التسول الإلكتروني يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي
20-09-2016, 08:32 PM


زهيرة مجراب


في عالم افتراضي يكثر فيه الزيف والكذب والكلام المنمق وتغيب فيه الحقيقة يمارس المتسولون الإلكترونيون نشاطهم بعيدا عن أعين تعرفهم قد ترصدهم أو مطاردات ومخاطر قد تعترضهم، ففي غرفهم الآمنة والمغلقة ووراء شاشات أجهزتهم المتطورة يتحولون إلى فقراء وبؤساء يعانون كذبا الويلات والآلام ويبحثون عمن يزرع ابتسامة على شفاههم التي احترفت الزيف والخداع.
وفي هذا الإطار، قامت سيدة من إحدى ولايات الشرق الجزائري، بنشر صورة لثلاجة منزلها وهي خاوية على عروشها لا تحتوي على لقمة واحد وأرفقتها بعبارات مؤثرة، فهي أم لطفلة وزوجها لا يعمل وتطلب من المحسنين وفاعلي الخير مد يد العون لها، فجاءت التعليقات مختلفة بين من طلبوا منها الصبر، فالسؤال لغير الله مذلة، ومن استغربوا امتلاكها الإنترنت ووسيلة تتواصل بها وعجزها عن تأمين طعام لعائلتها.. وفي الأخير عرضت عليها إحدى السيدات، في حديث على الخاص، زيارتها وجلب قفة من الطعام لها فقامت بحظرها.
وتعج المجموعات النسائية بمحترفات التسول الإلكتروني، ففي إحداها، المخصصة لمناقشة المشاكل الزوجية نشرت فتاة نداء لمساعدة والدتها للقيام بتحاليل، ووضعت الحساب البريدي حتى تحول الأموال إليها فيه، ولكن جميع السيدات اللواتي عرضن عليها المساعدة والتوسط لها لإجراء التحاليل مجانا في المستشفى أو التنقل إلى منزلهم العائلي وزيارة والدتها رفضت وحظرتهم.
ولا يقتصر هذا النوع من التسول على الجنس اللطيف بل تغوي الأرباح التي يجنيها هؤلاء المتسولون الكثير من الناس. وهو ما أسال لعاب الجنس الخشن ليدخلوا المنافسة أيضا بحكايات عن البطالة واستعدادهم لدخول القفص الذهبي غير أنهم لا يملكون المال الكافي ويطلبون المساعدة.
ويلاحظ على غالبية أصحاب هذه الإعلانات رفضهم لمساعدات غذائية أو معونة لأخذ موعد طبي أو حل آخر لمشكلتهم، فالأهم بالنسبة إليهم أن تكون المساعدة مادية وكل ما دون ذلك مرفوض، وهو ما يجعلهم في الغالب يحظرون الأشخاص الذين يقدمون لهم عروضا أخرى لا تتوافق مع رغباتهم.