رد: زوجي ملتزم فماذا عساي أن أفعل ؟؟؟
11-11-2012, 08:28 PM
رن جرس الهاتف أذكر لونه أسود لا سود الله حياة مسلم ولا مسلمة
كانت الرقابة علي مشددة
الهاتف في الصالة والكل قد أتخذ له فيها مجلساً
كم تمنيت أن لا يكون بجانبي منهم أحد
في هذا لجمع العائلي المبارك
لن يخرج مني سوى رد السلام بداية
وتثنيته نهاية
رددت وأنا مغمضة عيني من شدة الحياء
صوتي تقطع وضاعت الحروف
حتى أن السلام لم يخرج منه سوى بضعة حروف متفرقة
فقدت الأخرى في دوامة الخجل منه ومن المحيطين بي
صوته أجش رخيم
إمام متقي
وخطيب مفوه
وعالم جليل
ومؤرخ لا ينسى
شاعر وهو لا ينظم شعراً
لم يخدش حيائي بسفاسف الكلم
كل أمر يتحدث عنه يستشهد بكتاب الله أو بالحديث أو الشعر
لغته قوية بلاغة وفصاحة وحسن بيان
كان يحدثني عن نفسه لكي يكسر حاجز الخجل
وأنا في رحلة تفكير عميق
أبشر فيها نفسي بمستقبل لم تحظى به إمرأة غيري
سأتزوج التأريخ والفقه والعلوم الشرعية
بل صوالين الأدب
ومجالس العلم
ما كنت أعلم بأن الحظ أكبر مما كنت أحلم به
أي وربي
تزوجت الدنيا بكل مافيها
هي دعوات أبي الحنون كلما دخلت عليه مكتبته ووجدته مفترشاً مصلاته رافعاً يديه
يدعوا الله بتبتل المضطر ورجاء المتأمل
فقت من حلمي على سؤاله لي
حاول أن يجرجرني في الحديث
مابلغ ما يريده
كل شيء لا يساعد للحديث
بدءاً بالرقابة وإنتهاءاً بالحياء الذي زاد معياره عند سماع صوته
استأذنني في معاودة الإتصال
في داخلي تمنيت أن لا ينقطع إتصاله أبدا
ما أطبقت سماعة الهاتف إلا وعدوت هاربة من نظرات من حولي
لحقتني أختي وزوجة أخي
عن ماذا حدثك؟
هل حدثك عن الزواج وترتيباته؟
وبدأت الأسئلة المملة تتساقط علي من هنا وهناك
هل ستسكنين بمفردك أم سيجمع بينك وبين زوجته؟
ضايقهم أن لم يجدوا لها جواباً
وكتمت الأمر على سري
خفت أن تلحقني عين عائن فمن سأتزوجه لم يمرّ على مسمعي أن حظت به بنت أنثى
تلاشت من ذاكرتي تلك الأحلام الصبيانية والتي عشعشت فيها من جراء القراءة في الروايات وما أسمعه من الزميلات
كان رنين الهاتف كنغم أعذب النوت الموسيقية
كشدو العصافير في دوحة غناء
وكنت أسبق الجميع في الرد
غير أنه لم يتصل
وما نالني سوى تكرار تلك المواقف التي جعلتني محط إنتقاد الجميع
ومضيت أستكمل تجهيز نفسي
حتى كانت تلك الليلة التي تسبق الموعد بثلاث ليال
كنت وأختي في الصالة نتجاذب الحديث
الذي قطعه رنين الهاتف
طلبت أحتي مني الرد فرفضت كنت قد أيئست منه
وردت هي
ثم أومأت لي بيدها
لم يكن هناك رقابة
ربما أجرؤ بعض الشيء وأخرج بما أجيبهم عليه
سلم ونبض قلبي يصم أذني
بموجب صك الملكة الكريم هو زوجي لابد أن أتحلل قليلاً من هذا الحياء
ليته جلباب لخلعته
لكنه صفة تلازم المرء خاصة الفتيات في تلك المرحلة العمرية
أخذ يمازحني لعله يكسر جدار صمتي
وبدأ يصف لي منظري يوم الرؤية
ضحك وأضحكني
وبدأ يبين لي ما يجوز ومالا يجوز فيها
كنت منبهرة بفصاحته وطلاقته وبيانه
طلب مني أن يكون الزواج عائلي
يقتصر على أهلي وأهله والأقارب والجيران
كسر قلبي
ككل فتاة كنت أحلم بأن تكون ليلة زفافي لا تقل عن مثيلاتي
إن لم تكن تفوق لياليهن
بدأنا في تعقيدات هؤلاء الملتزمين