رد: قصة قصيرة تبين كارثية التقيد بالنقل دون تحكيم العقل
03-03-2015, 07:13 AM
المشكلة أنّ [ السمهوري ] وأمثاله من الحداثيين ليسوا عقلانيين بل هم أهوائيين وفرق بين العقل الذي هو مناط التكليف ومحلّ التدبر وبين الأهواء والأغراض فكثير من الناس لا يملك من قوة العقل والديانة ما يضبط به أفكاره وتصوراته إما لفساد آلة وإما لقوة وارد فالناس درجات من حيث قوة الإدراك وسلامة الفهم وصفاء التصور [وقد يعتري بعض هذه الآليات الذهنية ما يوقعها في الخطئ :
1 - إما عجزا عن إدراك الحقائق نتيجة لعوامل ذاتية تتعلق بالعاطفة والغرض أو موضوعية تتعلق بخفاء الأدلة وقوة الوارد
2 - وإما أن يكون فسادا في الفهم نتيجة ضعف التحصيل أو غلبة التعصب أو سوء الظنْ بالله أو غير ذلك من العوامل
3 - وإما تشوشا في الصورة نتيجة المعاصي أو الغفلة أو التعرض للفتن
فمن وصف الفتنة وعلاماتها أنها تجعل الحليم حيرانا ]
العقل نفسه كائن ضعيف محدود القوى , فهو محدود بقوة وسائل إكتشاف المحيط , وسلامة أجهزة التحسس - ومنها حواسه الخمسة - , وتوافر شروط البحث , و سلامة المنهج , وهو أمر يستدعي كثيرا من المعرفة وكثيرا من التجارب , مع الصدق في البحث عن الحقيقة , ومعرفة حدود العلاقة بين مصادر المعرفة الإنسانية , وحدود العلاقة بينها وبين الوحي , وعليه فهذه القصة الساذجة ليست دليلا على صدق الطرف الأهوائي من المعادلة , بل هي دليل على جهل بحقيقة القول المخالف ; وعدم استفراغ الجهد في فهم سبب الهوة بين الطرفين , وقد سبق لي نشر فصل من كتاب رائع عنوانه [ أصول الإيمان بالغيب وآثاره ] للدكتورة فوز بنت عبد اللطيف بن كامل الكردي حفظها الله , عالج المشكلة وفق منهج علمي دقيق , فمن أراده أهديته نسختي .
التعديل الأخير تم بواسطة algeroi ; 03-03-2015 الساعة 08:58 AM