تسجيل الدخول

جميع الحروب القائمة لدوافع دينية كان سبب إذكائها بشري أرضي لا علاقة بالسماء والانتصار لله، والتاريخ يثبت ذلك بأفصح بيان، فلو رجعنا إلى الماضي نجد أن ذي نواس وجموع المتعصبين معه لليهودية عندما أعلنوا الحرب على النصرانية وقاموا بمحرقة الأخدود الشهيرة لم تكن حرب موكلة من السماء إنما كانت حربا ذات طابع دوغماتي ينطلق من الأنا البشرية بغريزتها المجبولة على حب السؤدد، ولو أن ظروف التبشير للنصرانية جاءت بطريقة تداهن الملك ذي نواس وتخاتله بدل أن يتم اعتناقها من طرف الناس على استخفاء لكان هناك احتمال كبير أن يتحول ذي نواس ذاته إلى النصرانية ومن ثم أتباعه .
وما يقال عمن يحاربون الإسلام من مختلف الايديولوجيات والديانات هو نفسه ما يقال عن المسلم الذي يحارب العقائد الأخرى باسم الله وهؤلاء وكما اذكر دائما هم المحاربون لله بسيفه لان اغلبهم لجؤوا الى كل الطرق في سبيل نصرة ما اختاروه أفقا لوجودهم وهو في غياهب سرائرهم انتصار للذوات لا انتصارا لربهم تنزّه تعالى عما يريدون ايهام الخلق به، فهؤلاء محبون لانفسهم وليس لله فمن تعصب و تحزب و تصور نبيه هو النبي الوحيد وإن الله لم يأت بغيره ،فتصوره هو تصور طفولي ساذج يظن أن الله أشبه بشيخ القبيلة، و مثل هذا الإحساس هو عنصرية وإساءة لله تعالى عما يصفون ويتوهمون .
و إنما التصور الحق لله أنه الكريم الذي يعطي الكل و يرسل الرسل للكل "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير"
أقول لقد خلق هؤلاء ثغرات تتسع مع تطور الإنسان ونمو قدراته العقلية وتنامي الانجازات البشرية ما يجعل الكثير من الدعائم الخرافية والتفسيرات المحض ذاتية مجرد أساطير نجحت في اخضاع العقول القروسطية التي تربط كل احداث حياتها بالمجردات والخيال ولتوضيح الصورة أكثر نسوق مجموعة من النقاط المهمة التي نجح خصوم الإسلام في استعمالها سلاحا مضادا لإثبات عجزه


يتبع

عندما حكمت الكنيسة أوروبا : أقترحت تطهير الأرض من اليهود و قتلهم أو نفيهم من أوروبا كي يرتفع غضب الإله عن الأرض و يشفى الناس من الطاعون
وعندما قامت الثورة على الإقطاع الديني و حكم العلم أوروبا أخترع العلماء تطعيم ضذ الطاعون... دون حشر الله في الموضوع

كأنك قارئة أفكار أماني ...في انتظار الباقي
شكرا لك
وعندما قامت الثورة على الإقطاع الديني و حكم العلم أوروبا أخترع العلماء تطعيم ضذ الطاعون... دون حشر الله في الموضوع
لاننسى شعار الثورة الفرنسية المطبق -ليس المعلن- اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس ،اي لم تكن الثورات ضد السيطرة الدينية الكنسية خاصة رحمة على الناس جميعا ،سواء الثورة الفرنسية أو الروسية ولاكلام عن الحربين العالميتين....جريمة البشر ضد البشر ترتكب باسم الله وباسم الإنسانية وباسم الحرية وحتى باسم حقوق الإنسان.

اولا : أولا النظرة الفقهية السلفية للديمقراطية :
الديمقراطية لنا ونحن حملة لوائها ومن جعل منها صداما مع الإسلام بناء على اجتهادات غير مؤسسة على بينة مقنعة هم من خدم اجندات الغرب التي اخضعت بلاد الإسلام لديمقراطية ممسوخة بعدما هيئت لها بيئتها منذ عقود من الاحتلال التقليدي مرورا بالاحتلال الناعم عبر مختلف مراحله الشيوعية والقومية والعولمة اللبيرالية فلو كان للمسلمين كتيبة متآلفة تهتم بتجديد الدين وبعث روح العصر فيه لما استطاع هؤلاء ان يفعلوا بنا كل هذا لان الديمقراطية الالهية سبقت كل ديمقراطيات البشر فكل الانبياء والرسل لم يتبعوا وبأمر من الله سوى سبيلها في الدعوة فهذا نوح عليه السلام قضى الف عام غير خمسين في دعوة قومه بالحسنى وهكذا كان نهج جميع المرسلين حتى خاتمة الرسالة واستمر الوضع على حاله وجاء النص القرآني مشددا على حرية الانسان في اختيار معتقده في الكثير من المواضع . ثم اليست الشورى والبيعة والعدل واحترام راي الخصوم والتعددية في الراي كلها من صميم الاسلام ؟ اليس هذا النظام هو الاحق باسم الديمقراطية في عصرنا ورب قائل انه ليس هناك نظام حكم منصوص عليه في القرآن فنقول لهم ان الله استخلف عباده في الارض واكتفى بمبادئ عامة تفاصيلها من اجتهاد الانسان حسب معطيات عصره ومن اراد تجميدها فقد حكم عليها حكم الشيوعية التي سجنتها ماركسيتها فماتت بموتها.
ولا يختلف عاقلان على ان ارباب السلطة في الغرب عندما يقولون ان لا مشكلة لديهم مع الاسلام فهو امر صحيح من ناحية فهم فعلا لا مشكلة لهم مع الاسلام في شقه التعبدي ولا يضيرهم ان نبيت لربنا سجدا وقياما ولا يقض مضجعهم ان نصوم ونحج لكن الذي يعنيهم هو ذلك الاسلام الآخر ذلك الاسلام العملي المرن الذي يفتح آفاقا رحبة للاجتهادات فيشجع على طلب العلم وعلى تنوع وتعدد المدارس الفكرية الاسلامية وهو الذي يتسع الى نظرة انسانية حضارية رحبة ويفضي الى حل جميع الاشكاليات تحت مظلة نسيجها من صميم الشريعة الاسلامية فهذا هو الاسلام الوحيد الذي بامكانه ان ينازعهم الزعامة ويزيحهم من على عرش السيادة على العالم وهذا الاسلام بطبيعة الحال لا تمثله الصوفية التي شجعتها السلطات الفرنسية ولا تمثله التيارات السلفية على اختلاف مسمياتها !

من يقول ان الدولة التي بناها الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفه فيها من بعده صحابته هي دولة دينية تقوم على أسس اقصائية ثابتة الى يوم الدين وتقوم على التطبيق الحرفي للنص فقد بنى حكمه على براهين غير مقنعة فكيف يفسر لنا قول كل من الخليفتين ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي لله عنهما لحظة مبايعتهما : " إن أصبت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني "

هذه العبارة خير دليل على انها لم تكن هناك دولة دينية تعتمد على الحكم الالهي القاطع في الاسلام انما كانت دولة مدنية يخطئ فيها الحاكم ويراجع .

لا اجتهاد مع النص !

لا يوجد في القرآن نصّا أكثر وضوحا وصرامة من نص حد السرقة وقطع يد السارق مع ذلك لم يطبقه الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الحالات مثل الحروب واجتهد فيه الخليفة عمر بن الخطاب والغاه في عام المجاعة فما بالك بالنصوص الأخرى التي لم يرد حكمها ونصها الصريح في القرآن الكريم