الإنترنت.. المتّهم الأوّل في تدنّي الهمم وانحدار الأخلاق
13-01-2017, 03:38 PM
الإنترنت.. المتّهم الأوّل في تدنّي الهمم وانحدار الأخلاق
سلطان بركاني

عالم الإنترنت هو: عالم مترامي الأطراف، وبحر لا تُرى سواحله، يجد فيه كلّ باحث بغيته، وفي الوقت الذي نسمع فيه عن شباب في دول مختلفة من العالم يجتهدون في الاستفادة منه في تطوير معارفهم وتثقيف أنفسهم، وعن جمعيات تبشيريّة عالمية تسعى لاستغلاله في الترويج لمذاهبها وأديانها الباطلة، نرجع البصر إلى واقع كثير من شباب هذا البلد المسلم، فنفجع بأخبار تنشرها الجرائد عن شباب لا يعرفون عن الإنترنت إلا أنّه عالم للّهث خلف الشّهوات، ولتتبّع الجديد من المقاطع والصّور، ونصب الشّباك للغافلات والمستهترات.
وقد:" زاد الطّين بلّة": إصرار بعض الجهات الرسمية على أنّ حجب المواقع الإباحية ليس ضمن أولوياتها!!؟، وإصرار كثير من الأولياء على الغفلة عن واقع أبنائهم الذين يحملون في هواتفهم البلاء والوباء، حيث لم يعد هؤلاء الشّباب في حاجة إلى حواسيب مربوطة بأسلاك الهاتف يضطرّون معها إلى إغلاق الأبواب والاستخفاء بما يتابعون ويشاهدون، بعد أن أصبحت هذه الخدمة متوفرة على الهواتف المحمولة، وأصبح بإمكانهم إشباع نزواتهم في أيّ وقت وأيّ مكان!!؟.
شباب وأطفال لا همّ ولا شغل لهم إلا التّعاون على الإثم وتبادل جديد المقاطع والصّور، وربّما يجتمعون على مشاهدتها على هواتفهم المحمولة المزوّدة بخدمات الإنترنت اللاسلكي، ويقضون معها غالب أوقاتهم!!؟، فإذا ما اتّقدت كوامن الشّهوات في نفوسهم: سعوا لاهثين خلف الحرام بشتّى الوسائل والسّبل، ولو أدّى بهم الأمر إلى نصب الفخاخ للعابثات والتّغرير بالغافلات، وإلى انتهاك الأعراض المصونة، وربّما يسوّل لهم الشّيطان: تصوير ضحاياهم ورفع صورهنّ على الإنترنت: إمعانا في الفساد والإفساد!!؟.
إنّ هذه الأخبار التي تنشرها الجرائد بتفاصيلها المخجلة، وتتداولها المواقع على أوسع نطاق، وتتحدّث عن شباب تحوّلوا إلى ذئاب بشرية تتربّص ليس فقط بأعراض النّساء والفتيات العابثات، وإنّما أيضا بأعراض الأطفال الأبرياء هي: حصاد متوقّع لأبواب الإنترنت التي أشرعت لهؤلاء الشّباب من دون قيد ولا حسيب ولا رقيب!!؟.
حملات كثيرة تطلق في مختلف وسائل الإعلام، بما فيها العموميّة، لمكافحة المخدّرات، وهي من دون شكّ حملات يُشكر القائمون عليها، لكنّ المجتمع أحوج إلى حملات أخرى لوقف إدمان المواقع الإباحيّة التي فعلت بشبابنا ما لم تفعله الخمور والمخدّرات.. خاصّة أنّ الوصول إلى هذه المواقع أصبح أسهل من الوصول إلى المخدّرات، وتكلفة تصفّحها أقلّ بكثير من تكلفة اقتناء تلك السّموم!!؟، فهل يسوغ لنا والحال هذه: أن نتساءل عن مصدر هذه الأخلاق السيّئة التي أصبحت واقعا في حياة كثير من الأطفال والشّباب وكثير من الفتيات أيضا، ونحن نلمس في الواقع كيف أصبحت المواقع الإباحية الملاذ الأوحد لهؤلاء وأولئك، ليس في أوقات الفراغ فحسب، وإنّما في أوقات الجدّ أيضا!!؟، فكان طبيعيا أن تُجهز على الخوف والحياء في نفوسهم، وتصقل وجوههم بالجرأة والصّفاقة.
إنّ واقع بعض الشّباب مع المواقع الإباحية أصبح يتّجه من سيّئ إلى أسوأ، حتى أضحى بعض الشّباب لا يستحون من تصفّح هذه المواقع في ساحات المدارس، بل ولا يجدون حرجا في الحديث عنها والدلالة عليها في الأقسام الدراسية!!؟، وقد تحدّث كثير من الأساتذة والمعلّمين عن صدمتهم لما يجدونه بين أيدي بعض تلاميذهم.. ليس كلّ شبابنا على هذه الحال، لكنّنا ينبغي أن نطلق صفارات الإنذار، ونشعل الأضواء الحمراء قبل أن نُفجع في السّنوات القليلة القادمة بما لم نكن نتوقّعه!!؟- ربّما إن لم يتحرّك الأئمّة والأساتذة والمعلّمون، ولم يتنبّه الآباء إلى هذا الانحدار الخطير-، فإنّ المجتمع سيجد نفسه أمام جيل يبيع دينه ودنياه لأجل نزوة يبحث عن قضائها، وربّما يفجع المجتمع بتنامي الجرائم الأخلاقية وازدياد حالات زنا المحارم، بل وانتشار الفاحشة الكبرى بين الشّباب، عياذا بالله.
إن الأئمّة مطالبون بتكثيف الحديث في هذا الموضوع: للفت انتباه بعض الأولياء الغافلين إلى ما يحمله أبناؤهم في جيوبهم!!؟.
ومديرو المدارس من جهتهم مدعوون إلى تكثيف المراقبة في المدارس وإلى دعوة الأئمّة والدّعاة إلى إلقاء محاضرات دورية في مؤسساتهم أمام التلاميذ والطلبة لتحذيرهم من خطر الإباحية.
والأساتذة بدورهم مطالبون ببذل جهود أكبر لمحاصرة هذا البلاء.
أمّا الآباء فعلى عاتقهم تقع المسؤولية الأكبر في متابعة أبنائهم، وغلق كلّ الأبواب التي من شأنها أن تنحدر بهم إلى مستنقعات هذا الفجور، ومساعدتهم في حسن استغلال أوقات الفراغ، وتربيتهم قبل هذا وذاك على استشعار رقابة الله -جلّ وعلا- في كلّ حين وكلّ مكان.