تنافر بين داعمي السلطة وتقارب بين أقطاب المعارضة!
09-11-2015, 11:15 PM

محمد مسلم

بات المشهد السياسي على أعتاب تشكّل جديد، في ظل التحالفات التي تنسج هنا وهناك، وتبيّن بما لا يدع مجالا للشك، أن إمكانية تشكيل تحالف بين حزبي السلطة، جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، أصبح أبعد ما يكون عن التحقيق، فيما يبدو أن موقع الطرف الآخر يتعزز.

ولأول مرة تصل العلاقة بين "الأفلان" و"الأرندي" مستوى غير مسبوق من التردي، منذ إنشاء "التحالف الرئاسي" في عام 2004، ولعل ما يؤكد هذا، هو الهجومات المتبادلة التي باتت تصدر تباعا في الأسابيع الأخيرة من قبل مسؤولي الحزبين.

وكان آخر انتقاد هو ذلك الذي جاء على لسان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، يوم السبت بفندق الرياض بسيدي فرج، عندما قزّم الدور الذي يفترض أن يتمتع به الشريك السابق في التحالف الرئاسي، في مبادرة "الجبهة الوطنية" التي أطلقها في وقت سابق، والتي سوّى فيها صوت الحزب السياسي بالكائن الجمعوي.

سعداني وفيما بدا إمعانا في ازدراء كبرياء الغريم، قال إن "الأرندي" لا يؤمن بالتحالف بقدر ما يبحث عن الكيفية التي تمكنه من ركوب أطراف أخرى لقيادة الحكومة، والأفلان يرفض أن يقوده التجمع الوطني الديمقراطي، كما قال.

ولأن صديقي الأمس لم تعد تجمعهما الثقة كما كان الحال، فقد سارع الأرندي للدفاع عن كرامته، مؤكدا على لسان المتحدث باسمه، صديق شهاب، بأن حزبه لن ينخرط في أية مبادرة، ليضع بذلك حدا للجدل الذي أثير بشأن موقف حزب أويحيى من مبادرة "الجبهة الوطنية".

وفي الوقت الذي تتزعزع فيه العلاقة بين كبرى أحزاب الموالاة، تبرز مبادرات أخرى مناقضة، وهو ما تجلّى من خلال المبادرة التي أطلقتها مجموعة الـ19، والتي يطالب أصحابها بمقابلة الرئيس بوتفليقة.. مبادرة وإن قوبلت بهجوم شرس من قبل زعيمي الأفلان والأرندي، إلا أنها تلقت دعما غير منتظر من طرف يقف على النقيض من المبادرتين السابقتين، ممثلا في حركة مجتمع السلم، التي تعمل في تكتل سياسي ثالث.

رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، وفي أول تعليق له على ما قامت به مجموعة الـ19، ثمن المبادرة، وقال إنها تعبّر عن "حالة الوعي بالمخاطر التي تحدق بالجزائر"، التي "بدأت تتسع لدى الكثير من الشخصيات السياسية وهذا شيء مرحب به".

وقد حاول مقري إعطاء المبادرة قراءة سياسية تصب في خانة التوجه الذي يسير عليه رفقة "مجموعة مزفران"، خاصة وأن هناك من بين الموقعين على الرسالة "من كان يدافع عن السلطة القائمة وبعضها كان جزءا منها قبل وقت قريب جدا وبعضها كان يعارضها ويرفض مسعى المعارضة الموحد إلى إنقاذ البلد من سياسات الفشل".