رسالة إلى كل مربية: عندما تربين زهرة!!؟
15-11-2015, 02:14 PM
رسالة إلى كل مربية: عندما تربين زهرة!!؟
أهدي هذا المتصفح إلى كل:" أم فاضلة"، وإلى كل:" مربية كريمة".
إلى كل أخواتنا الأمهات في هذه المنتديات.
إلى السيدات الفضليات:
" رحيل أم أمينة"، و:" إشراق أم مريم"، و:" أم زين الدين"، و:" أم حافظ"، و:" أم زيد"، و:" أم أيمن"، و:" أم سيرين"، و:" الخالة فضيلة"، و:" إخلاص"، و:" براءة"، وأخريات أعتذر لهن ممن لم تسعفني ذاكرتي لذكرهن.
إلى كل أمهاتنا وأخواتنا ممن أنجبن أخوات لنا في هذه المنتديات، فكن زهرات تنشرن عطر أفكارهن، وتنثرن عبق مشاركاتهن، فساهمن في مسيرة البناء الفكري الحضاري لأمتنا.
إلى السيدات الفضليات: أمهات الأخوات الفضليات:
" أم مسلمة"، و" أم أمينة 84"، و:" أم محبة الشهادة"، و:" أم وردة 22"، و:" أم صوفيا"، و:" أم شاعرة المستقبل"، و:" أم غايتي رضا الرحمن"، و:" أم جود الكلمات"، و:" أم دمعة حزين"، و:" أم أسماء" رحمهما الله تعالى، وأخريات أيضا: أعتذر لهن ممن لم تسعفني ذاكرتي لذكرهن.
أقول لهن جميعا:
جزاكن الله عنا وعن الإسلام خيرا، إذ ربيتن زهراتكن أحسن تربية، فكن:" خير خلف لخير سلف".
لقد قدمتن لأمتكن أعمالا جليلة: لا يجازيكن حق جزائها إلا:" الكريم المنان".
لقد ساهمتن بحسن تربيتكن لبناتكن في:" إعداد شعب طيب الأعراق"، فقد تعلمنا بأن:" الأم مدرسة إذا أعددتها".
يروى عن عيسى عليه السلام قوله:{ من ثمارهم تعرفونهم}، وقد رأينا ثمرة تربيتكن لزهراتكن فيما تخططنه من:( أحرف النور، وكلمات الضياء): المنثورة في جنبات منتدياتنا.
أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى:
أن يوفق بناتكن، وهن أخواتنا في هذه المنتديات: لتأسيس أسر، وإنجاب زهرات تربيهن تربية حسنة، لتكن حلقة متصلة بأمهاتهن وجداتهن، فتتسلمن:" مشاعل النور": لتنرن بها درب أمتنا نحو:" مجدها المنشود بتوفيق العزيز المحمود".
إلى هؤلاء جميعهن ممن ذكرت، وممن نسيت:
أهدي هذه:" الرسالة المفعمة بمعاني الود والإخاء"، وهي بقلم إحدى أخواتنا الفضليات: أنقلها بتصرف يسير، لتعم الفائدة، ونلتمس من أخواتنا الفضليات: إثراء الموضوع بما ييسره الله لهن.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وإلى المقصود:
عزيزتي المربية..
ما هو مقدار الحرص والرقة التي تحتاجيها، وأنت تتعاملين مع الزهور؟.
إنه الكثير والكثير، بمقدار الرقة التي ركّبها الله في هذه المخلوقات الرائعة..
كذلك هو الحال: إذا منّ الله عليك بابنة رائعة مثل:" روعة الزهور"، فكما تحتاج إلى الكثير من الحرص والرفق، وأنت تتعامل مع الزهور: تحتاج المربية أيضًا: إلى مراعاة بعض اللفتات التربوية التي تميز تربية الفتاة عن الفتى، فإلى هذه السطور، لنتعرف ما يحدو بالوالدة مراعاته عندما تربي زهرة.
لماذا الاهتمام الخاص بتربية الفتاة؟.
إذا كان البيت هو: المؤسسة التربوية الأولى؛ فإن:( المرأة هي عماده: زوجةً وأمًا)، والفتاة الصغيرة اليوم هي:" صانعة الرجال، ومربية الأجيال": غدًا إن شاء الله؛ لذلك يتأكد الاهتمام بتربية البنات.
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" من عال جاريتين حتى تبلغا: جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم أصابعه".
وفي:" سنن ابن ماجه"، وحسنه العلامة:" الألباني" رحمه الله:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ما من رجل تدرك له ابنتان، فيحسن إليهما، ما صحبتاه أو صحبهما، إلا أدخلتاه الجنة".
إنجاب البنات رزق من الله تعالى:
قال تعالى:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}.[الشورى:50:49].
يقول العلامة المتفنن:" ابن القيم" رحمه الله في تعليق رائع له على هذه الآية الكريمة:
{ قسّم الله سبحانه حال الزوجين إلى أربعة أقسام: اشتمل عليها الوجود، وأخبر أن ما قدره بينهما من الولد، فقد وهبهما إياه، وكفى بالعبد تعرضًا لمقته أن يتسخط ما وهبه، وبدأ سبحانه بذكر الإناث، فقيل جبرًا لهن لأجل استثقال الوالدين لمكانهن.
وقيل ـ وهو أحسن ـ إنما قدمهن، لأن سياق الكلام: أنه سبحانه فاعل ما يشاء، لا ما يشاء الأبوان، فإن الأبوين: لا يريدان إلا الذكور غالبًا، وهو سبحانه قد أخبر: أنه يخلق ما يشاء، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء، ولا يريده الأبوان.
وعندي وجه آخر: وهو أنه قدّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهن، أي: هذا النوع المؤخر عندكم: مقدم عندي في الذِكر، وتأمّل: كيف نكّر الله سبحانه الإناث، وعرّف الذكور، فجبر نقص الأنوثة – في عرف الجاهلية - بالتقديم، وجبر نقص التأخير بالتعريف}.[ أحكام المولود، ص:20].
هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة البنات:
كان صلى الله عليه وسلم: شديد الحفاوة بالبنات الصغيرات - سواء بناته أو بنات الصحابة رضي الله عنهن جميعًا-، فكان: شأنه الفرح والاستئناس بهن وإظهار ذلك، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه:
ما كان يضيق بهن، ولا يستنكف عن مخالطتهن؛ بل بلغ به اللُّطف أن يحمل إحداهن في الصلاة، رغم أن في الصلاة شغلًا عن مثل هذا، ولم تثبت هذه الفضيلة للذكور من الصبيان، وكان يقول:
" لا تكرهوا البنات، فإنهن المؤنسات الغاليات".[ السلسلة الصحيحة:3206].
وكان إذا قدم من سفر: دخل على:" ابنته فاطمة رضي الله عنها"، فقبلها، وإذا دخلت عليه: ربما قام لها، وأجلسها مكانه: ملاطفة لها.
وكان:" أبو بكر رضي الله عنه": ربما بدأ بعائشة رضي الله عنها: إذا قدم من سفر، ويعودها إذا كانت مريضة، فيدخل عليها، ويُقبِّل خدَّها.
ولم يكن عليه الصلاة والسلام: يقتصر على مظاهر السلوك الخاص، بل كان يُعلن محبته لابنته، ويحذِّر من إيذائها، فيقول:
" فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها". قاله لما أراد علي بن أبي طالب رضي الله خطبة بنت أبي جهل، فقال عليه الصلاة والسلام ذلك، وأضاف:
" ... وإني لست أحرم حلالا، ولا أحل حراما، ولكن والله: لا تجتمع بنت رسول الله، وبنت عدو الله: مكانا واحدا أبدا".[صحيح أبي داود:1821].
أثر القسوة على صحة الفتاة النفسية وسلوكها:
لما كانت:( القسوة والشدة، وسوء معاملة الأبناء في الأسرة): وسيلة خاطئة تؤدي إلى الانحراف الخلقي- خاصة عند الفتيات اللاتي تُبكِّر بهن الأسرة -، حيث يكنَّ محطَّ تجارب الوالدين الصائبة والخاطئة، فإن توجيهات الإسلام التربوية: جاءت بالتلطف مع النساء عمومًا، والفتيات خصوصًا: مراعاة لحاجتهن الماسَّة للعطف واللُّطف، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن النساء عمومًا قوله:" خيركم خيركم للنساء".
وخص الفتيات بالاهتمام، ورغّب في ذلك فقال:
" من عال جاريتين حتى تبلُغا: جاء يوم القيامة أنا وهو، وضمَّ أصابعهُ". وأمر بالتلطف معهن جميعًا فقال:" إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وألطفهم بأهله"، فجعل الوليَّ اللطيف بأهله، الرحيم بهم: من أكمل المؤمنين في درجات الكمال الإيماني، وممن يصحبه يوم القيامة.
فما أعظمه من رسول، وما ألطفه من خلق، وما أحسنه من تشريع.
عناية الإسلام بالأنثى تقتضي الاعتناء بها في التربية:
في تربية الفتاة: قد نجد الكثير من الآباء والأمهات يقع في التطرف: إمًا تساهلًا أو تشددًا، وكلا طرفي الأمور ذميم.
إنّ التربية الصحيحة للفتاة: لابد أن تعتمد على عدة أمور:
- أولًا: على الفهم الجيد لأهمية دور هذه الفتاة حاضرًا ومستقبلًا، وما الذي تحتاجه الأمة منها؟، حتى يتم إعدادها، وتهيئتها لهذا الدور مبكرًا، وبشكل جيد.
- ثانيًا: أن تقوم هذه التربية على المنهج الإسلامي القويم بعيدًا عن الانسحاق أمام المناهج الدخيلة – شرقية كانت أم غربية!!؟- والتي تستهدف الفتاة المسلمة بشكل كبير، وتحاول أن تجعلها تنسلخ من تعاليم دينها - وإن كانت لا تزال تحمله كديانة رسمية!!؟-.
- ثالثًا:مراعاة الوالدين تمامًا لدورهما كقدوة حسنة للفتاة، تأخذ عنهما كل شيء من الأقوال والأفعال والمعتقدات..إلى طريقة تطبيق القيم الخلقية والإيمانية أثناء التعامل مع الناس.
- رابعًا: توفير المناخ الأسري المنضبط الذي يوفر للفتاة البيئة الآمنة المفعمة بالدفء والحنان، والتي تهيئ لها أسباب النشأة السوية.
- خامسًا: ربط الفتاة بالصحبة الصالحة منذ طفولتها من خلال استغلال روابط القرابة والجيرة والصداقات الأسرية، فحاجة الفتاة إلى الصداقة من الحاجات الماسة، وعلى الوالدين أن يقوما بدورهما في تهيئة الصحبة الصالحة للفتاة مبكرًا.
وفي هذا المقام: يحسن بنا أن نلفت نظر الوالدين لطرف يسير من الأخطاء الشائعة في تربية البنات لنتجنبها، فمن أمثلة ذلك:
-1)التمييز ضد الفتاة في المعاملة لصالح أشقائها الذكور:
ومردّ ذلك إلى ثقافة عربية شرقية قديمة، الإسلام منها براء، تلك الثقافة التي تفضل الابن الذكر على الابنة الأنثى، ولقد عالج القرآن الكريم هذه القضية من كل جوانبها كما بينّا.
2)- الاستهانة بمسئولية تربية الفتاة:
واعتقاد أنها أسهل بكثير من تربية الذكور، ومن ثمّ: يؤدي هذا التساهل إلى التفريط في بعض جوانب التربية.
والحق: أن تربية الفتاة في كثير من الأحيان: تكون أسهل من تربية الذكور: شريطة أن يعتني بها الوالدان منذ نعومة أظفارها، وذلك لما تتميز به الفتاة من:( شدة التأثر، والعاطفة الجياشة، وسهولة الانقياد) ، خاصة إذا تربت على الطاعة والأدب، وغُذيت بالقيم الإسلامية السامية التي لا تخل بقوة واستقلال شخصيتها .
3) -إعطاء البنت حرية زائدة:
الكثير من حالات انحراف البنات: كان السبب الرئيسي فيها هو:" التساهل الأسري في الضبط والرقابة على الفتاة " من حيث:( مواعيد الخروج من المنزل، والرجوع إليه، والتدقيق في ذلك، وكذلك عدم ملاحظة نوعية الصحبة التي ترافق الفتاة، تحت مسمى: الحرية والثقة!!؟)،فلا يتم سؤالها عن:( أماكن ذهابها وإيابها، أو إشعارها بالمسئولية عن تلك الحرية الممنوحة لها!!؟).
4)- التساهل في أمر ملابس الفتاة، وزينتها خارج المنزل، وأحيانًا أمام المحارم أيضًا، ومن ذلك:
عدم تعويدها على الحجاب في سن مبكرة:حبًا واعتزازًا وافتخارًا، لا قسرًا وإجبارًا .
5)- إهمال العناية الصحية بالفتاة خصوصا في مرحلة المراهقة:
ويشمل ذلك: توفير كفايتها من الغذاء الصحي المتوازن، مع دوام الملاحظة لحالتها الصحية، والمبادرة لعلاج أي عرض يظهر عليها ينبئ عن اعتلال صحتها.
6)-عدم الصبر على تمردها أحيانًا:
خصوصًا في مرحلة المراهقة، لأنها في هذه المرحلة تكون بالفعل قد كبرت، ونضجت جسديًا وعقليًا بدرجة ما، لكن قد تكون انفعاليًا ليس بنفس الدرجة، لذلك تحتاج لمن يستوعبها:( يستوعب انفعالاتها، يستوعب تمردها)، ولا يكسر هذا التمرد؛ لأن كسره هو: كسر لشخصيتها: التي لا تزال تتكون بعد، فهذا التمرد، وإن كان يحمل معه بعض السيئات، لكنه مع ذلك يحمل معه الكثير من الحسنات، إن هذا التمرد هو:" الشخصية من جديد"، إنه:" القوة الدافعة نحو المغايرة والتطور".
ما ينبغي هنا هو: حسن صحبتها لضبط وتوجيه تلك القوة الدافعة نحو الجانب الإيجابي وفق المبادئ الشرعية، ولا بأس بالاستعانة بأهل الخبرة.
وأخيرًا عزيزتي المربية:
استمتعي بتربية زهرتك ابنتك، هذه النعمة العظيمة.
واصبري على صحبتها إلى أن يأتيها الزوج الصالح.
ولك أن تبشري بالأجر الجزيل عند الملك الجليل، لأنك قدمت للأمة واحدة من صانعات المستقبل العظيمات بإذن الله تعالى.
وفق الله كل الأمهات لحسن تربية زهراتهن.
من مواضيعي
0 مهما.. ومهما!
0 عالمية الدور الحضاري للعربية
0 صانعة الأجيال
0 هام جدا: مجتمعنا أمانة في أعناقنا
0 كيف نتعامل مع المشكلات الأخلاقية!!؟
0 23 تغريدة في رحلة مع حياة نوح وأسلوبه في التأثير والتواصل
0 عالمية الدور الحضاري للعربية
0 صانعة الأجيال
0 هام جدا: مجتمعنا أمانة في أعناقنا
0 كيف نتعامل مع المشكلات الأخلاقية!!؟
0 23 تغريدة في رحلة مع حياة نوح وأسلوبه في التأثير والتواصل
التعديل الأخير تم بواسطة أمازيغي مسلم ; 15-11-2015 الساعة 02:40 PM