تسجيل الدخول

( أو بين حُـلم اليقظة والمنام )

قلت له : أفْصِحْ يا صديقي ولكن دون غـضب .
قال : إن كثيرا ممّن يكتبون من الناشئة وبـعض
القُدماء في الأنواع الأدبية يستسلمون لمبضع
هؤلاء ( النقاد ) كما يستسلم الأموات
للـغـسّالين !!
إذا كانت لديهم مَلَـكة الإبداع فلماذا لا تكون
فيهم شِيمة الدفاع عـن الأفكار والقناعات ..
قلت له : مئات ومئات من هؤلاء الكـُتاب يفتقدون تلك المَلَـكات والشِّيَم ..
قال لي : وهذا بالذات ما ينقص مئات ومئات
من الناقدين والناقدات !
تساءلتُ : كيف ذلك ؟
قال متذمرا متنمِرا : لقد ظهر في أرضكم جيل
من (النقاد) لا يـُوثـَق فيهم حتى في تصحيح
إنشاءات تلاميذ الابتدائي !!
قلت : هذا مستحيل !
قال : أنت طيب إلى حد الـغـفلة والسذاجة .. أنت لم تقرأ لأدعـياء النقد والتطفل عـلى أهل
الاختصاص المحسنين منهم والمجيدين ..
لو قرأت لهم نقدهم ( وهو من النقود المزوََّة )
لكفرتَ بالنقد والنقاد ..
ولكن .. مهلا ياصديقي أنا لا أقصد أصحاب الصنعة البارزين ولا أعـمّم ولا أذمِّـم ..
إن هؤلاء الزاعـمين المزعـومين أدعياء طبّ وقد
قتلتهم العِـلل والأدواء ..
لو اطّلعت عـلى ما يكتبون من مخطوطات
و (مخلوطات) لمَا صبرت عـلى إكمال الصفحات
الأولى من كراريسهم !!
قلت : ما المشكلة ؟؟
قال بضجر : ألم تفهم يا كاتب الأدبيات .. أنت
قرأت لكبار النقاد وما زلت كذلك .. لذلك تجهـل هؤلاء الناقدين والناقدات ( ولا أقول النقاد )
وكدتُ أقول الناقمين والناقمات !
إنهم جيل هـجين يريد أن يَطـعَمَ الـشََّهد دون لسع الإبر ..
إن كتبهم ( !! ) تَضجّ بمئات الأخطاء النحوية والبلاغـية و ( البَلاهِيـّة ) والصرفية والإملائية و (الخباليـّة) التي لا تخطر عـلى بال .. ثم يتبجحون : نحن النقاد !!
كالـهِـرّ يَحكي انتفاخًا صَولة الأسد !
لذلك يا أستاذ أنتم في حاجة إلى ( نَـقْـد الـنَّقْـد ) لمقاومة هؤلاء الدّجّالين التِّجاريين ..
قلت : أنا ..أنا أقصد الـــ ... و لكن يَراعـي قاطعني قائلا : سأزيدك كلمة وأؤجل هذا الموضوع لوقت لاحق ..الدماء بدأت تـغـلي في شراييني وأخشى أن أُصَاب بإحدى السكتتين !
أصارحك : هناك فئة ثالثة من النقاد .. أحسَبها لا تنتمي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..
هناك كثير من النقاد ( ولا أقول كلهم ) يشبهون المَبارِد ( جمـع مِبْرد ) يَـشحذون ولا يقطـعـون .. فـهُم يفقهون آليات الإبداع ولكنهـم رغـم ذلك لا يستطيعـون أن يبدعـوا أو لا تستطيـع أقلامهم إخراج شيء للقراء !!
وكـُلّ مُيَسََّر لِمَا خُـلـِق له .
قلتُ مُـعـلقًًا :وووو... لكنّ صاحبي أشار إليََّ :
أرجوك نؤجل الحلقة الثانية إلى يوم آخر فأعـصابي مُرهَقة ......

يقول الناقد والأديب الجزائري الدكتور عـبد الملك مرتاض :


(إن مفهوم (قراءة القراءة) في الفكر النقدي العـربي المعاصر، لا يكاد يمرق عـن أحد أمرين اثنين: فإما أن يصدر عـن رضا وتعاطف، أو تملق أو تقرب، وإذن فهو تقريظ ومديح. وتمثل هذه الكتابات الثناء الكاذب، والتمجيد المنافق، وغـالبا ما تنصب عـلى الكاتب عـلى حساب الكتابة. وإما يصدر عـن سخط وقلى، وإذن فهو شتم وتجريح، وتشنيـع وتبكيت (...) وقلما ألفينا كتابة من جنس (قراءة القراءة) ترقى إلى ملامسة الابتداع بكفاءة وحياد) (7)




( في كتابه : الكتابة التحليلية بين التراث والحداثة ) .


، ، ، ، ، ، ،


يقصد الدكتور مرتاض بـ ( قراءة القراءة ) مصطلح ( نقـد النـقد ) .