اللســــــــــــــان الــــبارد
09-07-2016, 07:56 PM
اللســــــــــــــان الــــبارد


ما كان الحبو إلا محاولة التقدم للأمام على أربع... وأن قبل النطق تأتأة لعجين العبارة...’ وأن من حسن الكلام صدق حروفه ’ هنا يتجلى إتجاه الإشارة ....
أنا كما أنت ’ وأنت كما هو’ وهو كما هي ,و هما وهم وهنّ’ كباقي خلق الله سبحانه وتعالى’ وصدق الحق حين قال:[ ألم نجعل له عينين*ولسانا وشقتين* وهديناه النجدين] البلد/8/ 9 . 10 .
بلى يا رب العالمين .
اللسان البارد : ذاك الذي هد كياني’ وعُقْدته تلكم التي أردتني مجندلا بين الأنام
وما كان عليّ إلا فك حبسه وتحريره منذ زمان . ما أعجب أمرك وما أمرُّطعم الصبر الممزوج بحنظل وعلقم وقد تعاقبت عليّ سنين وأعوام....؟
الله جعل لي لسانا وجعل له غلافا’ فلا أنطق إلاّ بما أمرني به وأحل لي من أدب الكلام’ فإن حدث وأن عرضت لي شبهة أغلقه إن كان المتشابه من خمط الحرام ’ وبحكمة العقل أفكر فأعرف نفسي لتعرف ربها ’ فإذا ما أدركتْ ذلك حُق لها أن تطالب بحقها .’ مستهداة بنور ربها.....
لذلك فكّرت فقدّرت فقرّرت أن أرطبه بأحسن وعلى أحسن نطق وما أُبيح لي من تصريف أفضل من صلاة وصيام’ لعل الله قابل توبتي وماحي حوبتي وغاسل ذنوبي ومطهر قلبي وسريرتي’ فأنا أولا وأخيرا من خلقه ’ خلقني من تراب كما خلق أبوي آدم وحواء من قبل ..
لا تحبس لسانك عن قولة حق ولا ترسله هملا يجول مناكب السوق ’ فمَكْمن إبليس هنا وما أكثر العباد اليوم تراهم بين مخاصم ومنافق...؟
ألزم بيتك ’ واستعن بربك ’ فما تبقى على وجه الأرض إلا ثلة قليلة تدعو ربها
[ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطا] الكهف/ 28 .
أي والله ’ لا تركن لقولهم : هكذا الدنيا بين غالب ومغلوب ’ كلا إن الله غالب على أمره.
قال سعيد بن جبير – رحمه الله- في قول الحق سبحانه وتعالى[... والله غالب على
أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون] يوسف/ 21 . أي لِما يشاء وأن الناس لا يدرون حكمة الله تعالى في خلقه وتلطفه لِما يريد.
ويبقى القلب يرجف ويبقى العقل آبقا’ ويبقى البصر زائغا’ لا تقنط فرحمة الله وسعت كل شيئ ’ وما عند الله خير وأبقى ’ وأن الله تعالى قال[ ... لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا] الطلاق/ 01 .
اطمئني بإذن الله يا نفس واهدأ يا قلب فالله الذي خلقك لعله جاعلك مطلوبا بعد أن كنت طالبا’ لعله جاعلك مرغوبا بعد أن كنت راغبا.
الله المستعان.