حكاية كرة القدم في سطيف
04-04-2018, 12:07 PM
حكاية كرة القدم في سطيف
في البداية مثلت سطيف بفريق يسمى : الملعب الأولمبي السطايفي ، (Stade Olympique Sétifien)، (SO Sétif) ، والذي تم تأسيسه سنة 1906 م، والمتحصل على بطولة الشرقية لـرابطة قسنطينة لـكرة القدم، لـ موسم (1928-1929) ، وموسم (1940-1941) أيضا .
ثم تأسس فريق آخر في سطيف ، كان ذلك سنة 1926 م ، وكانت تسميته : النادي الرياضي السطايفي ، (Sporting Club Sétifien)، (SC Sétif) .
وفي يوم 12 من شهرفيفري سنة 1933 م ، تم تأسيس فريق كرة قدم آخر بإسم : الإتحاد الرياضي لمسلمي سطيف (Union sportive musulmane sétifienne) ، أو (Union sportive musulmane de sétif) ، بإختصار : (USMS) ، ومن الذين ساهمو في تأسيس هذا الفريق الرياضي، والذي كان أول فريق كرة قدم سطايفي، خالي من المعمرين الفرنسيين ، شارك في تأسيسه كل من الرئيس فرحات عباس ، وقد كان الرئيس الشرفي للفريق ، وهو زعيم وطني ، ورجل سياسي ، ومؤسس الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري ، وعضو في جبهة التحرير الوطني الجزائرية، إبان الثورة التحريرة المجيدة ، وأول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ، من سنة 1958 إلى 1961، وكذلك الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وقد كان من أعلام الفكر والأدب في العالم العربي ، ومن العلماء الدين الجزائريين .وهو رفيق الشيخ عبد الحميد بن باديس ، في حركته الإصلاحية، ونائبه ثم خليفته في رئاسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والشيخ البشير الإبراهيمي هو من وضع ألوان النادي ،(العنابي والأبيض)، و طوره أب الكرة السطايفية ، الشيخ علي بن عودة ،المدعو بالشيخ لاياص ... حمل هذا الفريق الرياضي بصمة رجال وضعوا حجر الأساس منهم : غجـاتي ،وبلخجة ، وبوعبد السلام ،وغيرهم .. ومن بين الشباب ،الذين انخرطوا في الفريق ، نذكر منهم : لحوري ،وأوسيسة ،وتيتومي ،وزرقان ، وسمعون ،وغيرهم كثيرين ... ولكن نظرا لنقص الإمكانيات ، في بداية مشواره ،لم يصمد الفريق كثيرا ،وقرر المسؤلون تجميد نشاطه لمدة محددة .. وفي سنة 1940 م ،تحرك الأعضاء القدماء ،بمساهمة أعضاء جدد ، كلخليف ،وبوخريصة ،وسعادنة ميلود ، وغيرهم .. من أجل إعادة بعث الفريق من جديد ، وتدعيمه ،بروح جديدة ، ولكنهم وجدوا معارضة شرسة ،من سلطات المستعمر الفرنسي، الذين رفضوا أن ينشط هذا النادي من جديد ،وأشترطوا على المسؤولين ، بأنهم لم يسمحوا باعتماد الفريق ، إلا في حالة واحدة ،وهي أن يقوم المسؤولون بإضافة حرف " ف" (F) إلى اسم الفريق ، في إشارة إلى فرنسا وقبول إدماج لاعب أجنبي (فرنسي) في الفريق، وأصبح حينها يسمى : بـ الإتحاد الرياضي الفرنكوفوني لمسلمي سطيف (Union sportive franco-musulmane sétifienne) ، وبإختصار : (USFMS) ، وترأسها حينها، الرئيس فرحات عباس ، وكان يدربها السيد " عبيد "..وبدأت مسيرة الفريق بخطى ثابتة ، بعد أن نجحت الإدارة ،في هيكلة نفسها ، ليدخل الفريق مغامرة " بطولة الشرق" بمجموعة من اللاعبين ، خطفوا الأنظار ،وسرقوا الأضواء ،بأدائهم الرائع ،والممتع ، والجميل ،بل المذهل ،وقد تقمص ألوان هذا الفريق العريق ،أَسَاطِين كرة القدم الجزائرية ، (أمثال : جابي ،وبوخريصة ،ومختار عريبي ،و رشيد مخلوفي ،وعبد الحميد كرمالي ،ونقاش) وأسماء عديدة أخرى، كتبت اسم الفريق بماء الذهب ،مما دفع بالفرقة الموسيقية " السعـادة " أن تألف أغنية شهيرة ،تغنى بها شباب المنطقة ،في تلك الفترة ، وبداية مقطعها يقول : " هيب..هيب حـرة USFMS هي المشهورة". ، و أستطاع هذا الفريق المهيب ، أن يحجز لنفسه مكانا ،بين الأندية الكبيرة ،لتلك الفترة ، وكسب موقعا ،على الساحة الكروية ،إلى غاية 1955 م، وقد عرف هذا الفريق فيما بعد بإسم : الإتحاد الرياضي لمدينة سطيف، وتلبية لنداء جبهة التحرير الوطني الجزائرية ،وجيش التحرير الوطني الجزائري ، لكل الجمعيات المسلمة ،بتوقيف نشاطها ، والانخراط في صفوف الثورة التحريرية المجيدة ،التي جاءت بالاستقلال ، في 5 جويلية 1962 م.
وفي عام 1939 م، تم اندماج لاعبي الملعب الاولمبي السطايفي (SOS)، و لاعبي النادي الرياضي السطايفي (SCS)، في فريق كرة قدم، أخذ إسم : الملعب الرياضي السطايفي (Stade Sportive Sétifien)، (3S)، والذي عرف فيما بعد بإسم : المجتمع الرياضي السطايفي (société sportive sétifienne)، وبنفس الإختصار : (SS Sétif) ، وقد كانت المنافسة جد حادة بين هذا والأخير (3S)، والذي كان يمثل المعمرين ، وبين الإتحاد الرياضي لمسلمي سطيف ، والذي كان يمثل أبناء المنطقة الجزائريين ....
وفي يوم 20 سبتمبر 1947 م، وهو التاريخ الذي يحمل بين طياته الكثير من النضج والوعي السياسي والفكر التحرري، حيث اعتمد المناضلون على كافة الاساليب و حتى كرة القدم.....، في هذا اليوم (20 _ 09_ 1947م)، تم تأسيس فريق كرة قدم جديد في سطيف ، بـإسم : الملعب الإفريقي السطايفي، (Stade Africain Sétifien)، (S.A. Sétif)، وانتخب اللونين : (الأخضر والأبيض) للطقم الأساسي للفريق ، ولم يكن اختيار الالوان من باب الصدفة، او من وحي الخيال، و انما امتدادا للشخصية الوطنية ، و الهوية الجزائرية ، و من بين مؤسسي النادي كان المناضلان : سواكير ، و شارفي، والشيخ علي بن عودة المعروف بـ "الشيخ لاياص"، بعد سنتين من تأسيسه، و في يوم 02 نوفمبر 1949 ميلادي ،نظم الفريق دورة كروية ،حيث احتضنها الملعب البلدي لمدينة سطيف، المعروف حاليا بـ "ملعب الشهيدمحمد قصاب " والذي كان لاعبا في فريق الملعب الأفريقي السطايفي ،و سقط في ميدان الشرف والشهادة، كما شاركت في هذه الدورة كل من مولودية الجزائر – ومولودية العلمة ، التي كانت تسمى في ذلك الزمان ( فريق دفاع سانت ارنو )، حينها دخل الفريق السطايفي (الملعب الإفريقي السطايفي)، ببذلته الجديدية ،بالوان العلم الجزائري ،ابيض ،واخضر ، واحمر ،و كانت هذه فكرة رئيس الفريق انذاك ، الخياط زغلاوي ، وقد كان هذا الفريق أول نادي جزائري يحمل الألوان الوطنية، الامر الذي اغضب سلطات المحتل الفرنسية ، والتي امرت باستجواب كل لاعبي الفريق ،و اعضائه، ....، اتخذ الفريق (الملعب الأفريقي السطايفي ) كوسيلة للدخول معترك الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة ،و بالتالي غاية نبيلة ،و هدف شريف ، و تحت غطاء ، الممارسة الرياضية ، وكرة القدم، كان عناصره، و لاعبيه ، ينشطون بشكل فعال ، في الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة ، و بعد دخول الثورة مباشرة ، تم تجميد نشاط الفريق كليا ،و التحق كافة لاعبيه ،وأعضائه، ومسيريه بالمسار النضالي والثوري ، في الجبال والشعاب، حيث منح الفريق 40 شهيدا فداءا للوطن الحبيب ،و نذكر منهم الشهيد محمد قيرواني ، والشهيد فرية قويدر، والشهيد حسان غجاتي و الشهيد العيد شراقة ، و كذا الشهيد محمد قصاب ،والشهيد دغيش ساعد ، و غيرهم (رحمهم الله) .
وفي سنة 1952 م ، تم تأسيس فريق سطايفي آخر ، وكان إسمه : الشبيبة الرياضية السطايفية (Jeunesse sportive de Sétif)، (JS Sétif).
وفي عام 1958 م، أسس المرحوم الشيخ على بن عودة المدعو : "الشيخ لاياص" بتأسيس فريق كرة قدم جديد في سطيف ، وكان اسم هذا المولود الجديد في كرة القدم السطايفية : الوفاق الرياضي السطايفي، (Entente Sportive de Sétif) أو(Entente Sportive Sétifienne)، ( ES Sétif )، حيث استغل المرحوم اضراب ثمانية أيام، كان في تلك الفترة، وقام بتجميع اللاعبين بمدينة سطيف..، لكن الفريق لم يكن يحمل أي صفة قانونية ،واستمر الوضع على ماهو عليه إلى غاية سنة 1960.. م ...، في سنة 1960 ، تم ادماج لاعبي فريق الملعب الإفريقي السطايفي (SAS)،وجناحهم السياسي لحزب الشعب الجزائري (PPA) ، وكذا لاعبي الإتحاد الرياضي لمدينة سطيف(USMS)، وجناحهم السياسي (الاتحاد الديمقراطي الإسلامي الجزائري (UDMA)، وكذا اللاعبين الجزائرين الذي ينتمون إلى فريق المعمرين الفرنسيين (SSS=société sportive sétifienne) (3S) ، علما ان كلا من الاتحاد الرياضي لمدينة سطيف (الياسماس) (U.S.M.S) ، والملعب الإفريقي السطايفي، (الصاص)، (S.A.S)، قد توقفا عن النشاط الرياضي عام 1956 م، استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني الجزائرية، وتم دمجهم أي لاعبي سطيف، عام 1960 م ، مع مجموعة " الشيخ لاياص " ، تحت اسم الوفاق الرياضي السطايفي ، (ESS) ، وحصل الوفاق على الاعتماد حينها من جبهة التحرير الوطني الجزائرية، ثم حصل على الإعتماد من بلدية سطيف آنذاك، ليصبح فريقا رسميا لكرة القدم، وقد انتخب اللونين : (الأسود والأبيض) لـ بذلته الرسمية للفريق ، واللون الأسود لم يكن إختيارا إعتباطيا ، وإنما كان ردا نضاليا، وفعلا تضمنيا بعد مأساة مجازر 8 ماي 1945 م ، إثر أحداث إنتفاضة قام بها الجوائريون في سطيف وقالمة وخراطة مطالبة بالحرية وبحق تقرير المصير ، فكان الرد من إدارة المستعمر الفرنسي الغاصب الغاشم همجيا ووحشيا ، كان الرد بالقمع والقتل والتنكيل والتعذيب، ارتكبت مجازر بحق المتضاهرين ،فكان التقتيل الجماعي ، ولم يسلم من هذا الظلم حتى النساء والشيوخ والأطفال ، وقد دمرت قرى ومشاتي ومداشر بأكملها ، ونتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 70,000 جزائري ، أولهم الشاب (بوزيد شعال الذي كان يبلغ من العمر 22 سنة)، كان ذنبهم مطالبتهم بالحرية وحق تقرير المصير وإنهاء إحتلال طال عشرات السنين .......
حمل الوفاق السطايفي، تسمية : الوفاق الرياضي السطايفي، (ESS)، من سنة 1960 إلى غاية 1977 م، أين أصبحت تسميته : وفاق نفط سطيف ، (EPS)،إلى غاية 1984 ، ثم حمل اسم : وفاق بلاستيك سطيف ،و بـ نفس الرمز (EPS)، إلى غاية 1988..، وعندما توج الوفاق السطايفي، بالكأس الأفروآسيوية ، كان يحمل اسم : وفاق سطيف ، (ES)،وبعد سنة 1990 ، استعاد تمسيته الأصلية والشرعية : الوفاق الرياضي السطايفي ، (ESS)، علما أنه في بداية السبعينيات، كانت تسمية الوفاق الرياضي السطايفي ، في بعض الصحف: (Wifak Riadhi Staifi) ، (WRS)، كترجمة حرفية عربية للإسم .
