وهم المعرفة عند العرب اليوم
08-07-2017, 05:57 PM
وهم المعرفة عند العرب اليوم

العرب هم أمراء الفصاحة وملوك البيان....أجل وهم كذلك كانوا ’ فما حالهم اليوم .. اليوم أرى جلهم إن لم أقل كلهم كمكوك بين علم لا ينفع وجهل يضر ...
لعل كلامي عليه من الإبهام ما عليه ولكن لابأس ’ تابعني عساك تفهم ما أعنيه...يرحمني الله وإياك .
وهم المعرفة: هم أربع فئات من الناس عموما اليوم ’ ومن بين هؤلاء الورى العرب خصوصا...
*- يدري ويدري أنه يدري ... هذا عالم عليكم به فاسمعوه.؟
*- يدري ولا يدري أنه يدري ... فهو صالح فصاحبوه.؟
*- لا يدري ويدري أنه لا يدري ...جاهل بسيط فعلّموه.؟
*- لا يدري ولا يدري أنه لا يدري... جاهل مركب فاحتنبوه.؟
أعود للعالم وعليه أتمنى أن يجلي اللبس عن حروف بُدئت بها بعض سور القرآن الكريم فقال: الحروف نوعان...
*- حروف المبناي - مثلا- حرف : الألف ’ أو حرف الباء أو حرف الميم ..وغيرها من حروف الأبجدية ’ وحدها هكذا لا معنى لها ’ ومتى ضم إليها حرف آخر كان لها معنى ’ مثلا حرف الألف مع حرف الباء تعطينا : أب’ وكذا الشأن الألف مع الميم تعطينا : أُمٌّ وهكذا دواليك ’ وبالتالي أصبح لها معنى بعد ما أسند إليها حرف آخر’ هذا أولا ’ ثم نجد النوع الثاني وهو ما نسميه حروف المعاني ’ لها معنى لكن في غيرها وكمثـال : حرف الجر [ في ] يفيد إدخال شيئ في شيئ ’ أيضا حرف الجر [ على] مثلا : شيئ على شيئ ’ أي فوقه . المغزى من طرحي هذا هنا والشاهد يتمثل في أن اللغة العربية لغة غنية ثرية لا تضاهيها لغة أخرى ’ فحسبنا وحسبها أنه بها أنزل القرآن الكريم ’ كلام رب العالمين
تحديا منه سبحانه وتعالى لألسنة العرب ’ أمراء الفصاحة وملوك البيان آنذاك.
سؤالي الأول: كيف هي اليوم .؟ هل سلمت’ هل نجت’ هل مكانتها هي هي؟. أم أنها أوذيت في عقر دارها وهمشت بين أهلها ووصفت بأرذل الصفات ’ فهي في نظر الكثير ممن يدعون الحضارة ...’ حضارة البخس والرخس ’ حضارة الفسخ والسلخ’ حضارة الفضح والعري’ حضارة الحفاة العراة ’ حضارة الكاسيات العاريات......
إي وربي لهي كما أُريد لها وخطط من قبل المهجنة ألسنتهم ’ المميعة أخلاقهم ’ المكبوتة أجسادهم ’ المضطربة أنفسهم’ المتلونة عقولهم’ الزائغة أبصارهم’ .....
أنا لا أجبرأحدا على تعلمها أو التعامل بها إن لم يكن له عقل حصيفا يغربل ’ وبُعد نظر يقدّر وااقتناع ورضا بلغة السماء ولكن أنبهه وأحذره ’ معتذرا منه أنه يراني ذا لسان بفلقة واحدة لا بفقلتين
آآآآآآآه وقد أخذت بنواصينا الفانية الفاتنة وأضحينا تُبّعا لغيرنا وهم لنا كارهون..
أما عن سؤالي الثاني : هل نحن طلاب دنيا أم ساعون لدار باقية ؟
لك أن تحكم على نفسك وتتحكم فيها ’ ولك من مثال قرأته :
أنظر لنفسك فإن أنت فرحت بمن أعطاك أو أهدى لك هدية أكثر من فرحتك بمن طلب منك عونا ماديا مثلا ..؟ فإن كانت الأولى فأنت من أهل الدنيا ومحبيها و عشاقها’ أما إن كانت فرحتك أكثر بمن طلب منك العون فأبشر ’ أبشر ’ أبشر وأنك من أهل الجنان في مقعد صدق عند ملك مقتدر....
إذن فالمعيار أو المقياس لكل مؤمن يكون في ومع ذاته .
قال علي بن أبي طالب للفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما قال: يا أمير المؤمنين ’ عففْت فعفّوا ’ ولو ركعت لركعوا .
ومعنى هذا أن عمرا – رضي الله عنه- ترفّع وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ’ فكانت الرعية له ومعه ’ ولو أنه خضع وطمع وتملّكه الجشع مثل ما نرى الحال اليوم’ لكانوا مثله ولربما أشد .
نسأل الله العلي العظيم الهداية والعفة والعفاف والتقوى .والمرد الجميل.
الله المستعان.