سر كراهية بعض الطلاب للعودة للمدارس
22-08-2015, 06:07 PM
24 - الشيماء خالد
يتململ فريق واسع من الطلاب لدى العودة للمدارس بطبيعة الحال، مودعين الإجازات والراحة، إلى أجواء أكثر جدية وانضباطاً، لكن هناك أسباب أعمق ذات دلالات تستحق النظر تجعلهم يبغضون العودة لمقاعدهم الدراسية.
"أكره المدرسة، المعلمة لا تحبني، وليس لي صديقات مقربات، والدوام طويل جداً" .. تعبر الطفلة اليازية الجابر ذات السبع سنوات، وهي تتسوق مع والدتها لمستلزمات العودة للمدارس بفتور، حيث لم تفلح ألوان الحقائب والقرطاسية الزاهية في تغيير مزاجها.
وتقول والدتها، منى: "أحاول تغيير فكرتها عن المدرسة بشتى الطريق، حتى أني كثيراً ما أحاول التحدث لمعلماتها، وشرح أن ابنتي انطوائية وحساسة جداً، لكن حتى الآن لم أرى تغييراً في نظرتها للمدرسة".
ويعاني الكثير من الطلاب الصغار خاصة، من مشكلة شعورهم بالوحدة وأنهم أقل شعبية من الآخرين، وصعوبة تكوين صداقات.
توبيخ وامتحانات
وتقول أستاذة علم النفس، حياة العربي، لـ 24: "في حال تفاقم شعور التلميذ بالوحدة، سيؤثر ذلك سلباً على تحصيله العلمي، وأحياناً قدراته نفسها، كونه سيصاب في ثقته بنفسه، وتأخر مهاراته الاجتماعية".
وبحسب العربي فإن دراسات أخيرة أشارت إلى أن ضعف الشخصية لدى التلاميذ يجعل قدراتهم العقلية مثبطة، ويستنزف طاقتهم في محاولة إخفاء ضيقهم أو حماية أنفسهم بالهروب من الواقع.
ومن الأسباب الأكثر تكراراً بين الطلاب الكارهين للمدرسة، يأتي التنمر والخوف من الامتحانات وكثرة الواجبات وتوبيخ الأساتذة، وكثرة الممنوعات وأخيراً الملل، والافتقار للمتعة.
تقول الطالبة في الصف الرابع الابتدائي، ميثاء الشامسي: "أخاف من العودة للمدرسة، فأنا ضعيفة في مادة الرياضيات ودائماً توبخني المعلمة، ولا يوجد شيء ممتع في المدرسة".
ويقفز الخوف من الامتحانات لقلوب بعض الطلاب حتى قبل بدء الدراسة، كما يقول الطالب في الصف الخامس، عبد الله ناصر: "أشعر بالرعب مع عودة المدرسة، وأبقى أنتظر الامتحانات بقلق شديد، أشعر بالحزن مع اقتراب المدارس".
تنمر .. المتعة والتعليم
لكن بعض الطلاب يعانون من مشاكل قد تدمر نفسياتهم، مثل الطالب في المرحلة الإعدادية، بدر سليمان، الذي يصارح 24 أنه يكره المدرسة كونه لا يرتبط بعلاقة جيدة مع معلميه، والأسوأ أنه يتعرض للتنمر.
ويقول سليمان: "لا أحكي لوالداي عما يحدث لي من مضايقات من الشباب، لكنها أسوأ مما تتخيلوا، لذا أكره المدرسة جداً، كما أن المعلمين يستفزونني دائماً ويعاقبونني غالباً".
وتحذر العربي من خطورة قضية التنمر، فتقول: "الأمر يزداد سوءاً، على الجهات التربوية المسؤولة مواجهة التنمر بحزم، فقد يصل الأمر بالمتعرضين لهذه الأزمة للانتحار أحياناً، أو يولد لديهم سلوكيات عدوانية، وإشكالات نفسية عديدة، ناهيك بالطبع على أن آثار التنمر قد ترافق ضحيتها طوال حياته".
ظاهرة منتشرة
ويقر الطالب أيمن عماد، بتفكيره في الانتحار لمرتين في سنة واحدة، ويقول: "شعرت بأن لا شيء سيحميني من المتنمرين".
وتشير دراسات حديثة أن ظاهرة التنمر في المدارس تتزايد بنشب مخيفة، وصولاً لدول ومناطق لم تكن تعاني منها بهذا الشكل الملحوظ، بحسب العربي، التي تضيف: "هذه الأزمة الخطيرة تطال طلاب الابتدائية والمرحلة المتوسطة أكثر من غيرهم، ويجب معالجة الضحية والمعتدي الممارس لفعل التنمر كذلك".
وتعتبر العربي التنمر من أهم المشكلات التي يجب معالجتها فيما يخص أسباب كراهية الطلاب للمدارس، ومن ثم أسلوب التعليم ومستوى المعلمين وطرقهم، وتقول: "نحن في حاجة لمزح التعليم بالمرح والمتعة، فالصغار اليوم يواجهون عالماً مختلفاً غداً، لذا فهم في أمس الحاجة لأساليب تسابق زمنها، لا تلك المتحجرة، ولا يجب أن نخلط الانضباط بالقسوة التي تجعل الطلاب يكرهون مدرستهم ومعلميهم، ومن ثم العلم نفسه بطبيعة الحال".