عصياً، ولن نستطيع شفاء جراحه بسهولة. كما أنه ربما يستسلم مؤقتاً لهذا التوبيخ، فيطيع ويسمع الكلام ويبدي ندمه وأسفه على تقصيره، ولكنه عندما يشتد عوده في فترة المراهقة أو الشباب سيتمرد وينفجر.

ثانياً: فتش بداخلك عن داء عدم الرضا وعدم القبول لطفلك، هل كنت تتمنى طفلا أكثر تفوقاً دراسياً أو رياضياً أو اجتماعياً؟ هل أنت ناقم على طباع في شخصيته هي ليست خطأ ولكنها مختلفة عن توقعاتك؟ (بعض الأمهات لا يعجبهن ميل بناتهن للوقوف أمام المرآه كثيراً، البعض الآخر يتمنى أن يكون الابن هو الأول على الفصل مقارنة بابن خالته أو أخيه الأكبر، أو هناك أب لا يحب كون ابنه ثرثاراً أو يميل للحركة) إذا كان هذا بداخلك، فأنت تحتاج للتعافي حتى لا تدمر ابنك.

ثالثاِ: التصور بأن الأبناء ملائكة هو في الحقيقة وهم كبير، ولو كنت أنت ملاكا لكانوا هم كذلك، هم بشر، بل بشر صغار السن لم تكتمل خبرتهم التي ربما اكتملت لديك، ومع ذلك ما زلت تضعف وترتكب الأخطاء، ليس معنى هذا أن نتركهم بلا تربية، ولكن علينا فقط أن نتذكر أنهم بشر، فنتغافل أحيانا، ولا نبالغ في تهويل الأخطاء، وألا ننقل لهم إحساسنا بخيبة الأمل كلما أخطأوا.

رابعاً: كثير من الآباء والأمهات يعانون من تشوهات نفسية وعقد موروثة، ويفرغون هذه الضغوط في شكل لوم وإهانة وعدوان ضد الأبناء، بحجة أنهم يحبونهم ويخافون عليهم ويقسون عليهم ليصبحوا أفضل. وهذا غير حقيقي، لأن الحقيقة هي أنهم يصبون عليهم – دون وعي – اضطراباتهم ومشكلاتهم وضغوطهم النفسية. -
والآن، بعد هذه الأساسيات الأربعة، تأتي التطبيقات العملية التي يمكن ترجمتها في عشرات المواقف الحياتية اليومية البسيطة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
"
فتش بداخلك عن داء عدم الرضا وعدم القبول لطفلك، هل كنت تتمنى طفلا أكثر تفوقاً دراسياً أو رياضياً أو اجتماعياً؟ هل أنت ناقم على طباع في شخصيته هي ليست خطأ ولكنها مختلفة عن توقعاتك؟

"
1. اعرف نقاط قوة ابنك جيداً، احضر ورقة وقلماً ودوّنها مهما كانت بسيطة، واحفظها عن ظهر قلب وعبر عنها لابنك كل يوم مرات ومرات (أجمل ما فيك هو نشاطك، أحب كرمك ومساعدتك للناس، لديك موهبة حقيقية في الرسم، أنا مبهور بخطك الجميل، لديك ابتسامة تجعل القلوب تحبك، أنت حنون على أمك، أنت لديك ذوق جميل في اختيار الملابس... الخ)

2. نمِّ نقاط القوة وفق خطة واضحة؛ الهوايات والميول (ليس بالضرورة وجود "مواهب خارقة" لأن قلة قليلة من الناس فقط يتمتعون بها، ولكن كل الناس لديهم ميول وقدرات لا بأس بها تكفي للنجاح) وخطة التنمية لا بد أن تكون مستمرة صيفاً وشتاء، وهي جزء أساسي لبناء شخصية الطفل حتى لو كان ذلك على حساب المذاكرة بدرجة ما، لأن خلق إنسان متوازن واثق بنفسه أهم كثيرا من خلق إنسان لا يوجد برأسه إلا الدروس المدرسية. هذا لا يعني إهمال الدراسة، ولكنه يعني التوازن.
3. عندما يخطئ الابن، عبر له عن رفض السلوك وليس رفضه هو شخصيا، عبر له عن الحب والقبول والتقدير حتى حين يخطئ، تلمس أي نقطة مضيئة في شخصيته امدحها قبل أن تنتقد خطأه، واستند إليها في طريقك لإصلاح الخطأ. وتذكر أن الأصل في التعامل مع الطفل هو "القبول والتقدير" ثم يأتي التهذيب على قاعدة من القبول، وليس العكس.

4. أكثِر من قول "أحبك"، أكثِر من احتضان ابنك، أكثِر من النظر في عينيه بحب، أكثِر من التعبير عن سعادتك حين تلعب معه أو تجلس معه.

5. أخرج "الناس" من حساباتك تماما، لا تعنف ابنك أمام الناس من أجل أن يقولوا إنك "أب حازم وقوي"، ولا تبالغ في صب غضبك عليه لأنه أحرجك "أمام الناس"، أو لأنه تصرف بشكل غير لائق "أمام الناس"، تخيل دائما أن الناس لا وجود لهم، وأنك تقف وابنك بمفردكما لأن هذه هي الحقيقة، فالناس ذاهبون وستبقى أنت وابنك تواجهان انكساراته وأزماته معاً بمفردكما عندما ينصرف الجميع.

6. علم ابنك التوازن بين قبول النفس وتطويرها، وذلك من خلال كل موقف يومي. علمه أن يحب شخصيته، وثمن ميوله وطباعه، ثم علمه أن يتوازن بين هذا الرضا وبين التنمية المستمرة للنفس، والتقدم نحو المزيد من التهذيب والتطوير، ولكن على قاعدة من القبول.
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.
التعديل الأخير تم بواسطة المشرف العام ; 04-01-2017 الساعة 08:44 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حرف من ورد
حرف من ورد
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-08-2016
  • المشاركات : 1,505
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • حرف من ورد will become famous soon enough
الصورة الرمزية حرف من ورد
حرف من ورد
شروقي
رد: قُل لابنك: أحبك كثيراً واحتضنه أكثر
04-01-2017, 11:00 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشرف العام مشاهدة المشاركة

فيروز عمر
هذا المشهد أراه كل أسبوع في حجرة الاستشارات النفسية: سيدة أو رجل في عقده الثالث أو الرابع، أو حتى الخامس، ينخرط في البكاء ويرتبك ويتلعثم ويتألم كلما تذكر كيف أن أباه أو أمه حطم ثقته بنفسه، وما زلت أتعجب كيف يمكن أن يحمل إنسان هذه الذكرى السيئة على مدار عشرات السنين فلا تمحوها أحداث الحياة ولا يخف ألمها حتى وصول الخمسين أو الستين.
لذلك، فإن هذا المشهد اليومي يجعلنا لا نمل من تذكير الآباء والأمهات والمربين بدورهم في بناء الثقة بالنفس في شخصية الأبناء، ولا نمل من تحذيرهم أن جروح وتشوهات ضعف الثقة بالنفس عابرة للأزمنة وباقية الأثر مهما تقدم العمر.

ويمكن – في البداية – أن نعرف الثقة بالنفس تعريفاً بسيطاً ومحدداً فنقول: هي معرفة الطفل بقدراته وكفاءته ومميزاته، وتقبله لهذه القدرات، ثم تحويل هذا الإحساس إلى فعل ونجاح وإنجاز. وهذا لا يتعارض مع معرفته بنقاط ضعفه وعيوبه، ولكن تظل نقطة الانطلاق هي نقاط القوة، فالطفل – أو الإنسان– الواثق بنفسه هو القادر على أن ينطلق من نقاط قوته فيرتكز عليها فينجح، ثم يشجعه هذا النجاح على التخفيف من نقاط ضعفه مع إعطائها حجمها البشري دون تهويل.


ويأتي السؤال البديهي: كيف تكون الأم أو الأب – وهما الأكثر حباً لأبنائهما وحرصاً عليهما – كيف يكونان سبباً في تحطيمهم؟ ما هي الأسباب التي تدفعهم نحو السلوك الهادم لثقة الأبناء بأنفسهم؟ والأسباب كثيرة، ولكن تأتي في مقدمتها أربعة:
"
أكثِر من قول "أحبك"، أكثِر من احتضان ابنك، أكثِر من النظر في عينيه بحب، أكثِر من التعبير عن سعادتك حين تلعب معه أو تجلس معه.

"
1. الاعتقاد الخاطئ بأن المبالغة في التوبيخ والنقد والجلد سيؤدي للمزيد من الإتقان والتميز.
2. عدم الرضا الحقيقي عن قدرات الطفل أو طباعه أو ميوله.
3. عدم الاعتراف ببشرية الأبناء، وبأنهم حتماً سيرتكبون الأخطاء أو ربما الخطايا في مراحل حياتهم المختلفة.
4. تفريغ ضغوط الحياة والتشوهات النفسية الموجودة في شخصية الأب أو الأم في شكل اعتداء وإهانة للأبناء.
ولذلك فإن الأساسيات الأربعة لبناء الثقة بالنفس هي – ببساطة – تجنب هذه المهلكات السابقة، لذلك علينا أن نتذكر جيدا:
أولاً: أن التوبيخ والجلد شر لا يأتي إلا بشرّ، وأن هذا الطفل الذي تبالغ في انتقاده دائما سيأتي إلينا –مشوّهاً- في حجرة الاستشارات النفسية بعد سنوات، إما منكسراً مرتعشاً أو متمرداً عصياً، ولن نستطيع شفاء جراحه بسهولة. كما أنه ربما يستسلم مؤقتاً لهذا التوبيخ، فيطيع ويسمع الكلام ويبدي ندمه وأسفه على تقصيره، ولكنه عندما يشتد عوده في فترة المراهقة أو الشباب سيتمرد وينفجر.

ثانياً: فتش بداخلك عن داء عدم الرضا وعدم القبول لطفلك، هل كنت تتمنى طفلا أكثر تفوقاً دراسياً أو رياضياً أو اجتماعياً؟ هل أنت ناقم على طباع في شخصيته هي ليست خطأ ولكنها مختلفة عن توقعاتك؟ (بعض الأمهات لا يعجبهن ميل بناتهن للوقوف أمام المرآه كثيراً، البعض الآخر يتمنى أن يكون الابن هو الأول على الفصل مقارنة بابن خالته أو أخيه الأكبر، أو هناك أب لا يحب كون ابنه ثرثاراً أو يميل للحركة) إذا كان هذا بداخلك، فأنت تحتاج للتعافي حتى لا تدمر ابنك. -

لذلك، فإن هذا المشهد اليومي يجعلنا لا نمل من تذكير الآباء والأمهات والمربين بدورهم في بناء الثقة بالنفس في شخصية الأبناء، ولا نمل من تحذيرهم أن جروح وتشوهات ضعف الثقة بالنفس عابرة للأزمنة وباقية الأثر مهما تقدم العمر.

ويمكن – في البداية – أن نعرف الثقة بالنفس تعريفاً بسيطاً ومحدداً فنقول: هي معرفة الطفل بقدراته وكفاءته ومميزاته، وتقبله لهذه القدرات، ثم تحويل هذا الإحساس إلى فعل ونجاح وإنجاز. وهذا لا يتعارض مع معرفته بنقاط ضعفه وعيوبه، ولكن تظل نقطة الانطلاق هي نقاط القوة، فالطفل – أو الإنسان– الواثق بنفسه هو القادر على أن ينطلق من نقاط قوته فيرتكز عليها فينجح، ثم يشجعه هذا النجاح على التخفيف من نقاط ضعفه مع إعطائها حجمها البشري دون تهويل.


ويأتي السؤال البديهي: كيف تكون الأم أو الأب – وهما الأكثر حباً لأبنائهما وحرصاً عليهما – كيف يكونان سبباً في تحطيمهم؟ ما هي الأسباب التي تدفعهم نحو السلوك الهادم لثقة الأبناء بأنفسهم؟ والأسباب كثيرة، ولكن تأتي في مقدمتها أربعة:
"
أكثِر من قول "أحبك"، أكثِر من احتضان ابنك، أكثِر من النظر في عينيه بحب، أكثِر من التعبير عن سعادتك حين تلعب معه أو تجلس معه.

"
1. الاعتقاد الخاطئ بأن المبالغة في التوبيخ والنقد والجلد سيؤدي للمزيد من الإتقان والتميز.
2. عدم الرضا الحقيقي عن قدرات الطفل أو طباعه أو ميوله.
3. عدم الاعتراف ببشرية الأبناء، وبأنهم حتماً سيرتكبون الأخطاء أو ربما الخطايا في مراحل حياتهم المختلفة.
4. تفريغ ضغوط الحياة والتشوهات النفسية الموجودة في شخصية الأب أو الأم في شكل اعتداء وإهانة للأبناء.

ولذلك فإن الأساسيات الأربعة لبناء الثقة بالنفس هي – ببساطة – تجنب هذه المهلكات السابقة، لذلك علينا أن نتذكر جيدا:
أولاً: أن التوبيخ والجلد شر لا يأتي إلا بشرّ، وأن هذا الطفل الذي تبالغ في انتقاده دائما سيأتي إلينا –مشوّهاً- في حجرة الاستشارات النفسية بعد سنوات، إما منكسراً مرتعشاً أو متمرداً عصياً، ولن نستطيع شفاء جراحه بسهولة. كما أنه ربما يستسلم مؤقتاً لهذا التوبيخ، فيطيع ويسمع الكلام ويبدي ندمه وأسفه على تقصيره، ولكنه عندما يشتد عوده في فترة المراهقة أو الشباب سيتمرد وينفجر.

ثانياً: فتش بداخلك عن داء عدم الرضا وعدم القبول لطفلك، هل كنت تتمنى طفلا أكثر تفوقاً دراسياً أو رياضياً أو اجتماعياً؟ هل أنت ناقم على طباع في شخصيته هي ليست خطأ ولكنها مختلفة عن توقعاتك؟ (بعض الأمهات لا يعجبهن ميل بناتهن للوقوف أمام المرآه كثيراً، البعض الآخر يتمنى أن يكون الابن هو الأول على الفصل مقارنة بابن خالته أو أخيه الأكبر، أو هناك أب لا يحب كون ابنه ثرثاراً أو يميل للحركة) إذا كان هذا بداخلك، فأنت تحتاج للتعافي حتى لا تدمر ابنك.

ثالثاِ: التصور بأن الأبناء ملائكة هو في الحقيقة وهم كبير، ولو كنت أنت ملاكا لكانوا هم كذلك، هم بشر، بل بشر صغار السن لم تكتمل خبرتهم التي ربما اكتملت لديك، ومع ذلك ما زلت تضعف وترتكب الأخطاء، ليس معنى هذا أن نتركهم بلا تربية، ولكن علينا فقط أن نتذكر أنهم بشر، فنتغافل أحيانا، ولا نبالغ في تهويل الأخطاء، وألا ننقل لهم إحساسنا بخيبة الأمل كلما أخطأوا.

رابعاً: كثير من الآباء والأمهات يعانون من تشوهات نفسية وعقد موروثة، ويفرغون هذه الضغوط في شكل لوم وإهانة وعدوان ضد الأبناء، بحجة أنهم يحبونهم ويخافون عليهم ويقسون عليهم ليصبحوا أفضل. وهذا غير حقيقي، لأن الحقيقة هي أنهم يصبون عليهم – دون وعي – اضطراباتهم ومشكلاتهم وضغوطهم النفسية. -
والآن، بعد هذه الأساسيات الأربعة، تأتي التطبيقات العملية التي يمكن ترجمتها في عشرات المواقف الحياتية اليومية البسيطة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
"
فتش بداخلك عن داء عدم الرضا وعدم القبول لطفلك، هل كنت تتمنى طفلا أكثر تفوقاً دراسياً أو رياضياً أو اجتماعياً؟ هل أنت ناقم على طباع في شخصيته هي ليست خطأ ولكنها مختلفة عن توقعاتك؟

"
1. اعرف نقاط قوة ابنك جيداً، احضر ورقة وقلماً ودوّنها مهما كانت بسيطة، واحفظها عن ظهر قلب وعبر عنها لابنك كل يوم مرات ومرات (أجمل ما فيك هو نشاطك، أحب كرمك ومساعدتك للناس، لديك موهبة حقيقية في الرسم، أنا مبهور بخطك الجميل، لديك ابتسامة تجعل القلوب تحبك، أنت حنون على أمك، أنت لديك ذوق جميل في اختيار الملابس... الخ)

2. نمِّ نقاط القوة وفق خطة واضحة؛ الهوايات والميول (ليس بالضرورة وجود "مواهب خارقة" لأن قلة قليلة من الناس فقط يتمتعون بها، ولكن كل الناس لديهم ميول وقدرات لا بأس بها تكفي للنجاح) وخطة التنمية لا بد أن تكون مستمرة صيفاً وشتاء، وهي جزء أساسي لبناء شخصية الطفل حتى لو كان ذلك على حساب المذاكرة بدرجة ما، لأن خلق إنسان متوازن واثق بنفسه أهم كثيرا من خلق إنسان لا يوجد برأسه إلا الدروس المدرسية. هذا لا يعني إهمال الدراسة، ولكنه يعني التوازن.
3. عندما يخطئ الابن، عبر له عن رفض السلوك وليس رفضه هو شخصيا، عبر له عن الحب والقبول والتقدير حتى حين يخطئ، تلمس أي نقطة مضيئة في شخصيته امدحها قبل أن تنتقد خطأه، واستند إليها في طريقك لإصلاح الخطأ. وتذكر أن الأصل في التعامل مع الطفل هو "القبول والتقدير" ثم يأتي التهذيب على قاعدة من القبول، وليس العكس.

4. أكثِر من قول "أحبك"، أكثِر من احتضان ابنك، أكثِر من النظر في عينيه بحب، أكثِر من التعبير عن سعادتك حين تلعب معه أو تجلس معه.

5. أخرج "الناس" من حساباتك تماما، لا تعنف ابنك أمام الناس من أجل أن يقولوا إنك "أب حازم وقوي"، ولا تبالغ في صب غضبك عليه لأنه أحرجك "أمام الناس"، أو لأنه تصرف بشكل غير لائق "أمام الناس"، تخيل دائما أن الناس لا وجود لهم، وأنك تقف وابنك بمفردكما لأن هذه هي الحقيقة، فالناس ذاهبون وستبقى أنت وابنك تواجهان انكساراته وأزماته معاً بمفردكما عندما ينصرف الجميع.

6. علم ابنك التوازن بين قبول النفس وتطويرها، وذلك من خلال كل موقف يومي. علمه أن يحب شخصيته، وثمن ميوله وطباعه، ثم علمه أن يتوازن بين هذا الرضا وبين التنمية المستمرة للنفس، والتقدم نحو المزيد من التهذيب والتطوير، ولكن على قاعدة من القبول.
هذي عند الاجانب ... ههههههه

عندنا كي تقولو هكذاك يقباح كثر ههههههه

تحياتي
.. و لا يحب قنديل البحر .. الا قنديلا مثله .. عديم القلب ... !! ...
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 02:58 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى