رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
19-06-2015, 10:23 AM
تفسير {5_7}
{5} {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} .
يخبر تعالى عن جهل المشركين، وشدة ضلالهم، أنهم {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}
أي: يميلونها {لِيَسْتَخْفُوا} من الله، فتقع صدورهم حاجبة لعلم الله بأحوالهم، وبصره لهيئاتهم.
قال تعالى -مبينا خطأهم في هذا الظن- {أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} أي: يتغطون بها، يعلمهم في تلك الحال، التي هي من أخفى الأشياء.
بل {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ} من الأقوال والأفعال {وَمَا يُعْلِنُونَ} منها، بل ما هو أبلغ من ذلك،
وهو: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} أي: بما فيها من الإرادات، والوساوس، والأفكار، التي لم ينطقوا بها،
سرا ولا جهرا، فكيف تخفى عليه حالكم، إذا ثنيتم صدوركم لتستخفوا منه.
ويحتمل أن المعنى في هذا أن الله يذكر إعراض المكذبين للرسول الغافلين عن دعوته،
أنهم -من شدة إعراضهم- يثنون صدورهم، أي: يحدودبون حين يرون الرسول صل الله عليه وسلم لئلا يراهم ويسمعهم دعوته،
ويعظهم بما ينفعهم، فهل فوق هذا الإعراض شيء؟ "
ثم توعدهم بعلمه تعالى بجميع أحوالهم، وأنهم لا يخفون عليه، وسيجازيهم بصنيعهم.
{6} {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} .
أي: جميع ما دب على وجه الأرض، من آدمي، أو حيوان بري أو بحري، فالله تعالى قد تكفل بأرزاقهم وأقواتهم، فرزقها على الله.
{وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} أي: يعلم مستقر هذه الدواب، وهو: المكان الذي تقيم فيه وتستقر فيه،
وتأوي إليه، ومستودعها: المكان الذي تنتقل إليه في ذهابها ومجيئها، وعوارض أحوالها.
{كُلِّ} من تفاصيل أحوالها {فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} أي: في اللوح المحفوظ المحتوي على جميع الحوادث الواقعة،
والتي تقع في السماوات والأرض. الجميع قد أحاط بها علم الله، وجرى بها قلمه، ونفذت فيها مشيئته، ووسعها رزقه،
فلتطمئن القلوب إلى كفاية من تكفل بأرزاقها، وأحاط علما بذواتها، وصفاتها.
{7 } {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا
وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ } .
يخبر تعالى أنه {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة
{و} حين خلق السماوات والأرض {كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} فوق السماء السابعة.
فبعد أن خلق السماوات والأرض استوى عليه، يدبر الأمور، ويصرفها كيف شاء من الأحكام القدرية،
والأحكام الشرعية.
ولهذا قال: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا} أي: ليمتحنكم، إذ خلق لكم ما في السماوات والأرض بأمره ونهيه، فينظر أيكم أحسن عملا.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "أخلصه وأصوبه"
قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه"؟.
فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا، لم يقبل.
وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا.
والخالص: أن يكون لوجه الله، والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة،
وهذا كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} .
وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنزلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
فالله تعالى خلق الخلق لعبادته ومعرفته بأسمائه وصفاته، وأمرهم بذلك،
فمن انقاد، وأدى ما أمر به، فهو من المفلحين، ومن أعرض عن ذلك، فأولئك هم الخاسرون،
ولا بد أن يجمعهم في دار يجازيهم فيها على ما أمرهم به ونهاهم.
من مواضيعي
0 غبت عن نفسي
0 أترك يدي _ جمانة القصاب
0 إحساس رائع _ كتاب كوني صحابية
0 رحلة شهر رمضان ♥
0 حدثوني عن الجنة
0 للرفيقة أنتِ ( يستحق المشاهدة)
0 أترك يدي _ جمانة القصاب
0 إحساس رائع _ كتاب كوني صحابية
0 رحلة شهر رمضان ♥
0 حدثوني عن الجنة
0 للرفيقة أنتِ ( يستحق المشاهدة)
التعديل الأخير تم بواسطة محبة الشهادة ; 19-06-2015 الساعة 11:40 AM