أزمة تعصف باتحاد الكرة العراقي.
07-04-2018, 04:03 PM


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم





أزمة تعصف باتحاد الكرة العراقي:



يبدو أن أزمات العراق السياسية انتقلت عدواها إلى الرياضة أيضا، بعدما ظهر على السطح حجم الخلاف الكبير الذي يرتبط بإدارة الملف الكروي المحلي، متمثلا في الصراع الذي يدور منذ أسابيع حول الترشح لانتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم.
وقد أثارت الخطوة التي أقدم عليها الاتحاد باستبعاد سبعة مرشحين من المشاركة في انتخابات رئاسته وعضويته، جدلا كبيرا وردود فعل سلبية، خاصة أن من بين المستبعدين لاعبين معروفين تركوا بصماتهم في عالم الكرة العراقية منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كعدنان درجال ونعيم صدام وآخرين.
وفي أول رد فعل رسمي له، أعلن اللاعب السابق المدرب عدنان درجال أنه سيتقدم بشكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بسبب ما اعتبره إجحافا وتعسفا مورسا عليه وعلى زملائه من قبل رئيس الاتحاد الحالي عبد الخالق مسعود ومسؤولين آخرين.
وقد اتصلت الجزيرة نت بدرجال لاستيضاح مزيد من التفاصيل، لكنه رفض الإدلاء بتصريح حول الموضوع، مكتفيا بالقول إن بعض التطورات ستحدث قريبا في هذا الملف.
ويسود جو من الترقب حاليا الأوساط الرياضية العراقية، بانتظار قرارات قد تغير مسار هذه الخلافات، دون الإفصاح عن طبيعتها.
كما أن بعض الذين قُبِل ترشيحهم -مثل اللاعب يونس محمود- أعلنوا مضيهم في الترشيح رغم اللغط الذي يدور حول مشاركتهم في انتخابات الاتحاد.
إقصاء الكفاءات
أما المرشح لعضوية الاتحاد نعيم صدام، فاعتبر أن ما جرى كان خطوة مقصودة من قبل المكتب التنفيذي في الاتحاد، لاستبعاد وإقصاء "الكفاءات الرياضية".
وأكد صدام للجزيرة نت أن نتائج الانتخابات معروفة منذ شهرين، حتى قبل المصادقة على لجنتها، فالأمور "مرتبة ومحجوزة"، على حد قوله.
وأضاف أن لجنة الانتخابات غير مستقلة، وتعرضت لضغوط كثيرة من قبل رئاسة الاتحاد، مما أدى إلى استقالة رئيسها محمد قحطان ونائبه، وهو ما أحدث تذمرا كبيرا في أوساط المدربين واللاعبين والحكام.
وطالب المرشح بوضع حد لتدخل اللجنة التنفيذية في الانتخابات، مضيفا أنه تقدم مع بعض زملائه بطعون لدى القضاء، وهم يأملون في أن يكون قرار الاستئناف في صالحهم.
من جانب آخر اعتبر المنسق الإعلامي في وزارة الشباب والرياضة العراقية كريم صبري هذا القرار مفاجئا للكثيرين، بسبب استبعاده أسماء لامعة في عالم الكرة العراقية، ولأنه أغلق في وجوههم "كل المنافذ القانونية" لقطع الطريق على ترشحهم.
وقد صاحبت هذه الأزمة اتهامات متبادلة بين بعض رموز الاتحاد الحالي ومعارضين لهم، شملت اتهام وزارة الشباب والرياضة بالانحياز إلى بعض المرشحين ودعمهم، وهو ما ينفيه صبري بشكل قاطع.
مخالفات قانونية
وتقول مصادر إعلامية عراقية إن للأزمة أبعادا أخرى تتمثل في قضايا فساد تتهم بها الرقابة المالية رئيس الاتحاد الحالي، وهو ما دعا هيئة النزاهة ومجلس القضاء الأعلى للتحرك لتفعيلها قريبا.
وبحسب هذه المصادر فإن رئيس الاتحاد الحالي تم إيقافه قبل فترة من قبل السلطات الأمنية بتهم فساد، ثم أفرج عنه بكفالة بلغت خمسين مليون دينار عراقي (حوالي أربعين ألف دولار أميركي) وما زالت القضية قيد التداول قضائيا.
وينفي عضو المكتب الإعلامي في الاتحاد العراقي حسين الخرساني وجود أي "مؤامرة" على الأسماء المستبعدة، لأن رئاسة الاتحاد لم تكن هي التي أقصتهم وإنما "لجنة انتخابية مستقلة" استلمت طلبات المرشحين وملفاتهم.
وبحسب عضو المكتب الإعلامي فإن ملفات المتقدمين للترشيح تضمنت مخالفات عدة لقوانين الاتحاد، من بينها عدم قانونية التزكيات التي حصلوا عليها، أو عدم تقديم أوراق كاملة للاعتماد، وهو ما دعا لاستبعادهم.
وعن الجدل المثار بشأن عبد الخالق مسعود، يؤكد الخرساني للجزيرة نت أن الاتهامات الموجهة له غير صحيحة، ويتم ترويجها في بعض وسائل الإعلام من أجل إسقاطه دون أي أدلة أو وثائق رسمية، و"من لديه أوراق تثبت ذلك فليتقدم بها للجهات القضائية".
ويضيف أن مسعودا يمتلك برنامجا انتخابيا يتضمن فقرات يمكن أن تنهض بواقع الكرة العراقية، وكان من إنجازاته المساهمة في رفع الحظر الجزئي عن الملاعب العراقية، وتطوير كرة القدم المحلية، وزيادة حضور العراق في المحافل الرياضية العربية والدولية، على حد قوله.
تخبط وسوء تخطيط
ويرى الصحفي الرياضي طارق الطائي أن استبعاد درجال ومن معه من مرشحين كان بسبب ضوابط تمت صياغتها من قبل الاتحاد، و"هي مفصلة على مقاسهم ولا تمنح فرصة لأي منافس جديد".
ويصف الطائي مسعودا بالشخصية الضعيفة وغير المسيطرة، عكس ما يشاع عن استئثاره بمقاليد الأمور؛ لكن الذين يساندونه من الأعضاء الآخرين يسعون لبقائه لأنهم هم من يديرون الملف الكروي، بعدما ترك لهم "الحبل على الغارب".
ووفقا للصحفي الرياضي، فإن من أبرز الانتقادات التي توجه لرئاسة الاتحاد الحالية هي التخبط وسوء التخطيط وتراجع تصنيف العراق كرويا، وعدم وجود شخصية رياضية معروفة ذات وزن في العلاقات العامة الدولية بإدارته حاليا.
كما يعاب على الاتحاد كذلك عدم التعاقد مع مدرب وخبير أجنبي لانتشال الكرة العراقية من واقعها "المرير"، بالإضافة إلى ملفات فساد أحيلت للنزاهة ولَم يتم البت فيها حتى الآن.
ويقلل الطائي من شأن الشكاوى التي يعتزم درجال ورفاقه التقدم بها، فهي من وجهة نظره مجرد إجراء روتيني، لكن النتيجة النهائية ستكون حرمانهم من المشاركة في الانتخابات.
ويؤكد أن الرأي العام العراقي والصحافة الرياضية إن لم يتحركا للضغط على الاتحاد لوقف هذه الممارسات؛ فإن النتيجة ستكون معروفة، وهي فوز مسعود بالمنصب مرة ثانية.
يذكر أن عبد الخالق مسعود لا يواجه أي منافس في هذه الانتخابات، حيث أغلق باب الترشيح تماما بعد استبعاد درجال، الذي كان المرشح الوحيد لمنافسته على رئاسة الاتحاد.










المصدر:
الجزيرة نت






...