تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:27 PM

اللغة العربية ليست نكرة... والفرنسية ليست لغة تقدم!!؟
أبو بكر خالد سعد الله
أستاذ جامعي قسم الرياضيات / المدرسة العليا للأساتذة- القبة


يشغل موضوع اللغة بال الكثير من الجزائريين في خضم ما يرد عبر وسائل الإعلام هذه الأيام، وما سيكون عليه الحال من إعادة إصلاح منظومتنا التربوية، واعتبر البعض أن اللغة العربية ماتت!!؟، وأنها سبب فشل المدرسة!!؟، وأنه لا مفازة إلا بفرنسة تدريس العلوم!!؟.
ويبدو أن كثيرا من هؤلاء، بقدر ما هم يحتقرون مكانة اللغة العربية في العالم: بقدر ما يرفعون من شأن اللغة الفرنسية في المجال العلمي!!؟.
اللغة العربية ضحيّة الحاكم والمحكوم:
ما نراه باختصار: أن تدريس مختلف المواد باللغة العربية بقدر المستطاع في مختلف مراحل تعليمنا هو: بمثابة دعم وترقية لها، بل هو من أوجب واجباتنا إذا ما اعتبرناها لغة وطنية ورسمية، ناهيك عن دورها في الحفاظ على جانب من جوانب:"الهوية الوطنية".
اللغة العربية ليست نكرة:
وبغض النظر عن علاقتنا باللغة العربية: نعتقد أنه من الخطأ الفادح أن نعتبرها لغة ميتة أو في انقراض رغم أنها ضحية الحاكم والمحكوم في البلدان العربية.
كيف نحكم على لغة بأنها ميتة أو سائرة نحو الانقراض (ولو لم تكن لغة القرآن)، وهي: إحدى اللغات الست الرسمية الوحيدة في هيئة الأمم المتحدة (علما أن هناك 6900 لغة في العالم)!!؟.
يمكن أن ننظر إلى تصنيف لغات العالم وفق أي مقياس، وسنجد في كل الأحوال أن اللغة العربية من بين العشر الأوائل.
ثمة ما يصنفها اللغة الرابعة عالميا:(بعد الانكليزية والصينية والهندية): كما جاء عام 2015 في كتاب:"حقائق العالم" الصادر عن الاستخبارات الأمريكية، ومنها ما يصنفها الخامسة:(بعد الانكليزية والفرنسية والإسبانية والروسية) كما جاء في:( قائمة جورج فيبر .George Weber).
كيف تموت هذه اللغة، وهناك مئات دور النشر في البلدان العربية وغيرها تصدر آلاف الكتب بهذه اللغة سنويا (مؤلفة ومترجمة)!!؟، ففي مطلع التسعينيات أشارت إحصائيات أن عدد الكتب الصادرة سنويا باللغة العربية بلغت 10 آلاف كتاب، وفي إحصائيات أخرى: يشير تقرير إلى أن عدد الكتب الصادرة بالعربية عام 2007 قد بلغ 27800 كتاب!.
ثم انظر إلى الهيئات الأكاديمية في العالم العربي، فرغم ما يقال عن ضعفها وسوء أدائها، فهناك إنتاج في المجال العلمي البحت ينبغي أن نفتخر به. نذكر على سبيل المثال لا الحصر:( مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية) التي تنشر الكتب والمجلات المؤلفة والمترجمة من أرقى الإصدارات، ويمكن لأي شخص أن يحمّلها بالمجان، كما نشير إلى:( مؤسسة الكويت للتقدم العلمي) التي تقوم بدور مماثل، وفي الإمارات نجد موقع:(الورّاق) الذي يؤدي دورا ثقافيا لا يضاهى في نشر التراث العربي الإسلامي بكل أنواعه وفنونه بالمجان.
وفي سوريا:(انظر الموقع http://www.arab-ency.com) يشرف الخبراء على ما يسمى بـ"الموسوعة العربية" والتي تتضمن (فضلا عن موسوعة فاق عدد مجلداتها 20 مجلدا) عشرات الكتب في العلوم الأساسية والطب تصدر تباعا، وكذلك فعل:( المركـز العربـي للتعريب والترجمة والتأليف) بدمشق التابع للألكسو.
ومن يبحث في ثنايا الإنترنت، سيجد عشرات المواقع الجادة التي تزود المتصفح بمئات الكتب العلمية والفكرية كالموقع المسمى https://archive.org/details/opensource_Arabic الذي يعرض نحو 87 ألف كتاب في شتى أنواع المعرفة قديمها وحديثها، يضاف إلى كل ذلك: ما أنتجته وتنتجه بعض الجامعات العربية من كتب علمية (مؤلفة ومترجمة) مثل:( جامعة دمشق والرياض وبغداد والظهران وديوان المطبوعات بالجزائر)...
وفي موضوع المجلات، هناك عدد متزايد من المجلات العلمية البحتة الرفيعة المستوى باللغة العربية، لاسيما المترجم منها، مثل المجلات العريقة Nature(أرقى مجلة علمية في العالم) و Scientific American (من أعرق المجلات الأمريكية)، و Science & Vie (من أعرق المجلات الفرنسية)... والبقية تأتي، لأن بعض الجهات العربية تتفاوض حاليا مع مجلات أخرى راقية للحصول على إذن بترجمتها إلى العربية.
ذلك شأن اللغة العربية اليوم في شتى المجالات، فمن لم يستطع دعمها، فليكف عن إيذائها، وذلك أضعف الإيمان!!؟.
الفرنسية ليست لغة تقدم:
دعنا الآن نلقي نظرة على مقام اللغة الفرنسية العلمية التي يراها البعض في القمة، ويراها البعض الآخر في أسفل السلم!!؟، والواقع أنه نظرا لتسارع الاكتشافات والمستجدات العلمية والفكرية، فليس هناك لغة قادرة على تبليغ كل العلوم!، لكننا رغم ذلك يمكن تصوّر ترتيب لهذه اللغات: إذا منحنا اللغة الإنكليزية علامة 18/20، فإن اللغات الأخرى كالفرنسية والإسبانية والروسية مثلا: قد يجوز منحها علامة بين 12/20 و10/20، وعندئذ ستمنح العربية والإيطالية والسويدية مثلا علامة مجاورة للعلامة السابقة.
في 10 فبراير الماضي: كتب عالم الرياضيات الفرنسي الشهير:( سدريك فيلاني Villani ): الذي نال عام 2014 ميدالية فيلدز (المعادلة لجائزة نوبل التي لا تمنح في الرياضيات)- مقالا يحلل فيه وضع اللغة الفرنسية العلمية جاء فيه على الخصوص:
" باختصار، يمكن القول إن لغة العلم كانت في البداية هي الإغريقية، ثم العربية، ثم اللاتينية، وكان إعادة اكتشاف المؤلفين الإغريق الذين تُرجمت أعمالهم من العربية إلى اللاتينية ثورة عارمة في أوروبا خلال القرن الـ13..." (انظر http://images.math.cnrs.fr/La-langue-de-chez-nous.html).
ثم برزت خلال القرن الـ19 :( اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية)، وباندلاع الحربين العالميتين: تغيرت الأحوال، وعرفت اللغة الإنكليزية صعودا مذهلا على حساب الفرنسية والألمانية: بازدهار الجامعات الأمريكية والهجرة الجماعية نحو أمريكا، وشيئا فشيئا هيمنت الإنكليزية على عالم العلوم والاقتصاد والثقافة والتواصل عبر العالم، ويلاحظ الأستاذ فيلاني: أن نشوب الحرب العالمية هو: الذي عجّل بسقوط اللغتين الفرنسية والألمانية في المجال العلمي على الأقل.
ويستطرد فيلاني في تحليله مركزا على اللغة التي تُنشر بها البحوث، فأخذ كنموذج محاضرات ومداخلات المؤتمر الدولي للرياضيات الذي يُعقد مرة كل 4 سنوات منذ مطلع القرن العشرين، وهكذا أشار فيلاني إلى أن هذا المؤتمر عُقد أول مرة عام 1900 في باريس، فكانت بحوثه باللغتين الفرنسية والألمانية لا غير، وفي دورته بعد الحرب العالمية الثانية: عام 1950: زالت منه الألمانية تماما، وبرزت فيه اللغة الإنكليزية مع وجود محتشم لبحوث باللغة الفرنسية.
وفي دورة عام 1978 صارت جميع مداخلات المؤتمر باللغة الإنكليزية ماعدا بحث واحد بالفرنسية و6 بالروسية، وكان الأمر كذلك في دورتي هذا المؤتمر عام 2006 و2014 (أي بحث واحد بالفرنسية) من بين آلاف المداخلات!!؟.
يقول فيلاني:" إن صمود الفرنسية أمام هيمنة الإنكليزية راجع إلى اعتزاز فئة من الفرنسيين بلغتهم، وإلى مكانة فرنسا في اختصاص الرياضيات". ويضيف أن:" كل التاريخ اللغوي مرتبط بالتاريخ السياسي، وقد فرضت اللغات نفسها عبر روابطها بالهيمنة الدولية والحروب والاستعمار، إلخ".
ومن جهة أخرى: تشير إحصائيات حول النشر الأكاديمي إلى أن 32% من البحوث نُشرت بالفرنسية عام 1982، أما عام 1993 فهوَت إلى 16%. وخلال التسعينيات: أُجْري في فرنسا تحقيق حول لغة الإلقاء في الملتقيات خارج فرنسا من قبل الباحثين الفرنسيين، فأكد 95% منهم أنهم يُلقون أبحاثهم بالإنكليزية، وأن 76% منهم يلقون أيضا بالإنكليزية في الملتقيات الدولية التي تنظم داخل فرنسا!!؟.
هذا ما كان عليه الحال في التسعينيات، وقد زاد الأمر سوءا الآن!!؟، كما أن عدد أطروحات الدكتوراه التي تُحرر بالإنكليزية تزايد بشكل لافت في الجامعات الفرنسية!!؟، وحجة هؤلاء هو: أنهم يسعون لتكون تلك الأطروحات أكثر مقروئية!!؟.
ولعله من المفيد هنا: الإشارة إلى أنه حدث في جامعة باب الزوار أن بعضهم حرر أطروحته بالإنكليزية، فطلب منه ترجمتها إلى الفرنسية، وحُرم من مناقشتها حتى قام بالترجمة!!؟.
في الختام:
لا يسعنا إلا أن نرجو من أصحاب الحل والربط: عدم التسرع في اتخاذ القرار عندما يتعلق الأمر بالخيار اللغوي، وأن تكون دائما مصلحة التلميذ والطالب فوق كل اعتبار.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:28 PM
حجار يُحرج بن غبريط

بقلم:" عبلة عيساتي"



رد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار بطريقة غير مباشرة على اقتراح وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط والمتعلق باعتماد اللغة الفرنسية في تدريس المواد العلمية ـ أو على الأقل المصطلحات ـ بالثانويات قائلا: إن المشكل لا يكمن في اللغة في حد ذاتها، وإنما في المقاربة المعتمدة في التدريس، مستدلا في ذلك بتسجيل نفس المستوى الضعيف في التخصصات الجامعية التي تعتمد أساسا على اللغة العربية، والذي لم تسلم منه حتى شعبة الأدب العربي، ويشكل هذا التصريح الصريح من حجار: إحراجا حقيقيا لبن غبريط وفريقها وكل من يحاول: أن يمسح موسى انهيار المستوى في اللغة العربية المغبونة!!؟.
ووضع حجار زميلته في الحكومة نورية بن غبريط في موقف محرج للغاية حين تحدث بدون تردد عن قضية ضعف مستوى ونتائج بعض طلبة السنة الأولى بالجامعات بدعوى أنهم تعلموا بالعربية!!؟، ليجدوا أنفسهم يدرسون بعض المواد في الجامعة بالفرنسية، وهي دعوة باطلة حسب منطق حجار بدليل أن المستوى العام يشهد تراجعا عاما بغض النظر عن لغة التدريس!!؟.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:29 PM


حول تدريس الرياضيات ولغتها ونوابغها
أبو بكر خالد سعد الله
أستاذ جامعي قسم الرياضيات / المدرسة العليا للأساتذة- القبة



تردّدت هذه الأيام أنباء عن المضيّ في البحث عن فرْنسة تدريس العلوم وبصفة خاصة الرياضيات، والمحاولة ليست الأولى من نوعها. ويبدو أن الحجة هي "عائق اللغة" في الجامعة التي تدرّس العلوم بالفرنسية، وهناك أيضا قضية المستوى التحصيلي في هذه المادة الذي انخفض بسبب لغة التدريس، حسب بعض المزاعم. كما جاء في الأخبار أن وزيرة التربية استقبلت نوابغ البلاد في الرياضيات الذين تحصلوا على المرتبة الثالثة في المنافسات المتوسطية في مادة الرياضيات. نود هنا التعقيب على هذين الحدثين:

1. قضية لغة التدريس ومستوى التحصيل:
ينعقد الآن لمدة 8 أيام في قصر المؤتمرات بهامبورغ (ألمانيا) المؤتمر العالمي لتدريس الرياضيات الذي يحضره نحو 3500 خبير من معظم دول العالم يقدِّمون فيه أزيد من 2500 بحث، بعضها لعامة الحضور.. وجله يُلقى ضمن 54 ورشة تعمل بالتوازي خلال أيام الملتقى. كل هؤلاء يسعون لتحديد أسباب تدنِّي مستوى التحصيل في مادة الرياضيات عبر العالم ويبحثون عن الحلول.
هذا المؤتمر الذي يُعقد دوريا (مرة كل 4 سنوات) في بلد متقدّم يشرف عليه الاتحاد العالمي للرياضيات. يبين كل ذلك أن المشاكل التي تعرفها الجزائر في تدريس الرياضيات ليست خاصة بها. ولذا كان عليها التقرّب من هؤلاء الخبراء الأكاديميين والميدانيين والتعرف على أعمالهم (التي تُنشر بالمجان) والاحتكاك بهم. لا نعتقد أن وزارتنا أرسلت من يمكنه الاستفادة (والإفادة) من هذا المؤتمر.
وفيما يخص اللغة، لم نجد أحدا من هؤلاء يوصي بالتدريس بلغة أجنبية للرفع من مستوى التحصيل، بل العكس تماما هو الصحيح. ولا بأس أن نلاحظ للمقارنة أن لغة المؤتمر الوحيدة هي الانكليزية، والوحيد الذي سمح لنفسه بالحديث بلغة أخرى هي وزيرة التربية الألمانية العجوز التي كانت مداخلتها بالألمانية مع ترجمة بالانكليزية. والمداخلة لم تكن تُقرأ من ورقة.. وتواضع الوزيرة، رغم سنها وتجربتها، وإدراكها لواقع التعليم جعلاها تختتم كلمتها (بعد التأكيد على أن الرياضيات موجودة في كل مكان، وبعد أن عدّدت المسائل المستعصية) بالقول مخاطبة هؤلاء الخبراء الثلاثة آلاف: "نحن ننتظر منكم الحلول". أما نحن فنجد الحلول الجاهزة في كواليس الوزارة ونمرِّرها صيفا، عند الضرورة، كي لا نواجه الرأي الآخر لضُعف الحجة.
في إسرائيل التلميذ الذي لا يحسن اللغة العبرية (لغة التدريس في الجامعة) يتلقى فيها دروسا مكثفة صيفا، وإذا لم ينجح فيها مُنع من الدراسة في أرقى الجامعات هناك. أما نحن فنريد أن نفرْنس التعليم الثانوي لكي يتمكن التلميذ من مواصلة دراسته الجامعية بالفرنسية... هذه اللغة التي ليس هناك من يؤمن بمكانتها العلمية اليوم سوى من ساس المغرب العربي الكبير ومن والاهم!
ومن جهةٍ أخرى، نلاحظ في تونس أن المواد العلمية تُدرَّس في المستوى الثانوي باللغة الفرنسية منذ أمدٍ بعيد، مع أن اللغة العربية هي المستعمَلة في التعليم المتوسط. لكن هل أجريت دراسة حول نجاعة هذا الخيار؟ في هذا السياق نشير إلى أننا حضرنا عام 1984 مناقشة بين زملاء جامعيين تونسيين تبادلوا فيها الطرائف حول كتابة نصوص مواضيع الامتحانات بالفرنسية في الجامعة التونسية، وكيف كانوا يجتهدون في اختيار الألفاظ المبسّطة في اللغة الفرنسية لكي يتمكن الطالب من فهم نص الامتحان قبل محاولة الإجابة عن أسئلته. وفي عام 2002 ألقى أحد الخبراء التونسيين محاضرة يشرح فيها المتاعب التي ترهق التلميذ التونسي وأستاذه عندما تتغير لغة تدريس العلوم من المتوسط إلى الثانوي. وكان هذا الخبير ميالا إلى أن يُفرْنس المرحلة المتوسطة لحل هذه المشكلة. وقبل شهر روى لنا أستاذ فيزياء في الجامعة التونسية أنه اجتهد في وضع نص امتحانه الأخير حتى لا يطرح عليه الطلبة سؤالا لغويا. وقد جاء في نص امتحانه كلمة navire (أي باخرة) وكانت المفاجأة حيث كثر الهرج في المدرّج خلال الامتحان حين سأل جل الطلبة عن معنى هذه الكلمة؟! تلك عينة مما يجري في البلد المجاور الذي يدرِّس في المرحلة الثانوية المواد العلمية بالفرنسية.
سألنا ذات يوم القائمين على وضع مناهج الرياضيات الجديدة: لماذا حُذف فصل المنطق الرياضي من برنامج المرحلة الثانوية؟ فكان الجواب أن ذلك الموضوع يدرسه من سيتخصص في الرياضيات ولا يحتاجه غيرُه! والآن نطرح سؤالا مماثلا: من سيستفيد من فرْنسة تدريس العلوم في الثانوي إذا ما حدثت؟ وما نسبة المستفيدين من التلاميذ؟ هذا للتأكيد على أن مضارّ هذا التحوّل في كل الأحوال أكثر من منافعه.

2. فيما يخص اختيار نخبة تلاميذ الأولمبياد في الرياضيات:
أولا نهنئ التلاميذ الـ4 المشاركين في الأولمبياد العالمي في هونغ كونغ والـ4 المشاركين في الأولمبياد المتوسطي بروما، وكذا مدربيهم وعلى رأسهم مليك طالبي والمفتشين المرافقين له. لقد اتفق هؤلاء المدربون على توزيع التلاميذ بهذه الطريقة (4 في هونغ كونغ و4 في روما). ومن الطبيعي أن يرسل إلى الأولمبياد العالمي (الذي شارك فيه 107 بلد) من هم أكثر خبرة وأن يرسل الـ4 الآخرون إلى الأولمبياد المتوسطي (الذي شارك فيه 16 بلدا) ومنهم من قد يشارك خلال السنة القادمة في الأولمبياد العالمي بعد التجربة المتوسطية. ومن البديهي أن المنافسة في كونغ كونغ كانت أشد من مثيلتها في روما. ولذا نقول إن الـ8 نوابغ.
ثم نطرح السؤال: ما الذي قدمته الدولة ماديا وعلى رأسها وزارة التربية لإبراز هؤلاء النوابغ؟ يعلم القوم أن كل هذا "الخير" أتى من العمل التطوُّعي البحت، ولم تتمكن الوزارة والحكومة إلى حدِّ الساعة من اتخاذ التدابير اللازمة كي يصبح هذا تقليدا علميا.
جميلٌ أن تستقبل الوزيرة ورئيس الحكومة هؤلاء التلاميذ ويكون لهذا الحدث الصدى الإعلامي المستحق، لكن ماذا قُدِّم لهم في باب التكوين الجادّ ليمضوا قدُما في تألقهم مستقبلا؟ لا شيء! بل، حتى من ناحية التكفل المادي البسيطـ، فعندما عاد النوابغ من هونغ كونغ قضى بعضُهم ليلة في ثانوية شهيرة بالعاصمة لكي يُستقبَلوا من قبل رئيس الحكومة في اليوم الموالي فسُرقت في تلك الأثناء جميعُ أمتعتهم بما فيها جوازات السفر. ومن حسن حظهم أنهم عثروا في الأخير على هذه الجوازات؛ إذ أنهم سيستفيدون من تكوين خاص بعد أيام في فرنسا بمبادرة محضة من أحد الزملاء الغيورين على متابعة النوابغ.
من المؤكد أن من سيلمّ باللغات الأجنبية، لاسيما الانكليزية، سيكون أوفر حظا في طلب العلم أو في المنافسات العالمية. يبدو أن هذا سبب من الأسباب، يجعل وزارة التربية تفكر في التدريس بلغة أجنبية أو في تدريس نصوص علمية مستقبلا باللغات الأجنبية. نعقب على هذه النقطة هنا كالتالي: كان الأحرى قبل كل شيء أن تطالب وزارة التربية بتعريب نصوص الأولمبياد المتوسطية لأن من لغات التدريس هذه البلدان اللغة العربية. وهذا ليس طلبا غريبا إذ أن الأولمبياد العالمية عُرِّبت منذ سنين بطلب من المشاركين.
وبعد ذلك لابد أن تعي وزارة التربية أن لها مشكلا في تدريس اللغات الأجنبية (يكمن في طرق تدريسها). ومن واجبها حله وإلا تترك المكان لمن يدَّعي القدرة على حله؛ فعلى سبيل المثال، طرحت منذ مدة فكرة تكييف النصوص المدرسية في مادتي الفرنسية والإنكليزية خلال مراحل التعليم المختلفة بنصوص علمية يُلقن فيها التلميذ عبارات علمية ومصطلحات... لكن لا حياة لمن تنادي.
في الأخير، نقول للمقارنة: في إسرائيل التلميذ الذي لا يحسن اللغة العبرية (لغة التدريس في الجامعة) يتلقى فيها دروسا مكثفة صيفا، وإذا لم ينجح فيها مُنع من الدراسة في أرقى الجامعات هناك. أما نحن فنريد أن نفرْنس التعليم الثانوي لكي يتمكن التلميذ من مواصلة دراسته الجامعية بالفرنسية... هذه اللغة التي ليس هناك من يؤمن بمكانتها العلمية اليوم سوى من ساس المغرب العربي الكبير ومن والاهم!


  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:31 PM

ما رأي الخبيرين الفرنسيين!!؟
أبو بكر خالد سعد الله
أستاذ جامعي قسم الرياضيات / المدرسة العليا للأساتذة- القبة





في أواخر فبراير وبداية مارس الماضي كان الخبيران الفرنسيان روجيه فرونسوا غوتيي Roger-François Gauthier ودوني باجي Denis Paget قد شاركا في الملتقى الوطني حول إعداد المناهج والبرامج، الذي دام 5 أيام كاملة في ثانوية حسيبة بالقبة (الجزائر) ونظمته وزارة التربية. وقد شمل الملتقى عدة ورشات. وكان نجمَا الملتقى هما هذين الخبيرين اللذين تدخلا بإلقاء محاضرات، وكذا بالإجابة عن عديد أسئلة الحضور. والأهمية التي أولتها الوزارة لهذه الندوة كانت كبيرة حيث أن كثيرا من مداخلات الخبيرين كانت تتم ترجمتها فوريا.
وعندما ننظر إلى سيرة الرجلين نجد -خلافا للجماعة الفرنسية التي أشرفت على وضع مناهجنا في بداية القرن- أنهما يعتبران من فئة الخبراء في التربية.

نبذة عن الخبيرين:
فالأستاذ غوتيي أستاذ جامعي بباريس، مبرز في الآداب الكلاسيكية، وعمل قبل ذلك كأستاذ في المرحلة الثانوية. ويعتبر خبيرا دوليا في وضع السياسات التربوية، وهو عضو في المجلس الأعلى الفرنسي للبرامج. كما أنه خريج المدرسة القومية (الفرنسية) للإدارة، ومستشار لدى منظمة الفرنكفونية، وكذا لدى اليونسكو منذ أزيد من 10 سنوات. وقد طلبت منه اليونسكو بصفة خاصة تقريرا مفصلا (جاء في 136 صفحة) حول "محتويات التعليم الثانوي في العالم : الواقع والخيارات الاستراتيجية" نشر عام 2006. والجدير بالذكر أن للأستاذ غوتيي عددا كبيرا من المؤلفات الأخرى، تصب كلها في مجال رسم سياسات التربية والتعليم.
أما الأستاذ دوني باجي فهو متخصص أيضا في الآداب درّس في التعليم الثانوي بفرنسا، وهو عضو في النقابة القومية الفرنسية للتعليم الثانوي. وكان من قادة هذه النقابة القوية حتى 2004. وكُلِّف بمحتويات البرامج الدراسية وبالتنسيق في مجال البحث البيداغوجي. والأهم من ذلك أنه عضو في المجلس الأعلى للتربية في فرنسا. ومنذ ذلك الوقت أصبح يساهم في معهد البحوث في المجال التربوي. كما أنه ألّف العديد من الكتب في حقل التربية. وكان من الذين طلب مجلس الشيوخ الفرنسي الاستماع إلى رأيهم في نقاشاته حول سياسة تدريس اللغات الأجنبية في فرنسا.
تساءلنا عندما اطلعنا على سيرة الخبيرين عما إذا كانت وزارتنا قد اغتنمت الفرصة وطرحت على الخبيرين أسئلة ذات صلة بلغة التدريس المناسبة لبلد في وضع بلدنا... سيما في مجال العلوم، بدل التركيز على النظريات وعلى روايات ما يجري في فرنسا بصفة عامة. ولعل هذه التساؤلات قد طرحت وتمت الإجابة عنها، لكنها لم تنشر لأنها لا تتماشى مع الخط الذي رسمته الوزارة؟

الخبير الأول:
ذلك ما دفعنا إلى محاولة الاطلاع على ما يكتب الخبيران في الشأن اللغوي ورؤية أحدهما إلى حقوق المغتربين. فلاحظنا أن غوتيي يعيب على يلده قلة الاهتمام بتعلم اللغات الأخرى، ويقول : "في فرنسا لا نريد تعلم اللغات الأجنبية. فنحن لم نتمكن من وضع الأدوات اللازمة لكي تكون اللغة الأنكليزية شيئا آخر غير مادة تُدرَّس ولا يتجاوز عدد ساعاتها الحجم القانوني". فالمكتبات في الإعداديات والثانويات مثلا خالية من الكتب الأنكليزية. ثم يشير غوتيي إلى أن هذا التأخر الذي تعرفه فرنسا في تدريس اللغات الأجنبية، والأنكليزية بصفة خاصة، سببه هو أن موضوع اللغة في المدارس ليس مُثمّنًا كما هو حال الرياضيات والعلوم التي تؤدي إلى النجاح في الدراسة. وقد قدم الخبير مقترحات لبلده كي تستدرك الأمر في تعلم اللغة الأنكليزية في الثانويات. فماذا قدم لنا في هذا الباب عندما كان بين ظهرانينا؟ لا ندري؟
يرى غوتيي مبررا آخر لا شك أنه يفاجئ البعض في ضعف اللغة الأنكليزية لدى الفرنسيين، وهو سبب رئيسي في دعواه. يقول هذا الخبير إن أحد مسؤولي هذا الضعف هو "الطبقات الاجتماعية المهيمنة"! فوضح أن هذه الطبقات لا تساعد على الخروج من المأزق، فهي "تعتبر الأنكليزية بالغة الأهمية لأن هؤلاء أدركوا دور هذه اللغة الحاسم في مسابقات المدارس الكبرى. ولذا لم يعوِّلوا على المدرسة لتمد أطفالهم بما يحتاجونه". فراحوا يموّلون سفريات وتدريبات مختلفة في الخارج لأبنائهم...". ويضيف بلغة ساخرة : "إنهم يتسوقون خارج فرنسا" ذلك "أنهم يعلمون أن المنظومة التربوية (الفرنسية) لا تقدم إليهم مستوى مقبولا في اللغة الأنكليزية"! هذا حال الطبقات المهيمنة في فرنسا. وفي الجزائر، تُرى، أين "تتسوق" طبقاتنا الاجتماعية المهيمنة؟!
أما في تقريره الذي كتبه لليونسكو، فينبّه الأستاذ غوتيي أن افتقادنا لاتفاق حول معنى 'تعلم لغة من اللغات'، أدى إلى وجود تلاميذ يفشلون مدرسيا لأنهم لا يتحكمون في اللغة من اللغات، بما في ذلك اللغة الأم". أليس هذا هو حالنا؟

الخبير الثاني:
ومن جهة أخرى، عندما يتكلم دوني باجي عن التربية الوطنية في فرنسا فهو يشبهها بلوحة فنية معروفة رسمت في بداية القرن التاسع عشر تصوّر سفينة تكاد تغرق، وركابها يتناحرون على متنها من أجل أن يفوز أحدهم بقيادة تلك السفينة. فهناك أبطال، في دعواه، مجهولون يحاولون إنقاذ المدرسة (الفرنسية) بالوسائل القليلة المتاحة. ويضيف "إن إعادة السفينة إلى وضعها لتواصل مسيرتها أمر ليس يسيرا". ذلك أن "هناك تدابير كثيرة اتخذت في الماضي ويتطلب إصلاحها سنوات وقناعات راسخة للعودة إلى القيم العليا للمدرسة. إنه لا يمكن أن نكتفي بالترقيعات". ألا يرى القارئ بأن هذا الوصف للمدرسة الفرنسية ينطبق على مدرستنا؟
ثم نقرأ في مكان آخر ما كتبه هذا الخبير : "لا يمكن القيام بأي شيء ما لم يتفق الأولياء والمدرسة على معنى 'التربية'". و يشدد على هذا الاتفاق بين الأولياء والمسؤولين للتمكن من إنجاز ما يكون في صالح البلاد. وبهذا الصدد يقول باجي في أحد مؤلفاته أن علينا أن نتساءل "ما هي العلاقات الجديدة التي يجب أن نبنيها مع التلاميذ، ومع العائلات، ومع الجمعيات؟...". أما في الجزائر فيظل نص إصلاح المنظومة التربوية -الذي ظهر إلى الوجود في بداية القرن- سرا حتى على نواب الشعب... ولا زلنا نتذكر السيدة خليدة التومي الناطقة باسم الحكومة آنذاك، تبرر أمام عدسات التلفزيون حق الحكومة في الاحتفاظ بسرية هذا الملف التربوي... علما أنها هي نفسها كانت قبل ذلك عضوا في لجنة الإصلاح، ونادت بالانفتاح والديمقراطية وما إلى ذلك من الشعارات الذي يحسن البعض التغني بها!!
وحول "العلمانية" التي تتبناها فرنسا في منظومتها التربوية، يقول باجي ضمن استجواب لصحيفة "لومانيتي" أجرته معه قبل 12 سنة : "لقد جانبنا النقاش الشامل حول العلمانية" حيث يؤكد أن القانون الجديد في ذلك الوقت "كان يستهدف بصفة خاصة الإسلام دون التطرق للمشاكل الحقيقية للعلمانية والاندماج". والمقصود هنا بالاندماج هو اندماج المغتربين في البيئة الفرنسية.
ويرى باجي أن "مساوئ ذلك القانون أكثر من محاسنه". ويؤكد : "كان الهدف الوحيد منه هو منع الحجاب الإسلامي. بينما كان يتعيّن على تطبيق النص أن يكون أوسع من التركيز على هذه الحالة المُعبِّرة البسيطة". ولاحظ في هذا السياق أنه توجد في بعض المقاطعات الفرنسية كنائس داخل الثانويات وتقام في رحابها مراسم دينية... وفي نفس الوقت نمنع الحجاب بدعوى عدم الظهور بما يبدي الانتساب الديني!! وهو كيل بمكيالين حسب رأيه. ثم يستطرد قائلا إن ما تقدمه فرنسا اليوم "لثقافات البلدان التي يأتي منها المهاجرون الشباب قليل جدا. مثلا، فإن تعليم اللغة العربية لا يكاد يذكر في منظومتنا التربوية في الوقت الذي نجد عندنا جالية كبيرة مغاربية. هل هذا معقول؟ أعتقد أن الجواب هو : لا".
تلك هي بعض أفكار هذين الخبيرين في شؤون تربوية مختلفة تهمنا على أكثر من صعيد... وللأسف لم نسمع (ولعل العيب في مسامعنا) أن حوارات في هذه المواضيع قد تمت بين وزارة التربية وبين ضيفيها الخبيرين.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:32 PM
أما آن لبن غبريط أن تتوقف!!؟

رشيد ولد بوسيافة



التّحرك الأخير لمجموعة كبيرة من الشّخصيات الثّورية والعلمية والنّقابية ضد ما اصطلح عليه بإصلاحات الجيل الثاني في قطاع التربية يحتم على السلطات العليا في البلاد: إعادة النظر في طريقة تعاملها مع هذا الملف الخطير الذي تُرك لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط على مدار السنتين الماضيتين لتقرر فيه ما تشاء!!؟: بعيدا عن الخبراء من أبناء القطاع، وبعيدا عن الفاعلين في الميدان من أساتذة ومؤطرين ونقابات.
هذا التّحرك يشير إلى أن معركة الهوية قد بدأت فعلا بين المجتمع بكل فئاته وحساسياته وبين بن غبريط ومجموعة من المستشارين والمسؤولين المركزيين في وزارة التربية، حول التّوجهات الكبرى للمدرسة الجزائرية، بعد أن ظهر جليا للعيان من خلال جملة من القرارات التي ترمي إلى تعزيز حصون اللغة الفرنسية ومحاصرة اللغة العربية وتهميش باقي مواد الهوية مثل: التربية الإسلامية والتاريخ.
هي إذا بوادر صراع إيديولوجي نجحت الوزيرة بن غبريط في إحيائه بعد أن اعتقدنا أنّ الصّراعات الإيديولوجية في الجزائر قد انتهت منذ سنوات، وخاصة في قطاع التربية الذي شهد في عهد الوزير الأسبق أبو بكر بن بوزيد ما يشبه الهدنة بين مختلف التوجهات الإيديولوجية بتحييد المدرسة واستقطاب الكفاءات البيداغوجية بعيدا عن الاعتبارات الإيديولوجية.
غير أنه منذ مجيء بن غبريط وما صاحب ذلك من محاولات متكررة للمس بالهوية بدأت بمشروع التدريس بالعامية تحت مسمى التدريس باللغة الأم!!؟، إلى الضجة التي أحدثتها قضية الاستعانة بالخبراء الفرنسيين، إلى كل القرارات والترتيبات التي عمدت إلى تقزيم مواد الهوية وخاصة التربية الإسلامية من خلال استهدافها من زاوية الحجم الساعي والمعامل، ثم الحديث حول إلغائها من امتحانات شهادة البكالوريا... كلها خطوات أدت إلى إحياء معركة الهوية في المدرسة الجزائرية.
الجميع يجمع على أن ما تقوم به الوزيرة خطير على مستقبل أبنائنا من خلال تخريج جيل فارغ إيديولوجيا يكون عرضة للأفكار المتطرفة سواء كانت عبارة عن تدين متطرف كالفكرة التي يقدمها الدواعش، أو عبارة عن ميوعة وانحراف وانغماس في الطقوس المنحرفة كالفكرة التي يقدمها عبدة الشيطان...
هذا ما يتوقعه الخبراء إذا لم يتم تحصين الجيل الجديد في المدرسة.
واليوم ونحن مقبلون على الدخول المدرسي:
أما آن للوزيرة بن غبريط: أن تتوقف عن العبث بموضوع الهوية واستدعاء معارك الصراع الأيديولوجي إلى الصفوف الدراسية من خلال تحدّي الجميع بفرض قناعاتها الإيديولوجية على أبنائنا، وتحويل المدرسة إلى حلبة صراع من جديد، بدل أن تركز على الجوانب البيداغوجية والتنظيمية!!؟.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
24-08-2016, 04:34 PM


مراجعة نظام امتحان البكالوريا بين الحقائق والشبهات
عبد القادر فضيل



يتوجه اهتمام وزارة التربية هذه الأيام إلى مراجعة نظام البكالوريا وإصلاح أساليب تطبيقه.
إن هذا الموضوع من أهم الموضوعات التي كنا ننتظر منذ مدة طويلة أن يتجه إليها الإصلاح ويستهدفها التغير وفق الغاية التي نرجوها من الامتحان، وكان الأمل أن تكون جهود الإصلاح التي نادت بها الوزارة منذ بداية الألفية الثالثة، كان الأمل أن تكون هذه الجهود مطورة لهذا النظام ومحققة لأهدافه، ولكن إجراءات التغيير التي تمت في السابق لم تتجه إلى معالجة نظام الامتحان، وبقيت الأوضاع على حالها.
اليوم تفكر الوزارة في تخصيص جانب من عمليات الإصلاح لهذا النظام، ولكن ما تفكر فيه الوزارة لا يتجه إلى مراجعة الأسس والقواعد التي يجب أن تراعى في تنظيمه، وإنما تتجه إلى أمور أخرى لا تفيد عملية المراجعة!!؟، فما تفكر فيه الوزارة وتطرحه للمعالجة محصور في أمرين اثنين:
الأمر الأول: في تقليص عدد الأيام التي يجرى فيها الامتحان، والأمر الثاني: في إلغاء بعض المواد المقررة من قائمة المواد التي يجرى فيها الامتحان.

وهذا الإلغاء يختصر عدد المواد، لأنه يوجه النظام إلى الاكتفاء ببعض المواد العلمية والأدبية والاستغناء عن المواد المكونة لشخصية المتعلم والمجذرة لأصول الهوية والانتماء الحضاري، بحيث يسعى الاقتراح إلى إلغاء الاختبار في التاريخ والتربية الإسلامية من مواد الامتحان لبعض الشعب وهي الشعب العلمية، وتدرج المادتان: التاريخ والتربية الإسلامية على أساس الاختيار بينهما في الشعب الأخرى، وهذا الاقتراح الذي تخطط له الوزارة لا يستند إلى المنطق، ولا يقبله العقل السليم، ولا ينسجم مع أهداف السياسة التعليمية الوطنية!!؟، لأن الغاية من الامتحان في أي نظام هو: قياس مستوى التحصيل المعرفي في المواد كلها، وبخاصة في المواد التي لها صلة ببناء شخصية المتعلم (المواطن الذي تريده الأمة).
فالامتحان يقيس مستوى التحصيل في المواد التي تخدم الجانب الفكري والتكوين العلمي من جهة، ويقيس مستوى التحصيل في المواد الموجهة لبناء الشخصية وتهذيب المشاعر وتقوية ارتباط الفرد بأصوله الثقافية من جهة أخرى، ولا يجوز أن نضحي بجانب من هذه الجوانب على أي أساس.
والهدف الذي يقصد من وراء تقليص الأيام وإلغاء بعض المواد غائب: لا
لا تريد الوزارة التصريح به!!؟، ولكن يمكن استنتاجه من سياسة التهميش المتبعة في التعامل مع هذه المواد سواء في مجال الوعاء الزمني المخصص لتدريسها أو في مجال تحديد المعامل الذي تعامل به في الاختبارات الفصلية.
وفي هذا السياق نلمح فكرة غريبة يجرى التحضير لها والتخطيط لتنفيذها ولا تريد الوزارة المجاهرة بها!!؟، هذه الفكرة هي: جعل اللغة الفرنسية تسترجع وظيفتها الأساسية في تدريس المواد العلمية في التعليم الثانوي.
وهي الفكرة التي يجرى الحديث عنها في المستوى السري، ولا نستبعد اهتمام الوزارة بالإقدام عليها قريبا!!؟.
وبالعودة إلى التعليق على نظام امتحان البكالوريا نقول:
إن الامتحان في أي نظام (في النظام التعليمي) هو الصيغة التربوية المرافقة لسير التعليم والمقيمة لجهوده ونتائجه، وهو الأداة التي يعتمدها النظام في قياس مستوى المعلومات التي حققتها الجهود وتبيان مظاهر النجاح والإخفاق في الجوانب التعليمية التي يتجه إليها القياس في المرحلة التي يشملها الامتحان، ونظرا لأهمية هذا الامتحان الذي يتوج جهود اثني عشر عاما في العمل التربوي، فإن مراجعته تتطلب جهودا فكرية وتنظيمية تعالج الأسس التي يقوم عليها والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها ويضبط نوع الأسئلة التي تقود إلى النتائج المتطلع إليها.
وأهم نقطة يجب الانطلاق منها في هذه المراجعة هي: تحديد الأهداف وكيفية اختيار الأسئلة الملائمة للأهداف، واختيار الأسلوب الذي يراعى في صوغ الأسئلة وفي ضبط الهدف من كل سؤال، وفي هذا الإطار ينبغي ترتيب المعلومات التي تتجه إليها الأسئلة على أن تتنوع وتتعدد، بحيث تعطي معظم المعلومات التي تلقاها الطالب في السنوات الثلاث، وهي الفترة التي نوّد أن نقيس نتائجها، لأن نتائجها الإيجابية هي التي توصل الطالب إلى نيل البكالوريا، وينبغي أن لا تقتصر الأسئلة على قياس ما قُدّم في السنة الأخيرة لأن الاهتمام الذي يركز عليه الامتحان له جوانب مختلفة، وهذه الجوانب لا تظهرها الدروس التي قدمت في السنة الأخيرة فقط.
هذا ما يتعلق بالامتحان، أما تحديد الوعاء الزمني الذي يجرى فيه الامتحان فيجب أن يكون وعاء ملائما للغاية من الامتحان وللأهداف المتعددة، وهذا يتطلب أن تكون أيام الامتحان أكثر من خمسة أيام، لأننا نقترح أن تخصص فترات الصباح لإجراء الامتحان، وتترك فترات المساء للمراجعة والتهيؤ للامتحانات، وهذا إجراء يجري التعامل به في بعض المدارس.
أما الهدف من الامتحان فيجب أن يشمل إرادة التأكد من استيعاب أهم المعلومات وقياس القدرة على التحليل والاستدلال والتفكير، وليس الاكتفاء بقياس القدرة على التذكر والحفظ والاستيعاب.
وصوغ السؤال جانب مهم في مسألة الامتحان، لأنه هو الذي يدفع التلميذ إلى التفكير ويجنبه اللجوء إلى الحفظ أو الإجابة العشوائية، لذا ينبغي أن نختار السؤال الذي يدفع التلميذ إلى تذكر المفاهيم وأسلوب معالجة المفهوم، وتذكر السياق الذي يدعو إليه مضمون السؤال لتكوين المعلومات التي تتضمنها الإجابة متكاملة ومترابطة وتحمل جانبا من الصدق.

ما يجب التنبيه إليه:
ومما يجب ذكره تعليقا على ما تخطط له الوزارة في موضوع مراجعة امتحان البكالوريا وفي مجال تغيير لغة التدريس في المرحلة الثانوية تلك الفكرة التي بدأت الأخبار تنشرها، وانطلق الحديث عنها في المجال السري وأخذنا نتبع المحاورات الغامضة التي جعلت الوزارة تتحرك من أجل إقناع المسؤولين في الدولة وفي الحكومة بتنفيذه.
فمما يجب ذكره والتنبيه إليه هو: تنبيه المسؤولين في كل مستويات الدولة إلى خطورة السكوت عن هذا الأمر، لأنه مخالف للقوانين التي تُسيّر جهات التربية، وخرق صريح لنص الدستور، وانتهاك فاضح لمقومات الأمة، وتعد صارخ على السياسة الوطنية في مجال التربية السياسية التي حظيت بإجماع واسع على المستوى الوطني وهيئاته، لهذا نوجه نداءنا للمسؤولين وكل الممثلين لهيئات الدولة وهيئات الأمة وكل من له صلة بقضايا التربية نوجه نداءنا إليهم، ندعوهم إلى التنبيه إلى هذا الأمر الخطير الذي يعد من يأمر به من فئة الناس الذين يعيشون غربة في تفكيرهم وفي ثقافتهم عن المجتمع الذي ينتمون إليه، وبأنه من الذين فقدوا الإحساس بالرابط الانتمائي إلى الأمة، إننا ننبه المسؤولين وندعوهم إلى تحديد موقفهم من هذا الذي تتجه إليه اهتمام الوزارة، حتى لا تبقى الأمور الرسمية خاضعة للاجتهاد واعتماد الآراء الخاصة التي تتناقض مع إرادة الأمة وتتعارض مع المنطق، لأن الإقدام على مثل هذا الإجراء يضرب المنظومة التربوية في صميمها ويهدم البناء السياسي لنظام التربية من أساسه، وللملاحظ الحق في أن يتساءل ويعلق على موقف الوزيرة ويقول: إن الوزيرة تعد طرفا في الحكومة، وقد جيء بها لتمارس مسؤولية الإشراف على تسيير أمور التربية ومسؤوليتها ترفعها إلى التفكير في البحث عن الأساليب التي تطور القطاع، لذا فما تفكر فيه جانب من ممارسة هذه المسؤولية ولها الحق في ذلك.
وهنا نسمع نقاشا بين المعلقين مفاده الإشادة بشخصية الوزيرة وبآدائها وثقتها بنفسها، ولكن هذا لا يتيح لها أن تقرر ما تقتنع به دون أن يكون ذلك موافقا لما تريده الأمة ومستخلصا من آراء المربين، لأن التربية سياسة أمة وليست سياسة قطاع، ومسؤولية دولة بكامل هيئاتها وليس مسؤولية وزير وحده.
ولكن التحليل الذي يعطيه بعض المناقشين لمواقف الوزيرة وإصرارها على تنفيذ ما تقرره يطرح جانبا آخر من التحليل ويوضح ما تتمتع به الوزيرة من شخصية قوية (شخصية امرأة معتدة بنفسها!!؟) يرجع إلى: أنها جاءت لهذا القطاع لتؤدي رسالة معينة وهي تؤمن بها.
وهذه الرسالة هي المحافظة على شخصية المدرسة التي بدأت تفقدها وتسعى إلى تطوير أدائها وإرجاع المستوى الذي كانت تتمتع به في السنوات الأولى للاستقلال، وتتم هذه المحافظة بالعمل الجاد على انتقاء أساليب العصرنة وعلى جعل النظام المدرسي يسترجع ما كان عليه في السنوات الأولى في مجال مستوى الأداء وفي مجال اللغة التي نعتمد في التدريس، وهو مضمون الفلسفة التي تطبع سلوك من اختاروا هذه الوزيرة واقترحوها على الحكومة لتتولى إنقاذ المدرسة مما وصلت إليه، وهم الآن يساندونها ويؤيدون مواقفها لمن يحاول إزاحتها عن وظيفتها، حتى ولو لم يظهروا للعيان، وهذا هو السبب الذي جعلها قوية في مواقفها شجاعة في آرائها وجعلها لا تتراجع عما تفكر فيه وتقتنع به، لأن وراءها من يسندها ويقف إلى جانبها ويقدم لها الأفكار التي تدافع بها عن مواقفها والمسوغات التي تبرر بها ما تدعو إليه!!؟.


ما هذا الغموض في تفكير وزارة التربية!!؟
عبد القادر فضيل

إن ما تفكر فيه الوزيرة وما يردده المسؤولون المتعاونون معها في مجال إصلاح المناهج، وتجديد الكتب ومراجعة الأوضاع التي تنقد فيها هذه المناهج أمر مهم ومفيد، ونحن بحاجة إليه، ولكن الفكرة التي تنطلق منها غير واضحة وغير محددة، فالموضوع الذي جعلته الأساس المعتمد في هذه المراجعة وهذا الإصلاح هو: إقرار الجيل الثاني من المناهج أو من الإصلاحات، وطرحها هذا من دون أن تعتمد في ذلك أساسا علميا يقلل من شأن الفكرة المطروحة ويسيء إلى الوزارة.
إن فكرة الجيل الثاني التي جعلتها عنوان الإصلاح، فكرة زائفة لا أساس لها وليست لها دلالة علمية أو تربوية، ولا يمكن أن يستوعبها من يسمع الحديث عنها، لذا يجب أن تراجع الوزارة نفسها وتحذف هذا المصطلح من مشروع الحديث عن إصلاح المناهج، لأنه لا ينسجم مع الحقيقة، ولا مع الواقع، فالمطلوب أن تعوّضه بالحديث عن الجديد في المناهج من غير ذكر للأجيال، لأن تحديد معنى الجيل ورتبته ليس أمرا سهلا، وليس في متناول من يتحدثون عن تطوّر المدرسة، ثم إن الجيل الثاني الذي تردّده الوزيرة ويتغنى به المسؤولون في الوزارة: ينبنى على مفهوم الجيل الأول، والجيل الأول غير محدّد في النص المصرّح به!!؟، فهل هو المناهج التي عرفتها المدرسة من بداية الاستقلال إلى يومنا هذا؟، وهذا غير مقصود، وهل الجيل الأول الذي تقصده الوزارة وتسعى إلى تجاوزه هو: التغيرات التي حدثت منذ 2003، والتي اعتمدت فيها الوزارة على ما ورد في تقرير اللجنة الوطنية لإصلاح منظومة التربوية!!؟.
وهذا هو الذي يقصدونه بالجيل الأول، وقد اتضح هذا القصد من خلال التحليل الذي دار في ندوة البرلمان، وإذا اعتمدنا هذا الشرح في تحديد مفهوم الجيل الأول، فإن نظرتنا إلى المدرسة تأخذ منحنى غريبا، أي أن المدرسة في نظر من يقولون بهذا الجيل قبل سنة 2003 لا وجود لها، أو هي موجودة ولكن في حكم شيء غير موجود!!؟، والإصلاحات التي تمت قبل هذا التاريخ لا معنى لها كذلك - أولا تعنى شيئا له قيمة، والمناهج التي تم تطبيقها لا تدرجها الوزارة ضمن الأجيال التي تتحدث عنها، وانتقادهم للمدرسة يتجه إلى هذه الفترة التي تعلق عليها الوزيرة وتوضح أن التعليم الذي عرفته هذه الفكرة لم يستوف شروط التعليم المنظم، ولذا كانت النتائج ضعيفة ورديئة كما تقول، وما تزال النتائج كذلك، ولهذا جاءت فكرة الإصلاح وتجديد المناهج وفق ما سمته بالجيل الثاني الذي تراه استنتاجا غريبا، لأن هذه الفكرة لا يقول بها عاقل، لأن هذا الاستنتاج لا يستقيم مع أحداث التاريخ، ولا يلائم الحقائق التي عاشها نظام التعليم، وإذا سرنا وفق هذا الاستنتاج، فإن المحلل الذي يستخدم العقل يحمّل القائلين بالجيل الأول والجيل الثاني، يحملهم رؤية سياسية لا يقبلها العقلاء، وهي أنهم يربطون وجود المدرسة التي عرفت الجيل الأول بالعهدة الرئاسية الأولى، أي بالإصلاح الذي دعا إليه الرئيس، وشكل له لجنة، قامت بدراسة الوضع وأنجزت تقريرا مفصلا جعلته الحكومة أساس الإصلاحات التي أقدمت عليها منذ سنة 2003 واستمر ذلك إلى سنة 2014.
إن هذا الاستنتاج أمر في غاية الخطورة، فاعتبار المناهج التي تمت منذ 2003 هي المناهج التي تصنف في رتبة الجيل الأول، وهو الجيل الذي انتقدته الوزيرة، وبيّنت ضعفه وانحرافه عن الخط البيداغوجي الصحيح، كما ورد في تعاليق المسؤولين في الوزارة، ويعني هذا أن المدرسة لم تكن موجودة قبل هذه الفترة التي يوجّه إليها النقد، لأن الحديث عن المناهج محصور في هذه الفترة التي يراد تصحيحها بإدراج جيل جديد من المناهج، وإلا كيف يلغون الحديث عن المناهج وعن أجيال هذه المناهج التي سبقت هذا التاريخ!!؟، وإذا أردنا تصنيف الأجيال وترتيبها حسب الزمن وحسب تطوّر الأحداث، فإننا نجد أجيالا ثلاثة وليس جيلا واحدا: جيل قبل إصلاح 1976، وجيل تأسست معه المدرسة الجزائرية (التعليم الأساسي) والذي استمر إلى سنة 2003، وجيل ثالث هو: الجيل الذي طبقت معه مضمون تقرير لجنة الإصلاح الذي صدر عام 2001.
وما يفكر فيه اليوم هو: الجيل الرابع كما شرحت ذلك في مقالة سابقة، وهذه الأجيال لها مكانتها وتواريخها، لذا يتعين أن تلغي الوزارة فكرة الجيل الذي لا أساس له، وتتجه إلى الحديث عن المناهج الجديدة حتى لا تدخل في متاهات لا فائدة منها.
هذا أمر، وهناك أمر آخر يجب أن يصحح، وهو: التناقض الذي نراه بين ما يصرّح به وبين القرار المكتوب!!؟، فالقول المصرّح غير القرار الذي رأيناه مكتوبا، فالمصرح به هو: أن الإصلاح لا يغير محتويات المناهج، وإنما يحسّن ظروف إجرائها، بينما القرار الصادر عن الوزارة رقم 242 والمؤرخ في 11/6/2015 ينص على إقرار منهج جديد، وهذا المنهج يلغى ويعوّض المناهج الجاري بها العمل، هذا يناقض ما شرحه المتحدثون عن إصلاح المناهج، فالأحاديث التي استمعنا إليها تؤكد أن الإصلاح لا يمسّ المحتوى، فالمحتوى باق كما هو، وإنما يمس أساليب التناول وطريقة الطرح والمعالجة، لذا فالمناهج القائمة لا يغيّرها الإصلاح ،وإنما يجعلها تعالج وفق طروحات بيداغوجية جديدة، تشرحها التوجيهات.
هذا عن فكرة الجيل وعن تجديد المناهج بصفة عامة، أما عن تجديد مناهج وكتب السنة الأولى والثانية، فالموضوع يحتاج إلى وقفة مطوّلة نبحث من خلالها عن المفهوم الذي يراد طرحه وعن الجوانب الجديدة التي ينبغي أن تطرح في هذا المستوى، لأن المواد الأساسية التي تدرج في مناهج هذا المستوى هي: القراءة والكتابة والمحادثة والحساب والأخلاق، أما المواد الأخرى التي هي موجودة في النظام الحالي مثل: التربية الإسلامية والتربية المدنية والتربية التكنولوجية، فمن الأفضل تأجيل تعليمها إلى السنة الثالثة لأن مستواها يفوق قدرات الأطفال.
وحين نناقش موضوع المناهج في هذا المستوى يتضح لدينا أن أهم مادة في مناهج السنة الأولى والثانية هي: القراءة وما يتبعها، والحساب وما يتصل به، وهنا نتساءل: هل للقراءة جيل أول وثان وثالث والأمر نفسه بالنسبة إلى الحساب؟، ولذا لا تطرح فكرة التجديد بالنسبة إلى المعلومات التي تلقن للأطفال اللهم إلا إذا كانت هناك نظرية جديدة خاصة بالقراءة أو بتقديم الأعداد، نظرية ابتكرها علماء البيداغوجيا والمختصون في قضايا البناء المعرفي مع الصغار، ولكن لجنة المناهج لم تطرح هذه النظرية.
إن تعلم هذين النشاطين لا يطرح فكرة الجيل، لأن أهم ما يركز عليه في هذا المستوى هو: الآليات والمهارات والمفاهيم المجسمة، والألفاظ المعبرة عن الرموز والإشارات، وهذا يتطلب النضج والتدريب، وربط المسموع بالملفوظ، والمكتوب بالمنطوق والمجرد بالمحسوس، وهنا نتساءل:
ما هو القصد من التجديد؟، أهو تجديد المعلومات أم تناول جديد للمعلومات وأساسيات النشاط المتعلم من خلال طرح بيداغوجي، ومعالجة عملية للقراءة والكتابة والحساب!!؟، إن المعلومات هي المعلومات، ليس فيها تجديد، وإنما الجديد هو: طريقة معالجتها وأسلوب طرحها وتنظيم جهود التلاميذ من أجل استيعابها.
إن هذا هو التوجه الذي ينبغي التركيز عليه وجعله أساس تصميم المناهج ومعالجتها في المحيط المدرسي، وهذا الطرح هو الذي سمعنا شيئا منه في ندوة البرلمان، ولكن المحيط الذي سيستقبله ليس مؤهلا لاستيعاب التفكير الذي تم طرحه، إن ما ينبغي أن تهتم به المدرسة هو: إثارة اهتمامات المتعلمين ودفعهم إلى التفاعل الإيجابي مع آليات القراءات ومهارات الكتابة ومفاهيم الحساب، لأن هناك المنهاج الذي يحدّد المحتوى والأهداف وهناك المنهج أو المنهجية التي تطرح كيفية التعامل مع الكتاب أو مع الدرس، وهذا غير واضح في الطرح الذي تناوله المسؤولون، لذا قلت إن الغموض ما يزال مهيمنا على ما يجري التفكير فيه.
وهناك أمر آخر لم نسمع عنه شيئا، وهو: نشاط المحادثة التي هي الوسيلة الضرورية لتعلم الحديث باللغة العربية، واكتساب مهارة التواصل اللغوي، لأن هذه المادة لا يهتم بها في الوضع الحالي، ولم نسمع أنه يوجد طرح جديد لهذه المادة التي توقّف العمل بها منذ التخلي عن التعليم الأساسي. المحادثة التي أقصدها هي: نشاط له محتوى واضح وطريقة ووسائل، ومع الأسف، هذا النشاط لم يعد له وجود، لقد ألغيت الطريقة والقصص المصوّرة، والرصيد اللغوي المهيأ الذي كان يُعلَّم للأطفال.
إنَّ المادة التي تُعلِّم الأطفال المحادثة والتعبير بأسلوب شيّق، وفق قصص ووسائل وتراكيب محدّدة، هذه المادة، لم نسمع عنها في مشروع التجديد الذي حدّدته الوزارة، وإذا لم ندرج نشاطا خاصا بتعليم اللغة وفق منهج بيداغوي، فكيف نرجو من التلاميذ أن يكتسبوا القدرة على استخدام اللغة العربية!!؟.
لذا يجب أن تتدارك الوزارة هذا النص، وتضيف إلى المناهج هذا الجانب الذي لابد منه إذا كنا نريد أن يتعلم أبناؤنا لغتهم، وقد ذكرت الوزيرة أن ما تحرص عليه هو: جعل المتعلمين يكتسبون ملكة التعبير الشفهي تمهيدا للتعبير الكتابي، وجعل الطفل يعبر باللغة العربية ويستوعب ما يسمعه من الأحاديث باللغة العربية هو: المنهج الذي يتدرج من خلاله التلاميذ لفهم لغتهم، وفهم النصوص المكتوبة، وهذا يؤهلهم لإدراك خصائص التعبير اللغوي ويكسبهم القدرة على التعامل بهذه اللغة.
نرجو أن يتجه تفكير الوزارة من خلال لجنة المناهج إلى العناية بهذا الموضوع الذي وددنا أن تدرجه الوزارة ضمن مشروع الإصلاح.
ومن النقاط المدرجة في مشروع الإصلاح، مراجعة الكتاب المقرّر لتلاميذ السنة الأولى وتلاميذ السنة الثانية، فالمقترح هو: تجميع المواد المقرّرة في السنة الأولى وفي كتاب واحد، ولكن الذي نقترحه أن لا تدرج جميع المواد في الكتاب، إذ نفضل أن يشمل الكتاب المواد الأساسية: القراءة والكتابة والحساب والأخلاق، ولا تدرج التربية الإسلامية والتربية المدنية والتربية التكنولوجية ضمن هذا الكتاب الخاص بالسنة الأولى، لأن هذه المواد الأخيرة لا تتلاءم مع مستوى التلاميذ ولا يصحّ إدراجها ضمن الكتاب المقرّر، لأن التلاميذ يجهلون القراءة.
ويمكن إدراج بعض المعلومات الخاصة بالتربية الإسلامية في الدروس الشفهية، ويؤجل الكتاب إلى السنة الثالثة، وكذلك كتاب التربية المدنية والتربية التكنولوجية. إن هذه صفة الكتاب الذي نُعدُّه ليستجيب لدواعي التجديد بحيث يُركّز فقط على المواد الضرورية، لأن الأهم هو تمكين التلاميذ من القراءة والكتابة والحساب.
وما نقترحه هو: جعل كتاب القراءة مفصولا عن كتاب الحساب، حتى يتاح للمشرفين على الكتاب إدراج عدد مهم من التمارين والرسوم الموضحة في الكتابين.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
27-08-2016, 04:50 PM

المدرسة والديـن!!؟
ضو جمال
أستاذ الفيزياء بجامعة الوادي

منذ أيام نشرت جريدة الوطن الناطقة بالفرنسية مقالا للكاتب ندير إيدير عنوانه :" لنتوقف عن أدلجة المدرسة"، حيث اتهم فيه الأحزاب الإسلامية والجمعيات والشخصيات التي لها نفس التوجه بأنها تشن حملة من منطلق إيديولوجي ضد الإصلاحات التي تقودها وزيرة التربية وفريقها!!؟.
وأوضح في نفس الوقت أن السيدة بن غبريط لم تقم بشيء سوى أنها أخذت على عاتقها تطبيق التوصيات النهائية للجنة بن زاغو، ومن بينها إدخال الفرنسية من السنة الأولى ثانوي، وطالب الكاتب بأن يتوقف الجميع عن التدخل في الشأن التربوي وأن يترك الأمر للمختصين في البيداغوجية حتى لا يبقى أبناؤنا رهينة لنفس الأفكار.
المتأمل في مقال الكاتب يجده يقطر إيديولوجية، وللأسف لم يسأل الكاتب نفسه:
هل الاختصاص في البيداغوجية وعلوم التدريس هو حكر على فئة ذات توجه وأفكار وخيارات لغوية معينة أم أن مجاله مفتوح لمختلف التوجهات والآراء؟.
وهل أطلع الكاتب عما كتبه اثنان من أهم المختصين الفرنسيين الذين أحضرتهم الوزيرة بخصوص اللغات الأجنبية ومكانة الأنجليزية (انظر مقال" ما رأي الخبيرين الفرنسيين؟" في الشروق أونلاين http://www.echoroukonline.com/ara/articles/494813.html
أم أن المختصين الجزائريين ومن أوكل إليهم شأن التربية يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟.
إن الوصف الذي دأبت على استعماله الأقلام والأصوات المدافعة عن لجنة بن زاغو وخيارات السيدة بن غبريط لإرهاب مخالفيهم هو: أنهم إسلاميون أصوليون وبعثيون تحركهم الأيديولوجية!!؟، بما يمثله هذا الوصف من اختزال وتحريف لقضية انهيار التربية والتعليم منذ أن عرفنا إصلاحات بن زاغو!!؟.
والجدير بالإشارة أن بوادر السقوط الحر للتعليم بدأت في الواقع منذ أن تولى بن بوزيد مقاليد التربية، وعلى الرغم من كل هذا لم نكن نسمع صوتا أو نقرأ حرفا لهذه الأقلام بينما ارتفعت أصواتهم اليوم دفاعا عن خيارات لجنة بن زاغو وبن غبريط!!؟... والتي هي في واقع الأمر مجرد خيارات إيديولوجية محضة وضيقة لا علاقة لها بالدراسات العلمية والبيداغوجية. إنها خيارات لا تراعي المصالح الاقتصادية ولا متغيرات العصر، كما لم يقدم أصحابها حججا علمية مقنعة، ولم يفتحوا نقاشا مجتمعيا، بل اكتفوا بالقرارات السرية والضبابية، وأصبح المجتمع الجزائري والرأي العام يعيش على وقع التسريبات!!؟.
بالرغم من كل هذا، فإننا سنذهب بعيدا ونقبل أطروحة الصراع الإيديولوجي الذي يروج له هؤلاء، ولكن لا بد هنا للرأي العام غير المطلع بشكل كاف أن يتعرف على التوجهات والآراء الفكرية " الإيديولوجية" لمن أوكل إليهم الإشراف على تربية أبنائنا وتعليمهم.
وحتى نضع القارئ في الإطار الحقيقي لهذا الصراع أشير إلى أن العنوان " المدرسة والدين" الذي اخترناه والذي يوحي بالإيديولوجية ما هو إلا عنوان لمقالة مطولة كتبتها السيدة نورية بن غبريط سنة 2001 ونشرت في كتاب ضمن مقالات أخرى أصدرها معهد دارسات وأبحاث العالم العربي والإسلامي بمرسيليا: تتحدث الوزيرة في هذا المقال عن دور الدين وعلاقته بمخرجات المدرسة الجزائرية والإرهاب والخيارات التربوية لجزائر ما بعد الاستقلال، وتقدم تصورات في هذا الشأن.
وقد تعرضت الوزيرة إلى نقاط كثيرة في مقالها من بينها نقطتان رئيسيتان:

النقطة الأولى: هي عملية سبر للآراء قامت به رفقة فريق وسط عينة من حوالي 1700 تلميذ من تلاميذ القسم النهائي الثانوي، كانت الأسئلة الموجهة للتلاميذ تقريبا إيديولوجية محضة، هدفها: معرفة التوجهات الفكرية للتلاميذ وخياراتهم الدينية وموضوع الحجاب، بل إن أحد الأسئلة كان : "هل تؤدي الصلاة أم لا ؟"، وكانت النتيجة آنذاك أن 65% من تلاميذ القسم النهائي يؤدون الصلاة، (النسبة لدى الإناث 70 % والذكور 54%)، هذا بالإضافة إلى أسئلة عن الرموز التاريخية والثورية والثقافية لدى التلاميذ.
وهنا: نتساءل حقيقة عن مدى أهمية سؤال الصلاة في بلد يفترض فيه أنه مسلم؟، وما علاقة هذا بمستوى التعليم ؟، ومن يسعى لأدلجة المدرسة؟ .

النقطة الثانية، والتي قد تمثل صدمة كبيرة للقارئ غير المطلع هي: ما جاء في نفس المقالة حول القيم والأخلاق والخيارات التربوية لما بعد الاستقلال حيث قالت الوزيرة ما نصه:
" في سنة 1995، أقر المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي بأحقية المدرسة الاستعمارية في إدخال تدريس الأخلاق ضمن المنظومة التربوية، حيث يتم تدريس القيم الأخلاقية مثل الأمانة، وقيمة المجهود الشخصي، والتسامح، واحترام الآخر، واحترام الملكية العامة، وواجب حماية الملكية العمومية، واحترام القانون، كما يجب الإشارة إلى أن موقف المجلس الاقتصادي يأتي في سياق يقوم فيه الإسلام السياسي بممارسة عنف أعمى ضد المجتمع، كما أن الظاهرة يتم النظر إليها بشكل واسع على أنها نتيجة للخيارات البيدغواجية لمدرسة بعد الاستقلال!!؟".

نشير إلى أن السيدة الوزيرة كانت آنذاك:" عضوا في هذا المجلس".

وهنا تتضح رؤية السيدة الوزيرة، حيث تعتبر أن الفضل يعود للاستعمار الفرنسي ومدرسته في إدخال القيم النبيلة والأخلاق إلى المدرسة وزرعها في المجتمع الجزائري، بينما خيارات ما بعد الاستقلال لم تؤد إلا إلى تخريج إرهابيين يمارسون عنفا أعمى ضد المجتمع!!؟.
وهنا: يحق لنا أن نتساءل فعلا حول نظرة السيدة الوزيرة للاستعمار؟، وما إذا كان أبناؤنا يوما: سيدرسون بأن أجدادهم أخطئوا عندما رفعوا السلاح وأخرجوا المستدمر الفرنسي الذي كان حريصا على نشر كل قيم التسامح والأمانة واحترام القانون في أوساط المجتمع الجزائري!!؟.

أخيرا نقول:
إن الصراع الفكري أو الإيديولوجي: أمر لا مفر منه في جميع المجتمعات، ويشتد هذا الصراع في أوساط المجتمعات أو الأمم التي ترزح في التخلف والتبعية، حيث تكون هذه الأمم عادة فاقدة لبوصلة الخيارات الحضارية الكبرى، وتجني نتائج هذه الصراعات غير المحسومة وتغيب إرادة الشعب. كما أن المدرسة لا يمكن فصلها عن هذه الصراعات مهما حاولنا، ولكن لا يحق لمن يريد أن يختطف المدرسة إيديولوجيا ولغويا: أن يصف معارضيه بمحاولة أدلجة المدرسة في ظل تغييب تام لرأي المجتمع بكل مكوناته!!؟، وخاصة إذا كان هذا الاختطاف يأتي من فريق مارس الوصاية وفرض المناهج والخطط التربوية لأزيد من عقدين وأوصل المدرسة والتعليم إلى وضع مأساوي!!؟.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
27-08-2016, 04:51 PM

إجراءات التغيير التي سيتفاجأ بها المجتمع في ميدان التعليم!!؟
عبد القادر فضيل


تعوّد الناس أن يترقبوا الأحداث السارة في كل موسم دراسي: استجابة لتطلعات أفراد الأمة، ومسايرة لحرص الدولة على محاولة التغيير الإيجابي في بعض جوانب التعليم.
ولكن الأحداث التي سيتفاجأ بها المجتمع هذه السنة: أحداث غير سارة، بل هي: أحداث مخيّبة للآمال، ومفجرة لدواعي الإحباط.
إن الإجراءات التي تستعد الوزارة لعرضها على الحكومة، وتحاول جاهدة أن تقنع المسؤولين بآرائها، هذه الإجراءات مخالفة للمبادئ التي تسير عليها السياسة التعليمية ومناقضة لتوجهات الأمة في مجال تأهيل النظام التربوي، وتنمية الوعي بأهمية القواعد التي تبنى عليها أركان المدرسة وترسم رموز الهوية، ومن أهم ما تتضمنه هذه الإجراءات التي تحرص الوزارة على تنفيذها:
الدعوة الصريحة إلى تغيير مبادئ السياسة القائمة في مجال التربية وقلب الأوضاع القائمة، تلك الأوضاع المجسدة لمبادئ النظام التربوي وأصول السياسة التي يلتزم بها مجتمعنا، تلك السياسة التي حظيت بإجماع واسع على المستوى الوطني، كما عبّر عن ذلك رئيس الجمهورية في خطابه الموجه لأعضاء لجنة الإصلاح عام 2000.
إن هذا الإجماع الحاصل على مضمون مبادئ السياسة التربوية: تمّ التعبير عنه منذ بداية الاستقلال، حين توجهت الدولة إلى إقامة هياكلها وشرعت في تأسيس النظام التربوي الوطني، وخلاصة هذه السياسة الحضارية والثقافية التي تعبر عن اهتمامات الأمة وتعبر عن ذاتها وتحدد وجهتها في الحياة، ومن أهم ما يترجم هذه الاهتمامات هي: المقومات والثوابت التي تميز شخصية كل أمة وتحدد أفكارها ورؤيتها.
ونجد تلخيصا لهذه الرؤية في المبادئ التي ترتكز عليها السياسة المتبعة في مجال التربية عندنا، وهذه المبادئ هي: الديمقراطية والتعريب، والتوجيه العلمي والتقني، وهي: المبادئ التي حددتها الأمة لتجعلها سبيلها في النهوض بالمجتمع وفي بناء مستقبل الأجيال، وتفصيلا لروح هذه المبادئ نشير إلى أهم الجوانب المتعلقة بالمقومات التي تميز كل أمة – ما ذكر ابن باديس وهي: اللغة والعقيدة والتاريخ والشعور المشترك الذي يربط بين أفراد الأمة، وبينهم وبين من يشاركهم في هذه المقومات، وتشمل هذه المقومات: نظرة الأمة إلى الحياة في واقعها الآني وفي تطوراتها المستقبلية، وفي مظاهرها العملية والتكنولوجيا.
هذا مضمون السياسة التربوية التي تحاول الوزارة أن تتجاوزها وتقترح ما يعارضها ويهدمها ويناقض عناصرها في المجال الديني واللغوي والتاريخي.
ففي المجال الديني: يتجه تفكير الوزارة إلى تهميش التربية الإسلامية في مجال التعامل، ويقترح إلغاءها من قائمة مواد الامتحان في البكالوريا أو جعلها مادة اختيارية في بعض الشعب (بينها وبين الأمازيغية)، وكذا التعامل نفسه بالنسبة إلى مادة التاريخ، فالوزارة تعتبر التاريخ مادة ثانوية!!؟، ويظهر ذلك في تخفيض المعامل الذي تعامل به، وفي الاقتراح الذي يجعل المادة التاريخية غير مدرجة ضمن قائمة المواد الإجبارية في الامتحان الموجه لطلاب البكالوريا.
أما في المجال اللغوي، فالأمر أخطر، لأن الوزارة تسعى إلى إبعاد اللغة العربية عن الدور الذي تؤديه وتقلل من مكانتها حين تدعو إلى ترشيح اللغة الفرنسية بدلها في تدريس المواد العلمية!!؟.
إن تبني هذه الإجراءات يعد خرقا لنص الدستور وقوانين الجمهورية، وتعديا على أسس النظام التربوي، غير أن الإجراء الخاص لترشيح اللغة الفرنسية لتدريس المواد العلمية: لم يصرح به علنا ولم يناقش!!؟، ولكن هناك جهود جارية في مجال التحضير لتنفيذه، وما طرح في إصلاح البكالوريا يؤكد هذا، والهدف المتوخى من تغيير لغة التدريس هو: إجراء تناغم بين التعليم الثانوي والتعليم العالي لحلّ مشكلة رسوب الطلاب المتكرر في بداية التعليم العالي بسبب الضعف اللغوي، ورغم الحرص الذي تبديه الوزارة في جعل اللغة الفرنسية تسترجع دورها في تدريس المواد العلمية، إلا أننا لا نرى هذا الأمر ممكنا ويمكن قبوله من الحكومة: نظرا لصعوبة التطبيق ومخالفته للخط السياسي الذي تسير عليه البلاد في مجال التربية، وكذا: لا نستبعد أن يكون للحكومة موقف متحفظ تجاه هذه الاقتراحات، لأنها إن قبلتها فستضع نفسها في حرج بين المبادئ التي تسير عليها رسميا، وبين هذه المواقف المضادة التي تعرض عليها!!؟.
والمحلل لوضعية الوزارة يستبعد أن تتجرأ الوزيرة، وتطرح الموضوع بصفة واضحة على مجلس الحكومة، لأنها لا تريد أن تتخلى عن كونها عضوا فاعلا في الحكومة، وهذه العضوية تدفعها لتكون مع المبادئ ولا تناقضها حتى ولو كانت لا تنسجم مع قناعتها الشخصية، وحرص الوزيرة على التصريح بهذا الموضوع يجعلها متناقضة مع المسؤولية التي تمارسها، والذي يضاد هذه المسؤولية يصبح تلقائيا من المعارضين لسياسة الأمة ومن الرافضين للمبادئ التي بنيت عليها السياسة، حتى ولو لم يجاهر بهذه المعارضة، والفكرة التي يجب التعليق عليها، بالإضافة إلى ما ذكر هي: الاقتراح الخاص بتقليص فترة امتحان البكالوريا، الفترة المقترحة لا تحل إشكالا ولا تحسن وضعا، بل تزيد الموضوع تعقيدا، لأن الوعاء الزمني الذي يخصص لإجراء الامتحان يرتبط بالغاية من الامتحان وبالأهداف التي توجه إليها الأسئلة، ونسعى بواسطتها لقياس المستوى، ونوع الأسئلة التي يعتمد عليها في قياس مستوى المعلومات، ويرتبط بالحالة النفسية والمعرفية التي يكون عليها الطالب أو التي ينبغي أن يكون عليها في فترة الامتحان، وهذه الجوانب تستدعي أن تكون أيام الامتحان أكثر من ثلاثة أيام، بل أكثر من خمسة أيام، لأن تمديد الفترة يمكّن القائمين على التعليم من تحديد المواد التي يجب البدء بها، وتحديد المدة التي يتطلبها إنجاز الاختبار الخاص بكل مادة، والمهم في كل هذا هو: أننا نقترح أن يكون إجراء الامتحان في الصباح فقط، ويترك المساء (فترة ما بعد الظهر) للمراجعة والتهيؤ النفسي والراحة الفكرية: ليتم الاستعداد في الفترة الموالية، لذا نرى أن تمدّد فترة الامتحان إلى أكثر من خمسة أيام، على أساس أننا ننظر إلى مواد التعليم نظرة تجعلها كلها مواد أساسية.
فالمطلوب من مصممي أسئلة الامتحان: أن يعدّدوا الأسئلة وينوعوها ويحددوا الصيغة الملائمة للهدف وللموضوع، لأن المطلوب أن تغطي الأسئلة أهم المعلومات التي تلقاها الطالب في الفترة التي شملها الامتحان.
وقد بينت جوانب هذا الموضوع في مقال سابق، وذكرت أن الذين اقترحوا ثلاثة أيام: لم يدرسوا الموضوع دراسة علمية، ولم يحللوا أهدافه والمستوى المعرفي الذي تلقاه الطالب خلال فترة التعليم الثانوي كلها، وبينت أن تمديد فترة الامتحان مطبقة في بعض البلدان، وهي: مفيدة للطلاب ولا تكلف الدولة - كما يعتقد- أموالا زائدة.
والفكرة التي ألخص بها ما تناولته في التعليق على إجراءات الوزارة هي: أنني أشك في أن الوزيرة ستتجرأ وتقدم هذه الاقتراحات إلى الحكومة بهذه الصيغة الواضحة، كما أنني أشك في أن الحكومة ستغض الطرف وتقبل هذه الآراء التي تعرض عليها وتقدمها للمناقشة، وما ننتظره هو أن تجد الحكومة صيغة تؤجل بها مناقشة هذه الموضوعات لتخرج من الوضع الحرج، وتعلن أنها ستعرض الأمر على أهل الاختصاص وتشكل بناء على ذلك فريقا من الخبراء لدراسة جوانب الموضوع.

ولعل هذا الوضع سيدفع المسؤولين في الدولة إلى التفكير في تشكيل هيأة علمية من العلماء والمفكرين ومن رجالات التربية ومن المؤمنين بقيم الأمة ومواقفها ونضالاتها، لنكوّن الإطار الموجه لوزارة التربية والمحدد للسياسة التي يجب أن تسلكها، على أن تعطى لها صلاحيات التفكير في قضايا التربية والتعليم وتطوير الأنظمة التي تسهم في ترقية القطاع والتخطيط للنهوض به، لأنه لا يجوز حضاريا: أن تبقى وزارة في مستوى وزارة التربية التي تشرف على أهم قطاع في الدولة بدون أن تكون إلى جانبها هيأة أو هيئات تنير لها الطريق وتوجهها إلى ما يجب عمله.
إن انعدام الهيأة الموجهة التي يرجع إليها أمر التربية هو: السبب في حالات التدهور التي يعيشها قطاع التربية عندنا، وهذا هو السبب الذي جعل الوزارة ترتجل في بعض القرارات، وتتجه إلى تقديم جملة من الاقتراحات التي لم تدعمها دراسة ولم يرافقها تحليل علمي!!؟، كنا نأمل أن يتدارك المسؤولون هذا الفراغ من خلال تعديل الدستور، فينشئوا هيأة بمثابة المجلس الأعلى للتربية تكون مرجعا لتسيير قطاع التربية، وتنظيم جهوده وتقديم العون العلمي والسياسي للوزارة مثلما كان الأمر في السابق.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
27-08-2016, 04:53 PM
الوزيرة... فرنسية بلا حجاب!!؟
قادة بن عمار

عندما يقول المفتش العام لوزارة التربية الوطنية:" إنه ليس من حق أحد الدفاع عن الهوية الوطنية ماعدا رئيس الجمهورية!!؟"، فهو هنا: يخالف الدستور، ويُورّط الرئيس ضمن صراع: لا أحد يريد الاعتراف بخطورته داخل الوزارة!!؟.
المفتش العام قال في تصريحات صحفية:" إن جميع المبادرين لحماية المدرسة الجزائرية من التفسخ وتهديد مقومات الهوية الوطنية: كارهون لبن غبريط، لأنها ناجحة، وتتكلم باللغة الفرنسية وغير متحجبة!!!؟؟؟".
مثل هذه التصريحات التي يعتقد المسؤول المذكور: أنه يحمي الوزيرة عبرها، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك: أن المتسبب الأول في نقل الصراع حول المدرسة من طبيعته العلمية والموضوعية إلى زوايا إيديولوجية ضيقة هي: الوزارة ومن يعمل فيها من إطارات حاليا!!؟.
وزيرة التربية نورية بن غبريط قالت للجزائريين: "أعطوني خمس سنوات، أعطيكم مدرسة مكتملة الإصلاحات"..
لكن وبعد منحها أكثر من سنتين: اتضح أنها لا تريد الإصلاح بقدر ما تريد سلخ المدرسة من هويتها، كما تعجلت بفعل كثرة منتقديها وكشف خططها: لإصدار مجموعة كتب تتعلق بثلاث سنوات تعليمية، ثم أرجعتها بسبب ما قيل مشكل في اللون!!؟.
فإذا كانت تلك البداية، فماذا عن بقية:" مسلسل الإصلاح الفاسد!!؟".
قد لا تكون السيدة بن غبريط سياسية بالفطرة ولا بالممارسة سابقا، لكنها تملك من مواصفات السياسيين "أمكرها!!؟"، فهي: مناورة بارعة، وتتمسكن حتى تتمكن!!؟.
لا تنتظروا من الوزيرة مثلا: كشف رأيها الحقيقي في سبب تراجع التعليم بالجزائر، أو ربطها ذلك باللغة العربية مباشرة!!؟، فمنصبها السياسي يفرض عليها بعض التحفظ، لكنها أثبتت أكثر من مرة، أنها تملك عقلا يشبه عقل سعيد سعدي الذي قال يوما:" إن اللغة العربية تم فرضها بالقوة على الجزائريين، وعليه يجب التخلص منها تعلما وتداولا!!؟".
بن غبريط تبحث عن منصب أكبر من وزيرة التربية، لذلك قالت يوما:" إنها تريد بناء مدرسة نوعية تتوافق مع خطة اليونيسكو 2015-2030!!؟".
هي لا تريد بناء مدرسة تتوافق مع بيان أول نوفمبر، ولا مع هوية هذا الشعب وأصالته، وإنما تتوافق مع خطة اليونيسكو!!؟.
لذلك، ليس من المستغرب: أن تتحدى الوزيرة الجميع، وتتمسك بنفي كل مخططاتها، ولا تمل من وصفها بالإشاعات المدمرة!!؟، حتى وإن فضحتها وزيرة التربية الفرنسية:( نجاة فالو بلقاسم) قبل فترة، لتقول:
" نعم، نحن نشرف على إصلاحات المدرسة الجزائرية، ولا نكتفي فقط بإصلاح التعليم، بل حتى بتكوين المكونين!!؟".

يبقى أن من يدعمون بن غبريط ينقسمون إلى قسمين:
الأول: يوافقها الأفكار والهوى الإيديولوجي الضيق.
والقسم الثاني: يدعمها نكاية في الإسلاميين!!؟.

ثم لماذا يعارض البعض هذا النظام بشدة، وعندما يأتون على ذكر وزيرة التربية (المعيّنة من ذات النظام) يستبدلون خشونتهم بنعومة مفضوحة!!؟.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ملف هام: مراجعات تربوية حول إصلاحات الجيل الثاني
10-09-2016, 02:21 PM
"طلّع" المستوى يا نجادي!
رشيد ولد بوسيافة
رئيس تحرير مكلف بالمتابعة

أشهد أنّ وزيرة التربية الوطنية وعلى سوئها وسوء ما تتّخذه من قرارات ارتجالية، ورغم خرجاتها الإعلامية المثيرة للجدل، لكنها لم تنزل إلى المستوى السّحيق الذي نزل إليه المفتش المركزي بالوزارة مسقم نجادي، الذي قال إنّ الوزيرة تتعرّض لهجمة إيديولوجية، وأنّ السّبب هو حديثها بالفرنسية وعدم ارتدائها الحجاب!!؟.
مسقّم نجادي هو الرّجل الأول في سلك التّفتيش بوزارة التّربية، وهو السّلك الذي يتولى عملية التفكير والإشراف المباشر على العملية التّربوية، ولا يليق به أن يخاطب الناس بهذه اللّغة المتخلفة جدا، ويتكلم عن آلاف الإطارات التّربوية والباحثين والمفكرين الذين أطلقوا المبادرة الوطنية لإصلاح المنظومة التّربوية، ويقول بأن هؤلاء ليس لديهم الحق في الدفاع عن الهوية الوطنية!!؟.
بهذا المنطق يفكر من أعطيناهم مسؤولية تربية أبنائنا وتعليمهم، وبهذه اللّغة يتكلم من اختارتهم الوزيرة بن غبريط لتولي مسؤولية تصميم البرامج وتحديد الطرائق والغايات من العملية التّربوية، ثم نتعجّب من الحال الكارثية التي آلت إليها المدرسة الجزائرية!!؟.
بالنسبة لهذا المسؤول "العبقري"، فإنه من الطبيعي أن تخاطب وزيرة التّربية الجزائريين بلغة غير لغتهم، وليس من حق أحد أن ينتقد الوزيرة على هذا السّلوك الذي لا يوجد مثيل له في العالم، بل إن العالم الذي يصف نفسه بالمتحضر يعتبر الحديث بلغة المستعمر السّابق خيانة كبرى، ولنتصور ماذا سيحدث في فرنسا لو خاطبت وزيرة التربية الفرنسية نجاة فالو بلقاسم الشّعب الفرنسي عبر التلفزيون الرسمي أو في البرلمان أو في ندوة صحفية باللّغة الألمانية؟.
أما ما يتعلق بالحجاب فتلك كانت السقطة الكبرى لمفتش التربية الأول في الجزائر، ولا أدري كيف خرج منه هذا الكلام التّافه، لأنه لم يحدث أن تكلم أحد في هذا الموضوع، ولا أحد له الحق في الكلام، لأن موضوع الحجاب حرية شخصية للوزيرة يضمنها الدّستور، وهي ليست الوزيرة الوحيدة التي لا ترتدي الحجاب، بل إن كثيرا ممن يعارضون توجهات الوزيرة لا يرتدون الحجاب، فمن أين جاء مسقم نجادي بهذه المعلومة التّافهة؟.
لقد تأكّد أنّ مأساة المدرسة الجزائرية في مثل هؤلاء المسؤولين الذين يبرّرون للوزيرة قراراتها الخاطئة ويدافعون عنها بهذا الشّكل المبتذل، ويتهمون المجتمع كله من أجل إرضاء شخص الوزير!!؟.

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:12 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى