تسجيل الدخول

هادي يحمد
باريس -
لم يمضِ على تعيينه من قبل الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" إلا بضعة أسابيع حتى طلع "بريس هورتفي" وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسية على الرأي العام الفرنسي بمشروع قانون جديد يقضي بضرورة تعلم الفرنسية لكل الراغبين في الاستقرار بفرنسا مع عائلاتهم، بجانب شروط أخرى عديدة يتضمنها القانون الذي من المنتظر أن تنظر فيه الجمعية الوطنية (البرلمان) قريبًا.
ووضع بريس هورتفي في مشروعه الجديد الذي يحدّ من الهجرة وسربت أجزاء منه جريدة "لوفيجارو" القريبة من اليمين الحاكم اليوم الأربعاء 13-6-2007 شروطًا جديدة من أجل السماح للمقيمين في فرنسا بإلحاق عائلاتهم بهم في إطار قانون "التجميع العائلي".
وتنص معالم القانون الجديد على "ضرورة أن يتعلم كل الراغبين في العيش بفرنسا والالتحاق بعائلاتهم اللغة الفرنسية قبل حلولهم بفرنسا"، وكذلك على "أن يلتحق كل مرشح للهجرة بمركز تدريب بالبلد الأصلي له يتعلم فيه اللغة الفرنسية".
كما ينص القانون الجديد على أن الراغب في الإقامة بفرنسا عليه أن يوقع على وثيقة سميت بـ"باحترام الهوية الوطنية الفرنسية".
ولأنه لم يكشف بعد عن مضمون هذه الوثيقة الجديدة، فإن الاتجاه العام للأوساط السياسية الفرنسية يقول إنها تتعلق باحترام مبادئ العلمانية الفرنسية بما يعنيه ذلك من الحد من بعض المظاهر التي تُعَدّ "مخالفة للعلمانية" في الملبس والحياة اليومية، وخاصة في ما يتعلق بقضيتي "منع تعدد الزوجات" و"الحجاب" التي سبق أن تطرق إليها الرئيس نيكولا ساركوزي كثيرًا أثناء حملته الانتخابية للرئاسيات.
ويُعَدّ "بريس هورتفي" أحد أبرز المقربين من الرئيس الجديد، ويصنفه بعض المراقبين الفرنسيين في خانة "التيار اليميني المحافظ" المحيط بساركوزي، حيث رافقه في العديد من مراحل حياته السياسية، مما جعل ساركوزي يعينه كـ"وزير للهجرة والهوية الوطنية" وهي الوزارة التي أثارت الكثير من الجدل السياسي بفرنسا، حيث انتقد اليسار الفرنسي إنشاءها على اعتبار أنها "تربط بين مشكلة الهجرة وقضية الهوية الوطنية".
ولم يُخفِ "بريس هورتفي" بمجرد تعيينه على رأس الوزارة الجديدة عزمه المضي قدمًا في تطبيق البرنامج الرئاسي لساركوزي في ما يتعلق منه بالدفاع عن الهوية الوطنية الفرنسية، وخاصة مقاومة الهجرة غير الشرعية إلى فرنسا، حيث وضع "هورتفي" هدفًا يتمثل في طرد 27 ألف مهاجر غير شرعي عن فرنسا بنهاية 2007.
ويضع مشروع القانون الجديد -والذي من المنتظر أن تصادق عليه الجمعية الوطنية (البرلمان) بنهاية هذا الصيف بحكم الأغلبية التي يحظى بها حزب ساركوزي في البرلمان- شروطًا جديدة على قانون "التجميع العائلي" الذي أقره الرئيس الفرنسي السابق "جاك شيراك" سنة 2002 والذي يعطي لكل أجنبي مقيم بفرنسا الحق في أن يجلب عائلته من البلد الأصل.
ويشترط مشروع "هورتفي" الجديد، إضافة إلى تعلم الفرنسية كشرط واحترام الهوية الوطنية أن يكون المقيم بفرنسا ذا قدرة مادية تؤهله لأن يستقبل عائلته، هذا فضلاً عن سكن يمكنه من استقبال عائلته.
ويبلغ عدد المهاجرين الذين يأتون إلى فرنسا في إطار قانون "التجميع العائلي" حوالي 20 ألف شخص سنويًّا، وهو عدد انخفض خلال السنوات الأخيرة، ويقول المراقبون: إن منح بطاقة الإقامة بفرنسا عبر قانون "التجميع العائلي" لا يتجاوز ربع طلبات الإقامة بفرنسا والتي تبلغ 100 ألف طلب معظمها لا علاقة له بالتجميع العائلي.
وفي تعليقه على مشروع القانون الجديد يقول "إكسافي أمنتون" أحد المختصين عن ملف الهجرة في رابطة حقوق الإنسان الفرنسية لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن هذا المشروع يكشف إلى حد بعيد بعضًا من مخاوفنا من هذا الربط بين الهجرة وما يعتبره الفريق الحاكم تهديد الهوية الوطنية".
ويضيف "أمنتون": "من الواضح أن الاتجاه العام للحكومة الجديدة يذهب إلى التضييق إلى حد كبير عن منافذ الهجرة إلى فرنسا، ولكن هذا التضييق تستعمل فيه كل الوسائل بما فيها الوسائل والحجج غير المقبولة والمنافية حتى لحقوق الإنسان، وبالتالي فنحن نعبر عن قلقنا وخشيتنا في أن تعكس مثل هذه القوانين حالة "إكسانوفوبيا" أي معادة الأجانب.
وعبرت العديد من المنظمات الحقوقية والأحزاب اليسارية بفرنسا عن خشيتها من هذا القانون الجديد والذي يؤكد بحسب قولها إصرار الحكومة اليمينية على اتخاذ مواقف اعتبرت إلى زمن قريب هي مواقف اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين بفرنسا.
واستطاع ساركوزي بتركيزه على ملف وقف الهجرة غير الشرعية وحماية الهوية الوطنية الفرنسية جلب جزء كبير من أصوات اليمين المتطرف بفرنسا والذي يصوت تقليديًّا لصالح الجبهة اليمينية المتطرفة بزعامة جان ماري لوبان.
واعترف لوبان إثر النتائج الهزيلة التي حققتها الجبهة الوطنية في الدور الأول للانتخابات التشريعية الأخيرة أن ساركوزي استطاع أن يجلب "خمس المصوتين للجبهة الوطنية تقليديًّا للتصويت لصالح حزبه (الاتحاد من أجل الحركة الشعبية) والذي حقق فوزًا ساحقًا في الدور الأول من هذه التشريعيات.

......واذا كان تدريس الطب والاعلام الالي والعلوم التكنولوجية في جامعاتنا بل وفي جامعات كل الدول العربية ليست من حظ أولئك الذين لا يجيدون اللغة الفرنسية ...فليس لساركوزي ما يجعله يشذ عن دعوته سيدي .....
اما اشتراطه للمال فلا يعدو الا شطارة فاتنا اليها ...وهل يروقك مشهد ضحايا جوع وفقر الساحل الافريقي وان كنا لا نختلف عنهم كثيرا وهم يجوبون شوارع ومدن الجزائر وانعكاسات ذلك بتزوير العملة والوثائق.....

أردت من نقل هدا الموضوع هو توضيح مسألة واحدة وهي أن القوم جعلوا لغتهم عزيزة أما قومنا فجعلوا لغتهم.....؟