تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
القلم المسلول
زائر
  • المشاركات : n/a
القلم المسلول
زائر
أهل السنة والجماعة ...قالت جمهرة العلماء السلف
30-03-2009, 12:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهتعالى وبركاته


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إخوتي الكرام ...
قرأت موضوع جيد ، فأحببت أن أطلعكم عليه لينتفع بما فيه من حق



" أهل السنةوالجماعة "


ليعلم أن أهل السنة هم جمهور الأمة المحمدية، وهم الصحابةومن تبعهم في المعتقد أي أصول الاعتقاد، وهي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريلالذي قال فيه الرسول: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخروالقدر خيره وشره". وهم الفرقة الناجية المقصودة في حديث رسول الله صلى الله عليهوسلم.

*****


جمهور الأمة هم أهل الحق

قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على ضلالة". وقال: "عليكم بالسواد الأعظم من أمتي"، وفيهذا الدليل على أن جمهور الأمة يبقى على الإسلام فلا يضل وهذا يرد ادعاء الوهابيةالذين يقولون أن معظم الأمة ارتدت عن دين الله ووافقهم أبو الأعلىالمودودي، فعندهم جمهور المنتسبين للإسلام ليسوا على الهدى بل على الشرك، وقد صح أنأهل الجنة مائة وعشرون صفًا، ثمانون منها من هذه الأمة، فلا يمكن أن يكون هؤلاءالثمانون هذه الشرذمة الوهابية، والوهابية معتقدها منبثق من محمد بن عبد الوهابالمتوفى سنة مائتين وألف وست للهجرة وبعض معتقداتها مأخوذ من أحمد بن تيمية المتوفىسنة سبعمائة وثمان وعشرين للهجرة وهو شذ عن ما كان عليه مَنْ قبلُه من أهل الحقبقوله: "إن جنس العالم ليس حادثًا إنما الحادث الأفراد أي الأشخاص المعينةفكل شخص وفرد عنده حادث ولكن إلى ما لا نهاية له ولا ابتداء"، فجعل العرش أزليًابنوعه وجنسه، فبزعمه إن الله لم يخلق العرش والعياذ بالله من كلامه ، وقد نقلذلك عنه الإمام جلال الدين الدواني وهو من ثقات العلماء كما وثقه الحافظ السخاوي فيالبدر اللامع في تراجم أهل القرن التاسع، ونسب إلى ابن تيمية ذلك الحافظان الجليلانالمعاصران له وهما الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي والحافظ أبو سعيد العلائي .

*****

السلف الصالح رضوان الله عليهم

وأفضل هؤلاء أهلالقرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثمالذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والقرن معناه مائة سنة كما رجح ذلك الحافظ أبوالقاسم بن عساكر وغيره، وهم المرادون أيضًا بحديث الترمذي وغيره: "أوصيكم بأصحابيثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".

وفيه قوله: "عليكم بالجماعة وإياكموالفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزمالجماعة"، صححه الحاكم وقال الترمذي: حسن صحيح، وهم المرادون أيضًا بالجماعةالواردة فيما رواه أبو داود من حديث معاوية: "وإن هذه الملة ستفترق على ثلاثوسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة".

والجماعة همالسواد الأعظم: ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد بن ثابت ان الرسولصلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحةلولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من ورائهم". قال الحافظ ابن حجر: حديثحسن .

والسلف أهل القرون الثلاثة الذين ذكرهم الرسول بقوله: "خير الناسقرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" -رواه البخاري- فعلى تفسير القرن بمائةسنة فالسلف هم من كانوا ضمن الثلاثمائة، ومنهم أي من العلماء من جعل منتهى السلفسنة مائتين وعشرين، والأول هو المشهور، ويقوي ذلك رواية ابن حبان لحديث: "خيرالناس" فقد أتي فيها ذكر "ثم الذين يلونهم". ثلاث مرات، واختار ذلك الحافظ ابنعساكر في رسالته التي ألفها في الدفاع عن الإمام أبي الحسن الأشعري .


التوحيد في علم الكلام عند أهل السنة

إن العلم بالله تعالى وصفاته أجلّالعلوم وأعلاها وأوجبها وأولاها، ويسمى علم الأصول وعلم التوحيد وعلم العقيدة، وقدخصّ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالترقّي في هذا العلم فقال: "أنا أعلمكم باللهوأخشاكم له" فكان هذا العلم أهمّ العلوم تحصيلاً وأحقّها تبجيلاً وتعظيمًا؛ قالتعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [سورةمحمّد/19] قدّمَ الأمر بمعرفة التوحيد على الأمر بالاستغفار لتعلّق التوحيد بعلمالأصول، وتعلق الاستغفار بعلم الفروع.

ويسمى هذا العلم أيضًا مع أدلتهالعقلية والنقلية من الكتاب والسنّة علم الكلام؛ والسبب في تسميته بهذا الاسم كثرةالمخالفين فيه من المنتسبين إلى الإسلام وطول الكلام فيه من أهل السنّة لتقريرالحقّ؛ وقيل لأن أشهر الخلافات فيه مسألة كلام الله تعالى أنه قديم ـ وهو الحقّ ـأو حادث. فالحشوية قالت: كلامه صوت وحرف، حتى بالغ بعضهم فقال: إن هذا الصوت أزليقديم، وإن أشكال الحروف التي في المصحف أزلية قديمة، فخرجوا عن دائرة العقل، وقالتطائفة أخرى: إن الله تعالى متكلّم بمعنى أنه خالق الكلام في غيره كالشجرة التي سمععندها موسى كلام الله، لا بمعنى أنه قام بذات الله كلام هو صفة من صفاته وهمالمعتزلة قبّحهم الله. وقال أهل السنّة: إن الله متكلّم بكلام ذاتي أزلي أبدي ليسحرفًا ولا صوتًا ولا يختلف باختلاف اللغات.

وموضوع علم الكلام هو النظر أيالاستدلال بخلق الله تعالى لإثبات وجوده وصفاته الكمالية وبالنصوص الشرعيةالمستخرَج منها البراهين، وهو على قانون الإسلام لا على أصول الفلاسفة، لأنالفلاسفة لهم كلام في ذلك يُعرف عندهم بـ [الإلهيات]؛ وعلماء التوحيد لا يتكلمون فيحق الله وفي حق الملائكة وغير ذلك اعتمادًا على مجرد النظر بالعقل، بل يتكلّمون فيذلك من باب الاستشهاد بالعقل على صحة ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛فالعقل عند علماء التوحيد شاهد للشرع ليس أصلًا للدين، وأما الفلاسفة فجعلوه أصلًامن غير التفات إلى ما جاء عن الأنبياء، فلا يتقيّدون بالجمع بين النظر العقلي وبينما جاء عن الأنبياء، على أن النظر العقلي السليم لا يخرج عمّا جاء به الشرع ولايتناقض معه.

وقد حثّ الله عباده في القرءان على النظر في ملكوته لمعرفةجبروته فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [سورة الأعراف/185] وقال تعالى: {سَنُرِيهِمْ ءايَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِيأَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [سورةفصلت/53].

فإن قيل: لم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم علّم أحدًا من أصحابههذا العلم، ولا عن أحد من أصحابه أنه تعلم أو علّم غيره، وإنما حدث هذا العلم بعدانقراضهم بزمان؛ فلو كان هذا العلم مهمًّا في الدين لكان أولى به الصحابةوالتابعون.

قلنا: إن عني بهذا المقال أنهم لم يعلموا ذات الله وصفاتهوتوحيده وتنزيهه وحقية رسوله وصحة معجزاته بدلالة العقل بل أقرّوا بذلك تقليدًا،فهو بعيد من القول شنيعٌ من الكلام؛ وقد ردّ الله عزَّ وجلَّ في كتابه على من قلّدأباه في عبادة الأصنام بقوله: {إِنَّا وَجَدْنَا ءابَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّاعَلَى ءاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} [سورة الزخرف/23] أي أن أولئك اقتدوا بآبائهم فيإشراكهم بغير دليل يقوم على صحة ذلك الدين، وهذا يفهم منه أن علم الدليلمطلوب.

قال أبو حنيفة رضي الله عنه جوابًا على القائلين: لِمَ تتكلمون بعلمالكلام والصحابة لم يتكلموا فيه: "إنما مثلهم كأناس ليس بحضرتهم من يقاتلهم فلميحتاجوا إلى إبراز السلاح، ومثلنا كأناس بحضرتهم من يقاتلهم فاحتاجوا إلى إبرازالسلاح".اهـ.

وإن أريد أن الصحابة لم يتلفظوا بهذه العبارات المصطلحة عندأهل هذه الصناعة نحو: الجوهر والعرض، والجائز والمحال، والحدث والقِدم، فهذامُسَلَّمٌ به، لكننا نعارض هذا بمثله في سائر العلوم، فإنه لم ينقل عن النبي صلىالله عليه وسلم ولا عن أصحابه التلفّظ بالناسخ والمنسوخ، والمجمل والمتشابه، وغيرهاكما هو المستعمل عند أهل التفسير. ولا بالقياس والاستحسان، والمعارضة والمناقضة،والطرد والشرط، والسبب والعلة وغيرها كما هو المستعمل عند الفقهاء، ولا بالجرحوالتعديل، والآحاد والمشهور والمتواتر والصحيح والغريب وغير ذلك كما هو المستعملعند أهل الحديث. فهل لقائل أن يقول يجب رفض هذه العلوم لهذه العلّة؛ على أنه في عصرالنبي صلى الله عليه وسلم لم تظهر الأهواء والبدع فلم تمسّ الحاجة إلى الدخول فيالتفاصيل والاصطلاحات.

وهذا العلم أصله كان موجودًا بين الصحابة متوفرًابينهم أكثر ممن جاء بعدهم، والكلام فيه بالرد على أهل البدع بدأ في عصر الصحابة،فقد ردّ ابن عباس وابن عمر على المعتزلة، ومن التابعين ردّ عليهم عمر بن عبد العزيزوالحسن بن محمد ابن الحنفية وغيرهما. وقد قطع علي كرّم الله وجهه الخوارج بالحجةوقطع دهريًّا وأقام الحجة على أربعين رجلاً من اليهود المجسمة بكلام نفيس مُطْنَبٍ؛وقطع الحبر ابن عباس رضي الله عنهما الخوارج بالحجة أيضًا، وقطع إياس بن معاويةالقاضي القدرية، وقطع الخليفة عمر بن عبد العزيز أصحاب شَوْذَب الخارجي، وألّفرسالة في الرد على المعتزلة وهي رسالة وجيزة، وقطع ربيعةُ الرأي شيخُ الإمام مالكغَيلانَ بن مسلم أبا مروان القدري. وكذلك اشتغل بهذا العلم الحسن البصري وهو منأكابر التابعين.

فإن قيل: روى البيهقي بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه قال: "تفكّروا في كل شىء ولا تفكروا في ذات الله" فهو منهيّ عنه.

فالجواب: أنالنهي ورد عن التفكر في الخالق مع الأمر بالتفكر في الخلق، فإنه يوجب النظر وإعمالالفكر والتأمّل في ملكوت السموات والأرض ليستدل بذلك على وجود الصانع، وعلى أنه لايشبه شيئًا من خلقه؛ ومن لم يعرف الخالق من المخلوق كيف يعمل بهذا الأثر الصحيح. وقد أمر القرءان بتعلّم الأدلة على العقائد الإسلامية على وجوده تعالى وعلى ثبوتالعلم له والقدرة والمشيئة والوحدانية إلى غير ذلك. ولم يطعن إمام معتبر في هذاالعلم الذي هو مقصد أهل السنّة والجماعة من السلف والخلف.

وما يُروى عنالشافعي أنه قال: "لأن يلقى الله العبدُ بكل ذنب ما عدا الشرك خير له من أن يلقاهبعلم الكلام" بهذا اللفظ فهو غير ثابت عنه، واللفظ الثابت عنه هو: "لأن يلقى اللهعزَّ وجلَّ العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشىء من هذه الأهواء". والأهواء جمع هوى وهو ما مالت إليه نفوس المبتدعة الخارجين عما كان عليه السلف، أيما تعلق به البدعيون في الاعتقاد كالخوارج والمعتزلة والمرجئة والنجارية وغيرهم،وهم الاثنتان والسبعون فرقة كما ورد في الحديث المشهور :"وإن هذه الملة ستفترق علىثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة وهي الجماعة" رواه أبو داود،فليس كلام الشافعي على إطلاقه، إنما هو في المبتدعة القدرية وغيرهم الذين جانبوانصوص الشريعة كتابًا وسنّةً وتعمّقوا في الأهواء الفاسدة، وأما الكلام الموافقللكتاب والسنّة الموضح لحقائق الشريعة عند ظهور الفتنة فهو محمود عند العلماء قاطبةلم يذمّه الشافعي، وقد كان الشافعي رضي الله عنه، يحسنه ويفهمه وقد ناظر بِشْرًاالمريسي وحفصًا الفرد فقطعهما.

قال الإمام الحافظ ابن عساكر في كتابه الذيألّفه في الدفاع عن الإمام الأشعري وبيّن فيه كذب من افترى عليه ما نصّه :"والكلامُالمذموم كلام أصحاب الأهوية وما يزخرفه أرباب البدع المُرْدية، فأما الكلام الموافقللكتاب والسنّة الموضح لحقائق الأصول عند ظهور الفتنة فهو محمود عند العلماء ومنيعلمه، وقد كان الشافعي يحسنه ويفهمه، وقد تكلم مع غير واحد ممن ابتدع، وأقام الحجةعليه حتى انقطع". اهـ. وقال الربيع بن سليمان: "حضرت الشافعي وحدَّثني أبو شعيب إلاأني أعلم أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عمرو بن يزيد وحفص الفرد وكانالشافعي يسميه المنفرد، فسأل حفص عبد الله بن عبد الحكم فقال: ما تقول في القرءان،فأبى أن يجيبه فسأل يوسف بن عمرو فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشافعي، فسأل الشافعيفاحتجّ عليه الشافعي، فطالت فيه المناظرة فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرءانكلام الله غير مخلوق، وكفّر حفصًا الفرد قال الربيع: فلقيت حفصًا الفرد في المسجدبعدُ، فقال: أراد الشافعي قتلي".اهـ. فإن قيل: قد ذمّ علم الكلام جماعةٌ من السلف،فروي عن الشعبي أنه قال: من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب المال بالكيمياءأفلس، ومن طلب غريب الحديث كذب. وروي مثله عن الإمام مالك، والقاضي أبي يوسف صاحبالإمام أبيحنيفة.

قلنا: أجاب الحافظ أبو بكر البيهقي عنه بقوله: "إنمايريدوا والله أعلم بالكلام كلام أهل البدع، فإن في عصرهم إنما كان يعرف بالكلام أهلالبدع، فأما أهل السنّة فقلَّما كانوا يخوضون في الكلام حتى اضطروا إليهبعد".اهـ.

قال ابن عساكر: "فهذا وجه في الجواب عن هذه الحكاية، وناهيكبقائله أبي بكر البيهقي فقد كان من أهل الرواية والدراية. وتحتمل وجهًا ءاخر وهو أنيكون المراد بها أن يقتصر على علم الكلام ويترك تعلّم الفقه الذي يتوصل به إلىمعرفة الحلال والحرام، ويرفض العمل بما أُمِر بفعله من شرائع الإسلام، ولا يلتزمفعل ما أمر به الشارع وترك ما نهى عنه من الأحكام. وقد بلغني عن حاتم الأصم وكان منأفاضل الزهّاد وأهل العلم أنه قال: الكلام أصل الدين، والفقه فرعه، والعمل ثمره،فمن اكتفى بالكلام دون الفقه والعمل تزندق، ومن اكتفى بالعمل دون الكلام والفقهابتدع، ومن اكتفى بالفقه دون الكلام والعمل تفسّق، ومن تفنّن في الأبواب كلها تخلص" اهـ. وقد روي مثل كلام حاتم عن أبي بكرٍ الورّاق.

قال الحافظ اللغوي محمدمرتضى الزبيدي في شرح الإحياء :"هذه المسائل التي تلقاها الإمامان الأشعريوالماتريدي هي أصول الأئمة رحمهم الله تعالى، فالأشعري بنى كتبه على مسائل من مذهبالإمامين مالك والشافعي أخذ ذلك بوسائط فأيدها وهذبها، والماتريدي كذلك أخذها مننصوص الإمام أبي حنيفة"اهـ.

قلت [اي الحافظ] الزبيدي: وللإمام أبي حنيفة رضيالله عنه: (الفقه الأكبر) و(الرسالة) و(الفقه الأبسط) و(العالم والمتعلّم) و(الوصية)؛ أما الوصية فقد اختلف في نسبتها إلى الإمام كثيرًا، فمنهم من ينكرنسبتها للإمام مطلقًا ويزعم أنها ليست من عمله، ومنهم من ينسبها إلى محمد بن يوسفالبخاري المكنى بأبي حنيفة، وهذا قول المعتزلة لما فيها من إبطال نصوصهم الزائغةوادعائهم كون الإمام منهم ـ أي في المعتقد ـ كما في المناقبالكردرية.


أبو حنيفة وصاحباه أول من توسع في كلامه عن الاصول

والإمام أبو حنيفةوصاحباه أول من تكلّم في أصول الدين بالتوسّع وأتقنها بقواطع البراهين على رأسالمائة الأولى، وقد ذكر الأستاذ عبد القاهر البغدادي أن أول متكلمي أهل السنّة منالفقهاء أبو حنيفة والشافعي، ألفّ فيه الفقه الأكبر والرسالة في نصرة أهل السنّةإلى مقاتل ابن سليمان صاحب التفسير وكان مجسّمًا، وقد ناظر فرقة الخوارج والروافضوالقدرية والدهرية وكانت دعاتهم بالبصرة فسافر إليها نيفًا وعشرين مرةً، وفضّهمبالأدلة الباهرة، وبلغ في الكلام ـ أي علم التوحيد ـ إلى أنه كان المشار إليه بينالأنام، واقتدى به تلامذته الأعلام.

وفي مناقب الكردري عن خالد بن زيدالعمري أنه كان أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وزفر وحماد بن أبي حنيفة قد خَصَمُوابالكلام الناس أي ألزموا المخالفين، وهم أئمة العلم. وعن الإمام أبي عبد اللهالصيمري أن الإمام أبا حنيفة كان متكلم هذه الأمة في زمانه، وفقيههم في الحلالوالحرام.

وهذه الكتب الخمسة ليست من جمع الإمام أبي حنيفة، بل الصحيح أن هذهالمسائل المذكورة في هذه الكتب من أمالي الإمام التي أملاها على أصحابه كحمّاد وأبييوسف وأبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي وأبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي، فهمالذين قاموا بجمعها، وتلقاها عنهم جماعة من الأئمة كإسماعيل بن حمّاد ومحمد بنمقاتل الرازي ومحمّد بن سماعة ونصير بن يحيى البلخي وشداد بن الحكم وغيرهم، إلى أنوصلت بالإسناد الصحيح إلى الإمام أبي منصور الماتريدي، فمن عزاها إلى الإمام صحلكون تلك المسائل من إملائه إلى أبي مطيع البلخي وغيره، ومن عزاها إلى غيره ممن هوفي طبقته أو ممن هو بعدهم صح لكونها من جمعه، ذكره الفقيه المحدّث اللغوي محمدمرتضى الزبيدي.

وقال الفقيه الأصولي الزركشي في تشنيف المسامع: "إن الأئمةانتدبوا للرد على أهل البدع والضلال، وقد صنّف الشافعيّ كتاب (القياس) ردّ فيه علىمن قال بقدم العالم من الملحدين، وكتاب (الرد على البراهمة) وغير ذلك، وأبو حنيفةكتاب (الفقه الأكبر) وكتاب (العالم والمتعلّم) رد فيه على المخالفين، وكذلك مالكسئل عن مسائل هذا العلم فأجاب عنها بالطريق القويم، وكذلك الإمامأحمد".ا.هـ.

وقد صنّف سيد المحدّثين في زمانه محمّد بن إسمبعيل البخاري هالمتوفى سنة 256هـ ـ كتاب (خلق أفعال العباد)، وصنّف المحدث نعيم ابن حماد الخزاعيوهو من أقران الإمام ـ المتوفى في حبس الواثق سنة 228هـ ـ كتابًا في الردّ علىالجهمية وغيرهم، وصنّف المحدّث محمّد بن أسلم الطوسي ـ المتوفى سنة 242هـ ـ وهو منأقران الإمام أحمد أيضًا في الردّ على الجهمية، وقد ردّ على المعتزلة فأجادبالتأليف ثلاثة من علماء السنّة من أقران الإمام أحمد بن حنبل: الحارث المحاسبي،والحسين الكهرابيسهي، وعبد الله بن سعيد بن كُلاّب ـ المتوفى بعد الأربعين ومائتينبقليل ـ ويمتاز الأول بإمامته أيضًا في التصوف.


مذاهب أهلالسنة في العقائد والأصول:

الأشعرية والماتريدية

الأشعرية:

أ- [ترجمة الإمام الأشعري]

هو أبو الحسن علي بن اسماعيل بن أبي بشر اسحاق بنسالم بن اسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة عامر بن صاحب رسول اللهصلى الله عليه وسلم أبي موسى الأشعري .

وهاكم البداية مع جدّه صاحب رسولالله صلى الله عليه وسلم حيث نزل قول الله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا من يرتدمنكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة علىالكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاءوالله واسع عليم} (المائدة / 54) . فيشير الحبيب صلى الله عليه وسلم بعد نزولها إلىأبي موسى الأشعري قائلاً: هم قوم هذا وضرب بيده على ظهر أبي موسى الأشعري، ولمانزلت هذه الآية قدم بعد ذلك بيسير سفائن الأشعريين وقبائل اليمن فان لهم بلاء حسنفي الإسلام فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىالله عليه وسلم قال: "أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا الايمان يمانوالحكمة يمانية ".

كما أخرج البخاري في صحيحه عن عمران بن الحصين أن النبيأتاه أناس من بني تميم فقال عليه الصلاة والسلام: "اقبلوا البشرى يا بني تميم" قالوا بشرتنا فأعطنا مرتين فتغير وجهه، فجاءه أناس من أهل اليمن فقال: يا أهل اليمناقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا : قد قبلنا يا رسول الله جئناك لنتفقهفي الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال: "كان الله ولم يكن شىء غيره". وفيهدليل على أن الله موجود في الأزل قبل خلق الأماكن والأزمان وقبل الخلق كان ولا مكانوهو الآن على ما عليه كان ليس له كمية صغيرة ولا كبيرة ...

هنا كانت البدايةمع الجد الأكبر سيدنا أبي موسى الأشعري.

وتعالوا ننظر في الحفيد أبي الحسنالذي ولد سنة مائتين وسبعين وتوفي سنة 333هــ الذي كان سنيًا من بيت سنّة وفي بدءحياته درس مذهب الاعتزال ثم تاب ورقي المسجد الجامع بالبصرة في يوم الجمعة ونادىبأعلى صوته: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فإني أعرفه بنفسي أنافلان ابن فلان كنت أقول بخلق القرءان وأن أفعال البشر أنا أفعلها وأنا تائب مقلع،معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم.




الماتريدية
:


أ- [ترجمة الإمامالماتريدي]



هو أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي،والماتريدي نسبة إلى ما تريد، وهي محلة بسمرقند فيما وراء النهر . وكان الإمامالماتريدي والإمام أبو الحسن الأشعري الإمامين الجليلين اللذين حررا عقيدة اهلالسنة والجماعة بالأدلة النقلية والعقلية، وقد لقب الماتريدي بــ "إمام الهدى" و"إمام المتكلمين" وغير ذلك من الألقاب وهي ألقاب تظهر مكانته في نفوس مسلمي عصرهومؤرخيه. ورغم ذيوع اسمه واشتهاره واشتهار فرقة الماتريدية المنسوبة إليه فقد كانالمؤرخون الذين كتبوا عنه قلة . ولم تذكر المراجع سنة ميلاده بالتحديد ولكن يمكنالقول إنه ولد في عهد المتوكل الخليفة العباسي، وإنه يتقدم بمولده على الإمام أبيالحسن الأشعري ببضع وعشرين سنة .




ظهور فرقة [المعتزلة] وهي منالفرق الضالة



ثم حدث بعد مائتين وستين سنة انتشار بدعة المعتزلةوغيرهم.




الأشاعرة والماتريدية يقطعون دابر المعتزلة



وقدقيض الله تعالى لهذه الأمة المحمدية رجالاً أفذاذًا يذودون عن حياض دينها الإسلاميالحنيف، فيجاهدون بالبيان والسنان، ويقمعون أوهام الملحدين وزيف الزائفين بالأدلةوالحجج والبراهين، وقد جعل الله تعالى في كل زمان أئمة هدى يدافعون عن العقيدةالحقة فيصنفون التصانيف والردود، وبعد انتشار فرقة المعتزلة قيَّض الله تعالىإمامين جليلين هما أبا الحسن الأشعري وأبا منصور الماتريدي رضي الله عنهما فقامابإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقليةمع رد شبه المعتزلة وهم فرق عديدة بلغ عددهم عشرين فرقة، فقاما بالرد على كل هذهالفرق أتم القيام برد شبههم وإبطالها فنُسب إليهما أهل السنة، فصار يقال لأهل السنةأشعريون وماتريديون .



الأشاعرة والماتريدية ينصرون منهج السلفبالعقل والنقل



وقد صنّف إماما أهل السنّة والجماعة في عصرهما وبعده إلىيومنا هذا أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي المصنفات العظيمة في الردّ علىطوائف المبتدعة والمخالفين للإسلام مملوءة بحجج المنقول والمعقول، وامتاز الأولبمناظراته العديدة للمعتزلة بالبصرة التي فلَّ بها حَدَّهم وقلل عددهم. وكانت وفاةالأشعري في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة للهجرة، وتوفي الشيخ أبو منصور بعد وفاةالأشعري بقليل.



وصنّف أتباعهما من بعدهما المئات من المجلدات في الردّ علىالمبتدعة والمخالفين للإسلام بالحجج الدامغة الكثيرة والمناظرات العديدة قطعوا بهاالمعتزلة الذين هم أفحل طوائف المبتدعة، كما قطعوا غيرهم من المبتدعة والدهريينوالفلاسفة والمنجّمين، ورفعوا لواء مذهب الأشعري في الخافِقَيْن وأبرزهم في نشرهثلاثة: الأستاذ أبو بكر بن فُورَك، وأبو إسحبق الإسفراييني، والقاضي الإمام أبو بكرالباقلاني، فالأولان نشراه في المشرق، والقاضي نشره في المشرق والمغرب، فما جاءتالمائة الخامسة إلا والأمة الإسلامية أشعرية وماتريدية لم يشذّ عنها سوى نزر منالمعتزلة وشرذمة من المشبّهة وطائفة من الخوارج؛ فلا تجد عالمًا محقّقًا أو فقيهًامدققًا إلا وهو أشعري أو ماتريدي.



وإن حال هؤلاء المنكرين لعلم الكلام لهوالموصوف بقول الشاعر فيهم: [البسيط]



عابَ الكلامَ أناسٌ لا عقولَ لهم وماعليه إذا عابوه من ضررِ



ما ضرَّ شمسَ الضحى في الأفْقِ طالعة أنْ لا يَرىضَوْءَها من ليس ذا بصرِ



الفرق بين الماتريديةوالأشاعرة



فإن قيل إن بين الأشاعرة والماتريدية اختلافاً في مسائل العقيدةفكيف يكون كل منهما الفرقة التي قال الرسول: "فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزمالجماعة". فالجواب: أنه ليس بينهما اختلاف في أصول العقيدة إنما الخلاف بينهما فيبعض فصول العقيدة وفروعها، وهذا لا يقدح في كونهما الفرقة الناجية، فإن هذا الخلافكالخلاف الذي حصل بين الصحابة في رؤية النبي ربه ليلة المعراج، فقد نفتها عائشةوابن مسعود وأثبتها عبد الله بن عباس وأصحابه من التابعين وأبو ذر الغفاري، مع أنالصحابة متفقون في أصول العقيدة. ومن هذه الفرقة يكون المجدد الذي أخبر الرسول أنهيبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة وهو من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليهوسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". رواه أبوداود وغيره .



الاشعرية والماتريدية فرقة واحدة



ثم بعد انبينا أن الأشاعرة والماتريدية فرقة واحدة في العقيدة يصح لنا أن نقول: الأشعريماتريدي والماتريدي أشعري. وما قيل في الإمام الجليل أبي الحسن الأشعري يقال فيالإمام أبي منصور الماتريدي لأنه مثله قام بتقرير عقيدة السلف بالأدلة النقليةوالعقلية بإيضاح واسع، فقد جمع هذان الإمامان الإثبات مع التنزيه فليسا على التشبيهولا التعطيل، ولعن الله من يسمي الأشعري أو الماتريدي معطلاً، فهل خالفا التنزيهالذي ذكره الله بقوله {ليس كمثله شىء} فإنهما نفيا عن الله الجسمية وما ينبنيعليها، وهذا ذنبهما عند المشبهة كالوهابية ومن سبقهم من المشبهة. فإن المشبهة قاستالخالق بالمخلوق فنفت موجودًا ليس جسمًا، والإمامان ومن تبعهما وهم الأمة المحمديةقالوا إن الله لو كان جسمًا لكان له أمثال لا تحصى . وهذا هو دين الله الذي كانعليه السلف الصالح وتلقاه عنهم الخلف الصالح، وطريقة الأشعري والماتريدي في أصولالعقائد متحدة .



وهو موافق لمذهب السلف غير مخالف



فالمذهب الحق الذيكان عليه السلف الصالح هو ما عليه الأشعرية والماتريدية وهم مئات الملايين منالمسلمين فكيف يكون هؤلاء السواد الأعظم على ضلال، وتكون شرذمة هي نحو ثلاثة ملايينعلى الحق، والصواب أن الرسول عليه السلام أخبر بأن جمهور أمته لا يضلون وذلك منخصائص هذه الأمة، ويدل على ذلك ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهما: "إن الله لايجمع أمتي على ضلالة" وعند ابن ماجة زيادة: "فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسوادالأعظم" .



ويقوي هذا الحديث الحديث الموقوف على أبي مسعود البدري: "وعليكمبالجماعة فإن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة" قال الحافظ ابن حجر: "وإسنادهحسن"، والحديث الموقوف على عبد الله بن مسعود وهو أيضًا ثابت عنه: "ما رءاهالمسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رءاه المسلمون قبيحًا فهو عند الله قبيح"،قال الحافظ ابن حجر: "هذا موقوف حسن" .



ولا ينافي ما قررناه من أن الجمهورمعصومون من الضلالة ما صح مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه سلم من قوله: " لا تزالطائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".



الاشاعرة والماتريديةبالملايين



ان المسلمين ومئات ملايينهم في الدنيا أشاعرة أو ماتريدية من حيثالمعتقد ، فلنتذكر مناهج اسلافنا كبار علماء الاشاعرة والماتريدية وما كان عليهالسلف والخلف من هذه الأمة المحمدية، سيما بعد أن تعرض الكثيرون إلى سيرة هؤلاءالأمة ونهجهم .




إتفاق العلماء أن الأشاعرة والماتريدية


هم أهل السنة والجماعة


وليعلم أن كلامن الإمامين أبي الحسن الأشعري وأبي منصور رضي الله عنهما وجزاهما عن الإسلام خيرًا لميبدعا من عندهما رأيا ولم يشتقا مذهبا انما هما مقرران لمذاهب السلف مناضلان عماكانت عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحدهما قام بنصرة نصوص مذهب الشافعيوما دلت عليه والثاني قام بنصرة نصوص مذهب أبي حنيفة وما دلت عليه وناظر كل منهماذوي البدع والضلالات حتى انقطعوا وولوا منهزمين وهذا في الحقيقة هو أصل الجهادالحقيقي الذي تقدمت الاشارة اليه فالانتساب اليهما انما هو باعتبار أن كلا منهماعقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك وأقام الحجج والبراهين عليه فصــار المقتــدى بــهفي تلك المسالك والدلائل ويسمى أشعريًا وماتريديًا.



وقال الشيخ محمد أمينالشهير بابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار": "أهل السنة والجماعةوهم الأشاعرة والماتريدية" .



وقال الحافظ الفقيه الحنفي مرتضى الزبيدي في "اتحاف السادة المتقين" (2/6-7)، (الفصل الثاني) "أذا أطلق أهل والجماعة فالمرادبهم الأشاعرة والماتريدية، قال الخيالي في حاشيته على شرح العقائد الاشاعرة هم أهلالسنة والجماعة هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الاقطار فيديار ما وراء النهر يطلق بذلك على الماتريدية أصحاب الامام أبي منصور وبينالطائفتين اختلاف في المسائل كمسئلة التكوين وغيرها ا.هــ".



وقال الكستلي فيحاشيته عليه: "المشهور من أهل السنة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الاقطارهم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري أول من خالف أبا علي الجبائي ورجع عن مذهبهالى السنة أي طريق النبي صلى الله عليه وسلم والجماعة أي طريقة الصحابة رضي اللهعنهم وفي ديار ما وراء النهر الماتريدية أصحاب أبي منصور الماتريدي ا.هــ . ".



وقال ابن سبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: "اعلم أن أهل السنة والجماعةكلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وان اختلفوا في الطرقوالبادىء الموصلة لذلك أو في لمية ما هنالك وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائفالأول أهل الحديث ومعتمد مباديهم الأدلة السمعية أعني الكتاب والسنة والإجماعالثانية أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية وهم الأشعرية والحنفية وشيخ الأشعريةأبو الحسن الأشعري وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي وهم متفقون في المبادىءالعقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه وفي المبادىء السمعية فيما يدرك العقل جوازهفقط والعقلية والسمعية في غيره. ا.هــ . ".




أشهر مذاهب أهل السنة في الفروع


:


المذهب المالكي: الإمام مالك بن أنس



اسمه ونسبه ومولده:



هو أبو عبدالله مالك بن أنس بن مالك بن أنس بن الحارث وينتهي نسبه إلى يعرب بن يشجب بن قحطان،جده مالك بن أنس من كبار التابعين وأحد الذين حملوا الخليفة عثمان إلى قبره، ووالدجده أنس بن مالك أبو عامر صحابي جليل شهد المغازي كلها مع الرسول صلى الله عليهوسلم ما خلا بدار، وأمه العالية بنت شريك الاسدية، أبناؤه: يحيى ومحمد وحماد. والإمام مالك أحد أصحاب المذاهب المدونة المعروفة والمشهورة في جميع بلاد المسلمين. ولد الإمام في المدينة المنورة سنة 95 هجرية وفيها كانت وفاته .



مشايخه:

روى الإمام مالك رضي الله عنه عن عدد كبير من التابعينوتابعيهم يعدون بالمئات نذكر منهم: نافع مولى بن عمر، وابن شهاب الزهري، وأبوالزناد، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ويحيى بن سعيد الأنصاري .



تلاميذه ومنروى عنه:



وقد روى عنه كثير من شيوخه فيما بعد كالزهري ويحيى بن سعيدالأنصاري وعدد كثير من الرواة حتى أن القاضي عياض رحمه الله ألفّ كتابا عدّ فيهألفا وثلاثمائة اسم ممن روى عن الإمام نذكر منهم سفيان الثوري والإمام الجليل محمدبن إدريس الشافعي وعبد الله بن المبارك .

في مناقبه:



قال الإمام ابنحبّان في "الثقات" كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمنليس بثقة في الحديث، ولم يرو إلا ما صحّ ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدينوالفضل والنسك. وأقوال الكثيرين من علماء عصره جعلنا نتبين مدى حرصه على دين اللهفقد قال الشافعي عنه: إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وقال ابن معين : مالك من حججالله على خلقه، وقال يحيى بن سعيد القطان : مالك أمير المؤمنين في الحديث، وقال ابنسعيد كان مالك ثقة مأمونا ثبتا ورعا فقيها عالما حجة .



مصنفاته:

الموطأأول كتاب حمل هذا الاسم، ومعناه الممهد وهو أول الكتب التي وضعت فيها الأحاديثمصنفة ومبوبة، كما أنه أول كتاب ألفّ في الحديث والفقه معا. ألفه مالك في أربعينسنة فقد قال الشافعي في الموطأ: ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتابمالك وقد اشتمل الموطأ على الكثير من الأسانيد التي حكم المحدثون بأنها أصحالأسانيد ومنها: الزهري عن سالم عن ابن عمر، ومالك عن نافع عن ابن عمر .



وفاته:

توفي الإمام مالك رضي الله عنه في ربيع الأول سنة 179 هجريةودفن في البقيع وقد عاش 84 سنة في عصر ردد فيه: "أيُفتى ومالك في المدينة" .



المذهب الشافعي: الإمام الشافعي رضي الله


عنه يتقن علم الكلام


كان الشافعي رضي الله عنه قد أتقن علم الكلام الذي لأهلالسنة، قبل أن يتقن علم الفقه، والدليل على ذلك ما ثبت عنه أنه جاءه حفص الفردالمعتزلي فناظره فقطعه الشافعي بالحجة في مسئلة خلق الكلام، فلما أصرً حفص على قولهالقرءان مخلوق قال الشافعي: "لقد كفرت بالله العظيم" .



اسمه نسبهومولده:



هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بنالسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف يجتمع نسبه مع رسول اللهصلى الله عليه وسلم في عبد مناف، لقي جده شافع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهومترعرع، وأم الشافعي هي فاطمة بنت عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبيطالب، وأما مولده فعن عمرو بن سواد قال: قال لي الشافعي ولدت بعسقلان فلما أتت عليسنتان حملتني أمي إلى مكة وكانت رغبتي في شيئين الرمي وطلب العلم فنلت من الرمي حتىأني لأصيب من عشرة عشرة وسكت عن العلم، فقلت أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي،وقد ولد سنة 150 هجرية في السنة التي مات بها أبو حنيفة رحمهما الله .



مشايخه:



ذكر أنهم قريب 80 نذكر منهم سفيان بن عيينه، الإمام مالكبن أنس، وفضيل ابن عياض، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الله بن المبارك .



عبادته:



روي أنه كان يقسم الليل غلى ثلاثة أجزاء: ثلثا للعلم، وثلاثا للعبادة، وثلثا للنوم .



زهده:



قال رضي الله عنه: ما شبعت منذستة عشر سنة، لأن الشبع يثقل البدن، و يقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم،ويضعف صاحبه عن العبادة .



سخاؤه:



حُكي أنه قدم مكة بعشرة آلاف دينار،فضرب خباءه في موضع خارج مكة، و نثرها على ثوب له، ثم اقبل على كل من دخل عليه، ويقبض له قبضة و يعطيه، حتى صلى الظهر و نفض ثوبه، و ليس عليه شىء. و أنشدقائلا:



يا لهف قلبي على مال أجود به على المقلين من أهلالمروءات

إناعتذاري لمن قد جاء يسألني ما ليس عندي لمن إحدىالمصيبات



ورعه:



سُئل الشافعي عن مسئلة، فسكت فقيل له: ألا تجيب رحمكالله!، فقال: "حتى أدري، الفضل في سكوتي أو في جوابي؟ .



شهادة أهل الفضلله:



قال أبو الثور: ما رأيت مثل الشافعي .



قال أحمد بن حنبل رضي اللهعنه: ما صليت منذ أربعين سنة إلا و أنا أدعو للشافعي .

وعظه وإرشاده:



حكي أن شابًا قال له: علمني مما علمك الله! فقال رضي الله عنه: اعلمان من صدق الله نجا، ومن أشفق على دينه سلم من الردى، و من زهد في الدنيا قرت عيناهمما يراه من ثواب الله تعالى غدًا، أفلا أزيدك؟، قلت : نعم! قال: من كان فيه ثلاثخصال فقد استكمل الإيمان: مَنْ أمر بالمعروف و ائتمر، و نهى عن المنكر و انتهى،وحافظ على حدود الله تعالى، ألا أزيدك ؟ . قلت بلى!، فقال: كن في الدنيا زاهدًا، وفي الآخرة راغبًا، و أصدق الله تعالى في جميع أمورك، تنج مع الناجين.



حالهعند موته:



حكي أن الإمام المزني دخل على الإمام الشافعي في مرضه الذي ماتفيه فقال: كيف أصبحت ؟ فأجابه قائلا: أصبحت من الدنيا راحلا، و للإخوان مفارقا، ولسيئ عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربًا، و إلى ربي واردًا، لا أدري تصير روحي إلىالجنة فأهنيها، أو إلى النار فأعزيها ثم أنشد قائلا :



ولما قسا قلبي وضاقتمذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوكأعظما
و ما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما
شعره:



عزيز النفس من لزم القناعة و لم يكشف لمخلوققناعه

أفادتني التجارب كل عز و هل عز أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال وصير بعدها التقوى بضاعة
و لا تطع الهوى و النفس و اعمل من الخيرات قدرالاستطاعة
أحب الصالحين و لست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
و أكره من بضاعتهالمعاصي و غن كنا سواء في البضاعة



وقد قيل للإمام الشافعي: ما لكَ تدمنإمساك العصا ولست بضعيف؟ فقال: لأذكر أني مسافر من الدنيا غلىالآخرة!



تلاميذه:

الإمام أحمد بن حنبل، وأبو ثور وغيرهم من كبار العلماء .



مناقبه:

اجتمع للشافعي رحمه الله من الفضائل ما لم تجتمع لغيره فأولذلك نسبه ومنصبه وأنه من رهط النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها صحة الدين وسلامةالاعتقاد من الأهواء والبدع، ومنها سخاوة النفس، ومنها معرفته بصحة الحديث وسقمه. قال الشافعي يوما قدمت على مالك بن أنس رضي الله عنه وقد حفظت الموطأ فقال لي احضرمن يقرأ لك فقلت أنا قارئ فقرأت عليه الموطأ فقال: إن يك أحد يفلح فهذا الغلام. وقال الحميدي: كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم حتى جاءناالشافعي ففتح لنا. وقال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي رضي الله عنهما: أنت يا أباعبد الله فقد والله آن لك أن تفتي. وهو ابن خمس عشرة سنة، وعن إسحاق بن راهوية قاللي أبي: كلم الشافعي يوما بعض الفقهاء فدقق عليه وحقق وطالب وضيق، قلت له يا أباعبد الله هذا لأهل الكلام لا لأهل الحلال والحرام فقال احكمنا ذاك قبل هذا: أي علمالتوحيد قبل فروع الفقه .



وعن عباس بن الحسين قال سمعت بحر بن نصر يقول كناإذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي نقرأ القرءانفإذا أتيناه استفتح القرءان حتى تتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء فإذارأى ذلك أمسك عن القراءة من حسن صوته، وكان الشافعي قد جزأ الليل ثلاثة أثلاث،الثلث الأول يكتب والثاني يصلي والثالث ينام .



مصنفاته:

وهي كثيرة نذكرمنها: إثبات النبوة والرد على البراهمة، والرسالة في بيان الناسخ والمنسوخ فيالقرءان والسنة، والفقه الأكبر، وكتاب الأم في الفقه .



وفاته:

توفي فيءاخر يوم رجب سنة 204 هجرية وقد كتب على قبره في مصر: "هذا قبر محمد بن إدريسالشافعي وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا رسول الله وأنالجنّة حق والنّار حق وأنّ الساعة ءاتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبوروأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك أمر وهو منالمسلمين. عليه حيي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. وعن ابن حزم المزني قالناحت الجن ليلة مات الشافعي رضي الله عنه .




المذهب الحنفي: الإمام أبو حنيفة النعمان



اسمه، نسبه ومولده:



أبوحنيفة النعمان بن ثابت مولى بني تيم الله بن ثعلبة ولد سنة 80 هجرية بالكوفة وكانذلك في زمن دولة بني أمية كان أبوه ثابت من أهل التقوى والصلاح اشتغل بتجارة القماشأدّب ابنه وسار به مسار العلماء بتعليمه .



مشايخه:

التقى أبو حنيفة بستةمن الصحابة وروى عنهم وهم: أنس بن مالك، وعبد الله بن أنس، وواثلة ابن الأسقع، وعبدالله بن أوفى، وعبد الله بن جزء الزبيدي، ومعقل بن يسار. وأما مشايخه من التابعينفهم حوالي المائتين نذكر منهم: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالبرضي الله عنه، وأبو الحسين زيد بن الحسين رضي الله عنه، وعطاء بن أبي رباح، وحمادابن سليمان، وأبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري .



تلاميذه :

وهم كثر نذكر منهم محمد بن الحسن الشيباني وأبا يوسف القاضي .



مناقبه:

كان من أذكياء بني آدم جمع الفقه والعبادة والورع والسخاء وكانلا يقبل جوائز الدولة بل ينفق ويؤثر من كسبه له دار كبيرة لعمل الخز وعند صناعوأجراء رحمه الله تعالى وقد قال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة وقاليزيد بن هارون ما رأيت أورع ولا أعقل من أبي حنيفة .



ارتحل إلى البصرة نيفاوعشرين مرة فخصم المعتزلة الدهريين بالكلام وناظرهم وفضح أمرهم وأقام عليهم الحجةحتى أصبح أشهر متكلمي أهل السنة في زمانه، ومع هذا كله كان يختم القرءان في شهررمضان ستين ختمة، وروى أنه داوم على قراءة القرءان في ركعة من الصلاة ثلاثين سنةوكان يصلي في كل ليلة 400 ركعة .



مصنفاته:

ألفّ الإمام أبو حنيفة رضيالله عنه الكثير من الكتب في عدة أبواب نذكر منها: الفقه الأكبر، والرسالة، وكتابالعالم والمتعلم، وفيه من الحجج والبراهين ما يلجم أهل الإلحاد والبدع .



وفاته:

ذكر ابن الأهدل أن أبا جعفر المنصور نقله إلى بغداد ليوليهالقضاء فأبى فحلف عليه ليفعلن فحلف أبو حنيفة أن لا يفعل، فأمر بحبسه وقيل أنه كانيرسل إليه في الحبس أنك إن أجبت وقبلت ما طلبت منك لأخرجنك من الحبس ولأكرمنك،فأبى، فأمر بأن يخرج كل يوم فيضرب عشرة أسواط فكان يخرج به كل يوم فيضرب فأكثرالدعاء فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات في الحبس مبطونا سنة 150 هجرية. فأخرجت جنازتهوكثر بكاء الناس عليه وصلى عليه خمسون ألفا ودفن في مقابر الخيزران في بغداد .



هذه لمحة مما كان عليه الإمام الفاضل أبو حنيفة من دأب على نشر العلموإحقاق الحق وإزهاق الباطل ومحاربة أهله والصبر على قضاء الله واحتمال الجلد والسجنبالصبر خوفا على دينه وحرصا عليه .




المذهب الحنبلي: الإمام أحمد بن حنبل



اسمه نسبه ومولده:



هو أبو عبدالله الشيباني أحمد بن محمد بن حنبل من بني شيبان ابن ذهل يجتمع نسبه بالنبيّ صلىالله عليه وسلم في نزار، فأحمد من ولد ربيعه من نزار والرسول صلى الله عليه وسلم منولد معدّ بن نزار ولد في ربيع الأول سن 164، جاءت أمه حاملة به من مرو في خرسانوولدته في بغداد وكان أبوه عندما توفي شابا وله من العمر ثلاثون سنة وكان أحمد طفلافرعته أمه .



مشايخه:



أول طلب أحمد للعلم كان سنة 179 هجرية. فسمع منأحمد من هشيم، وإبراهيم بن سعد، ويزيد بن هارون، ومحمد بن إدريس الشافعي .



تلاميذه:

وروى عنه عبد الرزاق بن همام، ومحمد بن إدريس الشافعي،والأسود بن عامر وغيرهم من كبار العلماء أمثال البخاري ومسلم وغيرهم .



مناقبه:

وكان الإمام أحمد إماما في الحديث وضروبه إماما في الفقهوالورع والزهد وحقائقه. وقد قال إبراهيم الحربي أدركت ثلاثة لم ير مثلهم أبدا يعجزالنساء أن يلدن مثلهم، رأيت أبا عبيد القاسم بن سلام ما أمثله إلا بجبل نفخ فيهروح، ورأيت بشر بن الحرث ما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمدبن حنبل كأن الله جمع له علم الأولين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء. وعنالحسن بن العباس قال قلت لأبي مسهر هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها قاللا أعلم إلا شابا بالمشرق يعني أحمد بن حنبل، وقال إبراهيم بن شماس خاض الناسفقالوا إن وقع أمر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فمن الحجة على وجه الأرض فاتفقواكلهم على أحمد بن حنبل حجته. وكان الشافعي يأتيه إلى منـزله فعوتب في ذلك فأنشد :



قالوا يزورك أحمد وتزوره قلت الفضائل لا تفارق منـزله



إن زارنيفبفضله أو زرته فلفضله فالفضل في الحالين له



مصنفاته:

وكان له العديد منالمصنفات منها المسند، والناسخ والمنسوخ، والرد على الزنادقة فيما ادعت من متشابهالقرءان، والتفسير، وفضائل الصحابة، والمناسك والزهد .



وفاته:

مرض أبوعبد الله بالحمى ليلة الأربعاء من شهر ربيع الأول سنة 241 ودام مرضه 9 أيام وتوفىيوم الجمعة 12 من ربيع الأول وهو ابن سبع وسبعين سنة ويروى أنه حضر جنازته ثمانمائةألف رجل وستين ألفا امرأة وأسلم يوم موته عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس. وحكى عن إبراهيم الحربي قال رأيت بشراً الحافي في النوم كأنه خارج من مسجد الرصافةوفي كمه شىء يتحرك فقلت ما هذا في كمك فقال نثر علينا لقدوم روح أحمد الدر والياقوتفهذا ما التقطته .





خاتمة



عقيدة الفرقة الناجية



فيجب الاعتناء بمعرفة عقيدة الفرقةالناجية الذين هم السواد الأعظم، وأفضل العلوم علم العقيدة لأنه يبين أصل العقيدةالتي هي أصل الدين، وهذا العلم سماه أبو حنيفة الفقه الأكبر. فيا طلاب الحق لايهولنكم قدح المشبهة المجسمة في هذا العلم بقولهم إنه علم الكلام المذموم لدىالسلف، ولم يدروا أن علم الكلام المذموم هو ما ألفه المعتزلة على اختلاف فرقهموالمشبهة على اختلاف فرقهم من كرامية وغيرها فإنهم قد افترقوا الى عدة فرق بينها منألفوا في بيان الفرق كالإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي .



ومنأشهر ما ألف في هذا العلم هذه العقيدة المشهورة بالعقيدة الطحاوية التي مؤلفها منالسلف، وقد نص على أن ما يذكره في هذه العقيدة هو ما عليه أهل السنة يعني الصحابةومن بعدهم إلى عصره عامةً، وخص ذكر الإمام أبي حنيفة وصاحبيه القاضي أبي يوسف ومحمدابن الحسن بتسميتهم بأسمائهم .





ملحق ببيان أهل السنة والجماعة



أ‌[ذكر بعضمشاهير الأشاعرة]



[كالسلطان صلاح الدين الأيوبي محرر الأقصى من الصليبيينوالسلطان محمد العثماني فاتح القسطنطينية والذي مدحه النبي بقوله: [لتفتحنالقسطنطينية فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش ذلك الجيش]



كالنووي وابن حجر منأكابر أهل السنّة، وقد كان سيدنا محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وقال فيه الرسولمعجزة له عليه السلام: "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلكالجيش" أشعريًا ماتريديا رضي الله عنه وأرضاه هو وسائر السلاطين العثمانيين .



فلذلك نحن مع القشيري حيث قال :




شيئان من يعذلني فيهما فهو علىالتحقيق مني بري



حب أبي بكر إمام الهدى ثم اعتقادي مذهبالأشعري




شهادات العلماء بالأشعري وبدأ رحمه الله رحلته في تأييد الشريعةوتفنيد مزاعم أهل الشبه بتآليف تدحض شبههم حتى قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: كانتالمعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى نشأ الأشعري فحجزهم في أقماع السماسم، وقال السبكي فيطبقات الشافعية الكبرى: واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم ينشىء مذهبًا إنما هو مقررلمذاهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله فالانتساب اليه إنما هو باعتبارأنه عقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتديبه في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمّى أشعريًا ا.هــ .



وقال الشيخ عزالدين بن عبد السلام: "واعتقاد الأشعري رحمه الله مشتمل على ما دلت عليه أسماء اللهالتسعة والتسعون" ويقول رضي الله عنه في ءاخر عقيدته "فهذا جملة من اعتقاد الأشعريرحمه الله تعالى واعتقاد السلف وأهل الطريقة والحقيقة" ويقول تاج الدين عبد الوهابالسبكي أيضًا: وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في العقائد يدواحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة يدينون لله تعالى بطريق شيخ السنّة أبيالحسن الأشعري رحمه الله. ثم يقول: وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبيجعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة. ويقول الشيخ محمدالعربي التبّان شيخ المالكية في الحرم المكي: فحول المحدثين من بعد أبي الحسن إلىعصرنا هذا أشاعرة وكتب التاريخ والطبقات ناطقة بذلك .



وأما من استفاد من علمالأشعري وكتبه فكثير وهو أكثر من أن نحصيه في مقال ولكن في ما ذكرنا غيض من فيض وقدكفانا البيهقي المؤنة رحمه الله حين قال بعد ثناء عليه: "إلى أن بلغت النوبة إلىشيخنا أبي الحسن الأشعري فلم يحدث في دين الله حدثًا ولم يأت في ببدعة، بل أخذأقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرحوتبيين" ا.هــ



مؤلفات الأشعري: وأما مؤلفات الأشعري رحمه الله فكثيرة قيلإنها بلغت ما يقارب الخمسين وعلى مذهبه في الاعتقاد مئات الملايين من المسلمين فيالشرق والغرب تدريسًا وتعليمًا ويكفي في حقية مذهبه كون هؤلاء الأكابر من العلماءالحفاظ على مذهبه كأبي بكر الإسماعيلي و البيهقي و ابن عساكر الدمشقي وكذلك العسقلاني أبو الفضل، وأبو الحسن الباهلي وأبو اسحق الاسفراييني والحافظ أبو نعيم الأصبهانيوالإمام السيد أحمد الرفاعي والقاضي عياض والإمام النووي والإمام فخر الدين الرازيو ابن دقيق العيد و الحافظ مرتضى الزبيدي والشيخ زكريا الأنصاري ومفتي مصر الشيخ محمدعليش المالكي وشيخ الجامع الأزهر عبد الله الشرقاوي وغيرهم من ائمة الدين كثير لايحصيهم إلا الله سبحانه .



أحبابنا القراء لم أرد بما ذكرت إحصاء الأشاعرة أوحصر فضائل الأشعري فمن ذا الذي يحصي عدد رمال الصحراء ولكن أردت أن أتوقف متذكرينومذكرين ببعض من الماضي الذي نحتاجه في حاضرنا.



هذا وقد قدمنا في تضاعيفالكلام ما يدلّ على ذلك، وحكينا لكم مقالة الشيخ ابن عبدالسلام، ومن سبقه إلىمثلها، وتلاه على قولها، حيث ذكروا أن الشافعية، والمالكية، والحنفية، وفضلاءالحنابلة أشعريون. هذه عبارة ابن عبد السلام، شيخ الشافعية. وابن الحاجب شيخالمالكية، والحصيري شيخ الحنفية، ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: "هل من الفقهاء الحنفية، والمالكية، والشافعية، إلا موافق الأشعري، ومنتسب إليه،وراضٍ بحميد سعيه في دين الله و مثن بكثرة العلم عليه، غير شرذمة قليلة تضمرالتشبيه وتعادي كل موحد يعتقد التنزيه، أو تضاهي قول المعتزلة في ذمّه، وتباهىبإظهار جهرها بقدرة سعة علمه" .



وقال أيضًا: "أنا أعلم أن المالكية كلهمأشاعرة لا أستثني أحدًا، والشافعية غالبهم أشاعرة. لا أستثني إلا ممن لحق بهم منهمبتجسيم أو اعتزال، ممن لا يعبأ الله به، والحنفية أكثرهم أشاعرة، أعني يعتقدون عقدالأشعري، لا يخرج منهم إلا من لحق منهم بالمعتزلة، والحنابلة أكثر فضلاء متقدميهمأشاعرة، لم يخرج منهم من عقيدة الأشعري إلا من لحق بأهل التجسيم، وهم في هذه الفرقةمن الحنابلة أكثر من غيرهم" ا.هــ .



ب‌[شرح حديث البخاري ومسلم


]:


["الايمان يمانٍ والحكمة يمانية، أتاكم أهلاليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبًا"، وشرح حديث: "يقدم قوم هم أرق أفئدة منكم"، وشرحالبيهقي لحديث الرسول لما قال: "هم قوم هذا"، وربَّت على ظهر أبي موسى الأشعري جدالإمام أبي الحسن الأشعري، بعد نزول الآية: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهمويحبونه}]



قال تاج الدين السبكي في طبقاته (3/36): "ذكر دليل استنبطهعلماؤنا من الحديث الصحيح دال على أن أبا الحسن وفئته على السنّة وأن سبيلهم سبيلالجنة" .



زعم طوائف من أئمتنا أن سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد المصطفى صلىالله عليه وسلم بشّر بالشيخ أبي الحسن، وأشار إلى ما هو عليه في حديث الأشعريين،حيث قال صلى الله عليه وسلم: "الايمان يمانٍ والحكمة يمانية، أتاكم أهل اليمن، همأرق أفئدة وألين قلوبًا". أخرجه البخاري ومسلم .



وفي حديث أنه صلى الله عليهوسلم قال: "يقدم قوم هم أرق أفئدة منكم" فقدم الأشعريون، فيهم أبو موسى ... الحديث .



وفي حديث لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا" وضرب بيده على ظهر أبي موسى الأشعري .



وقداستوعب الحافظ في كتاب "التبيين" الأحاديث الواردة في هذا الباب وهذاملخصها:



قال علماؤنا: بشّر صلى الله عليه وسلم بأبي الحسن فيها إشارةًوتلويحًا، كما بشر بأبي عبدالله الشافعي رضي الله عنه في حديث: "عالم قريش يملأطباق الأرض علمًا" وبمالك رضي الله عنه، ففي حديث: "يوشك أن يضرب الناس ءاباط الإبلفلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة".



وممن وافق على هذا التأويل وأخذ بهمن حفاظ المحدثين وأئمتهم الحافظ الجليل أبو بكر البيهقي، فيما أخبرنا به يحيى بنفضل الله العمري، في كتابه، عن مكي بن علان، أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي،أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسينبن علي البيهقي الحافظ، قال: أما بعد، فإن بعض أئمة الأشعريين رضي الله عنهم ذاكرنيبمتن الحديث الذي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباسمحمد بن يعقوب، حدثنا ابراهيم ابن مرزوق، حدثنا وهب بن جرير، وأبو عامر العقدي،قالا: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري قال: لما نزلت: {فسوف يأتي اللهبقوم يحبهم ويحبونه} أومأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى، فقال: "هم قومهذا" .



قال البيهقي: وذلك لما وجد من الفضيلة الجليلة، والمرتبة الشريفة (فيهذا الحديث) للإمام أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه، فهو من قوم أبي موسى وأولاده،الذين أوتوا العلم، ورزقوا الفهم، مخصوصا من بينهم بتقوية السنة وقمع البدعة،بإظهار الحجَّة وردّ الشبهة، والأشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنماجعل قوم أبي موسى من قومٍ يحبهم الله ويحبونه لما علم من صحة دينهم، وعرف من قوةيقينهم، فمن نحا في علم الأصول نحوهم، وتبع في نفي التشبيه مع ملازمة الكتاب والسنةقولهم جعل من جملتهم. هذا كلام البيهقي .



ونحن نقول ولا نقطع على رسول اللهصلى الله عليه وسلم: يشبه أن يكون نبي الله صلى الله عليه وسلم إنما ضرب على ظهرأبي موسى رضي الله عنه في الحديث الذي قدمناه، للإشارة والبشارة بما يخرج من ذلكالظهر في تاسع باطن، وهو الشيخ أبو الحسن، فقد كانت للنبي صلىالله عليه وسلم إشاراتلا يفهمها إلا الموفقون المؤيدون بنور من الله، الراسخون في العلم ذوو البصائرالمشرقة، {ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور} .



ثم قال "ذكر بيان أنطريقة الشيخ التي عليها المعتبرون من علماء الإسلام، والمتميّزون من المذاهبالأربعة، في معرفة الحلال والحرام، والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد عليه أفضلالصلاة والسلام".




ج- [بعض مآثر الماتريدي ومؤلفاته


]


مولده: ولد في بيت من البيوت التي شغفتبالعلوم الدينية، فنشأ وتعلم علوم الدين منذ صغره، ولم يتقاعس لحظة في الدعوة إلىمذهب أهل السنة والدفاع عنه والتمسك به، ولم يفتر عزمه عن الاشتغال بعلم الكلاموالتأليف فيه ونصب الأدلة والحجج والبراهين .



مشايخه: إن المراجع لم تذكرإلا القليل من مشايخه الذين تلقى علومه عنهم إلا أنهم جميعًا يصل سندهم في العلمإلى الإمام الجليل أبي حنيفة النعمان، وقد ذكر صاحب "الجواهر المضيئة" أن الماتريديتخرج بأبي نصر أحمد بن العباسي بن الحسين العياضي، وتفقه على أبي بكر أحمدالجوزجاني ونصير بن يحيى البلخي، ومحمد بن مقاتل الرازي .



أما أبو نصرالعياضي وأبو بكر الجوزجاني فقد تفقها على الإمام أبي سليمان موسى ابن سليمانالجوزجاني، وهذا الأخير تفقه على صاحبي أبي حنيفة: أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسينالشيباني اللذين تفقها على أبي حنيفة. وأما نصير البلخي ومحمد بن مقاتل الرازي فقدتفقها على الإمامين أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، وأبي مقاتل حفص بن سلمالسمرقندي اللذين تفقها على الإمام أبي حنيفة كذلك .



علوم الماتريدي: وأماعلومه فقد دارت حول تأويل القرءان الكريم وأصول الفقه وعلم الكلام وما يتعلق به،وقد درس العلوم العقلية، كما درس العلوم النقلية درسًا متقنًا عميقًا، ووقف علىدقائقها حتى صار إمامًا مبرز في الفقه والتأويل وعلم الكلام .



وبعد أن نالالقسط الوفير من الثقافة والعلم انصرف الى التدريس والتثقيف، فصنف وألف وكرّس حياتهلحماية الإسلام ونصرة عقيدة أهل السنة والجماعة حتى وصفه العلماء بأنه كان إمامًاجليلاً، مناضلاً عن الدين، موطد لعقائد أهل السنة، قطع المعتزلة وذوى البدع فيمناظرتهم، وخصمهم في محاوراتهم إلى أن أسكتهم .



مؤلفاته: كان للإمام أبيمنصور الماتريدي العديد من المؤلفات، ومنها ما كان في علم الكلام والعقيدة، ومنهاما كان في أصول الفقه ومنها ما كان في تأويل القرءان .



أما في علم الكلامفله عدة مصنفات منها كتاب "التوحيد"، وكتاب "المقالات"، وكتاب "الرد على القرامطة"،و "بيان وهم المعتزلة"، و"رد الأصول الخمسة لأبي محمد الباهلي" و"أوائل الأدلةللكعبي"، و"رد كتاب وعيد الفساق للكعبي"، و"رد تهذيب لجدل للكعبي" وغيرها .



وأما في علم أصول الفقه فقد ذكرت كتب الطبقات وكتاب "كشف الظنون" كتابينفي أصول الفقه هما: كتاب "الجدل"، وكتاب "مأخذ الشرائع في أصول الفقه" وجاء في "بدائع الصنائع" في أثناء استنباط أوقات الصلوات الخمس من قولهتعالى:



{فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرضوعشيًا وحين تظهرون} (سورة الروم) قال الشيخ أبو منصور الماتريدي السمرقندي إنهمفهموا من هذه الآية فرضية الصلوات الخمس، ولو كانت أفهامهم مثل أفهام أهل زماننالما فهموا منها سوى التسبيح المذكور .



وأما مؤلفات الإمام الماتريدي فيتأويل القرءان فمنها كتاب "تأويلات أهل السنة " ، وقد ذكره بهذا العنوان صاحب "كشفالظنون" ولكن نسخة "كوبريلي" عنونت بــ "تاويلات الماتريدي في التفسير"، وأما أصحابالطبقات فقد ذكروه باسم "تأويلات القرءان" وهذا الاسم تحمله النسخ الأخرى الموجودةفي تركيا والهند وألمانيا والمدينة المنورة ودمشق والمتحف البريطاني وطشقند. ولعلالكتاب كان يحمل الإسمين في مبتدأ الأمر فاختصره المؤرخون وأصحاب الطبقات على ذلك .



وقد وصف الإمام عبد القادر القرشي المتوفى سنة 775هــ هذا الكتاب بقوله: "هو كتاب لا يوازيه فيه كتاب بل لا يدانيه شىء من تصانيف من سبقه في ذلك الفن" .



وجاء في نسخة مكتبة "خدابخش" في الصحيفة الولى إسناد كتاب "تأويلاتالقرءان" إلى الماتريدي، وجاء فيما يليه مقدمة عن مؤلفات هذا الكتاب وعن تعريفالتفسير والتأويل، وجاء في مقدمة الكتاب أيضًا ما نصه: "قال الشيخ الإمام الزاهدعلم الدين شمس العصر، رئيس أهل السنة والجماعة أبو بكر محمد بن أحمد السمرقندي رحمهالله تعالى: إن كتاب التاويلات المنسوب إلى الشيخ الإمام أبي منصور الماتريدي رحمهالله كتاب جليل القدر، عظيم الفائدة في بيان مذهب أهل السنة والجماعة في أصولالتوحيد، ومذهب أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله في أصول الفقه وفروعه على موافقةالقرءان". ا.هــ .



وذكر صاحب "كشف الظنون" كتاب "تأويلات القرءان" تحت عنوان "تأويلات الماتريدية في بيان أصول أهل السنة وأصول التوحيد"، وصرح بأنه ثمانيةمجلدات وأن الشيخ علاء الدين بن محمد بن أحمد هو الذي جمعه .



وجاء في "تأويلات القرءان" في تفسير قوله تعالى: {قل رب أرني أنظر إليك قال لن تراني} قوله: "والقول بها -يعني رؤية الرب- لازم عندنا في الآخرة، وحق من غير إدارك ولا تفسير"،ا.هــ أي من غير تشبيه ولا كيفية .



ومن تصانيف الإمام أبي منصور الماتريديكتاب "شرح الفقه الأكبر"، وهو كتاب يعرف محتواه من عنوانه، فقد تناول كتاب "الفقهالأكبر" لأبي حنيفة بالشرح والإيضاح والتفسير .



وفاته: ذكر صاحب كتاب "كشفالظنون" أن الإمام الماتريدي توفي سنة 332هــ، غير أنه عاد بعد ذلك في مواطن أخرىفاتفق مع جمهرة المؤرخين على أن وفاته كانت سنة 333هــ. وذكر عبدالله القرشي في "الفوائد البهية" بأنه توفي سنة 333هــ، وأن قبره بسمرقند .



وهكذا يتبين لنامن خلال استعراضنا لحياة الإمام أبي منصور الماتريدي كيف اولى هذا العالم وأمثالهعلم الكلام الذي يتعلق ببيان صفات الله وتنزيهه عن صفات النقصان الرعاية والاهتماممما يثبت من جديد أن هذا العلم هو أشرف العلوم وأعظمها على الإطلاق .



قولأهل السنة والجماعة في الآيات المتشابهة : "نقول في الصفات المشكلة إنها حق وصدقعلى المعنى الذي أراده الله ومن تأولها نظرنا فإن كان تأويله قريبًا على مقتضى لسانالعرب لم ننكر عليه، وإن كان بعيدًا توقفنا عنه ورجعنا الى التصديق مع التنزيه" نقله الحافظ في الفتح ( / 183 13) .



وهذا هو عين مذهب جماهير الأمة من أهلالسنة والجماعة أي (مذهب الأشاعرة والماتريدية) ومما نحب أن نلفت نظر القارىءالكريم إليه مما حصل فيه اللبس والخلط عند من ينتحل السلفية أن هؤلاء يثبتونالكيفية لله تعالى ويزيدون بقولهم: له كيف لا ندركه، وأن الكيف مجهول لدينا فقط لكنللصفة كيفًا!!! .



وقد غايروا بمقولتهم الفاسدة المذهب الصحيح الثابت عن أهلالسنة والجماعة روى الذهبي بإسناده في مختصر العلو عن الوليد قال: سألت الأوزاعيوالليث بن سعد ومالكًا والثوري عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية وغير ذلك فقالوا: امضها بلا كيف (مختصر العلو ص 143).



*****




انتهى


بعون الله كتابة التعريف الموجز باهل السنة والجماعة



جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم

و سالام عليكم و رحمة الله و بركاته



-


أرجوا التثبيت لتعم الفائدة و النقاش البناء


بوركتم جميعا

التعديل الأخير تم بواسطة القلم المسلول ; 30-03-2009 الساعة 10:39 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابوسمية المستغانمي
ابوسمية المستغانمي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 24-03-2009
  • الدولة : الجـزائر"مستغانم"
  • المشاركات : 225
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ابوسمية المستغانمي is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابوسمية المستغانمي
ابوسمية المستغانمي
عضو فعال
رد: أهل السنة والجماعة ...
31-03-2009, 11:55 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلم المسلول مشاهدة المشاركة
ظهر الحق و زهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا

(عليكم بالسواد الأعظم) أي الأغلبية وهذا الحديث أوله (إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم) ذكره العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في كتابه ضعيف سنن ابن ماجه وقال (ضعيف جداً) دون الجملة الأولى فهي صحيحة فعلى المسلم إذا كان الحديث ضعيفا أو لا يعلم عن صحته أن يقول في الحديث كذا ولا يقول قال رسول الله أو الرسول يقول إلا في الحديث الصحيح الذي يجزم بصحته عن علم وخبرة؛ لئلا يقع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم وفي مقدمة مسلم الأثر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
أما فيما يتعلق بشرح هذا الحديث، وهل يطبق على واقع المسلمين
اليوم، فقد ذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- في معرض كلامه حول هذا
الحديث. أن: "... هذا الحديث يستدل به بعض الخلف على خلاف
الحق؛ يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية –بما عليه جماهير
الخلف– حينما يأتون بقوله عليه السلام: "لا تجتمع أمتي على
ضلالة"، لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم
من خلافات جذرية، "لا تجتمع أمتي على ضلالة" لا يمكن تطبيقها
على واقع المسلمين اليوم، وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع
السيئ، يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع
فيمن قبلنا من اليهود والنصارى، وفيما سيقع في المسلمين بعد
الرسول -عليه الصلاة والسلام- من التفرق، فقال صلى الله عليه
وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على
اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في
النار إلا واحدة" قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال : "هي الجماعة" هذه
الجماعة: هي جماعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي التي يمكن
القطع بتطبيق الحديث السابق: "لا تجتمع أمتي على ضلالة" أن
المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول -عليه الصلاة
والسلام- بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم،
وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذَّرنا ربُنا -عز وجل- في القرآن
الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل:
"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ
الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" [النساء:115].
والله أعلم.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2007
  • الدولة : بسكرة -الجزائر-
  • المشاركات : 44,562
  • معدل تقييم المستوى :

    63

  • أبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the rough
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
رد: أهل السنة والجماعة ...
01-04-2009, 12:13 AM
السلام عليكم
لا تتعب نفسك
ففيهم من لديه الاستعداد لطمس آيات القرآن على أن يقر بضعف حجته
أنظر
حديث يظهر ضعفه بعد 12 قرنا ، 12 قرنا والأمة تفتري على رسولها ( حاشاها)
لا حول ولا قوة الا بالله
  • ملف العضو
  • معلومات
القلم المسلول
زائر
  • المشاركات : n/a
القلم المسلول
زائر
رد: أهل السنة والجماعة ...
01-04-2009, 02:53 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوهيثم مستغانمي مشاهدة المشاركة
(عليكم بالسواد الأعظم) أي الأغلبية وهذا الحديث أوله (إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم) ذكره العلامة محمد ناصر الدين الألباني .
جميل لو كان المتحدث ليس الأللباني الذي أفتى بوجوب خروج أهل الضفة الغربية لبلاد أخرى

تتحدث عن السلف ؟ يا الله ، أعطينا أقوال السلف في هذا المعنى ، السلف و ليس من جاؤوا بعد 8 قرون

و أصل الأمر ، أنني إعتمدت سرد علماء السلف ـ، فرددت أنت بعالم مشكوك في أمره مرفوض من بلده هو أصلا من شر القرون و من الخلف ، و أنظر كيف يستشهد بحال اليهود و النصارى و يصف أمة محمد صلى الله عليه و سلم بهم ، فهذا حال من هو مننوع حتى من عمامة الرسول في أرض الرسول صلى الله عليه و سلم


الأمر يبدوا واضح جدا ، ترسل الألباني ضد كل علماء السلف هؤلاء ... هنئيا دين الخلف يا من تعتبر أن أمة محمد صلى الله عليه و سلم هي فقط "الصحابة" و الآخر يتحول عندك إلى يهود ، فمن يحرر فلسطين من اليهود يوما ؟ اليهود ؟

تتحدث عن السلف ؟ يا الله ، أعطينا أقوال السلف في هذا المعنى ، السلف و ليس من جاؤوا بعد 8 قرون
  • ملف العضو
  • معلومات
القلم المسلول
زائر
  • المشاركات : n/a
القلم المسلول
زائر
رد: أهل السنة والجماعة ...
01-04-2009, 02:58 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوأسامة مشاهدة المشاركة
حديث يظهر ضعفه بعد 12 قرنا ، 12 قرنا والأمة تفتري على رسولها ( حاشاها)
لا حول ولا قوة الا بالله
هذا يدل على قبح نواياهم ، كل السلف و الخلف من خير القرون يأتي ضدهم "الألباني" في شر القرون هذا الذي رقص فيه بوش أمام قبر الرسول بمباركة علماء ممنوعون من لبس عمامة الرسول في أرض الرسول ، و مجبرون على لبس طيالس اليهود ( الشماغات ) في بلاد زين العمامة صلى الله عليه و آله و صحبه سلم

يعني أمة ضالة منذ 12 قرنا !!! هذا من أكذب ما قرأت thumbdown

المهم أن يعرف اقارئ الكريم مدى تكفير هؤلاء أيضا لـ 12 قرنا من المسلمين الذين تعمموا بعمامة الرسول ، بناس منعت عنهم عمامة الرسول في أرض الرسول ، و فرض عليهم شماغ أحبار اليهود في بلاد زين العمامة صلى الله عليه و سلم

تحياتي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-02-2008
  • الدولة : بريطـانيا
  • العمر : 32
  • المشاركات : 11,741
  • معدل تقييم المستوى :

    29

  • أختُ عبد الرحمان will become famous soon enoughأختُ عبد الرحمان will become famous soon enough
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
رد: أهل السنة والجماعة ...
01-04-2009, 05:13 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلم المسلول مشاهدة المشاركة
جميل لو كان المتحدث ليس الأللباني

بوووه عليك
متى ستفيق ؟ و الله أشفق عليكَ،، هذا ما يُسمى hominem .. تستعمل مقولة لشخص لتتجاهل كلامه .
من أنت حتى تتطاول على العلاّمة الألباني رحمه الله و قدّس روحه ؟! أتعلمن أنه كان يقضي أكثر من 14 ساعة في مكتبه الصغير ليبحث و يبحث و يبحث .. لنفرق اليوم بين أحاديث صحيحة و أخرى ضعيفة بدون عناء البحث !!
أتعلم أنه نقص وزنه الى 30 كغ من كثرة تعبه .. في ماذا ؟ في السهر أمام الحاسوب للطعن في العلماء ؟ حاشا .. بل في البحث و نسخ الكتب بيديه .. !!
حاولتُ تجاهل كلامك .. لكن نفسي لم تدعن .. فمن يمر منهنا .. على الأقل يكتشف سوء أدبك.

هداك الله..





أنت يا أيّها الافريقيّّ !!

هل تعلم أنّ 45% فقط من سكّان افريقيا مسلمون؟!

6 ملايين من مسلمي افريقيا يعتنقون النّصرانيّة كلّ سنة !

أليس من المفروض أن تكون افريقيا قارّة مسلمة؟

فأين نحن من نشر هذا الدّين ؟
التعديل الأخير تم بواسطة أختُ عبد الرحمان ; 01-04-2009 الساعة 05:15 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
القلم المسلول
زائر
  • المشاركات : n/a
القلم المسلول
زائر
رد: أهل السنة والجماعة ...
01-04-2009, 06:30 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم الجزائرية مشاهدة المشاركة
بوووه عليك

من أنت حتى تتطاول على العلاّمة الألباني رحمه الله و قدّس روحه ؟! أتعلمن أنه كان يقضي أكثر من 14 ساعة في مكتبه الصغير ليبحث و يبحث و يبحث .. لنفرق اليوم بين أحاديث صحيحة و أخرى ضعيفة بدون عناء البحث !!
أتعلم أنه نقص وزنه الى 30 كغ من كثرة تعبه .. في ماذا ؟ في السهر أمام الحاسوب للطعن في العلماء ؟ حاشا .. بل في البحث و نسخ الكتب بيديه .. !!
حاولتُ تجاهل كلامك .. لكن نفسي لم تدعن .. فمن يمر منهنا .. على الأقل يكتشف سوء أدبك.


هداك الله..
و عليكم البوووه و رحمة الله و بركاته يا إبنة الشهيد الذي "قسم بالنازلات الماحقات" فإعتبرتيه "مشركا" بفتوى الألباني الذي منع من لبس عمامة الرسول في أرض الرسول و فرض عليه شماغ أنت تعلمين من يلبسه الآن حتما

يا أختنا ، يا كريمتنا ، تأملي ما تكتبين ثم أرسليه

الرجل رحمه الله كان يمضي 14 ساعة في المكتبة + 8 في نومه الطبيعي = 24 ساعة : بقي له 0 وقت للصلاة ، و الواجيات الأخرى ، و حاجياته الجسدية التي فيها حتى الغسل و الحمام ، و حقوق أبناءه ، و حق زوجته ، و التدريس و هو من ألقى مليون درس ، و كل ما تلصقونه منذ مدة من أعمال لم يبقى له أي وقت لها

هل كان سجينا في سجن سركاجي ، يتردد بين مكتبة السجن و مكان نومه ؟؟؟

قلنا لكم و لك أسئلة تتعلق بأبيك الشهيد الذي أقسم بالنازلات الماحقات لأنك جعلتي منه مشركا مع جمعية العلماء المسلمين ، فلم تردي إلا بكلمة "بوووووووووووه" = "يا حوجي" = "يا ويلي " = "يا دبايلي" = "أويل لعدى"

تأملي أيضا كلامك الغريب الذي يمحوا كل علماء السلف و الخلف الذين صنفوا الآحاديث بدقة عالية ، من صحيح و ضعيف و غريب و موضوع ، فلما أتى هذا البطل قال عن صحيح البخاري أن فيه أحاديث ضعيفة ، و قال عن صحيح مسلم أن فيه أحاديث ضعيفة و قال ما لم يقله

يكفي أن الأباني تخبط في 86% من الأحاديث التي "نسخها-ألصقها" ، فيصححها و يضعفها ، ثم يصححها ، ثم يضعفها ، ثم يتبرأ من كل ما فعل في آخر حياته ، ثم يختم عمره بفتوى لصالح إسرائيل يوجب فيها الخروج على أهل الضفة و عددهم 6 ملايين بلاد آخرى لأنهم لا يققون على طرد الكافر من غير الضفة الغربية في باقي إسرائيل ... هذا مسخ غريب

يكفي أنك لم تيجيبي حتى على سؤال يتعلق بأبيك الشهيد الذي قلتي عنه أنه "مشرك" لأنه نشد نشيد "قسما بالنازلات"

رحم الله شهداءنا الأبرار و السلام عليكم

  • ملف العضو
  • معلومات
فارس العاصمي
تقني سابق
  • تاريخ التسجيل : 13-11-2007
  • الدولة : الجزائر العاصمة
  • المشاركات : 8,647
  • معدل تقييم المستوى :

    26

  • فارس العاصمي will become famous soon enoughفارس العاصمي will become famous soon enough
فارس العاصمي
تقني سابق
رد: أهل السنة والجماعة ...
01-04-2009, 06:35 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلم المسلول مشاهدة المشاركة
يكفي أن الأباني تخبط في 86% من الأحاديث التي "نسخها-ألصقها" ، فيصححها و يضعفها ، ثم يصححها ، ثم يضعفها ، ثم يتبرأ من كل ما فعل في آخر حياته ، ثم يختم عمره بفتوى لصالح إسرائيل يوجب فيها الخروج على أهل الضفة و عددهم 6 ملايين بلاد آخرى لأنهم لا يققون على طرد الكافر من غير الضفة الغربية في باقي إسرائيل ... هذا مسخ غريب
لعنة الله على الكذابين
لعنة الله على الكذابين
والله لا اعرف كيف يسمح لك الكتابة بعدما سببت الاعضاء وقذفتهم وسببت المشرف مصطفى كذلك
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:19 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى