تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
abchir
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-02-2014
  • المشاركات : 1,075
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • abchir is on a distinguished road
abchir
عضو متميز
رد: تفسير حزب سبح
21-09-2014, 08:09 PM
نتم بحول الله تفسير السورة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( يتيماً ذا مقربة. أو مسكيناً ذا متربة )) (( يتيماً (( : اليتيم هو من مات أبوه قبل أن يبلغ سواءً كان ذكراً أم أنثى. فإن بلغ لا يكون يتيماً؛ لأنه بلغ وانفصل. وكذلك لو ماتت أمه فإنه لا يكون يتيماً، خلافاً لما يظنه بعض العامة، أن اليتيم من ماتت أمه وهذا ليس بصحيح، فاليتيم من مات أبوه؛ لأنه إذا مات أبوه لم يكن له كاسب من الخلق يكسب عليه. وقوله: (( ذا مقربة )): ذا قرابة من الإنسان لأنه إذا كان يتيماً كان له حظ من الإكرام والصدقات، وإذا كان قريباً ازداد حظه من ذلك؛ لأنه يكون واجب الصلة، فمن جمع هذين الوصفين اليتم والقرابة فإن الإنفاق عليه من اقتحام العقبة إذا كان ذلك في يوم ذي مسغبة. (( أو مسكيناً ذا متربة )) يعني: أو إطعام في يوم ذي مسغبة (( مسكيناً ذا متربة ))، المسكين: هو الذي لا يجد قوته ولا قوت عياله. المتربة: مكان التراب، والمعنى: أنه مسكين ليس بيديه شيء إلا التراب. ومعلوم أنه إذا قيل عن الرجل: ليس عنده إلا التراب، فالمعنى: أنه فقير جداً ليس عنده طعام، وليس عنده كساء، وليس عنده مال فهو مسكين ذو متربة. (( ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة )) (( ثم كان )) يعني: ثم هو بعد ذلك ليس محسناً على اليتامى وعلى المساكين، بل هو ذو إيمان بالله،(( ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة )): الذين آمنوا بمن؟ آمنوا بكل ما يجب الإيمان به. وقد بين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلّم من الذي يجب الإيمان به، فقال حين سأله جبريل عن الإيمان: ( الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ).
وقوله جل وعلا: (( وعملوا الصالحات )) أي: عملوا الأعمال الصالحة، والأعمال الصالحات: هي كل عمل مقرب إلى الله عز وجل، وهو مبني على الإخلاص والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلا يكون العمل عملاً صالحاً إلا إذا كان بنية ومتابعة، النية بأن يكون عملاً خالصاً لله، ومتابعة أي أن يكون العمل على وفق شريعة الله سبحانه وتعالى، فلو أن الإنسان عمل عملاً مخلصاً فيه غاية الإخلاص لكنه على خلاف هدي الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقبل منه وذلك لعدم الاتباع، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ). وكذلك لو كان العمل على وفق الشريعة ظاهراً لكن فيه رياء فإنه لا يقبل، ولا يكون عملاً صالحاً، لقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
وقوله: (( وتواصوا بالصبر )): أي أوصى بعضهم بعضاً بالصبر، والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فهم صابرون متواصون بالصبر، وأي هذه الأنواع أفضل؟ الأفضل الصبر على طاعة الله، ثم الصبر عن معصية الله، ثم الصبر على أقدار الله المؤلمة. وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة، اجتمعت في الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم، فها هو الرسول عليه الصلاة والسلام صابر على طاعة الله، يجاهد في سبيل الله، ويدعو إلى الله، ويؤذى ويعتدى عليه بالضرب، حتى همّ المشركون بقتله وهو مع ذلك صابر محتسب، وهو أيضاً صابر عن معصية الله، لا يمكن أن يغدر بأحد، ولا أن يكذب أحداً، ولا أن يخون أحداً، وهو أيضاً متق لله تعالى بقدر ما يستطيع. كذلك صابر على طاعة الله، كم أوذي في الله عز وجل من أجل طاعته، أليست قريش قد آذوه حتى إذا رأوه ساجداً تحت الكعبة أمروا من يأتي بسلا ناقة فيضعه على ظهره، وهو ساجد عليه الصلاة والسلام؟! وهو صابر في ذلك كله. يوسف عليه الصلاة والسلام صبر، صبر على أقدار الله فقد أُلقي في البئر في غيابة الجب، وأوذي في الله بالسجن، ومع ذلك فهو صابر محتسب لم يتضجر ولم ينكر ما وقع به. وقوله: (( وتواصوا بالصبر. وتواصوا بالمرحمة )) أي: أوصى بعضهم بعضاً أن يرحم الآخر. والرحمة - رحمة الله عز وجل -، أعني رحمة الإنسان للمخلوقات تكون في البهائم وتكون في الناطق. فهو يرحم آباءَه، وأمهاته، وأبناءَه، وبناته، وإخوانه، وأخواته، وأعمامه، وعماته، وهكذا، ويرحم كذلك سائر البشر، وهو أيضاً يرحم الحيوان البهيم فيرحم ناقته، وفرسه، وحماره، وبقرته، وشاته، وغير ذلك، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». (( وتواصوا بالصبر. وتواصوا بالمرحمة )) (( أولئك أصحاب الميمنة )).(( أولئك )): أي هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات :(( أصحاب الميمنة )) أي: أصحاب اليمين، الذين يُؤتون كتابهم يوم القيامة بأيمانهم، فمن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً، وينقلب إلى أهله مسروراً. ثم قال عز وجل: (( والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة )): لما ذكر المؤمنين ذكر الكافرين، فقال: (( والذين كفروا بآياتنا )): أي جحدوا بها (( هم أصحاب المشئمة )) (( هم )): الضمير هنا جاء للتوكيد، ولو قيل في غير القرآن: والذين كفروا بآياتنا أصحاب المشئمة. لصح لكن هذا من باب التوكيد. و(( المشئمة )) يعني: الشمال أو الشؤم. (( عليهم نار مؤصدة )): أي عليهم نار مغلقة، لا يخرجون منها ولا يستطيعون، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالصبر، وتواصوا بالمرحمة.

نسأل الله أن ينفعنا بما علّمنا


يامن عدى ثم اعتدى ثم اقترف**** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشِر بقول الله في تنزيله**** ان ينتهو يغفر لهم ماقد سلف
  • ملف العضو
  • معلومات
abchir
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-02-2014
  • المشاركات : 1,075
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • abchir is on a distinguished road
abchir
عضو متميز
رد: تفسير حزب سبح
02-10-2014, 05:27 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يقول الله تبارك وتعالى:(( وَالشَّمْسِ وَضُحَهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلهَا . وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّهَا . وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَهَا . وَالسَّمَآءِ وَمَا بَنَهَا . وَالأرْضِ وَمَا طَحَهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا )) الخ . أما البسملة فلا يجب الكلام عليها لأنه معروف ومتكرر ولكن نبدأ بالآيات في قول الله تعالى : ( (والشمس وضحاها ((: أقسم الله تعالى بالشمس وضحاها وهو ضؤها لما في ذلك من الآيات العظيمة الدالة على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، وكمال علمه ورحمته. فإن في هذه الشمس من الآيات ما لا يدركه بعض الناس، ونضرب لكم مثلاً: إذا طلعت الشمس فكم توفر على العالم من طاقة كهربائية؟ توفر آلاف الملايين، لأنهم يستغنون بها عن هذه الطاقة، وكم يحصل للأرض من حرارتها، من نضج الثمار، وطيب الأشجار، ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، ويحصل فيها فوائد كثيرة لا أستطيع أن أعدها؛ لأن غالبها يتعلق بعلم الفلك وعلم الأرض والجيولوجيا، ولا أستطيع أن أعدها، لكنها من آيات الله العظيمة. (( والقمر إذا تلاها )). قيل: إذا تلاها في السير، وقيل: إذا تلاها في الإضاءة، ومادامت الآية تحتمل هذا وهذا فإن القاعدة في علم التفسير أن الآية إذا احتملت معنيين لا تعارض بينهما وجب الأخذ بهما جميعاً، لأن الأخذ بالمعنيين جميعاً أوسع للمعنى. فنقول: إذا تلاها في السير؛ لأن القمر يتأخر كل يوم عن الشمس، فبينما تجده في أول الشهر قريباً منها في المغرب، إذا هو في نصف الشهر أبعد ما يكون عنها في المشرق، لأنه يتأخر كل يوم. أو إذا تلاها في الإضاءة، لأنها إذا غابت بدأ ضوء القمر لاسيما في الربع الثاني إلى نهاية الربع الثالث فإن ضوء القمر يكون بيناً واضحاً. يعني: إذا مضى سبعة أيام إلى أن يبقى سبعة أيام يكون الضوء قويًّا، وأما في السبعة الأولى والأخيرة فهو ضعيف، وعلى كل حال فإن إضاءة القمر لا تكون إلا بعد ذهاب ضوء الشمس كما هو ظاهر. فيكون الله أقسم بالشمس لأنها آية النهار، وأقسم بالقمر لأنه آية الليل.
(( والقمر إذا تلاها )). (( والنهار إذا جلاها. والليل إذا يغشاها )) (( والنهار )) : إذا جلا الأرض وبينها ووضحها؛ لأنه نهار تتبين به الأشياء وتتضح.(( والليل إذا يغشاها )) إذا يغطي الأرض حتى يكون كالعباءة المفروشة على شيء من الأشياء، وهذا يتضح جلياً فيما إذا غابت الشمس وأنت في الطائرة، إذا غابت الشمس وأنت في الطائرة تجد أن الأرض سوداء تحتك، لأنك أنت الآن تشاهد الشمس لارتفاعك، لكن الأرض من تحتك حيث غربت عليها الشمس تجدها سوداء كأنها مغطاة بعباءة سوداء وهذا معنى قوله:(( والليل إذا يغشاها )). (( والسماء وما بناها. والأرض... ) السماء والأرض متقابلات. (( والسماء وما بناها. والأرض وما طحاها. ونفس وما سواها )).(( والسماء وما بناها )) قال المفسرون: إنّ (( ما )) هنا مصدرية أي: والسماء وبنائها؛ لأن السماء عظيمة بارتفاعها وسعتها وقوتها، وغير ذلك مما هو من آيات الله فيها، وكذلك بناؤها بناء محكم، كما قال الله تبارك وتعالى: (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور. ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير )). (( والأرض وما طحاها )) يعني: الأرض وما سواها حتى كانت مستوية، وحتى كانت ليست لينة جداً، وليست قوية جداً صلبة ، بل هي مناسبة للخلق على حسب ما تقوم به حوائجهم، وهذه من نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده أن سوى لهم الأرض وجعلها بين اللين والخشونة إلا في مواضع لكن هذا القليل لا يحكم به على الكثير. (( ونفس وما سواها )): نفس هنا وإن كانت واحدة لكن المراد العموم. يعني كل نفس .(( وما سواها )) يعني سواها خِلقة وسواها فطرة، سواها خلقة حيث خلق كل شيء على الوجه الذي يناسبه ويناسب حاله، قال الله تعالى: (( الذي أعطى كل شيء خلقه )) أي خلقه المناسب له (( ثم هدى )). أي: هداه لمصالحه، وكذلك سواه فطرة ولاسيما البشر فإن الله تعالى جعل فطرتهم هي الإخلاص والتوحيد كما قال تعالى: (( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها )). (( فألهمها فجورها وتقواها )): من الملهم؟ الله عز وجل ألهم هذه النفوس. (( فألهمها فجورها وتقواها )): بدأ بالفجور قبل التقوى مع أن التقوى لا شك أفضل، قالوا: مراعاة لفواصل الآيات. (( فألهمها فجورها وتقواها )): طيب ما هو الفجور؟ الفجور هو ما يقابل التقوى، والتقوى طاعة الله، إذاً فالفجور معصية الله، فكل عاص فهو فاجر. وإن كان الفاجر خصَّ عرفاً بأنه من ليس بعفيف، لكن هو شرعاً يعم كل من خرج عن طاعة الله كما قال تعالى: (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين )).والمراد الكفار. وألهمها تقواها، ألهمها التقوى أيهما موافق للفطرة؛ الثاني أو الأول؟ الثاني، لأن الفجور خارج عن الفطرة، لكن قد يلهمه الله بعض النفوس لانحرافها لقوله تعالى: (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )). والله تعالى لا يظلم أحدًا، لكن من علم منه أنه لا يريد الحق أزاغ الله قلبه، نسأل الله العافية. (( قد أفلح من زكاها. وقد خاب من دساها )): (( قد أفلح )) أي: فاز بالمطلوب ونجا من المرهوب، (( من زكاها )) أي: من زكى نفسه، وليس المراد بالتزكية هنا التزكية المنهي عنها في قوله: (( فلا تزكوا أنفسكم )). المراد بالتزكية هنا: أن يزكي نفسه بإخلاصها من الشرك وشوائب المعاصي، حتى تبقى زكية طاهرة نقية. (( وقد خاب من دساها )): أي من أرداها في المهالك والمعاصي، هذا في الواقع يحتاج إلى دعاء الله سبحانه وتعالى أن يثبت الله الإنسان على طاعته، و بالقول الثابت، فعليك يا أخي المسلم دائماً أن تسأل الله الثبات والعلم النافع، والعمل الصالح فإن الله تعالى قال في كتابه: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الراشدين والصالحين المصلحين.
يامن عدى ثم اعتدى ثم اقترف**** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشِر بقول الله في تنزيله**** ان ينتهو يغفر لهم ماقد سلف
  • ملف العضو
  • معلومات
abchir
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-02-2014
  • المشاركات : 1,075
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • abchir is on a distinguished road
abchir
عضو متميز
رد: تفسير حزب سبح
03-10-2014, 09:20 AM
نتابع بإذنه تعالى مع بقية السورة
وصلنا إلى قول الله تعالى: (( كذبت ثمود بطغواها. إذ انبعث أشقاها )): (( كذبت ثمود )): ثمود اسم قبيلة ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام، وديارهم في الحجر معروفة في طريق الناس، هؤلاء كذبوا نبيهم صالًحا. ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له. كما قال الله تعالى: (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )). دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأعطاه الله سبحانه آية تدل على نبوته وهي الناقة العظيمة التي تشرب من البئر يوماً وتسقيهم لبناً في اليوم الثاني. وقد قال بعض العلماء: إنه كلما جاء إنسان وأعطاها من الماء بقدر أعطته من اللبن بقدره، ولكن الذي يظهر من القرآن خلاف ذلك، لقوله تعالى: (( لها شرب ولكم شرب يوم معلوم )). فالناقة تشرب من البئر يوماً، ثم تدر اللبن في اليوم الثاني، ولكن هل نفعتهم هذه الآية؟ استمع إلى قول الله تعالى: (( كذبت ثمود بطغواها )): أي بطغيانها وعتوها، والباء هنا للسببية، أي: بسبب كونها طاغية كذبت الرسول. (( إذ انبعث أشقاها )) هذا بيان للطغيان الذي ذكره الله عز وجل وذلك حين انبعث أشقاها. و(( انبعث )) يعني: انطلق بسرعة. و(( أشقاها )) أي : أشقى ثمود أي: أعلاهم في الشقاء ـ والعياذ بالله ـ يريد أن يقضي على هذه الناقة. (( فقال لهم )) صالح: (( ناقة الله وسقياها )): قال لهم ناقة، أي ذروا ناقة الله، لقوله تعالى في آية أخرى: (( فذروها تأكل في أرض الله )). يعني اتركوا الناقة لا تقتلوها ولا تتعرضوا لها بسوء ولكن كانت النتيجة بالعكس. (( فكذبوه )) أي: كذبوا صالحاً وقالوا: إنك لست برسول، وهكذا كل الرسل الذين أرسلوا إلى أقوامهم يسمهم أقوامهم بالعيب. كما قال الله تعالى: (( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )). كل الرسل قيل لهم هذا ساحر أو مجنون، كما قيل للرسول عليه الصلاة والسلام: إنه ساحر، كذاب، مجنون، شاعر، كاهن، ولكن هل ألقاب السوء التي يلقبها الأعداء لأولياء الله هل تضرهم؟ الجواب: لا، بل يزدادون بذلك رفعة عند الله سبحانه وتعالى، وإذا احتسبوا الأجر أثيبوا على ذلك. فيقول عز وجل: (( فكذبوه فعقروها )) أي: عقروا الناقة عقراً حصل به الهلاك. (( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها )): فدمدم يعني: أطبق عليهم فأهلكهم كما تقول: دمدمت البئر: أي أطبقت عليها التراب. (( بذنبهم )) أي: بسبب ذنوبهم؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون، فالذنوب سبب للهلاك والدمار والفساد لقول الله تبارك وتعالى: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )). وقال تعالى: (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً )). وقال الله تعالى يخاطب أشرف الخلق وخير القرون: (( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )).. فالإنسان يصاب بالمصائب من عند نفسه، ولهذا قال: (( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم )) أي: بسبب ذنبهم. (( فسواها )) أي: عمها بالهلاك حتى لم يبق منهم أحد وأصبحوا في ديارهم جاثمين. قال تعالى: (( ولا يخاف عقباها )) أي: أن الله لا يخاف من عاقبة هؤلاء الذين عذبهم، ولا يخاف من تبعتهم، لأن له الملك وبيده كل شيء، بخلاف غيره من الملوك، الملوك لو انتصروا على غيرهم، أو عاقبوا غيرهم تجدهم في خوف يخشون أن تكون الكرة عليهم، أما الله عز وجل فإنه لا يخاف عقباها. أي: لا يخاف عاقبة من عذبهم، لأنه سبحانه وتعالى له الملك كله، وله الحمد كله، فسبحانه وتعالى ما أعظمه، وما أجل سلطانه.

اللهم إنفعنا بما علمتنا و علمنا ما ينفعنا
آميـــن
يامن عدى ثم اعتدى ثم اقترف**** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشِر بقول الله في تنزيله**** ان ينتهو يغفر لهم ماقد سلف
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية MoUrAd DeC
MoUrAd DeC
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 03-10-2014
  • الدولة : الجزائر|
  • العمر : 30
  • المشاركات : 1,145
  • معدل تقييم المستوى :

    11

  • MoUrAd DeC is on a distinguished road
الصورة الرمزية MoUrAd DeC
MoUrAd DeC
عضو متميز
رد: تفسير حزب سبح
20-10-2014, 10:46 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا
أشيَآء كثيرة آشتْقتُ لها ؛ لآ أعَلمّ ، هَل ؛ سَترجَعّ أم ؛ سَتكونّ ؛ دَآئِمًآ ذِكرى :"( وتبقى مجرد ذكريات
لَيْس كُل مَن اعْتَذرَ .. ( مُخطِئ ) أوْ ( ضَعِيفْ ) !! الاعـــتِذَآرْ , صِفَــــــة نَآدِرة لاتجدهآ إلا في .. (الأوْفِيــَآء)

  • ملف العضو
  • معلومات
abchir
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-02-2014
  • المشاركات : 1,075
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • abchir is on a distinguished road
abchir
عضو متميز
رد: تفسير حزب سبح
14-11-2014, 09:05 AM
بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده،تتممةً لتفسير حزب سبح نقف اليوم مع سورة الليل وبالله التوفيق
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال الله تبارك وتعالى بعد بســم الله الرحمـــان الرحيم: (( وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَى . وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى . وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنثَى . إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى )).فأقسم الله سبحانه وتعالى بالليل إذا يغشى يعني حين يغشى الأرض ويغطيها بظلامه، لأن الغشاء بمعنى الغطاء. (( والنهار إذا تجلى )) أي: إذا ظهر وبان، وذلك بطلوع الفجر الذي هو النور الذي هو مقدمة طلوع الشمس، والشمس هي آية النهار كما أن القمر آية الليل. ((وما خلق الذكر والأنثى )): يعني وخَلْق الذكر والأنثى على أحد التفسيرين الذي جعل (( ما )) هنا مصدرية، أو والذي خَلَق الذكر والأنثى وهو الله عز وجل على التفسير الآخر. فعلى المعنى الأول: يكون الله سبحانه وتعالى أقسم بخلق الذكر والأنثى. وعلى الثاني: يكون الله تعالى أقسم بنفسه، لأنه هو الذي خلق الذكر والأنثى. (( إن سعيكم لشتى )): يعني إن عملكم (( لشتى )) أي لمتفرق تفرقاً عظيماً.فأنت ترى الآن أن الله أقسم بأشياء متضادة على أشياء متضادة: الليل ضد النهار، الذكر ضد الأنثى، السعي متضاد صالح وسيء، فتناسب المقسم به والمقسم عليه، وهذا من بلاغة القرآن، فكأن الله عز وجل يقول: إن اختلاف الليل والنهار والذكر والأنثى أمر ظاهر لا يخفى، فكذلك الأعمال، أعمال العباد متباينة متفاوتة، منها الصالح، ومنها الفاسد، ومنها ما يخلط صالحاً وفاسداً، كل ذلك بتقدير الله عز وجل، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ثم فصّل هذا السعي المتفرق فقال: (( فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى )). (( فأما من أعطى )) أي: أعطى ما أمر بإعطائه من مال، أو جاه، أو علم. (( واتقى )) اتقى ما أمر باتقائه من المحرمات. (( وصدق بالحسنى )) أي: صدق بالقولة الحسنى وهي قول الله عز وجل، وقول رسوله صلى الله عليه وسلّم، لأن أصدق الكلام، وأحسن الكلام كلام الله عز وجل. (( فسنيسره لليسرى )) السين: هنا للتحقيق أي: أن من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسييسره الله عز وجل لليسرى في أموره كلها، في أمور دينه ودنياه، ولهذا تجد أيسر الناس عملاً هو من اتقى الله عز وجل، من أعطى واتقى وصدق بالحسنى. وكلما كان الإنسان أتقى لله كانت أموره أيسر له. قال تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسًرا )). وكلما كان الإنسان أبعد عن الله كان أشد عسراً في أموره ولهذا قال:(( وأما من بخل )) فلم يعط ما أمر بإعطائه .(( واستغنى )) استغنى عن الله عز وجل، ولم يتق ربه، بل رأى أنه في غنى عن رحمة الله، نسأل الله العافية والسلامة. (( وكذب بالحسنى )) أي: بالقولة الحسنى، وهي قول الله، ورسوله. (( فسنيسره للعسرى )) ييسر للعسرى في أموره كلها، ولكن قد يأتي الشيطان للإنسان فيقول: نجد أن الكفار تيسر أمورهم فيقال: نعم. قد تيسر أمورهم، لكن قلوبهم تشتعل ناراً وضيقاً وحرجاً كما قال تعالى: (( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء )). ثم ما ينعمون به فهو تنعيم جسد فقط، لا تنعيم روح، ثم هو أيضاً وبال عليهم لقول الله تعالى فيهم: (( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين )). وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ). وتلا قوله تعالى: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )). وهؤلاء عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، ومع ذلك فإن هذه الدنيا جنة لهم بالنسبة للآخرة. وقد ذكروا عن ابن حجر العسقلاني شارح البخاري بالشرح الذي سماه " فتح الباري " وكان قاضي القضاة بمصر، أنه مر ذات يوم وهو على عربته تجره البغال والناس حوله، مر برجل يهودي سمان يعني: يبيع السمن والزيت –وتعلمون أن بيّاع السمن والزيت تكون ثيابه وسخة وحاله سيئة-، فأوقف العربة وقال لابن حجر: إن نبيكم يقول: ( الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر )، فكيف أنا أكون بهذه الحال وأنت بهذه الحال؟ فقال له ابن حجر على البديهة: أنا في سجن بالنسبة لما أعدّ الله للمؤمنين من الثواب والنعيم، لأن الدنيا بالنسبة للآخرة ليست بشيء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها )، وأما أنت - يقول لليهودي -: فأنت في جنة بالنسبة لما أعد لك من العذاب إن مت على الكفر فاقتنع بذلك اليهودي وصار ذلك سبباً في إسلامه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. ثم قال عز وجل: (( وما يغني عنه ماله إذا تردى )): يعني أي شيء يغني عنه ماله إذا بخل به وتردى هو. أي: هلك أي شيء يغني المال؟ لا يغني شيئاً. حيث قال الله تبارك وتعالى : (( إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى . وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأولَى )). وقوله عز وجل: (( إن علينا للهدى )): فيه التزام من الله عز وجل أن يبين للخلق ما يهتدون به إليه. والمراد بالهدى هنا: هدى البيان والإرشاد فإن الله تعالى التزم على نفسه بيان ذلك حتى لا يكون للناس على الله حجة وهذا في قوله تعالى: (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده )). إلى أن قال: (( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )). انتبهوا يا إخوان: لا يمكن للعقل البشري أن يستقل بمعرفة الهدى، ولذلك التزم الله عز وجل بأن يبين الهدى له، للإنسان :(( إن علينا للهدى ))، وليُعلم أن الهدى نوعان:
هدى توفيق : فهذا لا يقدر عليه إلا الله.
هدى إرشاد ودلالة، فهذا يكون من الله، ويكون من الخلق: من الرسل ، من العلماء، كما قال الله لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )). أما هداية التوفيق فهي إلى الله لا أحد يستطيع أن يوفق شخصاً إلى الخير، كما قال الله تعالى: (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )). وإذا نظرنا إلى هذه الآية الكريمة (( إن علينا للهدى ))، وجدنا أن الله تعالى بين كل شيء، بين ما يلزم الناس في العقيدة، وما يلزمهم في العبادة، وما يلزمهم في الأخلاق، وما يلزمهم في المعاملات، وما يجب عليهم اجتنابه في هذا كله. حتى قال أبو ذر رضي الله عنه: " لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً ". وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي: " علمكم نبيكم حتى الخراءة، قال: أجل علمنا حتى الخراءة ". يعني: حتى آداب قضاء الحاجة علمها النبي صلى الله عليه وسلّم أمته، ويؤيد هذا قوله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )). (( وإن لنا للآخرة والأولى )) يعني: لنا الآخرة والأولى. الأولى متقدمة على الآخرة في الزمن، لكنه في هذه الآية أخرها فلماذا؟ نقول لفائدتين: الفائدة الأولى: معنوية. الفائدة الثانية: لفظية.أما المعنوية : فلأن الآخرة أهم من الدنيا، ولأن الآخرة يظهر فيها ملك الله تعالى تماماً. في الدنيا هناك رؤساء، وهناك ملوك، وهناك أمراء يملكون ما أعطاهم الله عز وجل من الملك، لكن في الآخرة لا ملك لأحد (( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )). فلهذا قدم ذكر الآخرة من أجل هذه الفائدة المعنوية. أما الفائدة اللفظية: فهي مراعاة الفواصل يعني: أواخر الآيات كلها كما ترون آخرها ألف: (( والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى ))، ولو قال: إن لنا للأولى والآخرة، اختلفت رؤوس الآيات، فمن ثم قال: (( وإن لنا للآخرة والأولى )). هنا يتبين أن الله عز وجل قال: (( إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى )) فما الفرق؟ الفرق: أن الهدى التزم الله تعالى ببيانه وإيضاحه للخلق، أما الملك فهو لله ملك الآخرة والأولى، ولهذا قال: (( وإن لنا للآخرة والأولى )). ثم قال عز وجل: (( فأنذرتكم نارًا تلظى )): (( فأنذرتكم )) يعني: خوفتكم. والنار: يعني بها نار الآخرة. (( تلظى )): تشتعل، ولها أوصاف كثيرة في القرآن والسنة، أجارنا الله وإياكم منها. (( لا يصلاها إلا الأشقى )) يعني: لا يحترق بها :(( إلا الأشقى )) يعني الذي قدرت له الشقاوة، والعياذ بالله. والشقاوة ضد السعادة لقوله تعالى: (( فأما الذين شقوا ففي النار )). وقوله: (( وأما الذين سعدوا ففي الجنة )). فالمراد بالأشقى يعني: الذي لم تكتب له السعادة، هذا هو الذي يصلى النار التي تلظى. ثم بين هذا بقوله: (( الذي كذب وتولى )): التكذيب في مقابل الخبر، والتولي في مقابل الأمر والنهي. فهذا كذب الخبر ولم يصدق، قيل له: إنك ستبعث. قال: لا أبعث. قيل له: هناك جنة ونار. قال: ما هناك جنة ونار. قيل له: سيكون كذا وكذا، قال: ما يكون. هذا تكذيب. (( تولى )) يعني أعرض عن طاعة الله، وأعرض عما جاءت به رسله، فهذا هو الشقى، أعاذنا الله وإياكم من الشقاوة. (( وسيجنبها )) أي: يجنب هذه النار التي تلظى (( الأتقى )) والأتقى اسم تفضيل من التقوى يعني: الذي اتقى الله تعالى حق تقاته. (( الذي يؤتي ماله يتزكى )) يعني: يعطي ماله من يستحقه على وجه يتزكى به، أي: يتطهر به، قال الله تعالى: (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم )). فقوله: (( الذي يؤتي ماله يتزكى )) يفيد أنه لا يبذر ولا يبخل، وإنما يؤتي المال على وجه يكون به التزكية، وضابط ذلك ما ذكره الله في سورة الفرقان (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً ))، نجد بعض الناس يعطيه الله مالاً، ولكن يبخل يقتِّر حتى الواجب عليه لزوجته وأولاده وأقاربه لا يقوم به. ونرى بعض الناس قدر الله عليه الرزق وضيق عليه بعض الشيء، ومع هذا يذهب يتدين من الناس من أجل أن يكمل بيته حتى يكون مثل: بيت فلان وفلان، أو من أجل أن يشتري سيارة فخمة كسيارة فلان وفلان، وكلا المنهجين والطريقين منهج باطل. الأول: قصر. والثاني: أفرط. والواجب على الإنسان أن يكون إنفاقه بحسب حاله، فإن قال قائل: هل يجوز أن يتدين الإنسان ليتصدق؟ فالجواب: لا. لأن الصدقة تطوع، والتزام الدّين خطر عظيم، لأن الدين ليس بالأمر الهين، فالإنسان إذا مات فإن نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه، وكثير من الورثة لا يهتم بدين الميت، تجده يتأخر يماطل وربما لا يوفيه - نسأل الله السلامة -، وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قدمت إليه الجنازة سأل هل عليه دين له وفاء؟ فإن قالوا لا، قال: ( صلوا على صاحبكم )، وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء إلا الدين، فالدين أمره عظيم، لا يجوز للإنسان أن يتهاون به. ثم قال: (( وما لأحد عنده من نعمة تجزى )): يعني أنه لا يعطي المال مكافأة على نعمة سابقة من شخص فليس لأحد عليه فضل حتى يعطيه مكافأة، ولكنه يعطي ابتغاء وجه الله. ولهذا قال: (( إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى )): فهو لا ينفق إلا طلب وجه الله، أي طلب الوصول إلى دار كرامة الله التي يكون بها رؤية الله عز وجل. (( ولسوف يرضى )) يعني سوف يرضيه الله عز وجل بما يعطيه من الثواب الكثير وقد بين الله ذلك في قوله: (( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )). نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء البررة الأطهار الكرام، إنه على كل شيء قدير.

يامن عدى ثم اعتدى ثم اقترف**** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشِر بقول الله في تنزيله**** ان ينتهو يغفر لهم ماقد سلف
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:19 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى