ترامب يضغط لإفشال اجتماع “أوبيك” بالجزائر وضرب أسعار البترول!
22-09-2018, 03:59 AM





يجتمع وزراء الطاقة للدول الأعضاء بمنظمة الدول المنتجة للنفط، الأحد، بالجزائر لبحث القرارات المتعلقة بالإبقاء على إجراءات تخفيض الإنتاج من عدمه، وسط ضغوطات كبيرة من طرف الدول الكبرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ويقابلها مساعي من بعض الأطراف لاستمرار تخفيض كميات الإنتاج.
وتترقب الأسواق العالمية النتائج التي سيتم الإعلان عنها عقب الاجتماع الحاسم بالجزائر والذي ستشارك فيه 24 دولة منتجة للنفط، وما يتمخض من قرارات ترسم الخطة المستقبلية لتموين السوق الدولية من هذه المادة الاستراتيجية، خاصة مع محاولة كل طرف التمسك بمقترحاته، في ظل الضغوطات الكبيرة الممارسة من طرف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، الذي يسعى من جانبه جاهدا إلى دفع دول الخليج لرفع الإنتاج لمستوى يسمح بخفض أسعار النفط، وهو المقترح الذي تعارضه دول أخرى بشدة على غرار فنزويلا وإيران.
وفي ذات الصدد، يرى الخبير الاقتصادي كمال رزيق، في قراءته لاجتماع الجزائر، أن الرجوع إلى الجزائر من قبل أطراف الخلاف ضمن منظمة الأوبيك، يعد اعترافا صريحا بنجاح الدبلوماسية الجزائرية في إحداث التقارب في وجهات النظر، وهو ما ساهم في اجتماع 2016 إلى الخروج بقرارات سمحت باستقرار السوق وإنعاش أسعار النفط آنذاك.
ولفت المتحدث، إلى وجود صراع كبير بين قطبين في المنظمة، ففي الوقت الذي تضغط دول الخليج التي تستحوذ على 70 بالمائة من السوق العالمية، استجابة لإملاءات الرئيس الأمريكي من أجل زيادة العرض ومواجهة العجز، في ظل تراجع الإنتاج على إثر العقوبات الاقتصادية الأخيرة المفروضة على إيران، تعارض دول أخرى بشدة أي محاولة لرفع الإنتاج، متحججة بالقول إنه أي زيادة في الإنتاج تؤثر مباشرة في التوازنات المالية لهذه الدول، ما جعلها تطالب الجزائر بالتدخل للقيام بوساطتها الدبلوماسية، من أجل حلحلة الأزمة، والسعي لتقريب وجهات النظر بين جميع الدول للخروج بقرارات تخدم كل الأطراف.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن منظمة الأوبيك تتواجد في مفترق الطرق، على اعتبار أن كلا الطرفين يتواجدان في وضع لا يحسدان عليه، مؤكدا أن الدول الراغبة في رفع الإنتاج كالسعودية والإمارات، تحاول تقديم تنازلات للطرف الأمريكي من خلال رفع الإنتاج، باعتبارها تستمد أمنها وقوتها واستقرارها في المنطقة من الإدارة الأمريكية، وهو ما تعارضه الدول الأخرى، التي ترفض التنازل عن استقرارها لعيون أمريكا.
وتوقع رزيق، أن تؤول نتائج الاجتماع، إلى رفع نسبة الإنتاج قليلا، بشكل لا يؤثر على وضعية الأسعار الحالية، التي ستتراوح ما بين 60 و70 دولارا للبرميل الواحد، معتبرا أن زيادة الطلب في الأشهر المقبلة سيبقي الأسعار على حالها، وأوضح أن أعضاء المنظمة يفضلون تخفيض الأسعار بشكل نسبي عن نشوب حرب مصالح قد تودي بها إلى الهاوية، ولهذا تم اختيار الجزائر تحسبه – التي تقف على مسافة مع جميع الأطراف ولامتلاكها علاقات طيبة مع كافة الدول وبالتالي اتخاذ قرارات تضمن مصلحة الجميع.