عبد الحميد ابن باديس في مدينة قسنطينة
16-04-2011, 10:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرجت اليوم من المنزل كعادتي متوجها الى الجامعة ,وككل الأيام توجهت الى محطة الحافلات لانتظار وصول الحافلة وبينما أنا واقف لفت نظري شيخ يرتدي ثيابا غريبة بعض الشيئ فقد كان يرتدي عمامة وبرنوسا جزائريا وكانت تبدو عليه الدهشة وكأنه غريب أو ما شابه فاقتربت منه قليلا وتمعنت النظر في وجهه فبدى لي مألوفا فاقتربت أكثر ثم ألقيت عليه السلام فنظر الي قليلا ثم رد السلام بهدوء وكانت الحكمة تبدو على وجهه
فقلت له أأساعدك ياعم أأنت في انتظار شخص ما
فقال لست من هذا الزمان فاستغربت ثم أعدت له السؤال أتريد أن أساعدك في الذهاب الى مكان ما
فقال نعم أريد أن أذهب الى قسنطينة
فقلت أنت في قسنطينة
ثم قال في أي سنة نحن
فقلت في سنة 2011
وعندها بدا لي وكأنه فعلا ليس من هذا الزمان
فقلت من أنت
فقال أنا عبد الحميد ابن باديس
وقد كان فعلا هو استغربت في البداية لكني صدقته لا أدري أأنا نائم أأنا أحلم لكني قررت تصديقه
وقلت لماذا عدت يا شيخ
فقال أردت أن أرى مدينتي بعد كل هذه السنين
فقلت أتريد أن أخدك في جولة فيها
فقال نعم أهنالك مدارس
فقلت أجل ويوجد حتى جامعات ,ورأيت السرور بدا على وجهه
وقال فلنذهب اليها اذن
فركبنا سيارة وتوجهنا نحو الجامعة ,وقد كان معنا بعض الرجال يتجاذبون أطراف الحديث في السيارة والشيخ يسمع لهم وقد فتح أحدهم موضوع الحجاب و جوز السفر البيومتري وعن اجرائات الحكومة فلتفت الشيخ لي و
وقال أمازالت فرنسا تركزفي سياساتها الاستعمارية على الاسلام و الهوية الجزائرية
فقلت فرنسا غادرت الجزائر مند 47 سنة فتعجب
وقال اذن من يحكم الجزائر
فقلت حكومة جزائرية
فقال أوترفض ارتداءالفتيات للحجاب
فقلت لا ولكن ترفض صورهم به في بطاقات التعريف
فطأطأ رأسه وقال ما لهذا طالبنا بالاستقلال وبقي صامتا يستمع الى كوارث هذا الزمان حتى وصلنا
وعندما نزلنا ودخلنا الحرم الجامعي بقي صامتا وهو مستغرب ينظر الى الفتيات والشبان وألبستهم الغريبة
ثم قال قلت لك ان نذهب الى الجامعة وليس الى هذا المكان أني اردت أن أرى طلاب العلم الجزائريون وليس المستوطنين الفرنسين
فقلت باستحياء هؤلاء هم الطلاب الجزائرين
فقال بحزن كبير الجزائر دولة متخلفة اذن
فقلت نعم ,فغادرنا المكان وأنا أصف له أوضاع الجزائر اليوم حتى أنني لم أجد الا أشياء قليلة تسره والباقي أحزنه
وقد مررنا في طريقنا بمشروع (ترام واي)وقلت أنظر يا شيخ هذه احذى المشاريع التي هي في طور الانجازفي مدينة قسنطبنة اضافة الى (التليفريك) و الطريق شرق غرب فابتسم وقال ومن ينجز في هذه المشاريع
فقلت شركات أجنبية
فقال وأين العمال الجزائرين ,فلم أستطع حتى الرد وبقيت ساكتا
وعند دخولنا الى قلب المدينة مررنا برجل مع طفل صغيرتبدو عليه الفطنة فتوجه الشيخ نحوه وقبله
فقال والده ان ابني هذا ذكي وفطن وقال له اذكر لهم لاعبين المنتخب الجزائري فذكرهم واحدا وحدا حتى أنه ذكر الذين لم يلتحقو بعد بالمنتخب فابتسم الشيخ
وقال للطفل أقرأ لي سورة الفاتحة فبقي الطفل ساكتا
فقال الأب انه ما زال صغيرا لا يحفضها
فنظر الشيخ الى الاب وقال بنبرة حادة علم ابنك القرأن فاني حفضته وأنا في 13 من العمر
وبعد ما بتعذنا قليلا سألت الامام أأزعجك الطفل بمعرفته للاعبين
فقال لا ولكن العكس أنا من مشجعي الرياضة حتى اني ساعدت على انشاء فريق في كرة القدم
ولكن ما أزعجني أن الاب لم يعلم ابنه القرأن كما علمه الامور الاخرى
وهناك سردت على الشيخ قصة المنتحب الوطني وعن الازمة بيننا وبين مصر فتغير وجهه وقال
ان الشعب المصري له فضل كبير علي فقد أخدت الكثير من العلم في مصر فهناك التقيت بالشيخ
"بخيت زميل الشيخ محمد عبده وحامل أفكاره الإصلاحية، واستفاد منه كثيرا
ان الشعب المصري شعب مسلم ولا يجب أن يحدث هذا مجدد
فقلت ان وسائل الاعلام هي التى أشعلت الفتنة بيننا
فقال وسائل الاعلام ان وسائل الاعلام هي الي ساهمت مساهمة فعالة في بعث النهضة الفكرية والإصلاحية في الجزائر أبان الفترة الاستعمارية فلها فضل كبير في تنوير الشعب الجزائري
فقلت ذلك زمان ولى ياامام فاليوم وسائل الاعلام لعبة في أيدي من لا تستحقها
وقد سألني أيضا عن جمعية العلماء المسلمين التى أنشأها وعن دورها الحالي ولكني خيبت أماله بقولي ان الجمعية تراجع دورها صارت فخرية أكثر منه جمعية نشطة
وسألني كذالك على أحوال الأمة العربية
فحدثه عن الثورة التونسية و كذا المصرية و الأوضاع في لبيا وأحسست أن الأمر لم يعجبه فسألته عن السبب وقلت أن هذه الثورات قامت ضد الحكام الدكتاتورين والظالمين فلما لما أحس وكأنها لم تعجبك يا شيخ فقال ان مثل هذه الثورات الداخلية تدخل الدول التى قامت بها في فوضى تدوم سنوات وقد تشعل نار الفتنة و تعطي للمحتل أسباب لدخول الى تلك البلدان لدى لا يوجد أفضل من اصلاح الفرد أولا ثم تكوين مجتمع يستطيع تغير النظام لا مجتمع فوضوي لا يعرف ما يريد فيقطف البعض نتائج هذه الثورات
وحدثه أيضا عن فلسطين وما يعانيه الأقصى وحرب الأخيرة على قطاع غزة
حتى ان عينه دمعت عند سماع ما ألت اليه أمور الامة العربية التى كان يفتخر بانتساب لها وعن الذل الذي أصبح مهيمننا على مواقفها ,وحدثه أيضا عن أحوال الجزائر الاقتصادية و الاجتماعية وقد أحسست بحزن الكبير الذي أصابه عند سماع هذا ,وقد سكت ولم يسألني عن شيئ بعدها
وهناك قلت في نفسي هل هذه هي الجزائر التى حلم بها الامام ابن باديس هل هذه هي الجزائر التى ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد هل راح كل ما زرع في تلك الاجيال مع أجيال اليوم التى تريد أن تكون غربية في كل شيئ الا طلب العلم وتذكرة قولته الشهير لا يصلح آخر هذه الامة الا بما صلح به اولها,وكأن الشيخ استمع الي ما كان يدور في نفسي فقال أتعرف ماذا قالعمر ابن الخطاب عندما ذهب ليفتح القدس فقلت لا فقال قال نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام. فإن إبتغينا العزة بغيرة أذلنا الله
فقلت صدقت ولكن اجزائرين اليوم يريدون أن يصبحو غربين في كل شيئ
فقال الأمة الجزائرية ليست غربية، ولا تريد أن تصبح غربية، ومن المستحيل أن تصبح غربية حتى ولو أرادت
خرجت اليوم من المنزل كعادتي متوجها الى الجامعة ,وككل الأيام توجهت الى محطة الحافلات لانتظار وصول الحافلة وبينما أنا واقف لفت نظري شيخ يرتدي ثيابا غريبة بعض الشيئ فقد كان يرتدي عمامة وبرنوسا جزائريا وكانت تبدو عليه الدهشة وكأنه غريب أو ما شابه فاقتربت منه قليلا وتمعنت النظر في وجهه فبدى لي مألوفا فاقتربت أكثر ثم ألقيت عليه السلام فنظر الي قليلا ثم رد السلام بهدوء وكانت الحكمة تبدو على وجهه
فقلت له أأساعدك ياعم أأنت في انتظار شخص ما
فقال لست من هذا الزمان فاستغربت ثم أعدت له السؤال أتريد أن أساعدك في الذهاب الى مكان ما
فقال نعم أريد أن أذهب الى قسنطينة
فقلت أنت في قسنطينة
ثم قال في أي سنة نحن
فقلت في سنة 2011
وعندها بدا لي وكأنه فعلا ليس من هذا الزمان
فقلت من أنت
فقال أنا عبد الحميد ابن باديس
وقد كان فعلا هو استغربت في البداية لكني صدقته لا أدري أأنا نائم أأنا أحلم لكني قررت تصديقه
وقلت لماذا عدت يا شيخ
فقال أردت أن أرى مدينتي بعد كل هذه السنين
فقلت أتريد أن أخدك في جولة فيها
فقال نعم أهنالك مدارس
فقلت أجل ويوجد حتى جامعات ,ورأيت السرور بدا على وجهه
وقال فلنذهب اليها اذن
فركبنا سيارة وتوجهنا نحو الجامعة ,وقد كان معنا بعض الرجال يتجاذبون أطراف الحديث في السيارة والشيخ يسمع لهم وقد فتح أحدهم موضوع الحجاب و جوز السفر البيومتري وعن اجرائات الحكومة فلتفت الشيخ لي و
وقال أمازالت فرنسا تركزفي سياساتها الاستعمارية على الاسلام و الهوية الجزائرية
فقلت فرنسا غادرت الجزائر مند 47 سنة فتعجب
وقال اذن من يحكم الجزائر
فقلت حكومة جزائرية
فقال أوترفض ارتداءالفتيات للحجاب
فقلت لا ولكن ترفض صورهم به في بطاقات التعريف
فطأطأ رأسه وقال ما لهذا طالبنا بالاستقلال وبقي صامتا يستمع الى كوارث هذا الزمان حتى وصلنا
وعندما نزلنا ودخلنا الحرم الجامعي بقي صامتا وهو مستغرب ينظر الى الفتيات والشبان وألبستهم الغريبة
ثم قال قلت لك ان نذهب الى الجامعة وليس الى هذا المكان أني اردت أن أرى طلاب العلم الجزائريون وليس المستوطنين الفرنسين
فقلت باستحياء هؤلاء هم الطلاب الجزائرين
فقال بحزن كبير الجزائر دولة متخلفة اذن
فقلت نعم ,فغادرنا المكان وأنا أصف له أوضاع الجزائر اليوم حتى أنني لم أجد الا أشياء قليلة تسره والباقي أحزنه
وقد مررنا في طريقنا بمشروع (ترام واي)وقلت أنظر يا شيخ هذه احذى المشاريع التي هي في طور الانجازفي مدينة قسنطبنة اضافة الى (التليفريك) و الطريق شرق غرب فابتسم وقال ومن ينجز في هذه المشاريع
فقلت شركات أجنبية
فقال وأين العمال الجزائرين ,فلم أستطع حتى الرد وبقيت ساكتا
وعند دخولنا الى قلب المدينة مررنا برجل مع طفل صغيرتبدو عليه الفطنة فتوجه الشيخ نحوه وقبله
فقال والده ان ابني هذا ذكي وفطن وقال له اذكر لهم لاعبين المنتخب الجزائري فذكرهم واحدا وحدا حتى أنه ذكر الذين لم يلتحقو بعد بالمنتخب فابتسم الشيخ
وقال للطفل أقرأ لي سورة الفاتحة فبقي الطفل ساكتا
فقال الأب انه ما زال صغيرا لا يحفضها
فنظر الشيخ الى الاب وقال بنبرة حادة علم ابنك القرأن فاني حفضته وأنا في 13 من العمر
وبعد ما بتعذنا قليلا سألت الامام أأزعجك الطفل بمعرفته للاعبين
فقال لا ولكن العكس أنا من مشجعي الرياضة حتى اني ساعدت على انشاء فريق في كرة القدم
ولكن ما أزعجني أن الاب لم يعلم ابنه القرأن كما علمه الامور الاخرى
وهناك سردت على الشيخ قصة المنتحب الوطني وعن الازمة بيننا وبين مصر فتغير وجهه وقال
ان الشعب المصري له فضل كبير علي فقد أخدت الكثير من العلم في مصر فهناك التقيت بالشيخ
"بخيت زميل الشيخ محمد عبده وحامل أفكاره الإصلاحية، واستفاد منه كثيرا
ان الشعب المصري شعب مسلم ولا يجب أن يحدث هذا مجدد
فقلت ان وسائل الاعلام هي التى أشعلت الفتنة بيننا
فقال وسائل الاعلام ان وسائل الاعلام هي الي ساهمت مساهمة فعالة في بعث النهضة الفكرية والإصلاحية في الجزائر أبان الفترة الاستعمارية فلها فضل كبير في تنوير الشعب الجزائري
فقلت ذلك زمان ولى ياامام فاليوم وسائل الاعلام لعبة في أيدي من لا تستحقها
وقد سألني أيضا عن جمعية العلماء المسلمين التى أنشأها وعن دورها الحالي ولكني خيبت أماله بقولي ان الجمعية تراجع دورها صارت فخرية أكثر منه جمعية نشطة
وسألني كذالك على أحوال الأمة العربية
فحدثه عن الثورة التونسية و كذا المصرية و الأوضاع في لبيا وأحسست أن الأمر لم يعجبه فسألته عن السبب وقلت أن هذه الثورات قامت ضد الحكام الدكتاتورين والظالمين فلما لما أحس وكأنها لم تعجبك يا شيخ فقال ان مثل هذه الثورات الداخلية تدخل الدول التى قامت بها في فوضى تدوم سنوات وقد تشعل نار الفتنة و تعطي للمحتل أسباب لدخول الى تلك البلدان لدى لا يوجد أفضل من اصلاح الفرد أولا ثم تكوين مجتمع يستطيع تغير النظام لا مجتمع فوضوي لا يعرف ما يريد فيقطف البعض نتائج هذه الثورات
وحدثه أيضا عن فلسطين وما يعانيه الأقصى وحرب الأخيرة على قطاع غزة
حتى ان عينه دمعت عند سماع ما ألت اليه أمور الامة العربية التى كان يفتخر بانتساب لها وعن الذل الذي أصبح مهيمننا على مواقفها ,وحدثه أيضا عن أحوال الجزائر الاقتصادية و الاجتماعية وقد أحسست بحزن الكبير الذي أصابه عند سماع هذا ,وقد سكت ولم يسألني عن شيئ بعدها
وهناك قلت في نفسي هل هذه هي الجزائر التى حلم بها الامام ابن باديس هل هذه هي الجزائر التى ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد هل راح كل ما زرع في تلك الاجيال مع أجيال اليوم التى تريد أن تكون غربية في كل شيئ الا طلب العلم وتذكرة قولته الشهير لا يصلح آخر هذه الامة الا بما صلح به اولها,وكأن الشيخ استمع الي ما كان يدور في نفسي فقال أتعرف ماذا قالعمر ابن الخطاب عندما ذهب ليفتح القدس فقلت لا فقال قال نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام. فإن إبتغينا العزة بغيرة أذلنا الله
فقلت صدقت ولكن اجزائرين اليوم يريدون أن يصبحو غربين في كل شيئ
فقال الأمة الجزائرية ليست غربية، ولا تريد أن تصبح غربية، ومن المستحيل أن تصبح غربية حتى ولو أرادت
فوالله ما أرجو إذا مت مسلما * على أي جنب كان في الله مصرعي
فلست بمبدٍ للعدو تخشعا * ولا جزعا إني إلى الله مرجعي " .
فلست بمبدٍ للعدو تخشعا * ولا جزعا إني إلى الله مرجعي " .