كفى بالموت واعظا...ااا
10-04-2020, 10:24 PM
كفى بالموت واعظا....اااا
رواية "انقطاعات الموت" لخوسي ساراماغو
"وفي اليوم التالي، لم يمت أحد. ولأن الحدث مخالف بالمطلق لأعراف الحياة، فقد أحدث ارتباكا هائلا في النفوس..." بهذه العبارات افتتح الأديب البرتغالي خوسي ساراماغو (1922 2010) الحائز على جائزة نوبل عام 1998 روايته الشهيرة "انقطاعات الموت". وتنهض الرواية على حدث عجائبي يتمثّل في انقطاع الموت فترة زمنية يسيرة... لكنّها تكشف الكثير من عورات الواقع المعيش كما لم يحدث من قبل. إذ يتصوّر الكاتب إنّه: في منطقة ما وفي زمن ما يتوقّف اشتغال الموت، ليتحقّق حلم البشرية في الخلود. والنتائج كارثية بكلّ المقاييس... فكيف يصبح العالم دون موت؟ وما الإجراءات التي تتّخذها البشرية إزاء هذا الوضع الغريب وغير المألوف؟ ماذا تفعل الأرملة التي ظلت ترثي زوجها الفقيد، وتمنّي النفس بأن تجمعها به الأقدار بعد موتها هي الأخرى، إذا علمت أنّها لن تموت؟
فمن المفارقة أن نطلق على انقطاع الموت مصيبة، بعد ما ظلّت هذه الكلمة مرتبطة بوقوع الموت ذاته.
لقد حلّت نكبات كثيرة بالمنطقة: لعلّ أبرزها أزمة صبّ رواتب معاشات الشيوخ المتقاعدين، وتعطّل شركات التأمين التي لم يعد لوجودها معنى، وانتشار مراكز العجزة والمسعفين. وكذلك اكتظاظ المصحات والمستشفيات لازدياد نسبة الشيخوخة، وكثرة حالات المرضى. دون نسيان إفلاس مؤسسات تجهيز الموتى بالأكفان والنعوش والقبور. ناهيك عن تعطل أدوار المساجد والكنائس وتغييب الدين لأنّ فكرة البعث والحياة بعد الموت لم تعد تجدي نفعا. ممّا جعل آهالي المنطقة يتضرعون إلى الله ليعيد الموت. قد يمتغض بعض القراء من فكرة الرواية خاصة من وجهة الإسقاط الديني. في حين يزداد البعض الآخر اقتناعا بفكرة الموت المباغت ورحمته بعد استلهامهم أحداث الرواية. إنّها رواية مختلفة (انقطاعات الموت) لكاتب مثير للجدل (خوسي ساراماغو)... وقديما قال السلف الصالح: "كفى بالموت واعظا"..
رواية "انقطاعات الموت" لخوسي ساراماغو
"وفي اليوم التالي، لم يمت أحد. ولأن الحدث مخالف بالمطلق لأعراف الحياة، فقد أحدث ارتباكا هائلا في النفوس..." بهذه العبارات افتتح الأديب البرتغالي خوسي ساراماغو (1922 2010) الحائز على جائزة نوبل عام 1998 روايته الشهيرة "انقطاعات الموت". وتنهض الرواية على حدث عجائبي يتمثّل في انقطاع الموت فترة زمنية يسيرة... لكنّها تكشف الكثير من عورات الواقع المعيش كما لم يحدث من قبل. إذ يتصوّر الكاتب إنّه: في منطقة ما وفي زمن ما يتوقّف اشتغال الموت، ليتحقّق حلم البشرية في الخلود. والنتائج كارثية بكلّ المقاييس... فكيف يصبح العالم دون موت؟ وما الإجراءات التي تتّخذها البشرية إزاء هذا الوضع الغريب وغير المألوف؟ ماذا تفعل الأرملة التي ظلت ترثي زوجها الفقيد، وتمنّي النفس بأن تجمعها به الأقدار بعد موتها هي الأخرى، إذا علمت أنّها لن تموت؟
فمن المفارقة أن نطلق على انقطاع الموت مصيبة، بعد ما ظلّت هذه الكلمة مرتبطة بوقوع الموت ذاته.
لقد حلّت نكبات كثيرة بالمنطقة: لعلّ أبرزها أزمة صبّ رواتب معاشات الشيوخ المتقاعدين، وتعطّل شركات التأمين التي لم يعد لوجودها معنى، وانتشار مراكز العجزة والمسعفين. وكذلك اكتظاظ المصحات والمستشفيات لازدياد نسبة الشيخوخة، وكثرة حالات المرضى. دون نسيان إفلاس مؤسسات تجهيز الموتى بالأكفان والنعوش والقبور. ناهيك عن تعطل أدوار المساجد والكنائس وتغييب الدين لأنّ فكرة البعث والحياة بعد الموت لم تعد تجدي نفعا. ممّا جعل آهالي المنطقة يتضرعون إلى الله ليعيد الموت. قد يمتغض بعض القراء من فكرة الرواية خاصة من وجهة الإسقاط الديني. في حين يزداد البعض الآخر اقتناعا بفكرة الموت المباغت ورحمته بعد استلهامهم أحداث الرواية. إنّها رواية مختلفة (انقطاعات الموت) لكاتب مثير للجدل (خوسي ساراماغو)... وقديما قال السلف الصالح: "كفى بالموت واعظا"..
التعديل الأخير تم بواسطة ع بوقصة ; 11-04-2020 الساعة 04:51 PM
سبب آخر: تنسيق