الزمن البيداغوجي والوقت الإيديولوجي
22-04-2016, 01:44 PM
الزمن البيداغوجي والوقت الإيديولوجي
..... وللميزان كفتان ’ عذرا إن أنا وَضعتُ على كفةٍ الزمنَ البيداغوجي وعلى الكفة الأخرى الوقت الإيديولوجي’ وليست البيداغوجية بالإيديولوجية...
لا أخوض طولا ولا عرضا ولا علوا في أفاق الزمن وحرمته ’ فهذا أمر يفوق العقل البشري أو على الأقل عقلي أنا العبد الضعيف الهلوع الجزوع’ فقط أحصره هنا في حيز ضيائه ونوره ’ نهاره وليله ’ في صبيحة دون عشيتها ’ وما كان الزمان والمكان ليكونا لولا تعاقب الليل والنهار وما كان لأحد أن يعلم طول أو قصر اليوم والليلة لولا الدلالة ’ وهل يفيد مستظلا ظلُ شجرة في يوم من شتاء تجمدت فيه مياه الأنهار ’ وترى الغواصين عاجزين عن بلوغ وإدراك عما في ظلمات المحيطات والبحار ’ ناهيك عما أفكر فيه أنا وأنت ومن ورائنا جحافل تنتظر طلوع النهار..
قلت عما أفكر فيه أنا وأنت من إصلاح وصلاح لمفاهيم تعد بمثابة اللبنات الصلبة لحصن تحصين العقول وترويضها حتى يتمكن الرضيع من إدخال الخيط في سم الخياط ..
هذا عن الزمن وأما عن ربطه بالبيداغوجية فهذا ما يجعله خاضعا طائعا لإستغلال ساعاته ودقائقه وثوانيه لئلا تذهب سدى ’ وعليه فالبيداغوجية تعني منحنا الضوء الأخضر لإرشاد وتوجيه وقيادة ذاك الطفل لنصل به سالما إلى شاطئ آمن وبر الأمان. فالمسافة طويلة والطريق شاق وليس كل ذي شارب قائدا و كل راكب ذات يوم تراه مسترجلا على التراب فيه قاعدا أ و فيه راقدا...
فانتبه واحذر السقوط من علٍ’ لئلا يُصاب رأسك بأذى فتقعد بين الأنام عجمي
اللسان’ زائغ البصر دون حس ولا لمس وقد ذهب عنك ريح الوجدان ...
فلولا الإخضرار ما مُيز بين أرض جرز وأخرى بألوانه تزدان...؟
نأتي الآن للوقت الإيديولوجي فنقو ل على سبيل المثال وللتوضيح ليس إلا : الأحوال الجوية لهذا اليوم وما بعده من أيام عُدت بثلاث ’ إلى هنا بإمكاننا غض الطرف لكن علينا تفسيرالظرف فنقول حالة الطقس لهذا اليوم تحديدا ’ أما ما بعده فليس في العبارة من خطإ..
ما وددت الوصول إليه هنا ليس لما ذكرت ولكن لهدف آخر وأعني به عدد ساعات اليوم والليلة ’ وكيف نقتلها وفيما نقتلها ’ وهل كان قتلنا إياها في مصلحة وصلاح الإنسان والحيوان والنبات ولما لا وحتى الجماد ’ أم أننا هكذا تعودنا وألفنا دفنها حية كما كان يُفعل بالإناث سابقا ’ و هنا يتجلى الفرق بين الرابط الزمني البيداغوجي والوقت الإيديولوجي الذي هو إتجاه ومنهج وخطة لدى القادة والسادة ومن كان زمام الأمر والحكم بين أيديهم ’ ولا أود الإبحار بعيدا في هذا المضمار لأنني لم ولن أحمل بيميني مطرقة وبشمالي مسمارا لأدقه في نعش العقل ’ كلا ولا ولن........
إلا أنه يتوجب علينا أن نفرق بين الزمن البيداغوجي والوقت الإيديولوجي فنحتفظ بما لنا وندع ما ليس لنا’ وإلا أصبح كل شيئ فينا سياسة ’ فيختلط أمر الساسة بعقول وشؤون الناس فيتيه الراعي ويغمط المالك الخماس فتلد الأَمَةُ ربتها فيرقص الأعرج في كل المناسبات من الأعراس . الله المستعان.