الشيخ عبد المجيد الزنداني
16-10-2007, 06:26 PM
ولد عبد المجيد عزيز الزنداني عام 1938م في منطقة الشعر بمحافظة إب إحدى أشهر المحافظات باليمن ولكن نسبه يعود الى قبيلة ( أرحب ) تلك القبيلة التي ينتسب إليها الصحابي الجليل سعيد بن قيس رضي الله عنه كما ينتسب إليها أبوالأحرار اليمنيين محمد محمود الزبيري .
تلقى تعليمه الإبتدائي في عدن وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية في القاهرة وفيها قام بتاسيس أول منظمة إسلامية تحت إشراف محمد محمود الزبيري وذلك بعد خروجه من حركة القوميين العرب والتي انتمى اليها لفترة قصيرة 1958.
ترك الزنداني مقعده في السنة الثانية بكلية الصيدلة ليعود الى اليمن بعد قيام الثورة باستدعاء من الزبيري ليساهم في جهود حماية الثورة والجمهورية والدفاع عنها حيث قدم عبر إذاعة صنعاء برنامج( الدين والثورة) الذي استهدف سد الفجوة التي حاول البعض صنعها بين الدين والثورة وقد حتم عليه واجبه الخروج الى مناطق القبائل لحقن دماء اليمنييين والذين سالت دماؤهم بسبب محاولات التدخل الأجنبي لإحداث الصراع والشقاق بين اليمنيين فكان له دور بارز في التحضير لمختلف الفعاليات الوطنية المعارضة وكذلك إصدار صحيفة صوت اليمن وتاسيس حزب الله مع استاذ النضال اليمني الزبيري وكان الزنداني يجوب مناطق القبائل الملكية لاقناعها بالعدول عن مواجهة الثورة .
وضل الزنداني على نفس الخط الذي رسمه ابو الاحرار الزبيري حتى بعد استشهاده وواصل إصدار صحيفة صوت اليمن مع زملائه ومن ثم التحضير الى مؤتمر للسلام تجتمع فيه قبائل اليمن لاخماد لهيب الحرب الاهلية وقد انتخبه المؤتمر نائبا لوزير الاوقاف
ولكن حكومة صنعاء وبتعليمات خارجية قامت بملاحقة دعاة الاصلاح واشتدت القبضة العسكرية ممادفع الزنداني الى المغادرة الى عدن التي كانت تحت وطأة الاستعمار البريطاني فارا من نظام البطش الذي ارتدا ثوب الجمهورية وفي عدن كان الزنداني شعلة من الحماس في الدعوة الى الله في المساجد والمنتديات وتولى إدارة معهد النور في عدن كما لم يسلم ايضا من ملاحقة المخابرات الانجليزية وازلامها للحد من نشاطه الدعوي الذي احدث ضجة في مدينة عدن
قيادة الاسلاميين باليمن
وبعد نجاح حركة نوفمبر في شمال اليمن عاد الزنداني الى صنعاء وتولى ادارة الشؤون العلمية بوزارة التربية والتعليم وعمل على مواجهة شبهات الملحدين والعلمانيين والتي تحاول فصل العلم عن الدين فقام بتاليف كتاب التوحيد للمدارس وساهم بالتدريس لعدد من المواد العلمية في المدارس الحكومية.
وفي عام 1975 تولى الشيخ عبد المجيد الزنداني رئاسة مكتب التوجيه والإرشاد والذي قام من خلاله بإستقدام العلماء والمفكرين الإسلاميين الى البلاد للعمل على نشر الوعي الصحيح بالاسلام ومعانيه السامية ورد كيد الزحف الشيوعي القادم من جنوب اليمن الذي كان يحكمه ثلة من الماركسيين
كما يعتبر الزنداني من اوائل المؤسسين لحركة الاخوان المسلمين في اليمن والتي بدا ارتباطه بها في القاهرة ايام الدراسة مع رفيقه عبده المخلافي الذي استشهد في حادث غامض في مايو 69 م ومن ثم تولى الزنداني قيادة جماعة الاخوان المسلمين في اليمن حتى عام 1978م.
رائد الاعجاز .....وداعية عالمي
انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني الى المملكة العربية السعودية في عام 1979م وعين مندوبا لليمن لدى رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة ومن هناك بدأ عمله الدؤوب للعمل على تأسيس هيئة تعتني بالإعجاز العلمي للقرآن والسنة والتي كان الزنداني أول أمين عام لها ومن خلال الهيئة بدأ الشيخ حملة لمواجهة الإتهامات الإلحادية فقاد مواجهات عالمية وإقليمية ومناظرات مع كبار علماء الغرب فأسلم على يديه العديد منهم وكانت له مناظرات كبرى مع بعض قساوسة النصارى ولقد عرف الزنداني بمقدرته الكبيرة على الإقناع والمناظرة لما يتمتع به من ثقة ومعرفة وقوة حجة ولقد جاء إليه أحد القساوسة ذات مرة طالبا منه مناظرة علنية امام مجموعة من الطلاب واشترط القسيس ان يثبت له الشيخ ان الاناجيل ليست من عند الله فطلب منه الشيخ الزنداني (الأناجيل ) فأراها القسيس له فقال له الشيخ ( إنها ليست من عند الله وان اسم مؤلفها على غلافها متى ومرقس ويوحنا ولوقا وبرنابا ) فوجم القسيس ثم قال الشيخ للقسيس " إن بعض الناس أخبرني عن أن رئيس الملائكة قد مات " فقال له القسيس " ان ذلك كذب لأن الملائكة خالدون لا يموتون ...فقال العالم الجليل: وكيف ؟ وأنت تقول الآن أن الإله قد مات على خشبة الصلب فكيف يموت الإله وتخلد الملائكة فبهت القسيس ولم ينطق ...كما للشيخ العديد من المناظرات والحوارات المسجلة في سلسلة (انه الحق ) مع علماء متخصصين في مجالات عديدة ولقد حاز الشيخ انبهار واعجاب العديد منهم امثال البروفسور ( شولدر ) كبير علماء البحار الالمان والبرفسور (يوشيد كوزاي ) من كبار علماء اليابان والرئيس الألماني ( فايتسكر ) وقد تمت ترجمة أشرطة وكتب الشيخ إلى العديد من اللغات كالروسية والألمانية والتركية الى جوار اللغتين الإنجليزية والفرنسية...
كما أن البرفسور ( كيث مور ) أحد كبار علماء كندا ( استاذعلم التشريح والاجنة في جامعة تورنتو بكندا ورئيس جمعية علماء التشريح والاجنة بكندا واميركا ) وضع في كتابه العلمي عن علم الأجنة فصلا عن مطابقة علم الأجنة لما في القرآن والسنة بعد سماعه للشيخ عبد المجيد الزنداني ثم أفرد صفحات في كتابه للإضافات الإسلامية من القرآن والسنة ووضع اسم الشيخ عبد المجيد الزنداني على صدر كتابه وفي صفحاته
كما ان للشيخ حضور مشهود في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية والتي قدم فيها العديد من الدعوات ومنها
- إقامة اتحادات متعددة لمختلف المهن على مستوى العالم الاسلامي.
- إقامة إطار موحد لعلماء المسلمين على نطاق عالمي ليكون مرجعية للأمة الإسلامية في جميع شؤونها
- الدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة في العالم ونصرة المستضعفين منهم خاصة.
- قيام سوق إسلامية مشتركة
- الإستفادة من جميع الكشوف العلمية والتقنية العلمية والتكنولوجيا المعاصرة وتشجيع الكفاءات والخبرات.
معارضة بلاعنف
عقب قيام الوحدة بين شطري اليمن عاد الشيخ عبد المجيد إلى اليمن ليساهم في ترسيخ نظام الشورى والديمقراطية والذي نادى به الرعيل الأول من أحرار اليمن حيث قاد المعارضة الشعبية بالطرق السلمية حيث أن الشيخ كان دائما ما يقول لمحبيه في العالم الإسلامي وفي اليمن ( إستخدموا دائما الوسائل السلمية ولا تيأسوا منها لا تسنفذوها استفيدوا من كل فرصة للدعوة بالطرق السلمية ...انشروا دعوتكم ومطالبكم حيثما استطعتم دون اللجوء للعنف استفيدوا من اجواء الحرية التي تمنح لكم إن شعوبكم الاسلامية معكم انكم تمتلكون هذه الاغلبية الساحقة في المجتمع ومادمتم تضمنون الاغلبية فلاحاجة بكم الى العنف المهم الا يستخدم الآخرون العنف لمنع الحريه ولمنع رأي الأغلبية
كما أن الشيخ يرى أن ظاهرة العنف ناتج طبيعي من نواتج الديكتاتوريات التي تحكم العالم الإسلامي . ومع ذلك فإن الشيخ يرى أن العنف ضد السلطة لا يخدم مصالح الأمة بل يزرع الفرقة بين صفوفها
وفي صبيحة يوم الأحد الثاني عشر من شهر مايو عام 1991م قاد علماء اليمن وعلى راسهم الشيخ الزنداني مسيرة مليونية تعتبر الأشهر في تاريخ اليمن عبرفيها عن رفض بعض مواد دستور دولة مابعد الوحدة لمافيها من مخالفات للشريعة ومحاولة طمس الهوية الإسلامية لهذا الشعب مطالبا بمقاطعة الإستفتاء على هذا الدستور إذا لم تتم الإستجابة لمطالب العلماء والشعب ولقد كانت من اروع المظاهرات السلمية حيث قام بضبط نظامها ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص لم يمس فيها غصن شجرة بسوء رفعت فيها المصاحف ودعا المتظاهرون إلى جعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع والقوانين ووقف الزنداني خطيب الجماهير ليلقي خطبة عصماء ليعبر فيها عن مطالب الشعب في تحكيم شريعة الله في كل أمور الحياة . ولا يزال الشيخ عبد المجيد الزنداني يقف خطيبا كلما استدعى الأمر فتجده في مهرجانات الطلاب وتجده في مهرجانات الدفاع عن الاقصى ذلك الخطيب الصادق الذي يلهب مشاعر الجماهير ويلم شمل الفرقاء ويدعو إلى السلام ومن ذلك دعوته الى مؤتمر الوحدة والسلام عام1992م.
تحمل التبعات ...والعطاء المتواصل
وشاءت أقدار الله تعالى أن يتحمل الزنداني عبأ كان هو الأكبر في سجل حياته وهو عضوية مجلس الرئاسة الذي يرأسه رئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح لكنه كان مثالا لأي داعية يرتقي الى هذا المنصب فقد كان منزله ولا يزال مفتوحا لا يمنعك عنه حجاب مع وجود العديد من الحرس الذين يقفون إلى جواره لحمايته ولكنهم لا يمنعون طالب حاجة أو صاحب شكوى وقد كان يجوب البلاد شمالا وجنوبا داعية الى الله يلقي المحاضرات في معسكرات الجيش والأمن ويحدث عن الايمان وأثره في القلوب الى جوار اضطلاعه بمهامه السياسية الاخرى ....كما وثب وثبة البطل للدفاع عن الوحدة في حرب صيف 1994م والتي عرفت بحرب الانفصال وكيف لا والوحدة هي حلمه وحلم أستاذه الزبيري وحلم الرعيل الاول الصادق من الأحرار
وبعد ما ترك الشيخ مقعده في مجلس الرئاسة تفرغ للعمل السياسي والدعوي حيث أصبح رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للاصلاح صاحب التوجه الاسلامي كما أسس جامعة الإيمان المتفردة في منهجها وأسلوب التدريس فيها ليتخرج منها الدعاة المصلحون الذين سيواصلون درب الدعوة والاصلاح والتجديد ونبذ التقليد والتعصب ونبذ العنف والتطرف والإرهاب ولا زالت الجامعة تواصل مشوارها هذا .