تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى التعليمي > المنتدى التربوي

> المكتبة المدرسية و أثرها على تطبيق المناهج المقررة

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
المكتبة المدرسية و أثرها على تطبيق المناهج المقررة
11-08-2015, 12:05 PM

المكتبة المدرسية و أثرها على تطبيق المناهج المقررة
( بقلم :ع/ بن رزق الله)
مقدمة.
بحكم ممارستي للعمل التربوي في المؤسسة التربوية، كإداري مسير و قبلها
كأستاذ و نظرا لأهمية المكتبة، بما تخلقه من جو ثقافي و تربوي بين كل أعضاء الجماعة
التربوية، وجدتني ألبي رغبة ذاتية في تناول هذا الموضوع و بحثه، مساهمة مني من
خلال التجربة المتواضعة في الميدان، لاثراء المكتبة التربوية من جهة، و للاستثمار في
التسيير الإداري من جهة أخرى .
ونظرا لقلة المراجع و ندرة الدراسات في تناول المكتبة المدرسية من الناحية التربوية ،
فإني اعتمدت على التجربة و الممارسة الميدانية في تناول هذا الموضوع كمرجع أساسي ،
مستعينا بمذكرة التخرج، التي أعددتها في نهاية تربصى كمدير ثانوية بالمركز الوطني
لتكوين إطارات التربية في العاصمة،و مستأنسا بتوجيهات الأستاذ المشرف، و نصائح و
توجيهات أساتذتي السادة مفتشي التربية و التكوين لإدارة الثانويات في الميدان ، وأرجو من
الله تعالى ألا أخيب ظنهم في بهذا العمل المتواضع،كما أنني تمكنت بفضل زميلي في الفوج
أثناء التكوين من الحصول على بعض الوثائق المتعلقة بالتسيير الإداري للمكتبة ، أو بعض
مااستطعت الحصول عليه من معلومات في الملتقيات و الندوات التربوية النادرة في هذا
الموضوع.
و لا بأس أن أشير في المقدمة إلى أن الهدف الرئيسي من هذه المساهمة هواستنهاض الهمم
بالمؤسسات التربوية للاهتمام بالمكتبة و تنشيطها و تدعيمها،لما لها من أهمية في دعم
التحصيل الدراسي لدى التلميذ الذي أصبح طرفا أساسيا في العملية التربوية من خلال دوره
الخطير في مشروع المؤسسة التربوية، بما يخدم مصلحته التربوية و العلمية،و بما يحقق له
أهدافه الذاتية . كما آمل أن يسهم هذا العمل البسيط في مساعدة زملائي و زميلاتي
المسيرين في المؤسسات التربوية في تسيير المكتبة و تحقيق إشعاعها الثقافي والتربوي
في المدرسة بصفة عامة ، وأن يساعدهم في تجاوز الصعوبات و العراقيل التي تصادفهم
في تنشيطها ، لتؤدي الدور المنتظر منها في صفوف التلاميذ و لأساتدة على السواء.

الفصل الأول:
ان المكتبة هي الأداة التعليمية و الاعلامية ، و كلتا الوظيفتين من الاهتمامات الأساسية في كل
المجتمعات التي تسعى الى اتخادها كأداة خطيرة في تنفيد مشاريعها الثقافية و السياسية و الاجتماعية،
بغض النظر عن النظام السياسي و الانتماء الحضاري ، لأن المكتبة توفر الكتاب و سائر الوثائق و
المطبوعات و تسهل تقديمها لجمهور القراء بكل فئاتهم و ميولانهم ، كل في نطاق حاجاته و
قدراته على القراءة و الفهم و التدوق ، فهي بذلك تقدم الخدمة العامة للأمة كافة.
و يرتبط هذا الدور العظيم للمكتبة في التكوين و التثقيف بتوفر الكتاب كأداة وحيدة في العمل المكتبي
المعتمد على حسن التنظيم و الترتيب و الانتقاء و التوجيه و التنشيط في الاستعمال لدى الأشخاص
المترددين عليها.اد أن الكتاب مجرد أداة ،ان لم تصل إليها يد الاستعمال فلا يكون سوى همل و سقط.
و تتحدد صفة المكتبة حسب وظيفتها في المجتمع، فإن كانت تقدم خدمة عامة فهي المكتبة العامة ، و
التي ترجع إلى أحد المذهبين التاليين ؛
1( مذهب الإامداد؛ وهو الذي يرى أن المكتبة وجدت لإمداد القارىء بالكتب و تزويده بما يحتاجه من
الوثائق دون الاهتمام بالدوافع أو مناقشتها ، و بهذه الصفة تصبح المكتبة مركزا لتوزيع البضاعة و لا
تتحمل أية مسؤولية في اختيار الكتب و انتقائها، تاركة دلك للقارىء الذي يتولى تلبية رغباته و إشباع
ميوله في القراءة بما يحتاجه و يناسبه من الكتب المعروضة عليه، و لذلك سمي بمذهب الإمداد.
2( مذهب التوجيه؛و أما أصحاب هذا المذهب فيرون أن المكتبة مسؤولة على ارشاد القارىء و توجيهه
و دعوة من لا يقرأ إلى القراءة، و غايتها في ذلك رفع مستوى زبائنها و المترددين عليها و هي عندئذ
تعمل على خلق الوعي بالمسائل العامة و الخاصة في المجتمع .
و هكذا و من خلال ما تقدم نجد أن الغاية واحدة بين المذهبين لدى المكتبة و هي تشجيع القراءة كوسيلة
ناجعة للتعلم و الاطلاع على مختلف العلوم و الفنون و الخبرات ، و هي رسالة نبيلة في التثقيف
الإيجابي للمكتبة.
و مما تقدم حول المذهبين نرى أنه يتوجب على المكتبة إعطاء قرائها ما يريدون من الكتب و الوثائق و
تزويدهم بكل المواد المناسبة لإصلاح أنفسهم و إشباع رغباتهم المعرفية ، دون أي اعتبارات سياسية أو
مذهبية أو عرقية أو اجتماعية ، لأن المكتبة ليست مؤسسة تعليمية ذات مقررات محددة ، و لكنها مركز
ثقافي هام و عام في الوقت نفسه، ينتفع بمواده و موارده؛ و أنه كلما ربطت المكتبة بينها و بين حاجات
المجتمع كلما كانت الفائدة أجدى وأعم.
إن الخدمة المكتبية تبدأ من القارىء نفسه، و يكون نشاطها فعالا بفاعلية قرائها و بمدى رغبتهم في
الاطلاع و البحث و القراءة و نشر الأفكار المدونة في الكتب المصففة على رفوفها، و كلما ارتفع
مستوى القراءة والانتقائية في اختيار الكتب كلما تحسن مستوى التنظيم و ازدادت تطورا في تعاملها مع
القراء ، فيشعرون بقدرة المكتبة على تلبية حاجاتهم و إشباع رغباتهم المعرفية، و كلما جهل القراء
إمكانيات المكتبة كلما تقلصت دائرة نشاطها و تعطل الانتفاع بما فيها و ربما تتحول إلى منفرة عن
المطالعة ، فتتعطل وظيفتها النبيلة المتمثلة في التثقيف و التوجيه وحتى التربية و التكوين.
و للمكتبة مبدآن أساسيان في التعليم :
المبدأ الشمولي للمكتبة؛ إن هذا المبدأ يفرض على المكتبة الواجب التثقيفي الموجه للجميع دون استثناء،
و في الوقت نفسه يلزمها بالحياد لتفسح المجال أمام الجميع و الاستفادة منها، و بهذا يتنوع زادها و
تتمكن من تلبية رغبات الأغلبية، و يرى أصحاب هذا الاتجاه أنه لا ينبغي للمكتبة أن تتعامل مع الناس
بحكم اتجاهاتهم و أفكارهم، لأن هذا يتنافى مع رسالتها التعليمية ، و لكن لا يعني ذلك إهمال العرف

الاجتماعي و التقاليد و الثقافة الوطنية النابعة من التراث و الأصالة، كما لا يفهم كذلك أن تعرض
المكتبة كل ما وقعت عليه اليد من الكتب حتى التافه منها ، بحجة احترام الميول و الاتجاهات، على
قرائها ، لأن هذا كذلك يتنافى و رسالتها النبيلة في البناء الحضاري .
المبدأ التعليمي للمكتبة؛ تقوم المكتبة في إطار هذا المبدأ، و زيادة على عملية الإمداد)بالكتب و الوثائق
و الدوريات بغية التثقيف العام( باعتماد برامج تعليمية لمختلف الأعمار و لمختلف المجموعات من الناس
غير مكتفية بالتعامل مع الأفراد ، فتقدم حلقات دراسية لروائع الأدب العالمي و البحث العلمي في شتى
المجالات و المستويات و تنظم الأيام الدراسية و الندوات و المعارض و عرض الأشرطة الوثائقية ذات
الصلة بالعملية التعليمية ، و بذلك تتمكن- لا محالة - من إثارة الرغبة في المطالعة و البحث في نفوس
قرائها، كما أنها تتجاوز فئة المثقفين إلى فئة الأميين فتضطلع بمحو الأمية ، و تحقق بذلك الانفتاح على
المحيط الثقافي و الاجتماعي لما تقوم به من تنسيق و تعاون مع مختلف مكونات المجتمع المدني، و
تبذل المكتبة في هذا الميدان أقصى ما في جهدها، إذ أن الأمية هي العدو المبين لها؛ و هذا يتطلب من
المكتبة استعمال كل الوسائل المناسبة لتعليم القراءة و الكتابة للناشئة و للكبار معا.
المكتبة و علاقتها بالمدرسة؛ إن العلاقة بين المكتبة و المدرسة تكاملية، إذ أن المدرسة بحكم انتشارها
بين المدينة و الريف تعمل بصورة جيدة على انتشار المكتبة و توسيع دائرة نشاطعها حتى بالمناطق
النائية ؛ فهي المرافق الدائم و المخلص للمدرسة، و المدرسة هي الحاضن الحنون لها على الدوام ،لأنها
تكمل لها عملها في البرامج المقررة للتلاميذ،و تعمل على تجديد الأجواء وتنشيطها في محيط المدرسة
من خلال ما تقدمه من ترفيه و تسلية بالمطالعة، إضافة إلى توسيع المعارف و المدارك واكتشاف
المواهب في التلاميذ و المدرسين،و تساعد هم على إنجاز أعمالهم و واجباتهم الدراسية ، إذ بالمطالعة
يتعرف القراء على خبرات العلماء و الأدباء في كل المجالات،فتصقل بذلك مواهبهم و تنمي شخصياتهم
و تكسر في نفوسهم الروتين المترسب من تطبيق المقررات و البرامج المحدودة الحركة الفكرية بحكم
التوقيت . فلذلك نشأت المكتبة المدرسية و زاد من دعمها اهتمام المربين و المختصين في التربية
حتى أصبحت أحد أهم مرافق المؤسسة التربوية ؛ تخصص لها بناية مناسبة و موظف مختص، أو على
الأقل عامل متفرغ لها ،و تحدد لها اعتمادات مالية في ميزانية المؤسسة )و التي يجب أن تكون هامة( و
يسطر لعملها في المؤسسة برنامج كامل للتلاميذ و للأساتذة ، و فرضت المكتبة نفسها حتى في التشريع
المدرسي ، فسنت لها النصوص لحسن سيرها و استغلالها و تدعيمها ، لكي تؤتي أكلها في تربية الأجيال
و حسن تنشئتهم .

الفصل الثاني:
المكتبة المدرسية وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع من المكتبات حسب وظيفتها المحددة في العملية التعليمية :
أ( المكتبة الرئيسية للمؤسسة: و فيها يتبع نظام الرفوف المفتوحة على القراء تشجيعا وجلبا لهم للمطالعة
و البحث ، بحيث يستطيع الزائر أن يطلع على الكتب مباشرة و يختار ما يريد منها و في وقت قصير
و دون عناء أو حاجة إلى المكتبي. وهذه المكتبة تضم كل ما تتوفر عليه المؤسسة من الكتب و الوثائق
المختلفة.
ب(مكتبة القسم: و هذا النوع من المكتبات نجده في المدارس الابتدائية خاصة ، و غالبا ما تعرض فيها
كتب المطالعة لاستعمالها في القسم .
ج(المكتبة المتخصصة: و هي التي تجمع فيها كتب كل مادة على حدة و في رف أو خزانة خاصة ، وقد
توجد في حجرة خاصة بها أو قد تعزل في خزانة أو رف خاص في المكتبة الرئيسية نفسها، كما يمكن
جعلها في قاعات المخابر أو الموسيقى أو الرسم الفني ، لأنه يلجأ إليها الأساتذة و التلاميذ في الحصص
العملية في غالب الأحيان .
مصادر تدعيم المكتبة: إن النصوص المعمول بها في تسيير المؤسسات التربوية ذات الاستقلال المالي
كالثانويات و المتوسطات و المعاهد البيداغوجية المختلفة تخصص اعتمادا ماليا من ميزانيتها السنوية
للمكتبة ، لاقتناء كتب و وثائق جديدة في إطار العملية التعليمية، و لكن هذه المبالغ المحددة في هذا البند
قد لا تكفي في تلبية حاجة المؤسسة الجديدة أو التي لم تحظى فيها المكتبة بالدعم اللازم في السنوات
الماضية، و بما أن إثراء المكتبة ضرورة ملحة كل سنة ، على المدير الاستعانة بجمعية أولياء التلاميذ و
الأساتذة وحتى المبادرة بالاتصال بالمحيط الخارجي كالبلدية و الهيئات الثقافية الوطنية لتزويد مكتبة
المؤسسة بالكمية الضرورية وهكذا إذا تكررت المبادرة كل سنة سنجد أن المكتبة أصبحت تحتوي على
كم هائل من الكتب يفي بحاجة المؤسسة إلى حد كبير، و لدعم المكتبة تقوم المؤسسة بإشراف رئيسها
بتنظيم حملة تحسيسية لكل الجماعة التربوية ليزودوها بما لديهم من كتب لا يحتاجونها عن طريق التبرع
ويلعب نادي المكتبة هنا دورا أساسيا من خلال التنشيط و الدعاية لأهمية المطالعة و الحث عليها وسط
التلاميذ ثم اطلاعهم على محدودية تراثها ، مبرزين لهم حاجة التلاميذ و الأساتذة إلى كتب جديدة
تساعدهم في إنجاز أعمالهم الدراسية، و لا نشك أبدا في استجابة الأساتذة و التلاميذ في مثل هذه
المواقف.
و أشير هنا إلى أهمية الكتب المدرسية القديمة، و التي لم تعد مقررة في المناهج و البرامج الدراسية،
ومنها ما هو بمثابة مراجع غنية بالمعلومات في الوقت الحالي، فأن يبادر المدير وسائر أعضاء الفريق
الإداري إلى جمع ما هو في المؤسسة منها والاستعانة بالتلاميذ و الأساتذة دائما في جلب كتبهم القديمة
لتوضع في المكتبة ، فإن تحقق ذلك للمؤسسة تكون قد أثريت بمراجع ثمينة ، تمكن الأساتذة و التلاميذ
من الربط بين مختلف مراحل التعليم و المقارنة و الوقوف على التطور الكبير الذي حققته المدرسة
الجزائرية عبر مختلف مراحلها .
و إن المبادرات كثيرة و تحقيقها سهل إن توفرت النية الحسنة و الإرادة الصحيحة.
دور المدير في تدعيم المكتبة المدرسية: تجعل النصوص التشريعية المدرسية المدير كمسؤول أول
على تحقيق أهداف المنظومة التربوية، بحكم منصبه و مركزه في المؤسسة من جهة و بحكم ما يترتب
عليه من مهام ومسؤوليات عليه القيام بها في إشرافه على تسيير المؤسسة التربوية. ثم إن المدير بحكم
تجربته الميدانية و ما يتمتع به من خبرات في التنسيق و التوجيه والتنظيم لأعمال الجماعة التربوية

ككل، يتوجب عليه أن يكون رياديا في تسيير كل شؤون المؤسسة و ليس المكتبة فحسب،فإن استطاع أن
يشعر الجميع بمسؤولياتهم في دعم المكتبة و تعزيز دورها ؛ عن طريق التحسيس و بمبادرته و تفانيه في
العمل و التضحية ، و أن يكون لهم القدوة الحسنة ، لاشك أن ينضم إليه المخلصون من أسرة المؤسسة و
يمدونه بالعون و المساعدة ، سواء بإمكانياتهم الخاصة أو عن طريق علاقاتهم الشخصية و معارفهم و
أفكارهم المفيدة في هذا الباب.
و ليس أحسن و أقصر طريق لإقناع الناس بفكرتك كالمبادرة الحسنة والعمل المفيد و الإلحاح دون كلل
أو ملل عن طريق تنظيم نشاطات ثقافية كالمعارض و الندوات والمجلة المدرسية ، مثيرين فيها كلها
بإلحاح دور المكتبة و عارضين حالة مكتبتنا للفت انتباههم و تحسيسهم بواجبهم في دعمها، و إن
استطعنا أن نجعل المكتبة كمركز إشعاع ثقافي في المؤسسة ، نكون قد حققنا التآلف و التنافس الإيجابي
بين جميع أعضاء أسرة المؤسسة و حققنا وسيلة تربوية ناجعة ، تساعد التلاميذ بالأخص على التعبير
عن مكنوناتهم و اكتشاف مواهبهم و تنمية قدراتهم الفردية ، وهوعمل يساهم في رفع المستوى الدراسي
عندهم، لأن المكتبة تكسر في نفوسهم الروتين و تبدد اليأس و الملل بتوريطهم في نشاطها المتنوع خلال
السنة الدراسية.

الفصل الثالث:
تنظيم المكتبة المدرسية: إن تنظيم المكتبة المدرسية و تسييرها اليومي ؛ هو عمل أبعد من
أن يكون مجرد عملية روتينية أو مجرد إجراءات إدارية متمثلة في تسجيل الكتب و
جردها، أو إعداد البطاقية ..إلخ ،و لكن التنظيم الناجع للمكتبة و التسيير المحكم لها هو
عملية تربوية و فنية،شأنها العطاء بين القراء و المترددين عليها بأسلوب يحقق الأغراض
التي تتشكل خارج المكتبة، عند التلاميذ و الأساتذة باعتبار المكتبة المدرسية أداة تعليم و
تربية و توجيه،و يمكنها القيام بما لديها من إمكانيات بإعادة تنظيم أفكار الوسط المدرسي
المشوش بالتيارات الفكرية المتنوعة، و صياغته في قالب فكري وطني ناصع، على
مستوى التلاميذ والأساتذة على السواء، و بالأخص في المرحلة الثانوية التي تزدحم فيها
الأفكار و التصورات ، و المتناقضة أحيانا ، باعتبار الثانوية محطة تنزل فيها كل الأفكار
الرائجة في الجامعات، عن طريق الأساتذة القادمين منها، من جهة و من جهة أخرى،
طموحات التلاميذ المقبلين على الانتقال إلى الجامعة، تزامنا مع تفتح شخصياتهم و تبلور
أفكارهم ، فهي )الثانوية(، مرحلة حاسمة من التعليم ، يجب الاهتمام بها كثيرا ، ليس على
مستوى البرامج المقررة فقط و لا من حيث التكفل بالجانب النفسي عن طريق مستشار
التوجيه المدرسي فحسب، و لكن يجب الاهتمام بمصادر تثقيف المراهقين و حسن انتقاء
المراجع و الكتب التي تخدم فيهم الوسطية و الاعتدال و حب الوطن، و لا يقدم هذه الخدمة
إلا المكتبة المدرسية ، التي لها نظام تربوي متخصص، و تقع مسؤولية النهوض بهذه
المهمة على المدير و سائر الأساتذة ، خاصة ذوي الأدبيين منهم.
و المكتبة التي يلقى على عاتقها هذا الهم الثقيل ، يجب أن تحظى بالاهتمام
الكبير و التنظيم المحكم و التسيير السلس، لتسهل عملية القراءة و تتسع دائرتها بين
التلاميذ و حتى بين المدرسين، و يبدأ حسن التسيير من كيفية عرض الكتاب و تقديمه
للتلميذ، فليس هناك كتاب يعلن عن نفسه إن لم نعرف به و نقدمه بنوع من التشهير،
للترغيب في قراءته، والأستاذ أول مسؤول على هذا العمل ، إذ يمكنه استغلال الحصص
العملية في التعريف بالكتب الجيدة و المناسبة لتطلعات التلاميذ في المعرفة و التربية ، كما
أن للسيد نائب المديرللدراسات مسؤولية كبيرة في التعريف بمحتوى المكتبة عن طريق
إعلانات خاصة بالكتب في الأماكن التي تستقطب العدد الكبير من التلاميذ و حتى للأساتذة
في قاعتهم للتعريف بها و االتشجيع على قراءتها، زيادة على التصنيف الجيد في المكتبة و
تسهيل وصول التلاميذ و الأساتذة إلى كل الكتب دون استثناء.
و يتميز دور المكتبة المدرسية عن المكتبات العامة بأنها تربوية بالدرجة الأولى، لذا يجب
مراعاة و تعزيزالجانب الوطني الممتدة جذوره من أصالتنا العربية الإسلامية، دون أن يدفع
ذلك إلى إقصاء الثقافات الأجنبية ، التي تخدم ثقافتنا و لاتتعارض مع قيمنا و تراثنا
الحضاري. و ينبغي استغلال التفتح على الثقافات الأجنبية لمساعدة النشء على التفتح
بإيجابية على الفنون و الثقافات الأخرى في العالم المحيط بنا ،تحصينا له من الإنبهار بها و
الوقوع في شراكها و التنكر فيما بعد لأصالته من جهة، و لإخراجه من قوقعته وإنقاذه من آفة التعصب و الانكماش على الذات من جهة أخرى.
و لا بأس بعد توطيد علاقة التلاميذ والأساتذة بمكتبتهم ، أن تعزز تلك المبادرات التحفيزية بإجراءات نظامية من شأنها تسهيل الاستعارة والحفاظ على حرارة إقبال الجميع على
المطالعة، فإن سوء المواظبة في فتح المكتبة أمام جمهورها وسوء الاستقبال يؤدي إلى النفور و الابتعاد عنها ،و بالتالي تضعف المطالعة فيها .
فرز الكتب:و هي إحدى العمليات التنظيمية لممتلكات المكتبة ، ففيها يقوم المكتبي بفرز الكتب و ترتيبها حسب الموضوعات و التخصصات في أجنحة قريبة من التناول، و للاطلاع عليها بسهولة ، ويستحسن اتباع التسلسل الرسمي للمواد، و الموضوع من قبل
الوزارة، فتظهر المواد الأدبية متجاورة تنسيقيا ثم العلمية ثم الدوريات و النشريات الأخرى، دون خلط بين الكتب و المواد كي لا يؤدي إلى إرباك الزائر و إضاعة وقته في البحث عن مراده،كما يتعب المكتبي و يعسر مهمته في المراقبة و المتابعة لحركة الكتب محافظة عليها من الضياع.
و من الوسائل المشجعة للتلاميذ على المطالعة كذلك حسن عرض الكتب و في صورة أنيقة جذابة ، سواء على الرفوف أو في الخزانات، التي يستحسن أن تكون ذات أبواب زجاجية شفافة يمكننا رؤية ما بداخلها من العناوين ،بالإضافة إلى إلصاق قوائم كتب كل خزانة على وجهها بخط بارز، مساعدة للقارىء في الوصول بيسر إلى كتابه، و تشجيعا لمن لا فكرة ولاكتاب في ذهنه على اختيار ما يقرأ بكل بساطة .
إن هذا الأسلوب في فرز الكتب و تنسيق عرضها في المكتبة يساعد المؤسسة على مراقبتها و تقييمها و مراجعتها عند التجديد و الإثراء، بالإضافة إلى التشجيع على المطالعة .
دور المكتبي )عون المكتبة(: لا شك في أن كل المبادرات و النشاطات التي تبذلها المؤسسة في التشجيع على المطالعة مرهونة بالدور الذي يلعبه المكتبي في تسيير وتنشيط المكتبة، فهو يوفر الجو المناسب للقراءة بأسلوب الخدمة التي يقدمها لضيوفه، و لذا يجب
انتقاؤه من بين أحسن الموظفين ؛ سلوكا و خبرة و معاملة و شخصية وأمانة، ولا ينبغي الاكتفاء بالمقاييس الإدارية الجافة، لأن دوره من دور المكتبة ، فهو يوجه التلاميذ إلى ما يناسبهم من القراءات و يساعدهم على اختيار و جمع المراجع المناسبة لأعمالهم الدراسية، كما يعينهم على طرق البحث و القراءة للمضامين المبتغاة بذكاء و يسر و في اختصار للوقت و الجهد، و لا يؤدي هذه المهمة من ديدنه الإهمال و التهاون، أو الذي يتعامل مع المكتبة كتعامل أي موظف تقليدي مع مكتبه، و المكتبي الجيد هو الذي يكون متميزا بسعة البال والفطنة و الذكاء و حب المطالعة و التثقف باستمرار، يعمل دائما على تحسين خدمته
لجلب أكبر عدد من القراء و لرفع نسبة المطالعة في مكتبته، شأنه في ذلك شأن التاجر الماهر الذي يعمل بجهد للترويج لسلعته .
و على إدارة المؤسسة مساعدته و الاهتمام بعمله و تشجيعه و التنويه بمبادراته الإيجابية ، وإشراكه في اقتناء الكتب و تزويده بالوسائل الضرورية لعمله، وأكثر من ذلك تحسيسه بمسؤوليته في كل شؤون المكتبة. ونقترح بهذا الصدد على الوصاية تنظيم ندوات لأعوان
المكتبات و تربصات تكوينية بانتظام تحسينا لآدائهم .

الفصل الرابع:
أهداف المكتبة المدرسية:
يتوقف انتهاج الأسلوب الجيد في تسيير المكتبة، على تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها لصالح التلاميذ، باعتبارهم القراء الرئيسيين الذين وجدت أجلهم المكتبة في المؤسسة ،و هذه الأهداف كثيرة و متنوعة،
أحاول الإتيان على أهمها و لو بإيجاز مع التركيز على ما له علاقة مباشرة بالبرامج الدراسية المقررة ، باعتبار هذه هي المهمة الرئيسية للمكتبة المدرسية. ونرى أن من بين هذه الأهداف، التي تخدم العملية التربوية مباشرة ، و ينعكس مردودها على تحصيل التلاميذ، و تحسين مستواهم الدراسي و التربوي ما يأتي:
1( تعويدهم على المطالعة ، و لو خارج البرامج الدراسية المقررة
عليهم، أو بدون غرض إنجاز العروض و البحوث المقررة عليهم، بحيث تصبح المطالعة هواية أوعادة في حياتهم)المدرسية و العامة( و هذا مبتغى أساسي في تكوين إطارات الأمة في المستقبل، حتى لا
يركنوا إلى الكسل بعد التخرج و تجمد إرادتهم عن البحث و التعلم ، و تضمحل معارفهم السابقة ، و يتحولون إلى شبه أميين منعزلين عن العالم وغافلين عن تطوره.
2( إرشاد التلاميذ في جميع المراحل التعليمية و توجيههم وتنمية مداركهم و ميولاتهم و العمل على
إبراز مواهبهم و بلورة أفكارهم .
3(إكساب التلاميذ القدرة على الاستفادة من مقروئياتهم و استخدامها الواعي و المفيد، الأمر الذي يكسبهم حصانة فكرية ضد كل الأفكار الهدامة و الرجعية، فيحميهم من الإنفلات جراء التيارات المغرضة و
المشوشة ، فالتلميذ الذي يستطيع تحليل و تمحيص ما يقرأ و ما يسمع لا يورط في أي مغامرة.
4(تكملة البرامج الدراسية ، بما يتوفر من مراجع في مختلف المواد من جهة و فسح المجال أمام التلاميذ
للانفتاح على المحيط الخارجي؛ الوطني و العالمي، من خلال ما يطالعون ، و يتوقف تحقيق هذا الهدف على دور الأساتذة في التوجيه و الأخذ بيد التلاميذ في تصحيح ما يطلعون عليه من أفكار و
توضيحها عند الحاجة ، و هنا تظهر فاعلية الأعمال الموجهة في المواد الأدبية .
5(تنمية القيم النبيلة و السلوكيات الراقية ،الحضارية، في المعاملات العامة للتلاميذ، كمواطنين صالحين في المستقبل،و يتأتى لهم ذلك من خلال اطلاعهم على خبرات و سلوكيات المفكرين و الأدباء و الشعراء
و غيرهم من أعلام الفكر و الثقافة، وطنيا و عالميا.
و نرى أن ما سردناه من أهم الأهداف التربوية و ليست كلها ، وهي ممكنة التحقيق إذا أحسنا التنظيم و الاستغلال للمكتبة ، مع دائما الإرادة و المثابرة في العمل في هذا المجال ، وهو واسع و العمل فيه
ممتع، خاصة إذا تضافرت الجهود بين الجميع في المؤسسة؛ فالمدير بمساهماته الثقافية والتنشيطية في النشاط الثقافي عامة، و نشاط المكتبة خاصة ،يقدم المثال الحسن للأساتذة و التلاميذ للمشاركة في العمل
الثقافي ويكون إقبالهم على المكتبة بدرجة إقباله هو عليها ، وهكذا بالنسبة لنائب المدير للدراسات والأساتذة و وجود الأساتذة إلى جانب تلاميذهم في نادي المكتبة حافز كبير لهم على الإنخراط فيه
وتنشيط المكتبة ، وتركيز الأساتذة في الأعمال الموجهة المقدمة للتلاميذ على ما تحتوي عليه المكتبة
استغلال جيد و محمود لإمكانياتها، و استثمار عظيم في المعرفة و تنمية روح البحث و الاستكشاف
لديهم،فيشبون عليه، و يستمرون عليه طيلة حياتهم بعد الخروج للحياة العامة، فالمؤسسة التي تخرج
حملة عقول محبة للعلم وشغوفة بالبحث والاستكشاف خير من مؤسسة تخرج حملة شهادات بعقول خاملة
سرعان ما تركن إلى الكسل و الجمود، ولا يبقى لها من رصيد علمي سوى الشهادة ، و التي لاتبقى

معبرة عن مستواهم الحقيقي.
دور نائب المدير للدراسات في تنشيط المكتبة: لا يقل دوره عن دور المدير في هذا الجانب،خاصة وأنه
المشرف المباشرعلى المكتبة و المسؤول الأول على دعمها و متابعة عملها، فهو الذي يحدد مواقيت
عملها، وهنا عليه استخدام خبرته وحكمته في استغلال فراغات التلاميذ و الأساتذة ، خاصة و أنه هو من
يعد استعمال الزمن،وبصفته المشرف المباشر على الاستشارة العامة يمكنه الاستعانة بمستشار التربية
ومساعديه في نادي المكتبة ، وحبذا لو تفرع عن هذا النادي خلية تعنى بمتابعة نشاط التلاميذ في
المطالعة و التنويه به في مجلة المؤسسة أو في نشرية خاصة بنشاط المكتبة ، تكون شهرية أو فصلية،
حسب الإمكانيات، إظهارا لعمل التلاميذ و تشجيعا للتلاميذ غير المهتمين على الحذو حذوهم.
و نذكر بأن المشاركة في عمل المكتبة و دعمها من واجبات كل أعضاء الجماعة التربوية ، وليس عملا
تطوعيا .
1787 ، المتضمن إنشاء المكتبات المدرسية و /32/ ) المنشور الوزاري 67 ن ث ر/ 77 في 28
دعمها(.
هيكل المكتبة و تجهيزها: ليست المكتبة المدرسية مكتبة عادية، وإنما هي مرفق من مرافق المؤسسة
التربوية،ولذا يجب ألا تقل العناية بها عن العناية ببقية المرافق الأخرى كالقاعات الدراسية و المخابر و
غيرها من المحلات، بل يجب أن تكون في وضعية جيدة و مصانة، كي يجد فيها الزائر الراحة و الجو
المناسب للمطالعة و البحث،و ينبغي اختيار الموقع المناسب لها، بعيدا عن الحركة الدائبة ، و في موقع
تتوفر فيه الإضاءة الطبيعية) تصله الشمس لمدة طويلة من النهار( ، وأن تكون واسعة ، جميلة الشكل
الخارجي وأنيقة من الداخل، مجهزة بالوسائل اللازمة و الآثاث المناسب،و القاعة النظيفة و المزينة تزيد
من إقبال التلاميذ عليها وتطيل بقاءهم فيها، واختيار اللون المريح لطلائها ، والألوان الفاتحة تنفتح
لها العقول و تنشرح لها النفوس .
الخاتمة:
و أخيرا آمل أن تكون مساهمتي المتواضعة هذه، مثارا لفتح المجال على تنشيط المكتبة و تقديم
المبادرات الجيدة لتطوير خدماتها، و تحسين آدائها لرفع نسبة العطاء في القراءة و البحث من لدن
الأساتذة و التلاميذ، و حتى العمال الآخرين في المؤسسة ، فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في
البحر ، و مادامت سلعة المكتبة هي الكتاب ، فإ نها ستبقى أحسن وسيلة في التربية و التعليم
،مهما تعددت الوسائل و تطورت في هذا المجال، لأن الكتاب هو سيد هذه الوسائل كلها على
الدوام.
ع/ بن رزق الله

مدير ثانوية متقاعد

بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 11-08-2015 الساعة 01:30 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
فتحي 2009
مشرف
  • تاريخ التسجيل : 21-10-2009
  • الدولة : الأغـواط
  • المشاركات : 9,460
  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • فتحي 2009 will become famous soon enoughفتحي 2009 will become famous soon enough
فتحي 2009
مشرف
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية saif.m
saif.m
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-06-2015
  • المشاركات : 3,006
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • saif.m is on a distinguished road
الصورة الرمزية saif.m
saif.m
شروقي
رد: المكتبة المدرسية و أثرها على تطبيق المناهج المقررة
20-07-2023, 09:02 PM
موقع ساهلة ماهلة هي منصة تعليمية جزائرية توفر مذكرات تخرج، ودروس ومحاضرات لكل التخصصات، بالاضافة الى مواضيع مسابقة الدكتوراه السابقة لمختلف السنوات والجامعات، كما وفرت ايضا بحوث جامعية واعلانات التوظيف.
-------------------
Le site Web de Sahla Mahla est une plate-forme éducative algérienne qui fournit des mémoires fin d'études, et des Cours et Polycopies pour toutes les disciplines, en plus des sujets de concours doctoraux précédents pour différentes années et universités, et a également fourni des recherches universitaires et des annonces d'emploi.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 10:54 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى