تسجيل الدخول

الكسكس Couscous

بالأمازيغية سُكسُو أو بربوشة

يعد الكسكس من الأكلات الأصيلة لسائر سكان شمال إفريقيا ويستمد الكسكس أصالته من الأرض منبت السنبلة إضافة إلى وفرة قطعان الخرفان (الخروف البربري) بين القبائل الأمازيغية .

و هو من أشهر الأطباق في منطقة شمال افريقيا (الجزائر، تونس ،ليبيا، المغرب، موريتانيا)، و حتى في صقلية و فرنسا..وهو طبق وطني لا غنى عنه يصنع من سميد القمح، الذرة أو الشعير، في شكل حبيبات صغيرة، تطبخ بالبخار ثم يضاف إليها، حسب الوصفة: اللحم، الدجاج ، الخضار، السمك، الفول الأخضر، الحليب، الزبدة أو السكر.

يرجع تاريخ الكسكس إلى قرون ما قبل الميلاد، حيث كان وجبة يومية لدى أجدادنا، و أصبح الآن من الوجبات الأكثر شهرة على مستوى العالم.
وقد انتقل تناول الكسكس من بلدان المغرب الكبير إلى بلدان جنوب الصحراء الأفريقية والشرق الأوسط. ثم انتقل تناوله إلى شبه الجزيرة الإيبرية حيث اشتهر على نطاق واسع بين المورسكيين. كما يّعزى الفضل لنشر هذا الطبق في جزيرة صقلية لفترة الحكم الإسلامي "الفاطميين" هناك في ما بين 829 و 1063 ميلادية. في حين نقل البرتغاليون تناول هذا الطعام في القرن 16 الميلادي إلى مستعمراتهم البرازيلية حيث مازال يشكل أحد عناصر وجبة الفطور هناك إلى يومنا هذا.

يعد الكسكس عن طريق طبخ السميد في إناء مثقب يسمى الكسكاس (وهو إناء كروي ذي قاع مثقوب بثقوب صغيرة تسمح بصعود البخار من الإناء السفلي إلى السميد). يوضع الكسكاس فوق إناء مليء بالماء، يسمى برمة، وهي قدر يطابق مقاس فوهتها قعر الكسكاس. ولحجز البخار ومنع تسربه يتم سد الفراغ بين الكسكاس والبرمة بشريط طويل من القماش بلف أكثر من مرة حول الإناء. في نفس الوقت يتم طبخ باقي العناصر في إناء آخر، وذلك حسب نوع الكسكس، سواء الخضر أو اللحم، أو غير ذلك.

و بينما يزال البعض في المناطق الفقيرة والقروية يستخدمون الأدواني العتيقة لطهي الكسكس، فإن العديد من الناس يشترون ذلك المنتوج جاهزا. وهناك خيار آخر هو تحضير الكسكس لما يكفي لأسابيع و حتى لسنة وتخزينه في مكان جاف.

ويبقى الكسكس أحد الأطعمة الشهيرة في شمال أفريقيا لأنه بخس السعر و لا يخضع لنمط تحضير واحد. وهذا الطبق الذي ارتبط دائما في المنطقة بالنزعة الوطنية والهوية الثقافية الأمازيغية و روح التضامن لدى المجتمع. و هو رمز للتقاليد حفلة, زواج, ختان, وعدة, جنازة....وهو يمثل الصلة بين أفراد العائلة .