فوائد مجالسة المرأة الصالحة
12-09-2017, 03:26 PM
فوائد مجالسة المرأة الصالحة

عصام بن محمد الشريف



الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:


ما من شك أن مجالسة المرأة للصالحات من النساء فيه فوائد عظيمة وخير كثير، ومن أهم هذه الفوائد:
1- تأمرك أختك المسلمة بالخير، وتنهاك عن الشر، تسمعك العلم النافع والقول الصادق والحكمة البليغة؛ فلا خير في مجالسة من إذا حدثت كذبت، وإذا وعدت أخلفت، وإذا ائتمنت خانت، تحب المنَّ على غيرها، ولا تسمعي منها ما يفيدك.
2- تعلم العلم الشرعي؛ فمجالسة من تفقهك في دينك، وتعلمك كيف تقرئين القرآن، وتعينك على حفظ حديث رسولالله صلى الله عليه وسلم، وتحبب إليك اتباع السنة، وتحمسك في طلب العلم، وتزيل عنك الجهالة في الدين - لهو من أعظم فوائد مجالسة الصالحات.
3- الحماس للطاعات، فكل قرين بالمقارن يقتدي ويتأثر، فإذا رأيت صائمة تحمست للصيام، وإذا رأيت قائمة بالليل اندفعت، وإذا رأيت تالية أو حافظة للقرآن تشجعت، وإذا رأيت داعية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر سلكت هذا الطريق، وهكذا فالبيئة الصالحة يحمس أفرادها بعضهم البعض.
4- اكتساب الأخلاق الحميدة، فلو كانت المسلمة بمفردها دون مجالسة المسلماتالدينات الصالحات، فممن تتعلم أخلاق الإسلام كالتضحية والإيثار والحب في الله والصبر، وغيرها.
5- العون على الدنيا؛ فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، كأن تعينك في أمر زواج، أو تقترضين منها بدلًا من الاقتراض من بنك ربوي، أو تسهل لك حاجة في مصلحة حكومية مثلًا، أو استعارة الأواني والكتب ونحو ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن ينفع أخاه بشيءفلينفعه))[1].
6- البعد عن طريق المعاصي، فاجتماعك مع أخواتك المسلمات يحملك على الابتعاد عن طريق المعاصي وأهله، فكم من مسلمة التزمت بالحجاب الشرعي ونبذت التبرج؟!، وأخرى هجرت سماع الموسيقىوالأغاني؟!، وثالثة تركت قراءة المجلات الهابطة، وأقبلت على كتاب الله تعالى بسبب مجالستها للصالحات، فتأثرت بالوسط الجديد، وتنفست معهن عبق الإيمان، بعدما زكمت نفسها بمجالستهن!.
7- حفظ الوقت والعمر من الإهدار إذا حسنت الصحبة؛ فكم من مجلس من مجالس النساء انعقد وانفض على لا شيء، لا هدف من المجلس إلا المسامرة والتسلية وقتل الوقت!.
وما فقهت هؤلاء النساء قيمة الوقت الذي هو العمر كله، وأنه إذا ضاعهباءً: ضاع العمر وأضاع نفسه، ولكن حين تحسن الصحبة يحفظ وقت المجلس بإنفاقه فيما ينفع من أمور الدين والدنيا.
8- ذكر الله تعالى، فأولياء الله من هم إذا رآهم المسلم ذكر الله تعالى، فيا لها من نعمة عندما يكون في المجلس امرأة حافظة للقرآن والتفسير، فتعلم غيرها، بل وتنصحهم وتذكرهم بالله تعالى، ويا لها من نعمة عندما يكون في المجلس امرأة على علم بأمور الدين، فتستطيع أن تجيب الجالسات عن كل ما يعن لهن من أمور الدين.
كان القعنبي رحمه الله إذا مر بأصحابه قالوا:" لا إله إلا الله".
9- زينة في الرخاء وعون في البلاء، وهن خير معين بعد الله تعالى على تخفيف الهموم والأحزان.
خرج ابن مسعود رضي الله عنه مرة على أصحابه فقال لهم:" أنتم جلاء أحزاني."
وقال غيره:" لقاء الأحبة مسلاة للهم".
10- اغتنام بركة مجالسهن، كما في الحديث: ((هم القوم لا يشقى بهمجليسهم))[2]، وأيضًا: ((ما جلس قوم يذكرون الله إلا ناداهم مُنادٍ منالسماء: قوموا مغفورا لكم))[3].
وقال إبراهيمالنخعي رحمه الله:" إن الرجل ليجلس مع القوم، فيتكلم بالكلام يريد الله به، فتصيبه الرحمة، فتعم من حوله".
11- سببٌ للدخول في معشر الآمنين يوم الفزع، لقوله تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾، ولقوله تعالى: ﴿ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾.
12- الانتفاع بدعائهم بظهر الغيب، فمن أخلاق الصالحات: دعاء المسلمة لأختها المسلمة بظهر الغيب: إيمانًا منها بأن ذلك حق أختها عليها، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب، قال الملكُ:ولك مثل ذلك))[4].
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول:" إني لأدعو لسبعين من إخواني فيسجودي، أسميهم بأسمائهم".
13- سبب محبة الله لك، لقوله تعالى في الحديث القدسي: ((حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ)) [5].
14- سببٌ للنجاة يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((المرء مع منأحب))[6]، فمن كانت ملازمة للصالحات، مقتدية بالدينات، فإنها ستحشر معهن إن شاء الله يوم القيامة.
15- توسيع دائرة التعارف بين المسلماتالصالحات، فتحدث لك استفادة أكثر، وهذا هدف سام أعلى الإسلام من شأنه حينما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

هوامش:
[1] أخرجه مسلم وأحمد.
[2] رواه البخاري.
[3] رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5609).
[4] رواه مسلم.
[5] رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني (صحيح الجامع 4320).
[6] متفق عليه.