مؤرّخ فرنسي: بن بوالعيد هو المحرّك الفعلي للثورة
27-09-2016, 04:39 PM



م. هدنة/ واج


دعا المؤرّخ الفرنسي المساند للثورة الجزائرية، جاك سيمون، إلى إعادة الاعتبار لمصطفة بوالعيد بصفته المحرّك الفعلي للثورة.
أفاد سيمون، وهو من مواليد تيارت ومن أنصار استقلال الجزائر، أن فرار بن بوالعيد من السجن الاستعماري بقسنطينة والتحاقه من جديد بالثوار "أعاد تشكيل ولاية الأوراس ومشروع تشكيل قيادة عامة لجيش التحرير الوطني وعززا موقفه (بن بوالعيد) كمحرك رئيسي للثورة الجزائرية".

جاء هذا في كتاب جديد بعنوان "مصطفى بن بواليد: محرك الثورة الجزائرية"، صدر عن "منشورات لارماتان" الفرنسية، أبرز فيه مؤلفه "مدى تأثير أحد أهم الفاعلين في تفجير الثورة التحريرية في نوفمبر 1954 وحنكته السياسية".

وأوضح المؤلف جاك سيمون، في مقدمة الكتاب الواقع في 147 صفحة" أنه "سعى لتأليف كتاب حول قائد الأوراس، الذي سبق أن تطرق بإيجاز كبير لدوره في كتابه المعنون "نوفمبر 1954".

وغاص الكاتب الفرنسي بعيدا في سيرة بطل الثورة التحريرية ووصف المحيط الاجتماعي والجغرافي الذي نشأ فيه، وكشف أن "شخصية بن بولعيد تبلورت كشخصية رجل ريفيّ يتمتع بدراية متميزة لتضاريس (الأوراس)" موضحا أن "الرجل كان يحظى بالتقدير لجديته ونزاهته وتحفظه"، واستفاض سيمون في وصف بطل الشعب، فكتب "إنه رجل قوي مفتول العضلات صاحب إرادة قوية. بن بولعيد أصبح معروفا ومحترما في منطقة الآوراس (...) كما أنه كان مهتما بالوضع السياسي".

وحسب مصادر المؤرخ، فإن محمد بلوزاد الذي كلفه حزب الشعب الجزائري بتنظيم فدرالية قسنطينة سنة 1946، هو الذي كان وراء انخراط مصطفى بن بولعيد في الحزب.

وجاء في المؤلف أنه مع تأسيس المنظمة الخاصة كلّف بن بولعيد، بوصفه مسؤول منطقة الأوراس، بتخزين الأسلحة المسترجعة في ميادين المعارك في ليبيا وتونس في مزرعته وكذا البدلات العسكرية، التي كانت تباع في أسواق الملابس البالية في باتنة.

ويضيف جاك سيمون أن بن بولعيد، وفضلا عن نشاطاته السرية في إطار التحضير لحرب التحرير، لعب دورا اجتماعيا وسط جماهير منطقة الأوراس.

وذكر أن بن بولعيد، كسياسي محنك وكمسؤول نبيه وصارم، كان يسوى الخلافات بين الدواوير و يصلح ذات بين قبيلته وقبيلة بني سليمان، اللتين كانتا على خصام، كما أنه نصب في كل مشتة خلية تابعة لحزب الشعب ملحقة بقسمتي أرّيس وفم" الثوم. وأضاف أن هذا الدور سمح له بجمع "قدماء جنود الجيش الاستعماري وأعضاء المنظمة الخاصة و الفلاقة التونسيين وأشخاص خرجوا عن القانون، بعد تدنيس شرفهم ممن بدؤوا يهتمون السياسة في سنوات الخميسينيات.

لكن التزامه الأكبر لصالح تحرير الجزائر تجلى حين رهن كل ممتلكاته لتمويل الثورة، حين افتقر حزب الشعب الجزائري للمال، يضيف جاك سيمون.

وقد استدل برسالة تركها القائد الثوري لسجانيه أبرز فيها أن "السلم والرفاه بالنسبة للشعب الجزائري يتمثلان في جمهورية جزائرية منتخبة بالتصويت العام دون أي تمميز عرقي أو ديني".

و اعتبر جاك سيمون، الذي يشرف على مركز البحاث والدراسات حول الجزائر المعاصرة بباريس، أن الأوان حان لاعتبار بن بولعيد المحرك الفعلي للثورة الجزائرية من أجل انتزاع الاستقلال وتأسيس الأمة الجزائرية.