مع الداعية الشيخ محمد الغزالي 04
13-10-2017, 03:34 PM
المتتبع لكتابات الشيخ محمد الغزالي يقف على مواقف الرجل في العديد من القضايا، و له وقفات خاصة في كل قضية يطرحها بكل جرأة و مسؤولية، فنجده مثلا يسلط الضوء على ظاهرة هجرة الأدمغة، و أسلوب أمريكا في استقطاب العباقرة "الأمخاخ" كما يقال عندنا في الجزائر، فأمريكا لها الإمكانيات الكافية لشراء العقول من العالم كُلِّهِ بمالها، و بإمكانها أن تقلب العقول ضد نفسها، إذا فقدت ما يسمى في العصر الحاضر الإيديولوجية المتمثلة في العقائد التي تصنع الرّجال، لا يهم ما تكون جنسيتهم و دينهم، المهم أنها تستغل فكرهم و عبقريتهم في بناء اقتصادها، ثم استخدامهم ضد بلادهم..
و الشيخ الغزالي من الذين يمقتون التعصب في كل أشكاله، حتى مجال اللغة، إذ يقول: أنا لا أعرف لغات أجنبية و أبغض أن أتعصب للعروبة، إنني رجل مصري و المصريون كانوا فراعنة عرّبهم الإسلام، إذن أنا مصري عربني الإسلام، و لهذا قد أحتقر رجلا من قريش يخون الإسلام ، مهما كان الرباط إذا كان دموي، قومي أو رباط ترابي، و هنا نطرح السؤال التالي، هل أراد الغزالي بقوله هذا أن الشعب المصري ينتمي إلى عائلة الفراعنة؟ و من كان يقصد الغزالي بالقريش الذي يخون الإسلام؟
"المواطنة " عنده مسالة مادية تشبه أن تكون معايشة حيوانية، وقد ضرب مثلا بعالم يهودي اسمه " وايزمان" درس الكيمياء، و عندما احتاج الحلفاء إلى معونته قدمها لهم، و لما سئل كم تريد من المال مقابل خدمتك، قال: لا أريد المال، بل أطلب وطنا قوميا لبني جنسي ، ماذا لو كان هذا العالم مسلما، فهل سيكون له موقف مثل هذا اليهودي الذي فكّر في قومه ، و كما قال الغزالي هؤلاء بعلمهم خدموا دينهم و نحن أضعنا كل شيئ..، رغم أن قائدنا و إمامنا و قدوتنا محمد الرسول ( صلعم) و ليس وايزمان أو غيره، كان علينا أن نتعلم منه و نتأدب بأدبه، و هاهم المسلمين يفقدون السباب التي تجعلهم طليعة عالمية، لقد أخلدت الأمة الإسلامية يقول الغزالي إلى الأرض و فقدت مكانتها العلمية و الخلقية، و فشلت في أن تكون قائدة للعالم، لأنه لا يمكن أن تقود العالم أمّة مسخها التصوف الطائش و شوّه عقلها.
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..