هام جدا: التبرج وانهيار الأسرة
20-08-2017, 05:09 PM
هام جدا: التبرج وانهيار الأسرة

عصام بن محمد الشريف

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
ما من شك: أن انهيارقوامةالرجل داخل البيت، وتحويل الدفة إلى المرأة له مثالب كثيرة، لعل من أهمها:

1-تسلط المرأة على الرجل، حتى يصبح القرار داخل البيت بيدها!!؟.
2-سوء تربية الأولاد.
3-انتشارالمعاصي والمنكرات، وأخطرها: التبرج.
4-فقدانالقدوة داخل البيت، فتتربى البنات الصغيرات على قوة الشخصية، وعلى النقيض يتربى الأولاد الصغار على الجبن والخوف وضعف الشخصية!!؟.

ولعل من أهم مظاهر انهيارالقوامة، والتي لفتت انتباهي بشدة هو:تبرجالنساء.
ولعل الطرقات وأماكن العمل التي تغص بسيل كبير جارف من النساء المتبرجات الكاسيات العاريات: لخير شاهد على ذلك!!؟.

ما ذنب هذه الفتاة الصغيرة، وهي لا تزال في المرحلة الإعدادية أو الثانوية أو الجامعة، ولم تجد من يأخذ بيديها إلى طريق العفة والحياء!!؟.

ما ذنب هذه الفتاة عندما تنشأ في وسط غافل عن الله والدار الآخرة، يحضها ويحثها ويدفعها إلى أي شيء- إلا إلى مرضاة الله تعالى!!؟-.

ما ذنب هذه الفتاةالتي لم ترب منذ نعومة أظفارها على حبدينها، وطاعةربها، والاعتزاز بالإسلام!!؟.

ما ذنب هذه الفتاةالتي عشقتالتبرج، وعبدته من دون الله تعالى، وأصبح الحجاب عندها من (رابع المستحيلات) كما يقولون!!؟.

ما ذنب هذهالفتاة وهي لا تزال صغيرة، وقد وضعت المساحيق على وجهها، وأرسلت شعرها وراءها، وارتدت ما يبرز عورتها أو يكشفها، وهي لا تبالي!!؟.

الذنب كل الذنب يتحمله ولي أمرها: أولًا وأخيرًا:
فهو الذي خانالأمانة التي أناطها الله تعالى به في تربية أولاده.
وهو الذي ساق بناته إلى التبرج والاختلاط والعطور أمام الرجال بلا غضاضة!!؟.
وهو الذي تخلى عن قيادة البيت، قيادة صحيحة تقوده إلى حيث مرضاة الله تعالى.
وهو الذي فقدالحياء والغيرة على زوجه وبناته، ولم يبال بما هن فيه من عري وفتنة!!؟.
وهو الذي غفل عن الله والدار الآخرة؛ فدفعت بناته وزوجه الثمن!!؟.
هو الذي لا يخاف من الله تعالى، بدليل إعراضه عن إلزام أهل بيته بالحجاب الشرعي الصحيح.
حتى النساء والبنات اللاتي تحجبن - بزعمهن - وهن بعيدات عن الحجاب الصحيح: ملبسًا وسلوكًا، وهو: المسؤول عنهن.
فكم من فتاة أوامرأة غطت رأسها، وكشفت عما هو أسوأ من ذلك من عورتها، وظنت مع ذلك أنها محجبة!!؟.
وكم من واحدة تشبهت بالرجال: ملبسًا وسلوكًا، ومع ذلك تعتقد أنها محجبة!!؟.
وكم من واحدة ارتدت من الملابس الضيقة أو الشفافة أو (الممزقة) من هنا أو هناك، وظنت أنها أيضًا محجبة!!؟.

كل هؤلاء وأولئك من المسؤول عنهن!!؟.

وتحت عنوان:(كلمة إلى الرجال) كتبت الدكتورة:" نعمت صدقي" رحمها الله في رسالتها القيمة:(التبرج) تقول:
" كلمة إلى الرجال:
إن واجب الحق والنصح يقتضي أن أوجه كلمة إلى الرجال، كما وجهت كلمتي السابقة إلى النساء؛ إذ ليس النساء وحدهن المسؤولات عما وصلن إليه من انهيار في الأخلاق بهذا التبرج والتبذل، بل لقد كان الأحق والأولى: أن يوجه الكلام كله إلى الرجال؛ لأن السبب في انتشار داءالتبرج واستفحالشره: إنما يرجع إلى إهمال الرجل للقيام بواجبه نحو المرأة، وهذا الإهمال ناشئ عن جهله أو تجاهله: أنه مسؤول عنها نفسًا وعقلًا وجسمًا.

وأنه قيم عليها مكلف برعايتها أيًا كان: أبًا أو زوجًا أو أخًا، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته".

وأنه مأمور بالقيام على تهذيبها والعناية بخلقها ودينها ودنياها وآخرتها، كما قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾، وأنه رقيب على أفعالها وأحوالها وتقواها وأدبها كما أمره ربه بقوله: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾.

فما أفسد المرأة إلا فساد الرجل واستهتاره بدينه وواجب الرجولة والأبوة والزوجية، فكل امرأة فاسدة، إنما دفعها إلى الفساد، وفتح لها بابه: أب أو زوج فاسد: لم يعرف اللهربه، فعمي عن الصراط السوي، وجاهر بالخروج عن الدين والأخلاق، أو أب أو زوج ضعيف الإرادةفقدنخوة الرجال وغيرتهم، ضعيف الإيمان، متغافل عن أوامر اللهمستهين بمعصيته.

فكم من ابنة منكودة شقية: أضلها أبوها بضلاله، وغذاها بفساده؛ فشبت لاتعرف الحياء ولا الدين، نشأت في أحضان الرذيلة، ولم تعاشر ولم تخالط إلا الشيطان، ثم قذف بها ذلك الأب الضال إلى زوج فاجر مثله من الفاسدين، فراحت فريسة فساد الأب والزوج، وهانت مثلهما في غياهب الضلال، وساقاها معهما إلى الجحيم!!؟.

وكم من ابنة بائسة: نكبت بأب ضعيف الإرادة، استعبده هواه، يزعم الإيمان بالله وكتابه، ويصلي ويصوم ويقرأ القرآن، ولكنه لا يعرف معروفًا ولا يستنكر منكرًا!!؟؛ إذ يعشق التبرج، ويمقتالاحتشام، ويسخر من الخمار، ويعتبره أصفادًا ثقيلة وقيودًا مضجرة بغيضة، تحرم ابنته العزيزة حريتها ومتعتها بجمالها الفتان وشبابها الغض!!؟، فيغريها بالتبرج ويدفعها إلى العصيان بلا رحمة، ولا يبالي بغضبالله، وهو يكرر قراءة أمره تعالى في القرآن: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾؛ وذلك لأنه: أسير الهوى، ومفتون بحب ابنته، أعمى حبها قلبه، وفتن وخلبلبه، فأضلها وعصى ربه، فما أعجب وأحقر حبه: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾.

فأعجب لهذا الأب الحنون الذي يشفق على ابنته من الاختمار، ولا يشفق عليها من غضب المنتقم الجبار!!؟.
وأعجب لهذا الأب المغرور المفتون بجمال ابنته الذي ينظر إليها متغزلًامبهورًا، ويقدمها لكل العيون مباهيًا فخورًا، ولا يطيق أن يحبس حريتها في سجن الاحتشام، وأن يدفن جمالها في قبر الخمار، كما يدعي!!؟، فكأنه بذلك يعترض على الله، ويزعم أنه ظلمها، وينتقدأوامر الحكيم الخبير، كأنه أخطأ سبحانه، وأساء التصرف، فحكم على المرأة بالعذاب والحرمان!!؟.
فلو كان هذا المخلوق حقا من المؤمنين: لما عارضمولاه وخالقه، إذ هو أمر: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
ولو كان حقًا من المؤمنين: لما تجاهل وتغافل عن أمر ربه، ولانتفع بالذكرى، كما قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

فقل لي بربك: أيها الأب الذي يزعمالإيمان بالقرآن:
هل من التقوى والإيمان: أن تفهم أمر اللهبالاختمار والاحتشام، ثم لا تغضبلتبرج ابنتك، ولا تنهاها عن العصيان!!؟.
وهل من الحب والحنان: ألا تبالي بتعرضها لغضبالله وعقابه، وألا تحاول إنقاذها من مخالب الشيطان!!؟.
ألم تسمع قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾.

وإنك أيها الأب القاسي: أهملت تربيةابنتكالتربية الدينية، ولم تعبأ بسعادتها الأبدية، في حين أنك معتني أشد العناية بمتعها الدنيوية، وسعيت إلى تعليمها اللغات الأجنبية والعادات والتقاليد الغربية، وتركتها ترتع في المدارس على غير هدى تتعلم ما لا ينفعها، وتعتنق – بعصبية - مذاهب دعاة السفور والفجور، وتتشبع بآراء محرري المرأة، بل: مضليها ومقيديهابأغلال الجهل والعصيان!!؟.
لقد أضللتها في سبيل مظلمة ملتوية من فلسفات غربية، وبعدت بها عن طاعةالله وتنفيذ أوامر القرآن.
فماأشقاها بكوأشقاك بها - يوم تقفان بين يدي الملك الديان!!؟-.

وكم من زوج وأب - يزعم أنه مسلم وأنهرجل-، يرافق زوجه وبناته إلى النوادي والملاهي والشواطئ غيرها، وهن: كاسيات عاريات مائلات مميلات، ويمشينمشية خليعة تهز الصدور والأرداف، وترسل الشعور تداعب الأعناق والأكتاف، ولا يحمر خجلا من أن يتهادى بين الغيد الحسان من حرمه؛ بل يفرح بأنه تزوج أو أنجب جمالا جذابا بهر الأبصار!!؟، ولا يبالي بعين ترمقها، وقدم تتبعها، ونظرة تفحصها، وأذن قبيحة تسمعها!!؟.

فيا للداهية الدهياء!!؟:
ماذا فقد الرجال من رجولتهم حتى أصبحوا أشباه الرجال ولا رجال!!؟.
إن الرجولة: شخصية وروح وغيرة ونخوة قبل أن تكون خشونة صوت أو شاربا ولحية!!؟.
أهذه هي الرجولة -أيها المدعي الرجولة-: أن تسمح للعيون الدنيئة الطفيليةأن تجسر فتنظر إلى جسم نسائك، وتنعم بمحاسنه ومفاتنه، وكأن هذا الحسن وليمة قد قمت بالدعوة إليها، أو كأن هذا الجمال مشاع بينك وبين غيرك من الرجال، حلال مشترك لهم قبل أن يكون حلالًا لك!!؟.

إنك تغضب يا هذا أشد الغضب ممن يحاول أن يطلع على دخائلك وخصائصك، وتخجل ممن يكشف سرًا من أسرارك، فهل هناك أمر أخص بك، وسر أقدس وأجدر بالصون من جسم زوجتك وابنتك!!؟.
فويل ثم ويللأولئك الذين لا يعرفون كرامتهم ولا يحفظون رعيتهم، ولا يحسنون القيام على ما استرعاهم الله من الزوجات والبنات كما أمرهم.

أيها المسلمون:لقد وضع اللهالغيرة في الرجال، لحفظ الأنساب، فإن النفوس لو تسامحت بالتزاحم على النساء: لاختلطت الأنساب، ولذلك قيل:
" كل أمةوضعت الغيرة في رجالها، وضعتالصيانة في نسائها".

أيها المسلمون: ماذا جرى لعقولكم حتى رضيتم أن تفجر أمامكم نساؤكم وأنتم تنظرون!!؟: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
إن أعراضكم كأرواحكم، وقد فرطتم فيها كثيرا، أفلاتعقلون!!؟.

أيها المسلمون: ما بلغ النساء هذا الحد من الفساد إلا بإغرائكم، وما الله بغافل عما تعملون، وقد ولاكم أمر نسائكم لتصلحوا الولاية، فأسأتم باستهتاركم، أفلا تتقون!!؟.

أيها المسلمون، لقد أهملتم الرعاية وأغفلتم الحذر، وشجعتم الغواية وركبتمالخطر، وما تهلكون إلا أنفسكم وما تشعرون، إنكم تتمردون على ربكم ولاتبالونبغضبه وعقابه، وتلقون بأيديكم إلى التهلكة، فهل أنتم منتهون!!؟.
﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾.

اتقوا الله أيها المسلمون، ولا تفرطوا في القيام على ما استرعاكم من النساء وولاكم أمرهن بقوله: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾، فقوموا بأقدس واجب كلفتم به.
وصونواأنفس أمانة أمرتم بالمحافظة عليها ورعايتها، وقد حذركم رسولالله صلى الله عليه وسلم، ونبهكم إلى مسؤوليتكم عنها بقوله:" كلكم راعوكلكم مسؤول عن رعيته"، فكل أب مسؤول عن ابنته، وكل زوج مسؤول عن زوجته، كما أن كل رجل مسؤول عن نسائه وأولاده، وكل مسلم مسؤول عما كلفه الله إياه، ووضعه تحت يده وتحت نفوذه، وملكه قيادة زمامه.
فمن أرخى الزمام كان مسؤولا عن نتيجة إهماله، ولا ينجو مستهتر من عواقب استهتاره بأمر اللهمستخف بغضبه من انتقامه وقصاصه في الدنيا والآخرة.
فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنونلعلكم تفلحون، واذكروا دائمًا هذه الآية الكريمة، ولا تتغافلوا عنها وتتجاهلوها!!؟:
﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

واذكروا دائمًا هذا الوعيد في قول العزيز المجيد:
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ﴾.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.