تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى القرآن الكريم > قسم التفسير

> مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2012
  • الدولة : بَيْنَ البَشَر
  • العمر : 30
  • المشاركات : 1,982

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • عفة will become famous soon enough
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
21-06-2015, 02:57 PM

مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ
يقول تعالى " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا " .
أي: كل إرادته, مقصورة على الحياة الدنيا, وعلى زينتها, من النساء, والبنين, والقناطير المقنطرة, من الذهب, والفضة, والخيل المسومة, والأنعام والحرث.
قد صرف رغبته, وسعيه, وعمله, في هذه الأشياء, ولم يجعل لدار القرار من إرادته, شيئا.
فهذا لا يكون إلا كافرا, لأنه لو كان مؤمنا, لكان ما معه من الإيمان, ما يمنعه أن تكون جميع إرادته للدار الدنيا.
بل نفس إيمانه وما تيسر له من الأعمال, أثر من آثار إرادته الدار الآخرة.
ولكن هذا الشقي, الذي كأنه خلق للدنيا وحدها " نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا " أي: نعطيهم ما قسم لهم, في أم الكتاب من ثواب الدنيا.
" وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ " أي: لا ينقصون شيئا, مما قدر لهم, ولكن هذا منتهى نعيمهم.




  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2012
  • الدولة : بَيْنَ البَشَر
  • العمر : 30
  • المشاركات : 1,982

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • عفة will become famous soon enough
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
21-06-2015, 02:59 PM

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ


" أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ " خالدين فيها أبدا, لا يفتر عنهم العذاب, وقد حرموا جزيل الثواب.
" وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا " أي: في الدنيا, أي, بطل واضمحل ما عملوه مما يكيدون به الحق وأهله, وما عملوه من أعمال الخير, التي لا أساس لها, ولا وجود لشرطها, وهو الإيمان.




  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2012
  • الدولة : بَيْنَ البَشَر
  • العمر : 30
  • المشاركات : 1,982

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • عفة will become famous soon enough
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
21-06-2015, 03:01 PM

أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ




يذكر تعالى, حال رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, ومن قام مقامه, من ورثته القائمين بدينه, وحججه الموقنين بذلك, وأنهم لا يوصف بهم غيرهم ولا يكون أحد مثلهم فقال: " أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ " بالوحي الذي أنزل الله فيه المسائل المهمة, ودلائلها الظاهرة, فتيقن تلك البينة.
" وَيَتْلُوهُ " أي: يتلو هذه البينة والبرهان, برهان آخر " شَاهِدٌ مِنْهُ " وهو شاهد الفطرة المستقيمة, والعقل الصحيح حين شهد حقيقة, ما أوحاه الله وشرعه, وعلم بعقله حسنه, فازداد بذلك, إيمانا إلى إيمانه.
ثم شاهد ثالث " وَمِنْ قَبْلِهِ " وهو " كِتَابُ مُوسَى " التوراة, التي جعلها الله " إِمَامًا " للناس " وَرَحْمَةٌ " لهم, يشهد لهذا القرآن بالصدق, ويوافقه فيما جاء به من الحق.
أي: أفمن كان بهذا الوصف, قد تواردت عليه شواهد الإيمان, وقامت لديه, أدلة اليقين, كمن هو في الظلمات والجهالات, ليس بخارج منها؟!.
لا يستوون عند الله, ولا عند عباد الله.
" أُولَئِكَ " أي: الذين وفقوا لقيام الأدلة عندهم.
" يُؤْمِنُونَ بِهِ " أي: بالقرآن خقيقة, فيثمر لهم إيمانهم, كل خير في الدنيا والآخرة.
" وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ " أي: سائر طوائف أهل الأرض, لمتحزبة على رد الحق.
" فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ " لا بد, من وروده إليها " فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ " .
أي: في أدنى شك " مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ " .
إما جهلا منهم, وضلالا.
وإما ظلما وعنادا, وبغيا.
وإلا, فمن كان قصده حسنا, وفهمه مستقيما, فلا بد أن يؤمن به, لأنه يرى, ما يدعوه إلى الإيمان من كل وجه.

[ تفسير السعدي ]




  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
21-06-2015, 09:52 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى أن يسمح لي الإخوة والأخوات.
أن أدرس سورة هود هذه المرة من جهة أخرى
وهي الناحية البلاغية.
فقد تعلمتُ أن أرباب البلاغة ذهبوا أن هذه السورة كغيرها من سور القرآن الكريم
احتشدت فيها طرائق وأساليب البيان العربي غاية في الإبلاغ
وعلينا النظر قليلاً في سياق آياتها
وكما أخذنا ذلك من أهل العلم مباشرة، حين درّسونا أساليب القرآن وفق علوم البلاغة الثلاثة: المعاني ــ البيان ــ البديع.
ولنأخذ هذه الآيات كمثال:
قال تعالى:
"الر كتابٌ أُحكمت آياتُه ثم فصّلت من لدن حكيمٍ خبيرٍ ، ألاّ تعبدوا إلاّ الله إنني لكم منه نذيرٌ وبشيرٌ، وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتّعكم متاعا حسنًا إلى أجلٍ مسمىًّ ويؤتِ كل ذيفضلٍ فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير" سورة هود 1ـ 3
علينا أن نتمعن قليلاً فيما سبق من الآيات الثلاث.
وعندما نسقط ما تعلمناه في البلاغة يتبادر إلى أذهاننا ما يلي:
نجد أن السورة بدأت ببراعة الاستهلال: وذلك أن أول الكلام دالٍ على ما يناسب حال المتكلم ومتضمن ما سيق الكلام له و لأجله، وذلك من غير تصريح بل بألطفِ إشارةٍ
وعندما ننتقل رويدًا رويدًا نجد ما يُعرف بالطباق: بين " أحكمت " و " فصلت "؛ لأن المعنى أحكمها، حكيمٌ، وفصّلها - أي بيّنها وشرحها - خبيرٌ عالمٌ وعلى علم تامٍّ بكيفيات الأمور.
كما نلاحظ أن فيها الاختصاص وذلك بالتقديم في قوله جلّ في علاه ( إنني لكم منه ): فـقدم ضميرهم فقال: (لكم منه) أي خاصة.
ونلاحظ كذلك ما يعرف بالإيماء: الذي أغنى عن الكشف، ففي قوله تعالى: (ألاّ تعبدوا إلاّ الله إنني لكم منه نذير)
وبشير، وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) إشارة بإيماء إلى فصول ثلاثة يدور عليها القرآن الكريم، وهي: فصل الأمور الإلهية، وفصل الرسالة، وفصل التكاليف، فأما الأول الذي يندرج تحت الأمور الإلهية العقدية فأشار إليه قوله عز من قائل: (ألا تعبدوا إلا الله).
وأما الفصل الثاني فصل الرسالة فقد أشار إليه قوله سبحانه: (إنني لكم نذير وبشير)، وأما فصل الثالث الذي هو فصل التكاليف فأشار
إليه قوله جلّ في علاه: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه).
كما لو تمعنا النظر لوجدنا في الآيات السابقة الذكر ما أتفق على تسميته
بجناس الاشتقاق: وذلك في قوله تعالى ( كل ذي فضل فضله ) فأهل العلم أشاروا أن الفضل الأول: هو العمل، و الفضل الثاني: فالمقصود منه الأجر والثواب
وهذا ما تعلمناه إن لم تخذلنا ذكرتنا.
اللهم ألهمني الصواب.
تحياتي


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية new-tech
new-tech
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2012
  • المشاركات : 1,495
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • new-tech will become famous soon enough
الصورة الرمزية new-tech
new-tech
عضو متميز
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
21-06-2015, 10:35 PM



حال المؤمنين والكافرين في الدنيا والآخرة



{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(18)الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ(19)أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ(20)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(21)لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ(22)إِنَّ الَّذِينَ ءامنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(23)مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا أَفلا تَذَكَّرُونَ(24)}



{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} أي لا أحد أطغى ولا أظلم ممن اختلق الكذب على الله بنسبة الشريك والولد إِليه

{أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ} أي يُعرضون يوم القيامة في جملة الخلق على خالقهم ومالكهم

{وَيَقُولُ الأشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} أي ويقول الخلائق والملائكة الذين يشهدون على أعمالهم هؤلاء الذين كذبوا على الله، والغرضُ فضيحتهم في الدار الآخرة على رؤوس الأشهاد والتشهيرُ بهم خزياً ونكالاً

{أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} لظلمهم وافترائهم على الله، واللعنةُ: الطرد من رحمة الله {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}

أي يمنعون الناس عن اتِّباع الحق، وسلوك سبيل الهدى الموصل إِلى الله {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} أي ويريدون أن تكون السبيل معوّجة أي يبغون أن يكون دين الله معوجاً على حسب أهوائهم {وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} أي جاحدون بالآخرة منكرون للبعث والنشور {أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ} أي ليسوا مفلتين من عذاب الله وإِن أمهلهم {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ} أي ليس لهم من يتولاهم أو يمنعهم من عذاب الله

{يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ} جملة مستأنفة أي يضاعف عليهم العذاب بسبب إِجرامهم وطغيانهم {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ} أي سبب تشديد العذاب ومضاعفته عليهم أن الله جعل لهم سمعاً وبصراً، ولكنهم كانوا صُماً عن سماع الحق، عمياً عن اتباعه، فلم ينتفعوا بما منحهم الله من حواس {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ} أي خسروا سعادة الدنيا والآخرة، وخسروا راحة أنفسهم لدخولهم نار جهنم

{وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} أي وغاب عنهم ما كانوا يزعمونه من شفاعة الآلهة {لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ} أي حقاً إِنهم يوم القيامة من أخسر الناس، ولا ترى أحداً أبينَ خسراناً منهم، لأنه آثروا الفانية على الباقية، واستعاضوا عن الجِنان بلظى النيران، ثم لما ذكر تعالى حال الكفار الأشقياء، ذكر حال المؤمنين السعداء فقال {إِنَّ الَّذِينَ ءامنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} أي جمعوا مع الإِيمان والعمل الصالح الإِخبات: وهو الاطمئنان إِليه سبحانه والخشوع له والانقطاع لعبادته

{أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أي منعّمون في الجنة لا يخرجون منها أبداً {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ} أي فريق المؤمنين وفريق الكافرين {كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ} قال الزمخشري: شبَّه فريق الكافرين بالأعمى والأصم، وفريق المؤمنين بالبصير والسميع، وهو من اللفّ والطباق والمعنى حال الفريقين العجيب كحال من جمع بين العمى والصمم، ومن جمع بين السمع والبصر {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً} الاستفهام إِنكاري أي لا يستويان مثلاً فليس حال من يبصر نور الحق ويستضيء بضيائه كحال من يخبط في ظلمات الضلالة ولا يهتدي إِلى سبيل السعادة {أَفلا تَذَكَّرُونَ} أي أفلا تعتبرون وتتعظون؟ والغرض التفريق بين أهل الطاعة والإِيمان، وأهل الجحود والعصيان.

  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
22-06-2015, 09:25 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكما هو متعارف عليه أن فهم ما جاء في القرآن الكريم، ينبغي على المرء أن يستخدم الكثير من العلوم في دراسة النص القرآني دراسة جيدة.
أرى أن بعض الإخوة والأخوات سلكوا طريق التفسير المتعارف عليه في أُمّات كتب التفسير وهم مشكورون على ذلك.
وبما أن القرآن بحر ذو أغوار سحيقة أرتأيتُ أن أسلك طريقًا آخر.
وذلك الطريق هو الطريق البلاغي.
وبعد أن درستُ ما تكلم عنه أهل البلاغة حول البلاغة القرآنية.
وكما هو معلوم أن علوم البلاغة ثلاث، وهي: علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع.
وتعالوا نقوم بتحليل بعض آيات سورة هود لنستخرج منها الأساليب البلاغية.
وأبدأ وإياكم بعلم المعاني.
تكلم البلاغيون عن الاستفهام وفصّلوه تفصيلاً.
فذروني أستخرج وإياكم ضروب الاستفهام من بعض الآيات ونقرأ ما يلي:
ــــ ( فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون؟)
قال عنه أرباب البلاغة على أنه ( استفهام) جاء بمعنى الأمر .
وكأنني نفهم أي: (فأسلموا )
وهذا هو الذي يقال عنه:
استفهام الأمر.
ولأواصل معكم ونمر إلى استفهام آخر، ولنا أن نقرأ ما يلي:
ــــ (أ نلزمكموها وأنتم لها كارهون؟)
ونقرأ:
(قال يا قوم أ رهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا؟ إن ربي بما )
تعملون محيط )

وكذلك نقرأ:
( قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أ ليس منكم رجل رشيد؟)
ذهب أهل العلم أن في سياق الآيات الآنفة الذكر، أن الاستفهام هنا جاء بحرف الاستفهام الذي هو الهمزة.
وكما تعلمنا أن جل الاستفهام بالهمزة يأتي للإنكار .
ثم أن أهل العلم عرّفوا الإستفهام الإنكاري على أن المراد به إنما هو النفي، وما بعده منفي وكثيرًا ما يصحبه التكذيب.
فإن كان الأسلوب في الماضي جاء الإستفهام الإنكاري بمعنى ( لم يكن ) أو ( لم يحدث )، وإن الأسلوب في المستقبل جاء الاستفهام الإنكاري بمعنى ( لا يكون ) أو ( لا يحدث).
ولنا أن نقيس على ذلك الآيات السابقة لنتأكد من ذلك.
إذًا فهذا الأسلوب يقال عنه:
الاستفهام الإنكاري.
ثم نمُرُّ إلى أسلوب آخر، ونقرأ معًا ما يلي:
ــ ( قالت يا ويلتا أ ألد وأنا عجوز؟)
يتبادر إلى أذن وذهن السامع هنا أن زوج إبراهيم الخليل ـــ على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ـــ كما قال عنها الرواة أنها( سارة )، نجد أن استفهامها كان استفهامًا تعجبيًّا من بشارة الملائكة لإبراهيم بإسحاق، ثم من ورائه يعقوب عليهما السلام.
وكذلك حين نقرأ الآية الكريمة:
(أ تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟ وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب)
فإننا نلاحظ أن استفهام قوم صالح عليه السلام كان استفهامًا تعجبيًّا.
وهذا الأسلوب يقول عنه أهل البلاغة إنه:
الاستفهام التعجبي
ويؤتى به وذلك للتعجب وكأن الأمر لا يُصدق.
اكتفي بهذا، وبإذن الله أواصل مع الإخوة والأخوات. فما زال هناك أساليب للاستفهام، وكذلك أساليب بلاغية أخرى في سورتنا المباركة هذه.
تحياتي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محبة الشهادة
محبة الشهادة
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 13-06-2013
  • الدولة : فلسطين ,غزة,
  • المشاركات : 6,406

  • وسام ذكرى المولد 

  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • محبة الشهادة has a spectacular aura aboutمحبة الشهادة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية محبة الشهادة
محبة الشهادة
مشرفة سابقة
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
22-06-2015, 09:33 AM
ما شاء الله عليكم



  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية new-tech
new-tech
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2012
  • المشاركات : 1,495
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • new-tech will become famous soon enough
الصورة الرمزية new-tech
new-tech
عضو متميز
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
22-06-2015, 11:17 PM






قصة نوح عليه السلام مع قومه



{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ(25)أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ(26)فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ(27)قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ(28)وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءامنوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ(29)وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ(30)وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمْ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنْ الظَّالِمِينَ(31)}



{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} أي أرسلناه رسولاً إلى قومه بعد أن امتلأت الأرض بشركهم وشرورهم {إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} أي بأني منذرٌ لكم ومخوّف من عذاب الله إن لم تؤمنوا

{أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ} أي أرسلناه بدعوة التوحيد وهي عبادة الله وحده {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} أي إني أخاف عليكم إن عبدتم غيره عذاب يوم شديد مؤلم

{فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ} أي قال السادة والكبراء من قوم نوح {مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا} أي ما نراك إلا واحداً مثلنا ولا فضل لك علينا، قال الزمخشري: وفيه تعريضٌ بأنهم أحقُّ منه بالنبوة، وأن الله لو أراد أن يجعلها في أحدٍ من البشر لجعلها فيهم

{وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} أي وما اتبعك إلا سفلةُ الناس، قال ابن جزي: وإنما وصفوهم بذلك لفقرهم جهلاً منهم واعتقاداً بأن الشرف هو بالمال والجاه، وليس الأمر كذلك، بل المؤمنون أشرف منهم على فقرهم وخمولهم {بَادِي الرَّأْيِ} أي في ظاهر الرأي من غير تفكر أو رويّة { وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ} أي وما نرى لك ولأتباعك من مزية وشرف علينا يؤهلكم للنبوة، واستحقاق المتابعة

{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} أي بل نظنكم كاذبين فيما تدعونه، أرادوا أن يحجوا نوحاً من وجهين: أحدهما: أن المتبعين له أراذل القوم ليسوا قدوة ولا أسوة، والثاني: أنهم مع ذلك لم يتَروَّوا في اتّباعه، ولا أمعنوا الفكر في صحة ما جاء به، وإنما بادروا إلى ذلك من غير فكرة ولا رويّة، وغرضُهم ألا تقوم الحجة عليهم بأن منهم من آمن به وصدّقه {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} تلطف معهم في الخطاب لاستمالتهم إلى الإِيمان أي قال لهم نوح: أخبروني يا قوم إن كنتُ على برهان وأمرٍ جليٍّ من ربي بصحة دعوايَ {وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ} أي ورزقني هداية خاصة من عنده وهي النبوة

{فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} أي فخفي الأمر عليكم لاحتجابكم بالمادة عن نور الإِيمان {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} أي أنكرهكم على قبولها ونجبركم على الاهتداء بها والحال أنكم كارهون منكرون لها؟ والاستفهام للإِنكار أي لا نفعل ذلك لأنه لا إكراه في الدين

{وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً} أي لا أسألكم على تبليغ الدعوة أجراً، ولا أطلب على النصيحة مالاً حتى تتهموني { إِنْ أَجْرِي إِلا عَلَى اللَّهِ} أي ما أطلب ثوابي إلا من الله فإنه هو الذي يثيبني ويجازيني {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءامنوا} أي ولست بمبعد هؤلاء المؤمنين الضعفاء عن مجلسي، ولا بطاردهم عني كما طلبتم

{ إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} أي إنهم صائرون إلى ربهم، وفائزون بقربه فكيف أطردهم؟ {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} أي ولكنكم قوم تجهلون قدرهم فتطلبون طردهم، وتظنون أنكم خير منهم {وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ} أي من يدفع عني عقاب الله إن ظلمتهم وطردتهم؟

{أَفَلا تَذَكَّرُونَ} أي أفلا تتفكرون فتعلمون خطأ رأيكم وتنزجرون عنه؟ {وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ} أي لا أقول لكم عندي المال الوافر الكثير حتى تتبعوني لغناي

{وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} أي ولا أقول لكم إني أعلم الغيب حتى تظنوا بي الربوبية {وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} أي ولا أقول لكم إني من الملائكة أُرسلت إليكم فأكون كاذباً في دعواي {وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمْ اللَّهُ خَيْرًا} أي ولا أقول لهؤلاء الضعفاء الذين ءامنوا بي واحتقرتموهم لفقرهم لن يمنحهم الله الهداية والتوفيق {اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ} أي أعلم بسرائرهم وضمائرهم {إِنِّي إِذًا لَمِنْ الظَّالِمِينَ} أي إني إن قلت ذلك أكون ظالماً مستحقاً للعقاب.




الموسوعة الاسلامية المعاصرة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية new-tech
new-tech
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2012
  • المشاركات : 1,495
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • new-tech will become famous soon enough
الصورة الرمزية new-tech
new-tech
عضو متميز
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
22-06-2015, 11:20 PM




موقف المشركين من قوم نوح في العناد والتكذيب



{قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(32)قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ(33)وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(34)أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ(35)}



{قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} أي قال قوم نوح لنوحٍ عليه السلام: قد خاصمتنا فأكثرتَ خصومتنا {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} أي فائتنا بالعذاب الذي كنت تعدنا به إن كنت صادقاً في ما تقول {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ} أي أمر تعجيل العذاب إليه تعالى لا إليَّ فهو الذي يأتيكم به إن شاء {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي ولستم بفائتين الله هرباً لأنكم في ملكه وسلطانه

{وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ} أي ولا ينفعكم تذكيري إياكم ونصحي لكم {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} أي إن أراد الله إضلالكم وهو جواب لما تقدم والمعنى ماذا ينفع نصحي لكم إن أراد الله شقاوتكم وإضلالكم؟

{هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أي هو خالقكم والمتصرف في شئونكم، وإليه مرجعكم ومصيركم فيجازيكم على أعمالكم {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} أي أيقول كفار قريش اختلق محمد هذا القرآن من عند نفسه {قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي} أي قل لهم يا محمد إن كنت قد افتريتهذا القرآن فعليَّ وزري وذنبي، ولا تؤاخذون أنتم بجريرتي {وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ} أي وأنا بريءٌ من إجرامكم بكفركم وتكذيبكم، والآية اعتراضٌ بين قصة نوح للإِشارة إلى أن موقف مشركي مكة كموقف المشركين من قوم نوح في العناد والتكذيب.



الموسوعة الاسلامية المعاصرة
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مَرْفَاٌ الفَوائْد لِسورَةِ هودِ ~ دَوْرَةُ تحْفِيظِ سورَةِ هودِ ~
23-06-2015, 12:37 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكما وعدتُ.
هاأنذا عدتُ
ثم لنقرأ وإياكم ما يلي:
ثم لنتأمل هذه الآية كذلك:
ــ (قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أ ليس الصبح بقريب؟ )
فالاستفهام هنا هو استفهام العالم والعارف بالشيء، وهو يعلم بل متأكدٌ ومقرٌّ بمعرفته.
وهذا النوع من الاستفهام سموه أرباب البلاغة بـ
( الاستفهام التقريري )
وهو طالبة المخاطب أن يقرَّ بِما يُسأَلُ عنه نفياً أو إثباتا، لأي غرض من الأغراض.
ففي الآية السابقة
وكأنه تحميل المخاطب بأن يقرّ ويقول: بل هو قريب .
وكما ذكرتُ أن ارباب البلاغة سموا مثل هذا الأسلوب على أنه:
الاستفهام التقريري.
ولأنتقل بكم إلى أسلوبٍ آخر من الاستفهام.
نقرأ معًا هذه الآية:
ــ ( ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون)
لننظر إلى هذه الجملة ( ليقولن ما يحبسه؟). أي مالذي يحبسه عنا؟.. وهو استفهام عن سبب حبس العذاب عنهم.
نلاحظ أنه استفهام تهكمٍ .
وكأن قوم هود يذهبون إلى الاستعجال مطلبًا يسألون فيه عن موانع نزول العذاب وأسباب حبسه تكذيباً
مبالغاً، واستهزاءً في تهكمٍ.
وهذا ما عرّفه أرباب البلاغة بـ
الاستفهام التكذيبي
ولنا أن نقرأ الآية:
ـــ ( قال يا قوم أ رأيتم إن كنت على بينة من ربي؟ ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)
فنلاحظ هنا استفهمامًا آخر .. قالوا عنه أهل العلم أنه:
الاستفهام التنبيهي. أو لنقول: استفهام تنبيه.
ثم نقرأ قوله:
ـــ ( قالوا يا شعيب أ صلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد اباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟ إنك لأنت الحليم الرشيد)
فأهل البلاغة ذهبوا إلى أن إطلاق اسم الملزوم وإرادة اللازم؛ لأن الاستفهام عن الشيء يستلزم الحهل به، وبفائدته ،
والجهل به يستلزم التهكم به.
كما نراه في هذه الآية.. وهو ما يعرف بـ
الاستفهام التهكمي.
ثم لنقرأ قوله تعالى:
ـــ ( قال يا قوم أ رأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته؟ فما تزيدونني غير تخسير)
فـ ( فمن ينصرني من الله إن عصيته؟) نلاحظ فيه استفهام.
قالوا عنه إنه:
الاستفهمام التنبيهي.
ثم نقرأ قوله تعالى:
ـــ ( قالوا أ تعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت؟ إنه حميد مجيد )
قيل عنه أنه استفهام يراد به الإنشاء.
نلاحظ فيه أسلوب النفي جاء بصيغة التعجب.
فهذا الاستفهام قالوا عنه إنه:
استفهام النفي.
اكتفي بهذا.
وإلى اللقاء في مداخلة أخرى نتدارس فيها عن أساليب بلاغية أخرى في سورة هود.
تحياتي

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:30 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى