فتيان الفلسفة
16-02-2015, 04:43 PM
فتيان الفلسفة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

هذا مقال:" فكري ماتع رائع" لأحد الأفاضل – للأسف- لا أذكر اسمه، لأنني احتفظت به منذ مدة طويلة، وعثرت عليه مؤخرا، فرغبت في نشره:" لقوة حجته، وجزالة منطقه"، أخاطب به عقل من يصفون أنفسهم ب:" العقلانيين!!؟" من:" بني جلدتنا، وممن يتكلمون بألستنا!!؟": الذين آثروا تصويب سهامهم نحو مقدساتنا بحجة:" قراءة الإسلام بنظرة عصرية!!؟"، ف:" طعنوا الإسلام بسيف الإسلام!!؟"، لأن أكثرهم استلب:" الفكر الغربي" عقله، فوقع صريعا لأطروحات الغربيين، وأضحوا:" رجيع صدى" لهم في:" نسخة عربية المظهر:غربية المخبر": تردد:" لاشعوريا لسوء فهم!!؟"، أو:" شعوريا متناهيا لسوء قصد!!؟": طعون أعداء القرآن، ومناوئي سنة خير الأنام تحت ستار:" التجديد في الدين!!؟"، ولم يشعروا بأن ذلك:" الستار": كان شفافا كاشفا لشبهاتهم، فاضحا لمقاصدهم، وصدق من قال:" القلوب قدور، والألسنة والأقلام مغارفها"، و:" ما فيك: يظهر على فيك – فمك"، وصدق الشاعر أيضا حين سطر:" حقيقة نفسية إنسانية" قائلا:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة÷ وإن خالها تخفى على الناس تعلم

كانت تلك:"مقدمة توضيحية" لمضمون المقال الذي أنشره بشيء من التصرف: بيانا لبعض المعاني، وربطا بين الأفكار بطريقة تبسط أفكار الكاتب: بتقريبها لجميع القراء.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى: أن يتقبل منا ومن صاحب المقال:" صالح الأعمال" بقبول حسن، إنه ولي ذلك، والقادر عليه، وإلى المقال:

بعض فتيان الفلسفة-أقصد بعض الأساتذة- يتمسحون:" بالعقلانية و مرونـة الفكر!!؟"، لكنكَ تجدهــم يسارعون إلــى:" الإلحـاد و إنكـار الغيب!!؟"، فهــؤلاء:" الأطفال الفَــلْـسفَـوِيون": يتعجلون في إصدار أحكـام من العيار الثقيل!!؟ في حين كـان:" الجهـابذة": يتأمـلون و يعجزون في تأويل العالم.
إن:" قِشريات التعـاطي" مـع مواضيع الفلســفـة: عندنــا تُسبب في:" تشريد عقول بعض الأساتذة": الذين يهضمون المفردات، ويُدمنون علــى محاكاة الوافد المعرفي!!؟.
مساكين هـؤلاء!!؟، فقد حبسوا أنفسهم في:" زنـازن العقل المجرد!!؟"، و راحوا يدَّعون:" امتلاكهم أدوات تحليل الواقع!!؟"، في حيـن جهلوا بأن:" تقليدياتهم" لغيرهم: تأســر عقولهم، و تُبــلـــدُ مَلَكـاتهم النقدية!!؟.
وبمجرد أن يصبح الواحد منهم:" أستاذا للفلسفـة": يركبُــهُ الغرور، ويحسبُ نفســهُ:" كـادرا عقلانيا: أوتي جوامع الكلم!!؟"، وأحيانــا: يتحول هـذا الفتــى إلــى:" قائد شيطـاني!!؟": يُفتــي النـاس في أمور حـارَ فيهــا:" أباطرة الفكر والعلم!!؟".
ربمـا هي:" السطحيـة الساذجــة": التي تتسم بهـا قراءات البعض، و:" الايحـاءات الشيطانية" بامتـلاك ألغـاز تفسير العالم!!؟ هي التي وراء هـذا:" الغباء الغريب!!!؟؟؟".
فبسبب:" استسـلام فكرهم لفكر الآخرين"، و:" تقليد مستجدات النظريات القديمـة": يقوم بعض المُـتسرعين ممن:" نبتوا للتو في ميدان التفلسف": بسلوكـات قوليــة و فعليــة: يُــرادُ لهــا أن تُعَـبِّــر عـن مستوى ثقافتهــم!!؟، لكنهم في الواقــع: يقدمون الدليل علــى:" انسحاقهم و تبعيتهم!!؟"، فمعظم هـؤلاء من:" فتيان العقلانية -أساتذة الفلسفة-": لا يجاوزون فكرهم:" فكر اليونـان"، و:"أسيادهم من مفكري العصر الحديث الغربي"، لذلـك يحاولون أن يثبتـوا بتبعيتهم: قدرتهم علـى أن يصبحوا مثلهم في:" التفكير الراقي!!؟".
فالبعض منهـم للأسف: يمـارسون كِبــرا ملحوظـا في التعامـل مـع الـعـامـة، و يحسبُون أنهم يملكون رؤيـة ثاقبـة تتجاوز التقاليد الاجتماعية الموروثـة، فيمضون في:" السخريـة من الشعـائر":أحيانـا، ويُدمنون علــى:" استهـلاك مـا قاله أفلاطون أو سقراط أو نيتشه أو شوبنهـاور أو مـاركس أو ...": مُعتَقدين أن الالتصاق بهـؤلاء: يعطي لـهم:" السبق الفكري"، و:"الأمـان العقلي": أوهــام في أوهـام!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟.
و مـا يُـميز بعض هـؤلاء الفتيـان: أنهم يسخـرون من كـل مـا لـه صلـة بالجانب الدينـي!!؟، فسخريـة:" فتى الفلسفـة": تتعـلق بالجـانب العقدي، ونقد الأشكـال التعبدية التي بين المسلمين، والتي تنتمــي مباشرة لفضاء:" الإسلام"، فهذه السخريـة: تبدأ عندمــا يزدري أستاذ من:" المصلــي العـادي"، فيعتبر ذلــك سلوكـات تنتمــي إلـى مراحـل مـا قبل:" المرحلـة العلمية!!؟"، أو يصنفهــا ضمن:" الظواهـر الاجتمـاعية التي تقبل التجاوز!!؟".
ويبتدئ الأمر عندمــا يركب:" فتـى الفلسفــة": أطروحـات الغرب في التعـاطي مع كل الأديان، فيشرع في:" ابتـلاع دوغمـائيات ماركس، أو نيتشة، أو كيرككارد، أوسارتر ...": دون أن يدرك بأن هـؤلاء المفكرين: يتصرفون من:" منطلقات إلحـادية لا عـلاقـة لهـا بالتدين السليم"، لذلـك: وجبَ الحذر عند استخدام السخريـة كأسلوب نقدي.
والبعض منهم: يركبـه:" الغرور المفرط!!؟"، فيبدأ في تقليد منهجية السخريـة عند:" سقراط": دون أن يُكلف نفسـه محـاولـة قراءة السياق والأبعـاد قراءة صحيحة عادلة متوازنة شاملة!!؟، فسخرية:" سقراط" في منهجه:" التهكم و التوليد": مرتبــط بقيم عقدية تنتمـي إلـى:" الديانـة الأورفية": ذات البعد الأسطوري البحت، ومرتبط بعادات:" وثنية اثينية": سائدة في بيئة سادتهـا:" نزعـات السفسـطة"، و:"انحـلالات المجتمـع"، لذلـك فهي كـانت:" سخريـة منهـجية": تقوم علــى أساس:" استخراج الحقائق"، أو:" توليد الحقائق ممن أُسِروا بسلطــة الواقع المُشَرّد"، فسخريتـه:" سخريـة": تتطلع إلـى:" إرسـاء قيم أخـلاقية رفيعـة تتأسس علـى العقل المجرد" - (و إن كنـا نرفض نزعـة الرهـان علـى العقل بإطلاق، إذ أن شعاره الأخـلاقي: كـان يقوم علـى فرضية: "الفضيلة علم، والرذيلة جهل!!؟")-.
أمـا عن بعض:" فتيان الفلسفة"، فسخريتهم للأسف:" مقلوبـة!!؟": قد تمــجد:" الزنـى من باب العقلانية!!؟"، و تتكبر علــى:" الخضوع لله بدعوى الإلحـاد!!؟"، و:" تضحك من العباد لأنهم ألغـوا عقولهم!!؟".
إن سخرية بعض:" فتيان الفلسفة": تتعلق بمن يقيم الصلاة، أو ممن يقرأ القرآن، أو ممن يؤمن بالغيب، و ليست:" سخريـة لأنمـاط القيم الاجتماعية: المنـافية لأسس المجتمع السليم".
لذلك - إذا كـان ولابـد-: انتهـاج مسلك:" السخرية"، فالمعنـى: يجب أن ينصرف إلـى:" السخريـة المعرفية": التــي توصـل للحق، و تكشف للنـاس:" قيم الجمـال"، ولا تتنــاول:" أشكـال التدين السليم"، و إلا صـارت القضيــة:" منهجيـة إلحـادية": تصرف النـاس عمـا يؤمنون به!!؟.
إن :"أسلوب المـراهقـة في السخرية" من عبادات الآخرين -عندنـا معشر المسلمين-: لا تدانيهـا مراهقات الفلاسفة في شؤون المعارف الموروثة الفاسدة، فممارسة:" المراهقة العقلية" في شؤون:" العقيدة": تصبــح:" شأنـا عقائديا خطيرا": لأنهــا لعب بحقائقٍ أوحـى بهـا الله لأنبيائه عليهم الســلام، فـلا يجب البتة: الخلط بين من يمـارسون:" المراهقة الفلسفية والمنهجية": لأجــل الارتقاء بالعقل إلـى مستويات الوعي العقلاني"، وبين من يمـارسون:" المراهقـة: لأجــل تخريب العقيدة الإسلامية": التــي نطق بهــا الوحي الإلهــي، ويجب الإدراك تمام الإدراك بأن:" محاكاة أسلوب مراهقات الفلاسفة الغربيين" بدون ملاحظة:" الاختلافات البنيوية بين قيم المجتمعـات": أن ذلك شيء: يرفضــه العقل نفســه، ويمجه الذوق السلــيم.
لــو كـان لبعض:" فتيان الفلسفــة": حدس نقدي حقيقي: لكـانت اجتهـاداتهم النقدية: قادرة علـى تخطــي آليات التسلط المعرفي الغربي، ولَفهمـوا أن:" المراهقــة النقدية الموصلـة لاستخراج كنـه الحقيقـة": تتخــذ مسارات متعددة، ولا تأخذ بالضرورة:" مسارات النقد الفلسفي الغربي للدين!!؟".
ولكن للأسف:" أسـتـاذ الفلسفة"- أقول البعض بلا تعميم-: لا زالَ مأسورا بسلـطة:" بروتاغوراس"، و:" ثراسيماخوس"، و:" أفـلاطون"، و:"سقراط" و هلم جرا...، فلـم يستطع حتـى أن يتحرر من قيود:" سلطة اليونـان"، فــلا تجدُ لـهُ حديثـا غير الحديث عـن مواضيع تنتمــي لعـالم:" مشروخ في القيم!!؟"، ليحاكي مواقف فلاسفييهـا جُملــةً!!؟".انتهى المقال.

حقا:" صاحب العقل في راحة"، وأقصد هنا:" العقل السليم"، لأن القاعدة العظيمة تقول:" العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح".
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.