رواية حرب الكلب الثانية والمسلسل الأمريكي اختلال ضال، أي علاقة.
24-11-2018, 02:54 PM
رواية حرب الكلب الثانية ومسلسل اختلال ضال breaking bad أية علاقة؟
في رواية "حرب الكلب الثانية" الفائزة بجائزة البوكر العربية لهذه السنة للكاتب الفلسطيني الأصل إبراهيم نصر الله، يجد القارئ من تابع المسلسل الأمريكي اختلال ضال breaking bad، نفسه بدون شعور في جل مستويات الرواية، كأنه يتابع من جديد المسلسل الأمريكي الرائع اختلال ضال breaking bad للمخرج ريان جونسون وسكوت وينانت، بصيغة ورقية عربية، داخل صندوق وغلاف الفانتاستيك والخيال العلمي، الذي أتقن ووفق إبراهيم نصر الله في صياغته إلى حد بعيد، فهل تعمد الروائي إبراهيم تمويه القارئ كي ينقل نقلته ويضعها في الرواية؟ أم أن الأمر والتشابه الحاصل هو مجرد تهيؤات وأحلام للقارئ؟
ففي الرواية التي أصدرت سنة 2016 وفازت بالبوكر لسنة 2018.
أجد نفسي أنا القارئ، أن الكاتب، أباح لنا التوحش الذي توغل فيه بطل الرواية "راشد"، لدرجة التلاعب في خلقة البشر من أجل إرضاء أهوائه القذرة، تحت سماحتنا وتعاطفنا الكبير معه، بداع ذكائه المفرط، نباهته، هدوءه؛ فهو البطل، وما قام به من وسخ، هو من أجل هدف نبيل؛ حبه المفرط لزوجته "سلام". تدور الأحداث وتتصارع وتكبر، تصغر، تتجزء، تنعدم، ثم ينتهي كل شيء.
عندما كنت أتابع breaking bad والحال هو حال جميع المتابعين في العالم لهذه التحفة، لماذا تعاطفنا مع أكبر مجرم يمكن أن تتخيله؟ ليس مجرما بل هو الجرم نفسه وهو الخوف نفسه، لماذا كنا نسعى أن يكون هو البطل، وسقنا له جميع الأعذار، فقط كي لا نعترف بأنه مجرم؟
على نفس الأسلوب الذي اتبعه السيد إبراهيم نصر الله في "حرب الكلب الثانية" كان طريق مؤلف "اختلال ضال" فينس جيليجان وهو الأسبق له؛ استباحة الشر وقبوله والتعاطف معه فقط باسم قيم البطولة والذكاء، الهدوء، الحب. فكان سيناريو "حرب الكلب..." واضحا لي، والبطل راشد ليس إلا نسخة كربونية من السيد والتر وايت، الرجل الهادئ الحكيم والفائق الذكاء، فما قام به هذا الكميائي اللطيف كما قدمه جيليجان، من جرائم بشعة، كراشد تماما داخل الرواية، ليس إلا من أجل ضمان معاش لأسرته الفقيرة، بعدما علم أن موته محتم بسبب ورم في الرئة.
ومن الصدف أن أغلب الشخصيات وعلاقاتها في الرواية تشبه لحد كبير تلك التي توجد في المسلسل فمثلا:
راشد يقابل والتر وايت
سلام زوجة راشد تقابل سكايلر زوجة والتر
الضابط أخ سلام يقابل الضابط هانك شرودر زوج أخت سكايلر
زوجة الضابط بارامونت تقابل ماري زوجة هانك شرودر
راشد الصغير يقابل والتر جونيور
سلام الصغيرة تقابل طفلة والتر.
تشابه سلام وسكايلر؛ زوجتان طيبتان لكن بسبب إهمال زوجيهما يقررا الخيانة، سلام مع الراصد وسكايلر مع المحاسب.
الضابط أخ سلام والضابط هانك، شخصيتين يطبعهما العناد، وكلاهما يغبطا العلاقة المثالية الموجدة بين راشد وسلام ووالتر وسكايلر، رغم أنهما فشلا فشلا ذريعا.
ما الذي صنعه راشد وما الذي قام به والتر وايت؟
راشد استنسخ وجه زوجته سلام على السكرتيرة بشكل دقيق حتى غدا الفرق بينهما مستحيلا، وهنا يبدأ المشكل الأول في الرواية الذي سيتحول بعد ذلك للحدث الأبرز، بينما ولتر وايت صنع مخدر الميث، هذا المخدر الذي بلغ درجة الكمال في الصنع الطبيعي ما جعله رقم واحد في أمريكا، هذا الاتقان أدخل المسلسل في أحداث درامية كبرى.
لا أتهم نصر الله بشيء لكن أتساءل فقط ما هذا التشابه؟
في رواية "حرب الكلب الثانية" الفائزة بجائزة البوكر العربية لهذه السنة للكاتب الفلسطيني الأصل إبراهيم نصر الله، يجد القارئ من تابع المسلسل الأمريكي اختلال ضال breaking bad، نفسه بدون شعور في جل مستويات الرواية، كأنه يتابع من جديد المسلسل الأمريكي الرائع اختلال ضال breaking bad للمخرج ريان جونسون وسكوت وينانت، بصيغة ورقية عربية، داخل صندوق وغلاف الفانتاستيك والخيال العلمي، الذي أتقن ووفق إبراهيم نصر الله في صياغته إلى حد بعيد، فهل تعمد الروائي إبراهيم تمويه القارئ كي ينقل نقلته ويضعها في الرواية؟ أم أن الأمر والتشابه الحاصل هو مجرد تهيؤات وأحلام للقارئ؟
ففي الرواية التي أصدرت سنة 2016 وفازت بالبوكر لسنة 2018.
أجد نفسي أنا القارئ، أن الكاتب، أباح لنا التوحش الذي توغل فيه بطل الرواية "راشد"، لدرجة التلاعب في خلقة البشر من أجل إرضاء أهوائه القذرة، تحت سماحتنا وتعاطفنا الكبير معه، بداع ذكائه المفرط، نباهته، هدوءه؛ فهو البطل، وما قام به من وسخ، هو من أجل هدف نبيل؛ حبه المفرط لزوجته "سلام". تدور الأحداث وتتصارع وتكبر، تصغر، تتجزء، تنعدم، ثم ينتهي كل شيء.
عندما كنت أتابع breaking bad والحال هو حال جميع المتابعين في العالم لهذه التحفة، لماذا تعاطفنا مع أكبر مجرم يمكن أن تتخيله؟ ليس مجرما بل هو الجرم نفسه وهو الخوف نفسه، لماذا كنا نسعى أن يكون هو البطل، وسقنا له جميع الأعذار، فقط كي لا نعترف بأنه مجرم؟
على نفس الأسلوب الذي اتبعه السيد إبراهيم نصر الله في "حرب الكلب الثانية" كان طريق مؤلف "اختلال ضال" فينس جيليجان وهو الأسبق له؛ استباحة الشر وقبوله والتعاطف معه فقط باسم قيم البطولة والذكاء، الهدوء، الحب. فكان سيناريو "حرب الكلب..." واضحا لي، والبطل راشد ليس إلا نسخة كربونية من السيد والتر وايت، الرجل الهادئ الحكيم والفائق الذكاء، فما قام به هذا الكميائي اللطيف كما قدمه جيليجان، من جرائم بشعة، كراشد تماما داخل الرواية، ليس إلا من أجل ضمان معاش لأسرته الفقيرة، بعدما علم أن موته محتم بسبب ورم في الرئة.
ومن الصدف أن أغلب الشخصيات وعلاقاتها في الرواية تشبه لحد كبير تلك التي توجد في المسلسل فمثلا:
راشد يقابل والتر وايت
سلام زوجة راشد تقابل سكايلر زوجة والتر
الضابط أخ سلام يقابل الضابط هانك شرودر زوج أخت سكايلر
زوجة الضابط بارامونت تقابل ماري زوجة هانك شرودر
راشد الصغير يقابل والتر جونيور
سلام الصغيرة تقابل طفلة والتر.
تشابه سلام وسكايلر؛ زوجتان طيبتان لكن بسبب إهمال زوجيهما يقررا الخيانة، سلام مع الراصد وسكايلر مع المحاسب.
الضابط أخ سلام والضابط هانك، شخصيتين يطبعهما العناد، وكلاهما يغبطا العلاقة المثالية الموجدة بين راشد وسلام ووالتر وسكايلر، رغم أنهما فشلا فشلا ذريعا.
ما الذي صنعه راشد وما الذي قام به والتر وايت؟
راشد استنسخ وجه زوجته سلام على السكرتيرة بشكل دقيق حتى غدا الفرق بينهما مستحيلا، وهنا يبدأ المشكل الأول في الرواية الذي سيتحول بعد ذلك للحدث الأبرز، بينما ولتر وايت صنع مخدر الميث، هذا المخدر الذي بلغ درجة الكمال في الصنع الطبيعي ما جعله رقم واحد في أمريكا، هذا الاتقان أدخل المسلسل في أحداث درامية كبرى.
لا أتهم نصر الله بشيء لكن أتساءل فقط ما هذا التشابه؟