قوارف لخضر ذلك الشهيد المنسي
09-02-2019, 09:33 AM
البطل سقط في ميدان الشرف سنة 1961
إن الثورة الجزائرية من أمجد وأعظم الثورات عبر التاريخ المعاصر ،حيث قادها رجال أكفاء، مخلصين للوطن، تكونوا عبر الحركات الوطنية ،منذ تأسيسها الى غاية اندلاعها يوم الفاتح نوفمبر 1954 المبارك ،والى بلغت أهدافها نتيجة التضحيات وتكافل جهود الرجال العظماء ،الذين سجلوا تاريخهم بدمائهم ،كما قدموا دمائهم الطاهرة للوطن ،والدفاع عن العرض والشرف والكرامة ،وحب الولاء للوطن أمثال العربي بن مهيدي ،بن بولعيد قرين بلقاسم ،علي سواحي وقوارف لخضر وغيرهم كثر ،وهذا الاخير (قوارف لخضر)كان من ابناء الثورة المخلصين لله والوطن ،ضحى بالكثير بآمال وبدراسته الجامعية ليلتحق بصفوف الجهاد...من هو الشهيد قوارف لخضر ؟
ولد الشهيد قوارف لخضر بلبريكات بعين التوتة عام 1929 من عائلة حسنة الحال ،ابن أحمد وبوشطيط علجية ،عائلة تتكون من البنين والبنات (4 ذكور .2إناث) نشأ وترعرع في بيئة وأسرة تتميز بالثورية والنضال ضد الفرنسيين الغزاة،درس بمسقط رأسه القرآن الكريم وحفظ ما تيسر له منه على يد الشيخ محمد الحيدوسي أولا ثم توجه الى المدرسة الابتدائية école de la commune الشهيدة قطاف فطيمة حاليا بعين التوتة ثم زاول تعليمه المتوسط ب écolesupérieure des garçons, بباتنة (العمراني حاليا )فنبغ في الدراسة ، وابدى ميلا كبيرا للتعلم ،ليواصل تعليمه الثانوي ب lycéeAumaleبقسنطينة (رضا حوحو حاليا) تحصل على شهادة البكالوريا الجزء الاول سنة 1947 ،والجزء الثاني سنة 1948 ،سجل في الجامعة بالجزائر العاصمة ليسانس الدراسات العليا درس لمدة شهر واحد لكنه ترك الجامعة والعلم ولبى النداء لقوة حبه وتعلقه بالوطن حتى النخاع .
عين مراقبا في ثانوية بالبليدة لمدة معينة ،ثم درس في خنشلة لمدة سنتين سنة 1957 ،ثم عاد الى مدينة عين التوتة ليعلم أبنائها بالمدرسة الوحيدة آنذاك كان رئيس لجنة الاشراف على تلاميذ المدرسة في عين التوتة رفقة لخضر قشي ،وشادة ابراهيم تزوج من السيدة نزار قباني فطيمة ،،ولم يدم هذا القران طويلا لينفصلا تزوج مرة ثانية من السيدة شيرو كوكا التي مازالت على قيد الحياة ،كما كان عضوا في المنظمة الوطنية ناشطا بها ورئيس لجنة الاتصال بمدينة عين التوتة ،حيث كان دائم الاتصال مع المجاهدين ،يحرر ويكتب المناشير بلغة راقية ومؤثرة، وكان يكلف الطيب بن بعطوش لتوزيعها ،غير أن عيون فرنسا أفشت به ليعتقل رفقة 34 فردا من المنظمة منهم :حسين شاوش ،عمر حمادي ،سعيد حمادي بلحسن وبراهيم بوعكاز...الخ بعدها افرج عنه من السجن المتواجد بمدينة القنطرة ،بعد تدخل وتوسط مدير المدرسة جورج مييرgeorgemuyere للعلم أن هذا الاخير كان يدفع الاشتراك للمجاهدين بعدها أستمر قوارف لخضر في دعم الثورة ،وفي سنة 1958 ألتحق بصفوف جيش التحرير ،حيث عين ككاتب عام على منطقة 1 الولاية الاولى ،كما كان له دور هام في الاعلام والاتصال وكتابة المناشير بدقة عالية ،ثم عين قوارف لخضر كاتبا عاما للولاية الاولى مكان رشيد زيداني،الذي نقل الى تونس للعلاج ،وعين المسمى عميرة لمساعدة قوارف لخضر في مهمته الشاقة تحت اشراف مصطفى بن النوي ،ثم علي سواحي .بعد الاجتماع الذي حضره الرائد طاهر زبيري ومحمد صالح يحياوي ،عثمان جيلالي وآخرين لدراسة الاوضاع في ظل الحملة الشرسة ،حملة الحلف الأطلسي ،في ظل ذلك جند العدو قوة كبيرة للقضاء على القادة والرفاق في غابة آيث ملول ،حيث عرفت هذه المعركة بمعركة آمان أحمداونصر،وقعت 07/02/1961 بدأت بتحليق الطائرات ،ثم افراغ حمولتها من القنابل على مركز القيادة ومستشفى الولاية ،حيث رد رجال الجيش في معركة غير متكافئة وقامت مروحيات العدو بإنزالالمظليين داخل الغابة ،وخلفهم الجنود المشاة تحت تغطية من سلاح المدفعية ،وأغلق العدو كل المنافذ،لم يبق لهم غير المواجهة والتصادم ،استمر الثوار في القتال حتى حلول الظلام ،وانسحب الناجون ،وكانت حصيلة المعركة ثقيلة ومؤلمة ،فقد سقط قرابة 100 شهيد ،منهم ميلود قوجيل ،عبد العزيز عشي،وقائد الولاية علي سواحي والامين العام للولاية قوارف لخضر ،كما أسفرت المعركة عن جرح ما يقارب 30 جريحا من المجاهدين ،منهم محمد الصالح دراجي ،موسى نواصري ،السعيد عبابسة والعقيد الطاهر زبيري ،أما الخسائر العدو فقد بلغت حوالي 400 قتيل ،وهناك من يقول أن قتلى العدو يفوق 400 قتيل نظرا لكثرة المروحيات التي ظلت تنقل القتلى والجرحى لأيام بعد المعركة ،بعد أيام من انتهاء المعركة ،حلقت طائرة في سماء باتنة ترمي منشورات تؤكد مقتل (استشهاد) كل من علي سواحي ،وقوارف لخضر وهذا دليل على قوة الشهيدين ورسالة لأهل المنطقة بأن الثورة انتهت بمقتلهما .الشهيد قوارف لخضر سقط في ميدان الشرف في 08/09 فيفري 1961 في غابة بني ملول القريبة من خنشلة في عملية مسماة دوردونdordon، كان يحمل رتبة نقيب في الجيش الوطني الشعبي ،ضابط في قيادة الاركان للولاية الأولى والكاتب العام لها ،تحت ّإشراف الشهيد علي سواحي .بعد الاستقلال تم اختيار ثلاث مدارس ابتدائية باسم الشهيد في كل من خنشلة ،باتنة ،ودائرة عين التوتة ،كما نطلب ونرجوامن السلطات الجزائرية اختيار مؤسسة كبيرة تليق باسم الشهيد قوارف لخضر تمجيدا له .إن الشهيد قوارف لخضر جدير بالبحث ،لان كانت له ايديلوجية فكرية عميقة كما كان يحمل أسرار عميقة تخص الناحية الأولى وهذا دور الباحثين والمؤرخين ،كما أنه يستوجب على السلطات المحلية و في مقدمتها والي ولاية باتنة و بلدية عين التوتة و المنظمة الولائية للمجاهدين وكذا أبناء الشهداء و المجاهدين و قسم التاريخ بجامعة باتنة و كل مهتم بالتاريخ أن يسارعوا الى التعريف بالشهيد واحياء ماثره وجهوده التي قدمها للوطن،وهذا بتخصيص لقاءات و ايام أو ملتقى يتدارس فيه أهل الاختصاص ورفقاء السلاح قيم و معرف و نضالات هذا الرجل البطولية عبر العديد من المحطات ،وهذا أقل واجب نسديه نحوه بعد أن طوى النسيان جهوده و كفاحه من أجل حرية واستقلال الجزائر.
قوارف رشيد
كاتب صحفي
إن الثورة الجزائرية من أمجد وأعظم الثورات عبر التاريخ المعاصر ،حيث قادها رجال أكفاء، مخلصين للوطن، تكونوا عبر الحركات الوطنية ،منذ تأسيسها الى غاية اندلاعها يوم الفاتح نوفمبر 1954 المبارك ،والى بلغت أهدافها نتيجة التضحيات وتكافل جهود الرجال العظماء ،الذين سجلوا تاريخهم بدمائهم ،كما قدموا دمائهم الطاهرة للوطن ،والدفاع عن العرض والشرف والكرامة ،وحب الولاء للوطن أمثال العربي بن مهيدي ،بن بولعيد قرين بلقاسم ،علي سواحي وقوارف لخضر وغيرهم كثر ،وهذا الاخير (قوارف لخضر)كان من ابناء الثورة المخلصين لله والوطن ،ضحى بالكثير بآمال وبدراسته الجامعية ليلتحق بصفوف الجهاد...من هو الشهيد قوارف لخضر ؟
ولد الشهيد قوارف لخضر بلبريكات بعين التوتة عام 1929 من عائلة حسنة الحال ،ابن أحمد وبوشطيط علجية ،عائلة تتكون من البنين والبنات (4 ذكور .2إناث) نشأ وترعرع في بيئة وأسرة تتميز بالثورية والنضال ضد الفرنسيين الغزاة،درس بمسقط رأسه القرآن الكريم وحفظ ما تيسر له منه على يد الشيخ محمد الحيدوسي أولا ثم توجه الى المدرسة الابتدائية école de la commune الشهيدة قطاف فطيمة حاليا بعين التوتة ثم زاول تعليمه المتوسط ب écolesupérieure des garçons, بباتنة (العمراني حاليا )فنبغ في الدراسة ، وابدى ميلا كبيرا للتعلم ،ليواصل تعليمه الثانوي ب lycéeAumaleبقسنطينة (رضا حوحو حاليا) تحصل على شهادة البكالوريا الجزء الاول سنة 1947 ،والجزء الثاني سنة 1948 ،سجل في الجامعة بالجزائر العاصمة ليسانس الدراسات العليا درس لمدة شهر واحد لكنه ترك الجامعة والعلم ولبى النداء لقوة حبه وتعلقه بالوطن حتى النخاع .
عين مراقبا في ثانوية بالبليدة لمدة معينة ،ثم درس في خنشلة لمدة سنتين سنة 1957 ،ثم عاد الى مدينة عين التوتة ليعلم أبنائها بالمدرسة الوحيدة آنذاك كان رئيس لجنة الاشراف على تلاميذ المدرسة في عين التوتة رفقة لخضر قشي ،وشادة ابراهيم تزوج من السيدة نزار قباني فطيمة ،،ولم يدم هذا القران طويلا لينفصلا تزوج مرة ثانية من السيدة شيرو كوكا التي مازالت على قيد الحياة ،كما كان عضوا في المنظمة الوطنية ناشطا بها ورئيس لجنة الاتصال بمدينة عين التوتة ،حيث كان دائم الاتصال مع المجاهدين ،يحرر ويكتب المناشير بلغة راقية ومؤثرة، وكان يكلف الطيب بن بعطوش لتوزيعها ،غير أن عيون فرنسا أفشت به ليعتقل رفقة 34 فردا من المنظمة منهم :حسين شاوش ،عمر حمادي ،سعيد حمادي بلحسن وبراهيم بوعكاز...الخ بعدها افرج عنه من السجن المتواجد بمدينة القنطرة ،بعد تدخل وتوسط مدير المدرسة جورج مييرgeorgemuyere للعلم أن هذا الاخير كان يدفع الاشتراك للمجاهدين بعدها أستمر قوارف لخضر في دعم الثورة ،وفي سنة 1958 ألتحق بصفوف جيش التحرير ،حيث عين ككاتب عام على منطقة 1 الولاية الاولى ،كما كان له دور هام في الاعلام والاتصال وكتابة المناشير بدقة عالية ،ثم عين قوارف لخضر كاتبا عاما للولاية الاولى مكان رشيد زيداني،الذي نقل الى تونس للعلاج ،وعين المسمى عميرة لمساعدة قوارف لخضر في مهمته الشاقة تحت اشراف مصطفى بن النوي ،ثم علي سواحي .بعد الاجتماع الذي حضره الرائد طاهر زبيري ومحمد صالح يحياوي ،عثمان جيلالي وآخرين لدراسة الاوضاع في ظل الحملة الشرسة ،حملة الحلف الأطلسي ،في ظل ذلك جند العدو قوة كبيرة للقضاء على القادة والرفاق في غابة آيث ملول ،حيث عرفت هذه المعركة بمعركة آمان أحمداونصر،وقعت 07/02/1961 بدأت بتحليق الطائرات ،ثم افراغ حمولتها من القنابل على مركز القيادة ومستشفى الولاية ،حيث رد رجال الجيش في معركة غير متكافئة وقامت مروحيات العدو بإنزالالمظليين داخل الغابة ،وخلفهم الجنود المشاة تحت تغطية من سلاح المدفعية ،وأغلق العدو كل المنافذ،لم يبق لهم غير المواجهة والتصادم ،استمر الثوار في القتال حتى حلول الظلام ،وانسحب الناجون ،وكانت حصيلة المعركة ثقيلة ومؤلمة ،فقد سقط قرابة 100 شهيد ،منهم ميلود قوجيل ،عبد العزيز عشي،وقائد الولاية علي سواحي والامين العام للولاية قوارف لخضر ،كما أسفرت المعركة عن جرح ما يقارب 30 جريحا من المجاهدين ،منهم محمد الصالح دراجي ،موسى نواصري ،السعيد عبابسة والعقيد الطاهر زبيري ،أما الخسائر العدو فقد بلغت حوالي 400 قتيل ،وهناك من يقول أن قتلى العدو يفوق 400 قتيل نظرا لكثرة المروحيات التي ظلت تنقل القتلى والجرحى لأيام بعد المعركة ،بعد أيام من انتهاء المعركة ،حلقت طائرة في سماء باتنة ترمي منشورات تؤكد مقتل (استشهاد) كل من علي سواحي ،وقوارف لخضر وهذا دليل على قوة الشهيدين ورسالة لأهل المنطقة بأن الثورة انتهت بمقتلهما .الشهيد قوارف لخضر سقط في ميدان الشرف في 08/09 فيفري 1961 في غابة بني ملول القريبة من خنشلة في عملية مسماة دوردونdordon، كان يحمل رتبة نقيب في الجيش الوطني الشعبي ،ضابط في قيادة الاركان للولاية الأولى والكاتب العام لها ،تحت ّإشراف الشهيد علي سواحي .بعد الاستقلال تم اختيار ثلاث مدارس ابتدائية باسم الشهيد في كل من خنشلة ،باتنة ،ودائرة عين التوتة ،كما نطلب ونرجوامن السلطات الجزائرية اختيار مؤسسة كبيرة تليق باسم الشهيد قوارف لخضر تمجيدا له .إن الشهيد قوارف لخضر جدير بالبحث ،لان كانت له ايديلوجية فكرية عميقة كما كان يحمل أسرار عميقة تخص الناحية الأولى وهذا دور الباحثين والمؤرخين ،كما أنه يستوجب على السلطات المحلية و في مقدمتها والي ولاية باتنة و بلدية عين التوتة و المنظمة الولائية للمجاهدين وكذا أبناء الشهداء و المجاهدين و قسم التاريخ بجامعة باتنة و كل مهتم بالتاريخ أن يسارعوا الى التعريف بالشهيد واحياء ماثره وجهوده التي قدمها للوطن،وهذا بتخصيص لقاءات و ايام أو ملتقى يتدارس فيه أهل الاختصاص ورفقاء السلاح قيم و معرف و نضالات هذا الرجل البطولية عبر العديد من المحطات ،وهذا أقل واجب نسديه نحوه بعد أن طوى النسيان جهوده و كفاحه من أجل حرية واستقلال الجزائر.
قوارف رشيد
كاتب صحفي